مقارنة بين مميزات وعيوب التجارة عبر الأنترنت

هدير نصر

كاتب جيد
كما نعلم أن التجارة العادية تقتصر على مقومات أساسية بسيطة (كبائع – محل أو مكان – مشترى – منتج معروض – زمن عرض محدد) دائرة محدودة بسيطة تنطلق منها فكرة التجارة.

أما التجارة الإلكترونية فهي فكرة أعم وأشمل وأوسع بكثير جداً فمقوماتها تعتبر (مشترى من أى بلد – بائع من أى مكان – منصة للبيع فى أى وقت ومن أى مكان) تصل إليها فى خلال دقيقة واحدة على الأكثر بلا مواصلات ولا مواعيد ولا عقبات.


ومجاناً أيضاً أى بلا تكلفة أليس هذا مثيراً للبحث والتنقيب عن أسرار التجارة الإلكترونية؟ ألان فى عصر المعلوماتية إنتشرت المواقع الإلكترونية التى تبيع منتجات وخدمات ومعلومات أو أي من الأشياء التى قد يحتاجها معظمنا وذلك يتم إلكترونياً.

وكبائع بدلا من أن ترتدى ملابسك وتخرج باكراً لتستقل وسيلة مواصلات أو حتي سيارتك الخاصة، ثم تنطلق لتصل إلى مكان ما كسوق أو مول أو ماشابه من الشركات والمتاجر الضخمة كى تجد سوق لبيع منتجك المفضل.

أو قد تفكر فى انشاء سوق لك فتؤجر مكان بسعر مرتفع فى مكان راق وتدفع كهرباء وضرائب وإيجار وتقيد نفسك بالحضور فى موعد والإغلاق فى موعد أو من ينوب عنك بمرتب يضاف على التكاليف الخاصه بمتجرك. وفى النهاية تربح بشكل عادى، أحياناً مثمر وأحياناً لا يناسب التعب والتكلفه.

بدلا من كل ذلك يمكن أخذ التجارة الإلكترونية في الإعتبار، كذلك بالنسبة لك كمشتري قد تمر بنفس المرحلة وبعد عناء وتكلفة المال والوقت ربما لا تجد ما تبحث عنه! أو قد لا يعجبك سعره أو جودته ولا تجد بدائل كثيرة متاحة فتعرض عن عملية الشراء.

أو تضطر إلى الشراء مقبلاً على فعل ذلك عن غير إقتناع، وانطلاقاً من هذه الأمور السالف ذكرها نبدأ بسرد بعض أهم مميزات وعيوب التجارة الإلكترونية.

– مميزات التجارة الإلكترونية
١- لاتحتاج إلي رأس مال كبير حيث يمكن إنشاء متجر إلكتروني بإيجار رمزى أو مجانى أحياناً، ومن ناحية تكلفة العمالة فهي أيضا أقل من المتجر التقليدي لأن المتجر الإلكتروني يدير نفسه بالكامل من موظفين وكاشيرات ومحصلين ومحاسبين فهو يعمل كمؤسسه كامله علي مدار اليوم وبلا مرتب.


٢- بيع وشراء المنتجات أو الخدمات أو المعلومات غير مقيد بمكان أو زمان محدد، فيمكن البيع والشراء طوال اليوم بدلاً من مدة محددة في اليوم.



وأيضاً من حيث الإمتداد قد يشمل الموقع مدناً بل دولاً بأكملها، فقد يشترى منتجاتك إذا كانت مناسبة من حيث السعر والجودة زبائن من جميع انحاء العالم، أليس هذا أفضل من المتجر التقليدي؟!

٣- منصات التجارة الإلكترونية غير مقيدة كذلك بإطار أو مساحة محددة، فيمكن عرض آلاف المنتجات أو الخدمات في مكان واحد وبلا مشقة.

٤- سهولة إنشاء منصات البيع والشراء ويتمثل ذلك في خطوات محدودة مثل رفع للصور وتحديد لبيانات المنتج، تحديد الأسعار وطرق الشحن المتعددة.

وأخيرا تحديد وسيلة الدفع المناسبة، كل ذلك في وقت لايذكر وأنت جالس فى بيتك تدير الأمر بكل حرية وأمان بل وتنافس على الأسواق العالمية!

وأنت أيضاً ايها المشترى بكبسة زر من هاتفك المحمول أو جهاز الحاسوب الخاص بك يمكنك تصفح آلاف المنتجات والبدائل عبر شبكة الإنترنت واختيار ما يناسبك، وتحديد طرق الدفع والشحن التى تناسبك بلا أدنى تعب ولا تكلفة في الوقت والجهد.

٥- سهولة المنافسة في هذا المجال ‘التجارة الإلكترونية‘ حيث تقل نسبة الفساد الموجودة في التجارة التقليدية والتي قد تتمثل في الإحتكار بصوره لصالح فئة معينة من المجتمع، ومن المعلوم أن إزدياد المنافسة في التجارة بشكل عام دائماً ما يكون في صالح المستهلك.

لكن! ليس هذا كل شىء وليست الأمور بتلك البساطة فهناك أيضاً عقبات تواجه كلاً من البائع والمشترى في التجارة الإلكترونية، وهي ليست مستحيلة الحل ولا معقدة وهي عيوب تقنية منها مايرتبط بسلوك المستخدم ومنها ما يرتبط بأنظمة الدول.

– عيوب التجارة الالكترونية
١- فلسفة وثقافة التجارة غير منتشرة فى الوطن العربى فكم منا يعلم ماهي التجارة الإلكترونية وكيف يكون البيع والشراء عبر شبكة الإنترنت؟

وكم منا يمتلك وسيلة دفع كالبطاقات البنكية أو حسابات علي البنوك الإلكترونية؟ وكم منا يعلم كيف يختار وسيلة الشحن المناسبة حتي يضمن وصول المنتج وبكلفة ليست بالعالية؟

٢- فكرة الحسابات البنكية الالكترونية غير واضحة نظرا لعدم وجود مؤسسه فعلية ممّكنه فى العالم العربي تربط البنوك الالكترونية بالبنوك الواقعية.

وهو ما يزيد التوتر والقلق بشأن عمليات ضخ الأموال فى التجارة الالكترونية من قبل البائع والمشترى علي حد سواء، حيث أن المشتري خصوصا لا يثق أحيانا فى وسيلة دفع المال الغير مباشرة والتى لا يضمن منها وصول المنتج له أصلاً.


٣- الرقابة والمتابعة الحكومية خصوصاً، وقوانين الإنترنت ليست مفعلة أو موجودة أصلاً بالشكل الذى يزيد من الثقه فى المواقع التجارية وبالتالى القليل منها ما يكتسب الثقه وينتشر ببطىء.

٤- عمليات القرصنه وانتشار المتسللين والمخترقين تشكك فى وسائل الأمن والحماية نظراً لصعوبة متابعة الإنترنت وحظر هؤلاء وتحجيم عمليات سرقة الحسابات.

٥- لا توجد مؤسسه مسؤولة عن الانترنت ولا قانون يحكم العلاقات المالية، وفى حالات النصب لا تجد ما يقال لك تجاه ذلك إلا أن القانون لا يحمى المغفلين.

– الخلاصة
كانت هذه بعض العوائق والعيوب وكذلك المميزات المتعلقة بمجال التجارة الإلكترونية العربية على وجه الخصوص، ونتمنى تبنى افكار للتغلب علىها في المستقبل القريب نظراً لأن مجال التجارة الإلكترونية في صعود وتطور مستمر.

ففي الغرب هذه المشكلات لا تكاد تذكر وذلك لأن المؤسسات موجوده وملموسه والتعاملات علي شبكة الإنترنت طبيعية وروتينية وموثوقة نظراً للتقدم التقنى والسياسات الحكومية التي تعمل على حماية البائع والمشتري.
1EAA905F-5295-47AB-9AFF-05C7C140510F.jpeg
 
المواضيع المتشابهة

مواضيع مماثلة

أعلى