معالم الطائفة المنصورة .. الشيخ ابو خباب العراقي

عبدالحي عداربه

كاتب جيد جدا
معالم الطائفة المنصورة .. الشيخ ابو خباب العراقي

ان من المنازل العالية الغالية،والتي استأثر بها أهل الورع والتقوى والعلم،هي منزلة الإنصاف مع النفس
أي أن تجعل نفسك وكأنها غريبة عنك،ثم تبدأ تحاكم أقوالها وأفعالها للكتاب والسنة
فإذا ما رأت خروجها عن طريق الجادة،أطرتها عليه أطرا،وهي صاغرة ذليلة
ولكن هذا المقام مقام نفيس،فإن غالب النفوس ظالمة لنفسها جاهلة بحقها
فإذا ما خاضت في وحل الباطل،بدأت بمهاجمة الحق والإعتداء على أهله،مرقعة بذلك باطلها ومزخرفة له
ويظهر ذلك جلياً حال الجماعات التي تتبنى مشروع الخلافة،وتنادي به،فلما رأت أن الطريق إليه شاق ومكلف وباهظ الثمن
محتاج الى محاربة الباطل كل الباطل،وأن يفنى جيلها الأول بجنوده وقياداته،حتى تبدأ الخطى تؤتي ثمارها
أصابها الخور والضعف،وبدأت تستطول الطريق وتتكلفه،فتحاول أن تختصر الطريق النبوي المستقيم،بطرق غي وضلالة وتيه
فمنها من حاول أن يخوض في بحر البرلمان الشركي،فحصد المر العلقم،وخسر دينه ودنياه
ومنها من انغمس في الحلف الصليبي،بحجة تقاطع المصالح،فباء أمره بخلع دينه وتمزيقه،ثم آل إلى الهوي في مزابل التاريخ
ومنها من بدأ بالتوسع بباب المصلحة والسياسة الشرعية،إلى أن أبق عن حدود الشرع وضوابطه،فبدأ بالتحالف مع الجماعات المنحرفة
وحاول جاهدا أن يغمض عينيه عن راياتها العمانية،فإذا به يسقط في المشاريع والمصالحات الوطنية،بحجة عدم الإفتئات على الأمة
وكان لا بد لكل أولئك من أن يلقوا لأنفسهم وجنودهم وأنصارهم،بمبررات شرعية،بأنها ما حادت ولا زاغت
بل هي على المنهج القويم،والمحجة البيضاء،ولكن أنتم من بدلتم وغيرتم،بل وكفرتم وقتلتم
فكانت الدولة الإسلامية وبحق،هي الصرح الذي يتمثل فيه معالم الطائفة المنصورة
وانظر معي
فهي طائفة ظاهرة على الحق،لم تداهن فيه،أو تتنازل عنه،أو تساوم عليه
معلنة أن الطريق لإعادة العز والهيبة والخلافة،هو طريق الجهاد ،مضاء بأنوار التوحيد
فخذلها القريب وتخلى عنها،بل وسعى لشق صفها وتفريق كلمتها،وأبقاها تخوض الطريق الموحش وحيدة
لا تستمد النصر سوى ممن يملكه،فتعلقت بالله وحده،وتحققت بأن سوى التوكل الكامل لن ينجيها مما هي فيه
ولمزها البعيد وطعن فيها،وسعى بكل كيده لنحرها ووأدها
وبرغم ذلك كله ما ضروها،ولا استطاعوا النيل منها سوى أذى
صمتت عن مؤامراتهم ومبادراتهم،وتركت فعالها تنسف كل شبه القوم وشهواتهم
فكان الزمن كفيلا بإظهار سرائر القوم وطوايا نياتهم اللئيمة
فيا من التبس عليه الحق بالباطل،ادع الله أن يريك الحق ويرزقك اتباعه،والهج بذلك في ليلك وصله بنهارك
وإياك أن تخالف الحق وتناوئه لأجل قداسات زائلة،فأين أنت من سنن الله الكونية،بزلات العلماء ليتحقق تجريد التوحيد في الطاعة والاتباع
وانظر الى تكاتف قوى الباطل على تلك الطائفة،فتعلم صدق يقين
(لا يضرهم من خالفهم ولا خذلهم)
ثم انظرة نظرة اخرى الى ظهورها على الحق وصدعها بملة ابراهيم،لتعلم صدق يقين
(ظاهرين على الحق)
وانظر نظرة اخرى الى محاربتها للباطل كل الباطل،مستنيرة بكتاب ربها وسنة نبيها،فتعلم صدق يقين
(يقاتلون على أمر الله)
وانظر لرميها بما رمي به الأنبياء من قبل والصديقون،واتهامها بإرادة المناصب والحكم
فتعلم صدق يقين
(قالوا أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا وتكون لكما الكبرياء في الأرض)
وانظر لرميها بتهمة الفساد ،ممن كان هو دأبه ومشروعه،وتبديلها للمنهج
فتعلم صدق يقين
(وقال فرعون ذروني اقتل موسى وليدع ربه،إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الارض الفساد)
وأخيرا أيها المحب،فإن سكت عن نصرة الحق والذب عنه، فإياك إياك والباطل،والخوض فيه وتكثير سواده،فتبوء بحمل أثقال لا قبل لك بها
والحمدلله رب العالمين
 

rory_89

كاتب جيد
جزاك الله خير

وأحسن إليك فيما قدمت
دمت برضى الله وإحسانه وفضله
 

مواضيع مماثلة

أعلى