رد: أخبآرالمظلومين في الشآم ، العـرآق واليـمن_ الخمـــــ،ــيس_(24)_ ذوالحجة_1436هـ_October 08 2015 Syria Iraq Yemen News_English_French
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قداسة الغاز عند الروس والتدخل في سوريا
إن القداسة تاتي من الاهمية الروحية والاعتبارية لقضية ما كالكتب المقدسة السماوية وحتى التي وضعها البشر بهيئة كتب منزلة وكذلك الاماكن الدينية والروحية عند الافراد والمجتمعات (الديانات السماوية الثلاث والوضعية مثل البوذية والسيخية والهندوسية وغيرها). وفي حال تعرضها للاساءة من اي جهة يعتبر ذلك تعديا صارخا على مجموعة بشرية كبيرة متجذرة لديهم هذه القدسية، مما يستدعي تدخلها مستخدمة كل ما يتاح لها من قوة مادية او معنوية للتعبير عن الرفض التام لاي اساءة لمقدساتهم.
لقد أعلن بوتين من صرح كتدرائية الكنيسة الارثوذكسية في موسكو إن تدخلهم في سوريا حربا مقدسة واطنب لهذا التصريح بطريك الكنيسة المدعو كيريل واصفا التدخل الروسي بانه معركة مقدسة!!!. فالكنيسة الارثوذكسية صبغت التدخل بالقدسية. وهنا يأتي السؤال المهم، ما هي المقدسات الروسية أو تحديدا الارثوذكسية لروسيا في سوريا. القول الجازم في قدسية التدخل انه غطاء مفضوح لا يستند على اي وقائع وليس للروس كحكام علاقة باي مقدسات فهم سليلي مقولة الدين افيون الشعوب والمادية.إذا تدخلهم هذا لاجل المحاصصة الاستراتيجية بين الدول الكبرى والمنافسة على المواقع الاستراتيجة فان اتخاذ الدين والمقدسات من قبل بوتين وسيلة لحشد التاييد الداخلي فلقد سلك طريق اللاعودة عن الحرب بالمنطقة إلا بانهيار روسيا اقتصاديا تماما كما انهار الاقتصاد الامريكية بسبب احتلال العراق حيث كانت احد المبررات واكثرها حماسة لدى الارعن بوش هي قدسية الحرب ضد العراق وصليبيتها. إن الادعاء الروسي بقدسية التدخل في سوريا ليس له نصيب من الثبات لانه يفتقر لاي مسلمات على الارض لكن هذه الهالة القدسية للتدخل سيدفع بروسيا لعدم التراجع لان بوتين يدافع عن سراب مقدس!!. إلا اذا كان بشار الاسد مؤلهأ لديهم والعالم لايفقه مكنونات الرجل.
فما هو المقدس الغير معلن لدى الروس والذي دفع ببوتين تحديدا للاسراع بالتدخل بقوة في سوريا؟
إن بوتين يستند الى وجوده بالسلطة الى عدة عوامل ومن اهمها جنرالات الجيش والمخابرات وهؤلاء لا يدعمون تواجده في دفتة الحكم حبا لشخصيته وانما لاستغلال نفوذه بمقاليد السلطة الاقتصادية ومصادرها والتي يشكل النفط والغاز اهم مصادره والعمود الذي يتكأ عليه كافه جنرالات روسيا (لايخلوا على الاطلاق عقد نفط او غاز من روسيا مع اي دولة بالعالم او شركة عالمية من دون جنرال مهم بالاضافة الى عائلة بوتين). ويشكل الغازالروسي الذي يمر عبر اوكرانيا الى اوربا السلاح الذي يلوح به بوتين لمعاقبة اوروبا. فماذا لو وجدت اوروبا موردا للغاز منافسا الى روسيا؟ هل تبقى قوى اقتصادية لجنرات روسيا.
ليس جديدا أن تكون الحروب المقدسة تطوي تحتها غايات دنيوية صرفة لخدمة الطغمة الحاكمة منذ الحرب الصليبية حتى احتلال العراق وماساة اهلنا في سوريا. انه الشرق محط الاطماع تاريخيا.
فأن روسيا اليوم تتدخل بعد إن ايقنت ان النظام السوري زائلا لا محالة وعندها تحتاج المنطقة الى الاعمار والمشاريع العملاقة التي تساعد على البناء لبلد لا يوجد فيه شارع واحد لا تترامى على جوانبه الحجارة من القصف وعنف الاسد وبراميله المتفجرة. إن من اهم المشاريع المطروحة هو مرور مصادر الطاقة العربية واهمها الغاز وكذلك النفط العربي الى اوروبا من سوريا ليكن مشروع يساهم ببناء سوريا بعد رحيل الاسد وحلفائه. هذا المشروع يشكل تهديدا اقتصاديا لكثير من جنرالات روسيا وعائلة بوتين شخصيا ومن الناحية السياسية سيضع روسيا بموقف اضعف امام اوروبا.
وروسيا لايهما تقسيم سوريا المهم لديها ان تبقى في الساحل على البحر الابيض المتوسط لتمنع مرور الغاز الى اوربا عبر سوريا. فهي صاحبة مشروع دولة الساحل السوري (العلوي) لمنع تدفق الغاز الى اوربا وهذا هو مشروعها المقدس. هذه هي حقيقة الدوافع الروسية للتدخل السريع والهمجي وتماشى هذا التدخل مع سادية الاسد للبقاء في السلطة ويعطي ايران متنفسا بعد ان اوشك مشروعها في اليمن على الاندحار الكلي. ان بوتين اصبح بين خيارين اما الموت المقدس!! في موسكو وابتعاده عن سدة الحكم او لعن الغاز المقدس والكف عن ايذاء اهلنا في سوريا والانسحاب السريع باتفاق وهمي مع القوى الكبرى كوسيلة لحفظ ماء الوجه. فان اربع سنوات من القتل والتشريد والتنكيل بالشعب السوري لم يفت عضده من اجل اسقاط الاسد وطغمته الصفوية فلا ضير بعشر طائرات اضافية وعدد من البراميل والصواريخ الغبية واعلام حمراء تصطف مع رايات المليشيات الايرانية فالنصر قادم باذن الله.
شبكة البصرة
الاربعاء 24 ذوالحجة 1436 / 7 تشرين الاول 2015