حلم فتاة من الجزائر..

عبدالحي عداربه

كاتب جيد جدا
فتاة من الجزائر تتقن فنون اللغة الإسبانية,
تحلم بإعادة أمجاد الإسلام في شبه الجزيرة الإسبانية,
تتابع الأحداث الجسام في العالم, وما يحيطه من غموض
صناعة التاريخ تبدأ بحلم وفكرة تتولد في داخل إنسان مميز اختاره الله, فيحرك الله سبحانه معه عالم السماء والأرض تكريما له, وتبدا برفقة الملائكة يظلونه ويستغفرون له, حتى النملة في جحرها, والحيتان في البحر.. إن هذا التفكير يحرك عوالم لا يعلمها إلا الله.. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ حَتَّى النَّمْلَةُ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتُ فِي الْبَحْرِ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ».. ولا ننظر إلى حولنا وقوتنا, ولكن ننظر إلى حول وقوة الله "جل في علاه" الذي معه نعمل..
***
**
*


فتاة من الجزائر تتقن فنون اللغة الإسبانية, تحلم بإعادة أمجاد الإسلام في شبه الجزيرة الإسبانية, تتابع الأحداث الجسام في العالم, وما يحيطه من غموض, ورغم ذلك , تاريخ الإسلام يخبرنا عن يوم بدر, في السنة الثانية من الهجرة, جيش رسول الله محمد «صلى الله عليه وسلم» مسلح بستة أسياف وفرسين, وثلاثمئة وثلاثة عشر رجلا يتضورون من الجوع, حفاة, بملابس مزقها الفقر والحاجة, خرجوا لملاقاة قافلة تجارية, إذْ بهم أمام جيش مترف, ومدجج بالسلاح والخيَّالة, تخيل تلك اللحظات العصيبة التي يقف فيها رسول الله محمد «صلى الله عليه وسلم» يتحدث بمصارع صناديد وكماة الجيش الآخر, ويبشرهم أن طائفة منهم سيغزون في البحر, وأن ملكهم سيبلغ ما بلغ الليل والنهار, وتحدث رسول الله "صلى الله عليه وسلم" عن فتح روما, وروما لم تفتح بعد, وقد بشر بفتح القسطنطينية, وعدة جيوش غزتها, ولم تفتح من أول مرة.. وكثيرٍ من البشريات القرآنية, تتحدث عن التمكين للمؤمنين في الأرض, وهزيمة الكافرين.. قال الله تعالى «قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (12)» .. «إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ .. فَسَيُنْفِقُونَهَا .. ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً .. ثُمَّ يُغْلَبُونَ .. وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36)» .. وقال الله تعالى «وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55)» .. وكثير من نصوص حديث رسول الله "صلى الله عليه وسلم" تبشرنا بالعزة والتمكين, وعودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.. قَالَ حُذَيْفَةُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّكُمْ فِي النُّبُوَّةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ جَبْرِيَّةً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ» ، ثُمَّ سَكَتَ.. هذه هي البشريات التي جعلت مَنْ نَوَّر الله قلبه يفكر كيف يعيد أمجاد الإسلام براياته مرفوعة في أرجاء الأرض.. والمسلم يمتلك قوتان , القوة الخلقية في الدعوة إلى الله, والقوة الغضبية,, أما الثانية, محكومة بظروف ومعطيات خاصة, ولم تكن من حظ الجميع, وقد تتعطل نتيجة ظروف خاصة أيضا, أما القوة الخلقية والدعوة إلى الله فهي مفتوحة على مدى الأزمان والأماكن والأحول, غير محكومة بظروف أو أحوال, وهي منوطة بدعوة النفس, والأهل, قال الله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6)".. والعشيرة " وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214)".. وأهل الوطن والعالم "وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (92)".. والدعوة إلى الله في العالم كله واجب ديني وعقائدي وليس من باب الترف الفكري, "وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا" ,وما حولها العالم كله, أمر رسول الله محمد "صلى الله عليه وسلم" أن ينذر العالم كله لأنه رحمة للعالمين, ولآخر الأزمان "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107)" .. ولكن عمره "صلى الله عليه وسلم" في حدود الزمان والمكان "23 سنة في الدعوة, ولم يتعدى جزيرة العرب" هذا يعني: الواجب على من تبعه إلى يوم الدين.. والشهادة الركن الأول من الإسلام لم تقول : قلْ "لا إله إلا الله محمدا رسول الله" وإنما جآءت بصيغة "أشهدُ أنْ لا إله إلأا الله .. وأشهد أنَّ محمدا رسول الله", والشاهد الذي يذهب إلى المحكمة يذهب ليشهد ويبلغ المحكمة عما رأى وسمع وعرف.. وهذه تعني: "أشهدُ أنْ لا إله إلأا الله .. وأشهد أنَّ محمدا رسول الله", أن نذهب إلى العالم ونبلغهم عما نعلم ونعمله من هذا الدين العظيم الذي هو رحمة للعالمين.. الله سبحانه انتقم من العالم الإسلامي بالتتار "عندما توقفت الدعوة إلى الله على حدود تلك القبائل شمال الصين وجنوب سيبريا" .. الدعوة إلى الله واجبة على كل من يعلم آية من كتاب الله, ويحضرني موقف لمسلم جديد في نيويورك ذو علمٍ بسيط.. يقول إمام مسجد مركز الدعوة في "نيويورك" بعد صلاة المغرب تقدم مني رجل أسود وطلب مني "الميك" ليتحدث مع المصلين, فتلى سورة الفاتحة , وبركاكة بالغة, ثم شكر الناس, فقلت له: لماذا أنت تكلمت ؟.. فقال الأمريكي الأسود المسلم حديثا, قرأت عن رسول الله محمد "صلى الله عليه وسلم" قولا في التبليغ, "بلغوا عني ولو آية" وأنا أحفظ 7 آيات فبلغتها" .. وسأبقى أبلغها كلما سمحت لي الفرصة لكل الناس في هذا العالم.. ونقول لأختنا من الجزائر,ولكل من نوَّر الإسلام قلبه على بركة الله , وفقككم الله وإياكم لما يحب ويرضى.. وهنيئا لمن يصنع التاريخ ولم يكتفي بمراقبته واستنتاج أحواله وقوانينه الربانية ودوراته.. صناعة التاريخ تبدأ بحلم وفكرة تتولد في داخل إنسان مميز اختاره الله, فيحرك الله سبحانه معه عالم السماء والأرض تكريما له, وتبدا برفقة الملائكة يظلونه ويستغفرون له, حتى النملة في جحرها, والحيتان في البحر.. إن هذا التفكير يحرك عوالم لا يعلمها إلا الله.. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ حَتَّى النَّمْلَةُ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتُ فِي الْبَحْرِ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ».. ولا ننظر إلى حولنا وقوتنا, ولكن ننظر إلى حول وقوة الله "جل في علاه" الذي معه نعمل..
 

مواضيع مماثلة

أعلى