قصة ماما لماذا لم يساعدكِ الله

قيثارة

كاتب جيد جدا
::: تحكي امرأة :
كنت البارحة في أحد الأسواق التجارية..
وبينما أنا وصغاري ننتظر .. المحلات أن تفتح أبوابها
بعد صلاة العشاء..
اخرجت من حقيبتي بعضاً من الحلوى وناولته صغاري ..
احدهنّ لم يتمكن من فتحها..
حاول مراراً دون جدوى..
مدّ يديه لي : ماما أرجوك افتحيها!
أخذتها وحاولت جاهدةً أن أفتحها لكن دون جدوى ..
كان الصغير يتابع يدي بحماس ..
.
ومن الطريف أن أحد النساء التي كانت تنتظر بجانبي تدخلت هي ايضاً لفتح تلك لحلوى ،
قالت لي حين رأت حديثي مع صغيري اقضمي الغطاء بأسنانك..!
شكرتها على ذلك..
واكملت محاولاتي .. حينها .. قال لي صغيري..
ماما لماذا لم يساعدكِ الله ؟
أثار سؤاله بداخلي شعور عجيباً
وكأنها رسالة لي من السماء ..
جاءت من فم الصغير..
قال: ماما لماذا لم يساعدكِ الله ؟
الله يساعدنا دائماً ..
قلت : لأني لم أستعن به ياحبيبي !!
وفعلاً لم أُسمي بالله وسط تلك المحاولات..
قال: ماما قولي بسم الله ، يارب يارب
ساعدني على فتح هذه الحلوى ..وستفتح!
تبسمت بسعادة ..
وقلت بصوت ٍيسمعُه : بسم الله ، يارب اعني على فتح هذه الحلوى .. يارب ساعدني..
والله فُتحت وقتها بيدي! ،
قال لي ووجهه مشرق بالسعادة .. : ماااااماااا أرأيتي لقد ساعدكِ الله يوم أن دعوتيه !
أخذ صغيري يأكل تلك الحلوى، وأنا حلّقت في عالم آخر..
كنت سعيدة جداً .. قبّلته وشكرته على تذكيري..
نجتهد احياناً في تربية صغارنا.. نتحدث نفعل نعطي نأخذ.... الخ
لكننا نعتقد احياناً ان النتائج بعيدة المدى وانها سيظهر أثرها فيما بعد ...
وقد نصاب بالاحباط من كثرة محاولاتنا التربوية ثم نفشل ..
تعلمت من هذا الموقف ..
أن كل مانتحدث به ونقوله لصغارنا او للآخرين بحضرة صغارنا .. فإنه يُنقش في قلوبهم ..
وانهم يعتقدون أشياء قد لا تخطر لنا ببال..
أو نشعر أنهم مازالوا صغيرين عليها..
في حين..
تأتي مثل تلك المواقف .. لتهديني درساً ثميناً..
وتحثّني على الإستمرار.. في الغرس
وتكثيف الجهد ..
( إنّ الله لا يضيع أجر من أحسن عملا )
 

مواضيع مماثلة

أعلى