الرجل مسؤول عن نصف التركيب الوراثيّ للحمل

لورنس

كاتب جيد جدا
الحيوان المنويّ الخليّة المنويّة Sperm Cell أو ما يسمّى بـالنِطاف Spermatozoa هي الخلية التناسلية الذكرية، إذ يبلغ طول الخليّة الناضجة 05. ملليلتر، وتُعد أصغر خليّة في جسم الإنسان، ويتكون كلّ حيوان منويّ من رأس وجسم وذيل، إذ يحتوي الرأس على نواة من المادّة الوراثيّة الكثيفة التي تحتوي على 23 كروموسومًا، ويحتوي الجسم على مادة الميتوكوندريا وهي المادة التي تغذي الحيوانات المنوية لتقوم بعملها، ويتكون الذيل من ألياف البروتين التي تنقبض على أطرافه، مما يعطي الحيوان المنوي حركته الموجية التي تسمح له بالسباحة داخل المني، ويسبح الحيوان المنويّ بمعدل 3 ملم في الدقيقة لكن بعض الحيوانات أكثر سرعة من غيرها، وتُنتج الحيوانات المنويّة في الخصيتين، إذ يستغرق كلّ حيوان منويّ 72 ساعة لينمو، كما يتطلب إنتاج الحيوانات المنويّة درجة حرارة تتراوح ما بين 3-5 درجات تحت درجة حرارة الجسم، ولذلك توجد الخصيتين خارج جسم الذكر.[١] ضعف الحيوان المنوي والإجهاض يعتقد الكثيرون أن الإجهاض ناتج عن عوامل أو أسباب من الأم؛ وذلك لأنها هي التي تحمل الجنين، وفعليًا يحمل الرجل أو الحيوانات المنوية لديه عدة أسباب قد تؤدي إلى الإجهاض وتؤثر على الحمل ككل، ومن الجدير بالذكر أن معظم حالات الإجهاض مجهولة الأسباب، وأن معظم النساء الآتي يتعرضن للإجهاض يحملن في النهاية بشكل صحي، ويؤدي ضعف الحيوانات المنوية أو قلة جودتها إلى الإجهاض، إذ يتعرض الحيوان المنوي لعدة مشاكل مثل؛ مشاكل في الكروموسومات وتشوهات في الحمض الوراثي فيه تؤدي إلى الإجهاض، كما يمكن لعادات الرجل الحياتية كالتدخين وقلة ممارسة الرياضة أن تؤثر على الحيوانات المنوية سلبًا، مما يؤدي إلى إضعاف فرص نجاح الحمل، ويفضل التركيز على الأب وحيواناته المنوية بنفس التركيز على الأم وحالتها الصحية في حال حدوث الإجهاض.[٢] أسباب ضعف الحيوانات المنويّة تُشير الإحصائيات إلى أنّ واحدًا من كلّ 20 رجلًا لديه مشكلة في الخصوبة ناتجة عن قلة الحيوانات المنويّة في السائل المنويّ، وأنّ حوالي واحدًا فقط من كلّ 100 رجل لا توجد لديه أي حيوانات منويّة في السائل المنويّ، ويساهم الرجل في 50% من مجمل حالات العقم بين الأزواج، إذ يؤدي ضعف الحيوانات المنوية المتمثل بقلة عددها أو قلة جودتها إلى صعوبة الإنجاب، وقد يكون الحمل مستحيلًا في بعض الحالات، كما أن واحدًا من كل ثمانية رجال يعانون من العقم لديهم حالة قابلة للعلاج، وبعد العلاج يمكن أن ينجح الحمل طبيعيًا، أما البقية فتحتاج إلى أساليب الحمل الاصطناعية كأطفال الأنابيب.[٣] تختلف الأسباب التي قد تُضعف الحيوان المنويّ ومن أكثرها شيوعًا ما يلي: مشاكل جنسية: إذ أنّ وجود أيّ مشاكل جنسيّة قد يُضعف السائل المنويّ ومنها: مشاكل الانتصاب والقذف، وإصابات الحبل الشوكي، وتلف الأعصاب.[٤] مشاكل إنتاج الحيوانات المنويّة: وهي المشاكل التي تؤثّر على عمليّة إنتاج الحيوانات المنويّة في الخصيتين ومنها: أسباب جينيّة، وفشل الخصيتين الذي يحدث عند الولادة، والالتهابات، والتواء الخصية في كيس الصفن ودوالي الخصية.[٤] مشاكل الانسداد ونقل الحيوانات المنويّة: الانسداد أو العقبات الموجودة في الأنابيب التي تقود الحيوانات المنويّة بعيدًا عن الخصيتين إلى القضيب يمكن أن تُسبب نقصًا في عدد حيوانات السائل المنويّ، ومن هذه المشاكل: غياب الأسهر، واستئصال الأسهر، ومشاكل البروستات.[٤] مشاكل هرمونيّة: تشمل هذه المشاكل انخفاض مستوى الهرمونات في الغدّة النخاميّة، وأورام الغدّة النخاميّة.[٤] مشاكل في الصحّة العامّة للرجل: توجد العديد من العادات الخاطئة قد تؤثّر على جودة الحيوانات المنويّة؛ كالتدخين، وارتداء الملابس غير المريحة، والإكثار من الكحول، كما أنّ السمنة أيضًا قد تُؤثّر سلبًا على صحّة الحيوانات المنويّة.[٥][٤] مشاكل الكروموسومات: تعد مشاكل الكروموسات من الأسباب الرئيسيّة التي تسبّب الإجهاض؛ وذلك لأنّ نصف كروموسات الطفل النامية تأتي من الرجل، فمن المحتمل أن يساهم الرجل في عدد كروموسومات أقلّ أو أكثر من الطبيعيّ ممّا يؤدّي إلى الإجهاض أو ولادة طفل مُصاب بمتلازمة داون.[٢] أهمّ مؤشّرات صحّة الحيوان المنويّ تعتمد خصوبة الرجل على مدى صحّة الحيوانات المنويّة الموجودة في السائل المنويّ والتي تؤثر بدورها على الحمل والإجهاض، وفيما يلي مؤشّرات تساعد في معرفة مدى صّحة الحيوانات المنويّة: كميّة الحيوانات المنويّة: وجود عدد حيوانات منويّة في السائل المنويّ أقل من الطبيعي يُضعف فرصة تخصيب البويضة، إذ يعد عدد الحيوانات المنويّة قليلًا عندما يكون أقلّ من 15 مليون حيوان منويّ في كلّ ملليلتر من السائل المنويّ، ومن الجدير بالذكر أن معظم الرجال الذين يعانون من نقص في عدد الحيوانات المنوية يستطيعون الإنجاب.[٦] جودة الحيوانات المنويّة: الحيوان المنويّ الطبيعي لهُ رأس بيضوي وذيل طويل يدفعانه إلى الأمام، أمّا الحيوانات المنويّة المُشوّهة قد تكون ذات رؤوس كبيرة أو صغيرة أو ذات ذيل مُنحنٍ ممّا يُقلل من قدرتها على التخصيب، وتظهر هذه المشاكل بسبب الكروموسومات أو بسبب تجزئة الحمض النووي للحيوان المنوي، والحيوانات غير الطبيعية ناتجة عن عدّة أسباب منها: تقدّم العمر، والتعرّض للمعادن الثقيلة والإشعاع، والعدوى، ارتفاع درجة حرارة الخصيتين، وخلل خلقيّ في الحيوانات المنويّة.[٧][٦] حركة الحيوانات المنويّة: للوصول إلى البويضة يجب على الحيوانات المنويّة أن تتحرّك من تلقاء نفسها وتسبح لتصل إلى البويضة وتُخصّبها، إذ تعد حركة الحيوانات المنويّة سليمة عندما تستطيع أن تتقدم بمعدّل لا يقلّ عن 25 مايكرومتر في الثانية، وتؤدي الحركة الضعيفة للحيوان المنوي سواء أكانت بطيئة أو غير موجودة نهائيًا إلى العقم عند الرجال، كما يجب التخلص من الاعتقاد بأن الحيوانات المنوية السريعة تؤدي إلى إنجاب الذكور والبطيئة تؤدي إلى إنجاب الإناث؛ لأن هذا الأمر لا يمتد بأي أصل من الصحة.[٨] علاج ضعف الحيوانات المنويّة يمكن علاج ضعف الحيوانات المنويّة بطرق مختلفة، منها:[٨] تغيير نمط الحياة: قد تُساعد بعض التغييرات في نمط الحياة على زيادة عدد وجودة الحيوانات المنويّة ومنها: التوقّف عن التدخين، والحفاظ على وزن صحيّ وممارسة الرياضة بانتظام. تناول المُكمّلات الغذائيّة: قد تُساعد بعض المُكمّلات الغذائيّة في تحسين حركة الحيوانات المنويّة، وأهمها التي توفّر فيتامين ه والسيلينيوم وهي مغذيات مهمّة لإنتاج الحيوانات المنويّة وتحسين وظيفتها. علاج المشكلات الطبيّة: إذا كان السبب وراء ضعف الحيوانات المنويّة طبيًّا فيساعد أخذ العلاج اللازم في تحسين صحّة الحيوانات المنويّة، وقد لا تقتصر العلاجات على الأدوية والهرمونات إذ قد يحتاج الرجل إلى إجراء عملية جراحيّة. وتجرى العملية الجراحية عادة في حالات العقم الناتج عن دوالي الخصية، وما زالت الدراسات متضاربة حول رفع نسب الإنجاب بعد إجراء هذه العملية، إذ أن بعض الدراسات أكدت العكس تمامًا بأن النسب لا تتغير أو تقل بعد إجراء العملية، وتعد المشاكل الهرمونية المسؤولة عن العقم أو الإجهاض نادرة جدًا ويمكن علاجها بالأدوية مباشرة، ويلجأ الأزواج الذين لا يستطيعون إيجاد علاج للعقم بينهم والذين يعانون من الإجهاض المتكرر إلى العلاجات الاصطناعية مثل الحقن الحيوان المنوي في الرحم أو الحقن المخبري كأطفال الأنابيب. [٩] الإجهاض الإجهاض Abortion هو عدم اكتمال الحمل وفقدان الجنين وخروجه من الرحم قبل وصوله للمرحلة القابلة للنمو والحياة، ويحدث الإجهاض في أيّ مرحلة من مراحل الحمل، وعادةً يحدث في الأشهر الثلاثة الأولى أو في أول 20 أسبوعًا من الحمل، كما يمكن للإجهاض أن يكون متعمدًا عند البعض للحفاظ على صحة الأم، ويختلف سبب الإجهاض من حمل إلى آخر،[١٠] كما أنهُ ليس بالضرورة أن يكون السبب مُتعلّقًا بالمرأة فقط، إذ قد يكون ناتجًا عن ضعف الحيوان المنويّ سواء أكان ذلك في عدد الحيوانات المنوية أو شكلها، إذ يلقح الحيوان المنوي البويضة داخل رحم المرأة؛ وتعد صحة الحيوان المنويّ مهمة جدًا، ووجود أي مشكلة فيه قد تُسبب الإجهاض،[١١] كما أنّ الرجل مسؤول عن نصف التركيب الوراثيّ للحمل[١٢]
 

مواضيع مماثلة

أعلى