بنت حماه البلد
كاتب محترف
أجرى موقع "فيس بوك" مؤخرًا عدة تعديلات على طريقة عرض مقاطع الفيديو الخاصة به، تسمح بعرض المقاطع تلقائيًّا أثناء تصفح الموقع ولكن دون صوت؛ ليتمكن المشاهد من معرفة ما بداخل الفيديو دون الدخول عليه، فى خطوة وصفها جمهور السوشال ميديا بأنها محاولة لسحب البساط من "يوتيوب" وإجبار مستخدميه على عدم نشر مقاطعه على صفحات الموقع وتفضيل رفعها على "فيس بوك"؛ لما يحققه من تفاعل أكبر مما تحققه مقاطع اليوتيوب التى يقوم المستخدمون بنشرها.
من جانبه قال عمرو كيلانى، إخصائى الديجيتال ميديا بوكالة "Brand Worx" للدعاية والإعلان، إنه فى ظل استحواذ "يوتيوب" على الحصة الكبرى من مشاهدى مقاطع الفيديو على الإنترنت، حاول موقع "فيس بوك" منافسته فى هذا المجال مؤخرًا من خلال تشجيع جمهوره على مشاهدة المقاطع المنشورة من الجمهور دون الحاجة إلى الدخول عليها.
وأشار إلى أن موقع "فيس بوك" أضاف بعض الخواص لمقاطع الفيديو، مثل إتاحة الفرصة لعمل إعلانات فيديو، مع توفير كل الإحصائيات والمعلومات الخاصة بالفيديو الذى يستخدم فى الدعاية ليتمكن المعلِن من تحديد مدى تفاعل الجمهور معه.
ولفت إلى أن "فيس بوك" أضاف بعض المزايا للمقاطع المصوَّرة مثل تشغيلها أوتوماتيكيًّا، لكن دون صوت لتقلل من استهلاك المشاهد للإنترنت إذا لم يرغب فى مشاهدة المقطع كاملًا، لكنها أتاحت له فى الوقت نفسه فرصة التعرف على ما يدور داخل الفيديو قبل أن يتخذ القرار النهائى بالدخول عليه، مؤكدًا أن هذه الميزة ستلفت نظر الجمهور تجاه المقطع بشكل أكبر من السابق، ومن ثم سترتفع نسبة مشاهدته.
وأكد أن معظم معلنى الأون لاين سيعتمدون على إعلانات الفيديو عبر الفيس بوك خلال الفترة المقبلة بعد التعديلات الأخيرة، لافتًا إلى أن "فيس بوك" نجح فى استغلال شعبيته ونسبة الزيارات الهائلة التى يحققها يوميًّا فى جذب مستخدمى "يوتيوب" نحوه، خاصة من المعلنين، مشيرًا إلى أن هذه الخاصية ستلقى اهتمامًا من المعلنين أكبر من الجمهور العادى؛ لأنها ستحقق لهم إفادة فى عملهم.
وأوضح أن مستخدمى خاصية الربح من نشر مقاطع "يوتيوب" لن يتأثروا بتلك الخدمة، وأن مشاهدة مقاطع الفيديو على الإنترنت سوق كبيرة لا يمكن أن تحتمل موقعًا واحدًا، ولذلك سيظل "يوتيوب" محتفظًا بجمهوره.
وأوضح رياض الطويل، شريك مؤسس بشركة سمارت ايفنتشر للتسويق الإلكترونى، مؤسس موقعي "ترافيل يالا" و"درايف يالا"، أن إعلانات الفيس بوك تنقسم لأربعة أنواع، إعلان يظهر على التايم لاين بأجهزة للمتصفحين من أجهزة اللاب توب، وإعلانات تظهر على الموبايل فقط، وأخرى تظهر على الموبايل واللاب توب وأجهزة الديسك توب، وإعلانات تظهر على تطبيق الفيس بوك.
وأشار إلى أن إعلانات الفيديو بالفيس بوك قبل التحديث الجديد كانت أقل أهمية، موضحًا أن معظم الجمهور لم يكن مهتمًّا بتشغليها، إما خوفًا على باقة الإنترنت، أو لعدم اهتمامه بها، ومع تفعيل خاصية تشغيل الفيديوهات تزايدت نسب مشاهدتها.
وأكد أن التعرض للرسالة لا يجذب الانتباه إلا إذا كانت أول ثمانى ثوانٍ تعتمد على أسلوب تشويقى جاذب، ولذلك يحرص الكثير فى إعلانات الفيس بوك على التركيز على تشويق الجمهور فى هذه الفترة الزمنية.
ويرى الطويل أن التحديث الجديد لن يؤثر على استهداف المعلن للجمهور، مشيرًا إلى أن المعلن هو الذى يحدد حجم الجمهور المستهدَف على الفيس بوك ويوجه إليه إعلانه، فإما أن يكون إعلانًا يخاطب كل الفئات أو إعلانًا يستهدف فئات بعينها
