ما الذي جنيته من الحب قصة جميلة

قيثارة

كاتب جيد جدا
ما الذي جنيته من الحب.؟!!! " رودا ديري " في مقاطعة ادامز، ايلينوي. و أثناء سنوات مراهقتها، وقعت في حب صبي يدعى " تشارلز فينكس " الذي يسكن على مقربة من منزلها.
فيما بعد، " نانسي " لم ترغب في زواج ابنها تشارلز من رودا، لارتباط عائلة رودا بالسحر. حيث أشيع أن جدة رودا ماهي الا ساحرة، و ذلك ما ساعد في غرس الخوف العميق من السحر في قلب رودا.
أما نانسي والدة الصبي فقد واجهت الفتاة الصغيرة، و هددتها بوضع تعويذة سحرية عليها ان لم تترك تشارلز و شأنه. هذا التهديد هو السبب في خلق دوامة من الأفكار في رأس رودا، و قادها إلى الجنون بسبب خوفها الشديد من السحرة.
بدأت رودا في سماع الأصوات، و زعمت أنها ترى بعض الشياطين.! أرسلت عائلة ديري ابنتهم رودا إلى مستشفى جاكسون فيل للإمراض العقلية، و لكن الأطباء وجدوا أنها غير قابلة للشفاء فأعادوها إلى منزلها.
و عند هذه النقطة، لم تعد العائلة قادرة على رعاية رودا، فتم ارسالها إلى دار " المس هاوس " في مقاطعة ادامز عام ١٨٦٠.
و من هناك آصبحت رودا أكثر عنفا، و كان عليهم تهدئتها في مناسبات عديدة. و في احدى المرات، ادعت أنها ترى شيطانا أمامها ما جعلها تخدش عيناها بأظافرها الطويلة حتى أصيبت بالعمى.! و من ثم عاشت في عالم يغطيه الظلام، لكن نوباتها الجنونية استمرت حيث قامت بضرب وجهها بقبضتيها حتى فقدت أسنانها الأمامية. و شعر طاقم الدار بأنها مصدر خطر على نفسها و المرضى الآخرين، لذا قرروا كبح جماحها بحبسها في سلة من القش و من ثم في صندوق مغطى بالقماش.! لم تستطع الهروب من هذا السجن، و استمرت بداخله طيلة ٤٠ عام. خلال ذلك، التصقت كبتيها في صدرها و ضعفت أطرافها بسبب عدم تحريكها، و حين أطلق سراحها بدأت بالمشي على يديها لأن ساقيها تعانيان من الضمور.
و في عام ١٩٠٤، افتتح الطبيب " جورج زيلر " مستشفى بيوريا للمصابين بالجنون. و كان مصير رودا هو الاتجاه إلى هناك، و قد أصبح ملاذا لها حيث حظيت بالنوم على سرير و السباحة يوميا، و آظهرت تحسنا مبهرا على يدي الطبيب زيلر، و عاشت آخر آيامها تحت رعايته حتى رحلت بعد سنوات من العذاب عام ١٩٠٦ و هي في السبعين من عمرها.
و قد كتب الطبيب زيلر ناعيا اياها : " ان موت هذه السيدة يستدعي أكثر من اشعار رسمي واحد، حيث أنها عاشت عذابها وحيدة و لا أعتقد أننا سنلتقي بـ رودا أخرى في امريكا أو هذا العالم " .! لا تعليق و لكن سؤالي: هل يعتبر الحب جناية ؟ و هل يستحق لقاء طرفين عاشقين كل هذا العذاب ؟

69097642_3492701870756078_3502305947374583808_n.jpg






 
أعلى