نصائح للأزواج المعددين ولزوجاتهم

قيثارة

كاتب جيد جدا




الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، أما بعد:
فقد وردني سؤال من امرأة كانت منزعجة ومتوترة لأن زوجها عدَّد عليها، وبحسب كلامها فقد وقع الزوج في عدد من الأخطاء التي ضايقتْها كثيرًا، وجوابًا لها قلت لها النقاط التالية:
1- الزواج من ثانية شريعة حكيمة من رب حكيم لحكمٍ معلومة.

2- زواج زوجك من الثانية تَمَّ بقدر سابق؛ قال سبحانه: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49]؛ قال ابن عباس رضي الله عنهما: "حتى وضْعُك يدك على خدك فهي بقدر الله"، فلماذا تجزعين من قدرٍ قد كتبه الله عليك؟

3- الزواج من الثانية فيه خيرٌ عظيم للزوجة الأولى إذا صبرتْ واحتسبتْ إعانةَ زوجها على الاستعفاف، فلها أجر عظيم بحسب عِظَم أجر نيَّتها.

4- الزواج من ثانية خير من وقوع الزوج في الزنا.

5- ليس من الحكمة مناكفة الزوج ومخاصمته، وتتبُّع عثراته، ورفع الصوت عليه انتقامًا منه، فهذا نوع اعتراض على القدر، وظلم للزوج وللزوجة الثانية، وتنفير للزوج.

6- ما من زوجة ثانية إلا ستحاول إسعاد زوجها والتقرب له؛ لذا من الحكمة أن تكون الأولى خيرًا منها في ذلك، بدلًا من الاعتراض والاتهامات التي تبعد الزوج عن زوجته، وتُنفره من الجلوس معها.

7- الحياة الزوجية مبنية على السكن والمودة والرحمة، لا على الخصام والجدال وسوء الظن؛ قال سبحانه: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾ [الروم: 21].

فالذكية الموفقة هي التي تستطيع توفير هذه الأجواء الحميمية لزوجها؛ حتى يزداد حبًّا وتقديرًا لها، أما أجواء التوتر ومحاولة فرض الرأي الواحد، فلا تثمر إلا تباعدًا وتباغضًا.

8- الزوجة الهادئة يحبها زوجُها، ويشعر معها بالمودة والسكن.

9- بعض زوجات المعددين الأولى أو الثانية تشعر بشيء من الظلم أو التقصير في حقها فيما يبدو لها، وقد يكون حقًّا، لكنَّ فيه مبالغة وتضخيمًا أو وهمًا ووساوسَ شيطانية وتخيلات دفعتْها إليها الغيرة الشديدة، فزيَّنتها لها لتبدأ بسلاح المناكفة والصراخ؛ لتنتزع حقوقها المسلوبة، وهذا من أساليب الشيطان للتفريق بين الزوجين، لا ينتج إلا حنظلًا شديد المرارة، لذا أهمس في أُذن الرجال المعدِّدين، فأقول لهم: اتَّقوا الله وتذكَّروا أنكم مطالبون بالعدل، ومنهيون نهيًا شديدًا عن الظلم، فما تملكه هو البيتوتة والنفقة وحُسن التعامل وعدم الظلم، وما لا تملكه هو الميل القلبي، وما يتبعه من تبسُّط زائد وعدد مرات الجماع، فهذه لا تلام فيها.

وأهمس في أذن كل زوجة قائلًا: يجب أن تكوني ذات خُلق رفيع مع زوجك، وأن تجتهدي في منحْه جميعَ حقوقه العامة والخاصة؛ حتى لا يضطر للتعدد بحثًا عن أمر يفتقده فيك.

حفِظكم الله، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن اهتدى بهداه.


 

مواضيع مماثلة

أعلى