عبدالحي عداربه
كاتب جيد جدا
الإعْتِذَارُ نَبعٌ فُراتْ؛ يَصُبُّ فيِ خَلِيجِ الأخْلَاقِ السَّامِيَةِ ؛ الإعْتِذَارُ رَصِيدٌ خُلُقيٌ لِلكِبَارِ الأقْوِيَاءِ ؛ الإعْتِذَارُ رِسَاَلَةٌ لَا تُنْسَى؛ أنَنَا "أَمَامَ مَنْ قَادَ نَفْسَهُ .. وَلَيْسَ لِهَوَاهُ مُنْقَادَا؛ أنَنَا "أَمَامَ عَاشِقٍ للهِ عَابِدا .. وَلَيْسَ لِهَوَاهُ عَبَّادَا "؛ والإنْسَانُ يَصيِرُ شَيْطاناَ أَوْ يَسْمُو بَأَخلْاَقِهِ جَبَلاً أَشَمْ؛ الإعْتِذَارُ شُرُوْقُ شَمْسٍ بَهِيْة؛ شُعَاعُهَا الثِقَةَ والصِّدْقِ؛ وَدِفْئـِهَا القُوَّةَ والشَّجَاَعَةَ وَالَأَدَبْ، تُطِلُ بِهَيْبَةٍ لَاَ تَنْحَنِيِ إلَاَ لله؛ نَسْتَغْفِرُ اللهَ وَنَعْتَرِفُ أَنَّـنَا أَخْطَأَنَا؛ نَعْتَرِفَ بِضَعْفِنَا؛ وَنُأكِدُ أنَّـنَـا خُلِقْنَا مِنْ "عَجَل"؛ الإعْتِذَارُ عِبَاَدَةٌ مَقْرُوْنَةٌ بِعَفْوِ للهِ "جَلَّ فِيِ عُلَاَهْ"؛ لِنُطَيَّبَ النُفًوسَ الْكَبِيْرَةَ الَتِيِ تَسَبَبّْنَا لَهَا بِالَأَذَىَ وَالْأَلَمْ؛ الإعْتِذَارُ لَـمٌ لِلْشَمْلِ؛ مَجْمَعٌ لِلْفُرَقَاَءِ؛ يُظْهِرُ خُلُقَ «وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ؛ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ» حِيْنهَا نَتَنَسَمُ الْعَفْوَ النَدِيِ؛ وَالتَسَاَمُحَ الْشَّاَمِخ؛ لِيَنَالَنَا مِنَ اللهِ الحُسْنَىَ وَزِيَاَدَة؛ باستغفارنا والتوبة النصوح لله؛ وَإعْتِذَارِنَا؛ لِنَعُوْدَ نَسْتَظِلَ بِرِيَاضِ التَّوَاضُعَ مَعَاً فِيِ اْلدُنْيَا؛ نَنْعُمَ بِالْأَمْنِ وَالْأَمَاَنِ؛ نَسْتَقِيِ حَيَاتَنَا مَنْ هَذَا الْدِّيِنَ اْلإِسْلَاَمِيَّ الْعَظِيْم؛ قَاَلَ اللهُ تَعَاَلَى «وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا» ..
