::// الشتاء في فلسطين \\::

ترانيم العشق

كبار الشخصيات
الشّتاء في فلسطين






الأخوات والإخوة الكرام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


من منّا لا يثير الشتاء لديه منابع الذكريات ، ويستدعي أنهار الوجع الكامن على تخوم القلب ، ويستحضر صور الذين رحلوا دون وداع ، وأطياف ضحكاتهم المرسومة على جدران الحلم ، وأصواتهم المجلجلة التي تستنهض الذكرى ، وترتجل الدموع في المآقي ، تبكي الأيام الخوالي ، وليالي الدّفا والعفا .



احبابَك يا قلب بالأمس كانونْ
يا نار فراقهم تشعل بالحشا كانونْ
يمُر تشرين ما رجعوا ، وكانونْ


أدعيلهم بالخير عسى دعواتي طالتهمْ
يا ترى يعودوا الصّبح وافرح بطلّتهمْ
يحيونْ بيّي الرّوح مِن شوف طلّتهمْ

بلكي وساوس بالصدر يهدونْ ويكنّونْ


وهنا أيها الأخوة سأتناول موضوع الشتاء الفلسطيني من عدة محاور

** بناء البيت الفلسطيني
** وسائل تدفئة البيت الفلسطيني
** الطّابون
** الحياة الإجتماعية والعادات والمعتقدات الشعبية في شهور الشتاء
** الشتاء والفلاح الفلسطيني
** المربعانية والخمسينية
** الأمثال الشعبية المرتبطة بشهور الشتاء
** أهم الأحداث المؤثرة في القضية الفلسطينية ونضال الشعب الفلسطيني التي وقعت في شهور الشتاء
وغير ذلك من الأمور والأحاديث والذكريات الشتوية الحميمة




بالرغم من صغر مساحة بلادنا الحبيبة فلسطين ، إلا أنها تشهد تنوعا جغرافيا وتضاريسيا ومناخيا قلّ أن يوجد في بلاد أخرى ، فمن جبال حرمون والجرمق والكرمل وجبال نابلس إلى السهول الساحلية ومرج إبن عامر ، إلى المدن الداخلية والأغوار إلى صحراء النقب ، تتباين الطبيعة الجغرافية للمناطق بشكل يفرض تنوعا وإختلافا في المناخ وأحوال الطقس ، ولكن بشكل عام يعتبر فصل الشتاء في فلسطين فصلا باردا يشهد هطولات مطرية تتفاوت بين عام وآخر ، بالإضافة إلى تساقط الثلوج في أغلب الأعوام على معظم مناطق فلسطين وخصوصا الجبلية والعالية منها ، وهذا ما يجعل الناس تترقب قدوم الشتاء وتعد العدّة لإستقباله وإتقّاء برودته ، ناهيك عن الفلاحين والمزارعين الذين يشكّل الشتاء ونزول الأمطار فاصلا حيويا مهمّا في دورة حياتهم السنوية .


البيت الفلسطيني



( في كانون الأصمّ أقعد ببيتك وإنطمّ )


من هذا المثل الشعبي الذي ينصح الناس أن تلزم بيوتها في الكوانين الباردة سنبدأ بإلقاء نظرة على البيت الذي من المفروض أن يقي سكانّه شرّ البرودة الشتوية القارسة والأمطار الغزيرة الهاطلة والريّاح المحمّلة بصقيع الشمال وجفاف الشرق ورطوبة الغرب .



تختلف أساليب البناء ونماذجه بين المدن والقرى ، ناهيك عن المخيمات التي أنشئت بعد النكبة ، فأسلوب الحياة يفرض نظاما معينا لهندسة البيت ، وبينما كانت البيوت في المدن الداخلية تبنى على الأغلب من الأحجار التي كانت تجلب من المقالع القريبة ، وتتصف بمساحاتها الكبيرة وسقوفها العالية المصنوعة من الأعمدة الخشبية المتعامدة بالطول والعرض وفوقها طبقة من الإسمنت ، وقد عرفت البيوت ذوات الطوابق أيضا ، أما في المدن الساحلية فقد كانت البيوت تبنى من أحجار قوالب إسمنتية تسمى ( الطابوق أو البلوك ) .



أما بيوت القرى والمدن الصغيرة والتي هي أقرب إلى حياة الريف منها إلى حياة الحضر، فغالبا ما كانت تبنى من كتل طينية تصنع في قوالب خاصة ، وحتى يزداد تماسك هذه الكتل فقد كان يضاف إلى الخلطة الطينية كميات مناسبة من سيقان الحبوب ( كالقمح والشعير ) المدقوقة والتي تسمى ( قصل ) وكانت هذه القوالب تسمى ( قوالب التبن أو اللِبِن ) ، وعادة ما تكون سقوف هذه البيوت مصنوعة من أغصان الأشجار التي يوضع فوقها طبقة من الطين الممزوج بالقصب مما كان يستدعي صيانتها كل عام ، وخاصة عقب أول تساقط للأمطار في تشريين الأول والتي كان يطلق عليها ( مطر الصليب ) ، وكانت هذه الصيانة تتم عن طريق دحل هذه الأسقف بمدحلة خاصة تؤدي إلى رص السقف وتمتينه بحيث لا تنفذ منه مياه الأمطار ، وكانت هذه العملية تُكرر بعد كل شتوة كبيرة .



أما الناس المقتدرون في القرى نفسها ، فقد كانوا يبنون بيوتهم من الأحجار ، وتكون سقوفها عبارة عن عقود وقناطر حجرية تسمى في بعض المناطق ( القيصريات ) لأن نمط بنائها يعود في قدمه إلى أيام الرومان .


وكانت الدار غالباً ما تتخذ الشكل المستطيل ، وتبنى الغرف على أحد أضلاعه أو على بعض أو كل أضلاعه ، وتتوسط الدار ساحة مكشوفة تسمى صحن الدار أو أرض الدار تستخدم في عدة أغراض ، كأن تزرع ببعض الأزهار والشجيرات لتكون حديقة للدار والتي يجلس فيها أهل الدار ويستمتعون بشمس الشتاء الدافئة ، وبنسمات الربيع المنعشة ، ويقضون فيها كثيراً من ليالي الصيف حيث يسمرون وبخاصة في الليالي المقمرة .



وإلى جانب أرض الدار الأقرب إلى الباب الخارجي كانت تبنى غرفة للمواشي ، الأغنام أو الأبقار ، وتسمى ( الزريبة ) ، وغرفة أخرى صغيرة للدجاج تسمى ( الخمّ ) ، وأحيانا تكون الزريبة والخمّ خارج البيت ، في الحديقة الملحقة بالدار والتي كانت تسمّى ( الحاكورة ) .



وكثيراً ما كان يفصل بعض حجرات الدار صالة مفتوحة دونما حائط من الأمام ، وإنما تزينها عقود من الحجر، وكان يطلق على هذه الصالة ( ليوان ) وجمعها ( لواوين ) وربما كان أصلها من الإيوان ، ويستخدم الليوان في الولائم والمناسبات والأفراح .



وفي بعض الغرف كانت توجد في إحدى الحيطان ما يشبه الخزانة دون أبواب وإنما تستخدم ستارة من القماش لحجبها ، ويطلق عليها ( يوك ) وهي كلمة تركية على ما أعتقد . ويستخدم ( اليوك ) في حفظ اللُحف والمخدات ومرتبات ( فرشات ) النوم والملايات والأغطية ونحوه ، إذ كان معظم الناس ينامون على الأرض دون استخدام للأسرة .


و في بعض الغرف كان يوجد خزائن أخرى ولكن لها أبواب وهي أصغر من اليوك تسمى ( السندره ) و تكون غائرة داخل الجدار حيث أن جدار ( الغرفة ) أو ( العقد ) قد تصل سماكته من متر إلى متر ونصف . ( والسندره ) تسخدم لحفظ الأطعمة وما شابه


وفي بعض الأحيان يقوم بعض الناس ببناء غرفة فوق إحدى غرف الدار تسمى ( عليّة ) نظراً لعلوّها عن باقي الغرف وتستخدم في النوم في ليالي الصيف الحارّة ، أو تستعمل مثل صالة حيث ينفرد بها صاحب الدار بزوّاره من الرجال ، ويمكن الصّعود إلى هذه ( العليّة ) بواسطة درج بسيط يسمى ( سَلملك ) وهي أيضاً كلمة تركية ، ومن أجل الحماية ، وخشية من وقوع الناس ، وبخاصّة الأطفال كان يوضع عليه درابزين ، والذي كان يطلق عليه إسم ( حضير ) وهي على ما يبدو تحريف لكلمة حذر لأنه يحذر ويمنع الناس من السقوط ، وكان أثاث البيوت بسيطاً للغاية ، ويتألف من البسط الصوفية في فصل الشتاء ، والبسط القطنية أو بسط الشرايط في الصيف ، وتسمى ( قياسات ) ومفردها ( قياس ) وكذلك كانت تستخدم السجاجيد العجميّة وبخاصّة في بيوت الموسرين والوجاهات .


وفي بيوت الوجاهات هؤلاء غالبا ما كانت توجد غرفة للضيّوف أو السّهيرة تسمى مضافة ، تفرش أرضيّتها بالبسط أو السجّاد ، وتتوضّع على جوانبها فرشات رقيقة من القطن تسمّى ( طراريح , مفردها طرّاحة ) وتُغطّى هذه الطراريح بجواعد الصوف في فصل الشتاء ، وعليها مساند محشوّة بالقش اليابس يُتكأ عليها تسمّى ( مساند أو يساتك ) ، ويتوسط المضافة عادة كانون النار وعليه دلال القهوة المرّة والمعاميل ، وغالبا ما تُزيّن جدران المضافة بقطع من السجّاد المطرّز بالزخارف الجميلة وصور الغزلان ، أو الآيات القرآنية وكان القادمون يخلعون أحذيتهم عند عتبة المضافة ثم يجلسون على الطراريح من بعد إلقاء السلام ، وهات يا قرّ وهات يا حكي .



وفي فصل الصيف وحينما يشتد الحر، كان كثير من الناس يبنون في ساحة الدار عريشاً من الخشب ، ويغطى سقفه بسعف النخيل أو بأوراق العنب المزروع من حوله ، ويقضون في العريش أو كما تسمى ( العريشة ) أوقاتاً يكون فيها المكوث في الغرف صعباً من شدة الحر ، وفي وسط الدار كان يُبنى خزان اسمنتي صغير يسمى ( بُتيِّة أو حاووز ) لخزن المياه التي يستخدمها أهل الدا ر، أما الزير أو الجرّة فكان يوضع في مكان ظليل ، ويخصص للشرب فقط ، وفي بعض البيوت كانت تحفر آبار للحصول على المياه الجوفية ، وبعضها كان يستخدم لتجميع مياه الأمطار وتخزينها ويسمى ( بير جمع ) .



وكان يوجد في جوار أغلب البيوت الريفية الفلسطينية ( التنور ) أو ( الطابون ) وهو عبارة عن فرن مصنوع من الطين ، وتبدأ عملية صنع الخبز بجمع الوقود أو الحطب وتسمى ( قحاويش )ومنها يقال فلانة ( تُقحوش ) أي تجمع وقود الفرن ، وتشعل النار في الفرن حتى يسخن ويسمى هذا الجزء من العملية ( تحماية الفرن ) وقبل وضع عجين الخبز في الفرن تقوم المرأة بتنظيف أرضية هذا الفرن بقطعة من قماش أو خيش مبللة بالماء تسمى ( مصلحة ) .


أما عن بيوت المخيّمات ، وخاصة في بداية إنشائها ، فحدّث ولا حرج ، فقد بدأت بالخيام ، وتطورت إلى البيوت المسقوفة بالزينكو ، فإلى بيوت الإسمنت الأقرب إلى بيوت المدن في الكثير من مخيّماتنا .



أنقاض بيوت عربية من قرية الشجرة قضاء طبريا


تظـهر بوضـوح هيـئة البيوت المبنـية من الحـجر الجـيري ، مقسـمة من الـداخـل ، وأمامها ساحـة أو حـوش مشـترك لعـدة بـيوت



1-1.jpg



2.jpg



3.jpg



4.jpg



5.jpg





wol_error.gif
هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذه الصورة لرؤيتها بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 800x600 وحجمها 54 كيلو بايت .
1191898545.jpg




6.jpg




داخـل الحـوش في الصـورة السابـقة ، وتبـدو هنا بوضوح ضخـامة وعظمـة بيـوت الجاعـونة ، فهي من النوع الذي كان يدعى في فلسطين " بيـوت العِـلـيّة " أي غرف كبيرة للمعيشـة اليومية في الطابق الأول ، وغرف نـوم صـغيرة في الطابق الثاني



7.jpg



واجهة أحد البيوت الكبيرة في قرية دير القاسي قضاء عكا



8.jpg




أحـد العَـقـديـن في الطـابـق السـفـلي من نفـس البـيت ، والشـبابـيك المسـدودة هي في الحائـط الشـرقي ، مـن الواضح أن هـذا البيـت هو لأحـد وجـهاء البـلد أو أغنـيائها.



9.jpg




العَـقـد الآخـر في نـفـس البـيت ، والمصطـبة مغـطاة كلـياً بـبراز البـقر، فهـذا البيت كغـيره مـن البـيوت العربية يسـتعمـل حظـيرة للأبـقار من قبل اليهود .



10.jpg




سـقـف الغرفـة الرئيـسـية في الطابـق العـلوي من نفـس البـيت ، مزين برسـومات إسـلامية ، وعلى الجـدران آيات من القرآن وأحـاديث نـبويـة وزخـرفات أخـرى .



11.jpg







بقايا بيت عربي من قرية الزيب قضاء عكا



12-1.jpg




بيت من صفورية قضاء الناصرة



13.jpg




بيت آخر من صفورية



14.jpg




غرفة من البيت في الصورة السابقة



15.jpg



الطـوالـة "جـرن لتقديم العـلف للبهائم" في طرف أحد البيوت الباقية .



16.jpg






يتبــــــــــــــع


منقول
 

الـعـرّاب

أدارة موقع رحى الذكريات
رد: ::// الشتاء في فلسطين \\::

لكل دولة تقاليد وعاداة كلنا منفتخر فيها كعرب

وفلسطين اكيد اخدة من كل دولة شقفة صغيرة

بالاضافة لعاداتها القديمة والحلوة

الله يعطيكي العافية سارة موضوع جميل

دمتي ودامت فلسطين في قلوبنا

{ بنتظار المزيد }
 
رد: ::// الشتاء في فلسطين \\::

اكيد لفلسطين عادات وتقاليد مختلفه عن باقية الدول هذه صور البيوت الاثريه بنظري انا والتي لا يوجد لها مثيل بكل العالم جميله جدا بس للاسف الزمان ما بيرحع للوراء
مشكوره اختي ساره موضوع كتير رائع
تقبلي مروري
 

عيون المها

كاتب جيد جدا
رد: ::// الشتاء في فلسطين \\::

ما احلى هيك بيوت والله خليتينا نرجع لزمن الاجداد
امممممممممم
وشميت ريحتها حبيبتى
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
 

عاشق النجوم

كاتب محترف
رد: ::// الشتاء في فلسطين \\::

[align=center]
العليه وخبز الطابون
المباني القديمه
تراثنا
عاداتنا
تقاليدناا
ابائنا واجدادناا
الطرح رائع
والصور مميزه
موفقه بإذن الله ..
. لك مني أجمل تحية .
[/align]
 

ترانيم العشق

كبار الشخصيات
رد: ::// الشتاء في فلسطين \\::

لكل دولة تقاليد وعاداة كلنا منفتخر فيها كعرب

وفلسطين اكيد اخدة من كل دولة شقفة صغيرة

بالاضافة لعاداتها القديمة والحلوة

الله يعطيكي العافية سارة موضوع جميل

دمتي ودامت فلسطين في قلوبنا

{ بنتظار المزيد }


كل بلادنا العربية قريبة من بعضها
بس فلسطين بالذات
الها عادات وتقاليد غير كل العالم العربي
وتتميز بهالعادات
اشكرك وائل الغالي
لتعطيرك صفحتي
 

دمع العيون

(حكاية وطـن )
رد: ::// الشتاء في فلسطين \\::

يا عيني عليكي يا ســـاره
طرح رائــــ ع وصور أروع
فلسطيــن بالفعل منبع للتقاليد والعادات الحلوه
ويلي بتميزها عن كل الدول ..

تـ ح ـيتي لتميـــــــزكـ ...
 

ترانيم العشق

كبار الشخصيات
رد: ::// الشتاء في فلسطين \\::

اكيد لفلسطين عادات وتقاليد مختلفه عن باقية الدول هذه صور البيوت الاثريه بنظري انا والتي لا يوجد لها مثيل بكل العالم جميله جدا بس للاسف الزمان ما بيرحع للوراء
مشكوره اختي ساره موضوع كتير رائع
تقبلي مروري



يا هلا ومرحبا فيك اخي
عطرت صفحتي بمرورك
واشكرك للاضافة الحلوة
دمت بكل سلالالالالالالام
 

مشاااااغبة

نجمة الموقع
رد: ::// الشتاء في فلسطين \\::

يعطيكي الالف عافية عالموضوع الرائع والمتميز

مع انو نحنا كتير قراب من عوايدكون

ما في متل القديم وروعتو بانتظار جديدك

تقبلي مروري المتواضع
 

ترانيم العشق

كبار الشخصيات
رد: ::// الشتاء في فلسطين \\::

ما احلى هيك بيوت والله خليتينا نرجع لزمن الاجداد
امممممممممم
وشميت ريحتها حبيبتى
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .


ياااااااااااااااااااااااااااااااااه
أكيد كانت أيام حلوة وغير هالايام
كان فيها شغلات كتير تميزها
بس خسارة
الزمن ما بيرجع لورا
تسلمي حبيبتي لمرورك
دمتي بكل خير
 

ترانيم العشق

كبار الشخصيات
رد: ::// الشتاء في فلسطين \\::



\
وسائل التدفئة


( الدّفا عفا ، ولو كان بالصّيف )
( إذا إجا كانون هيّئ الفحم والكانون )
وهنا يخطر في البال سؤال
بل سؤالان
هل جاءت تسمية الكانون من كانون ؟
أم أنّ تسمية كانون جاءت من الكانون ؟

كان أهل المدن الفلسطينية يعتمدون في الشتاء على التدفئة بواسطة الدفّايات ( صوبّات الكاز أو الحطب ) ، أما في الريف الفلسطيني فالأمر مختلف تماما ، فقد إستعمل الناس في القرى والأحياء الفقيرة من المدن النار لتدفئة البيوت ، وكانوا يستخدمون الحطب المتوفر في شمال فلسطين والذي يحصلون عليه من فروع وجذور أشجار ( السنديان ، البلّوط ، السرّيس ) وغيرها من الأشجار البريّة، ويدخلون في سباق مع الزمن لتأمين هذه المستلزمات مع إطلالة التشارين من كل عام ( برد التشارين توقّاه ، وبرد الربيع تلقّاه ) ، أما في المناطق الجنوبية من البلاد حيث تقل الغابات الحرجية إلى حد الإنعدام ، فقد إعتمد الناس على أغصان الزيتون الجّافة أو أغصان أشجار الحمضيات واللوزيّات والتفاحيّات وكذلك على بعض النباتات البريّة الشوكيّة مثل (شوك النتش أو شوك البلان ) .
وكانت النار تُوقد في موقد يصنع من الطين ويسمى كانون طين أو موقدة طين ، والموقد هذا عبارة عن وعاء من الطين غالباً ما يكون على شكل إسطوانات لها نهايات بارزة تمكّن من وضع آواني الطبخ عليها عند الحاجة ، وتملأ فوهة الوعاء بالطين إلى حد يسمح بوضع الوقود وإشعاله ، وعند اشتعال النار يتسرب الدخان إلى البيت ( دخّان يعمينا ، ولا برد يهرينا ) وكانت هذه المواقد تختلف من حيث نوعية الوقود المستخدمة لإشعالها ، فكانون الفحم يختلف عن كانون الحطب .
أما الطريقة الأكثر شيوعاً لتجهيز جمر ملتهب بالنار ، فتتلخص في ان تُشوى قطع الخشب المقطوعة من جذوع الأشجار ، التي تسمّى ( القرامي ومفردها قرميّة ) على الحائط الخارجي للطابون ويسمّى ( ساس الطابون ) وتستغرق هذه العملية الليل بطوله ، وعند الصباح تستخرج هذه القطع وقد أصبحت كتلا ملتهبة من الجمر ويُصفّ بعضها في الكانون ، والبعض الآخر يصب عليه الماء ليتحول إلى فحم ، ويستغل هذا الفحم بدوره فيما بعد .
وهناك ( الوجاق أو الموقدة ) الذي هو عبارة عن كوّة في الحائط تبنى على الأغلب في الزاوية بين جدارين ، وتشعل فيها النار ، وتسمّى الموقدة ، وفيها مجرى للدخان الذي يصرف عبر الجدار إلى السطح ثم إلى الهواء ، وهذا المجرى يسمّى عادة ( الدّاخون أو الدّاخونة ) ، ويحرق في الوجاق وقود من الحطب .
وكان الفلاحون يخزنون الوقود بأشكال متعددة :
1- ( القرامي أو القروط ومفردها قرط ) أي قطع جذوع الأشجار وتخزن في غرفة صغيرة ( خُشّة تسمى القطع ) وهي عبارة عن جزء من البيت يفصل بواسطة جدار ويخصص لتخزين الحطب .
2- يتم خزن فروع الأشجار الدقيقة او النتش أو البلان ونحوه لان مثل هذه المواد ضرورية للمساعدة على إشعال قرامي الحطب.
3- ويخزّن البعض كميات من فحم الحطب الذي يصنع في ( المشاحر ، أو المفاحم ) بحرق خشب الأشجار الحرجية حرقاً بطيئاً بمعزل عن الهواء .
4- وفى منطقة الجليل الفلسطيني تقوم الفلاحات بتخزين حزم الحطب بالقرب من البيت في مكان يسمى ( المركاس أو المركاز ) ، وجمع الحطب هو مهمة نسوية ، فقد كانت النساء تذهب إلى المناطق الحرجية وتقطع الحطب ( بالشرخ ) وتصنع منه حزما طويلة تربطها بفروع الأشجار الدقيقة والمرنة والتي تسميها ( خروص ) وتجمع الحزم في المركاس الذي عادة ما يكون في حاكورة البيت .
5- وهناك أيضا روث البقر والغنم وكان يعرف بإسم ( الجلّة أو الزبل ) ، وأيضا ما يتبقى من بزر الزيتون بعد عصره ويسمى ( الجفت ) وهذه الأنواع غالبا ما يستخدم في الطوابين ( للطوابين حكاية أخرى سنمر عليها لاحقا ) .

أيضاهناك طريقة فعّالة للتدفئة لا بد من ذكرها هنا ألا وهي الطعام
حيث كان الناس يعتمدون في شتائهم على الأكلات التي تمنح الطاقة لأجسامهم ، وتهبها الدفء والعافية ، وأهم هذه المواد زيت الزيتون ، ومن الأكلات الشتوية ، المفتول أو المُغربية وشوربة العدس وشوربة الفريكة ( إذا إجاك الميلاد ، خللي عدساتك للولاد ) ودبس الخرّوب أو الخرنوب ، وغيرها من الأكلات الأخرى .

أما عن المخيّمات وما عاناه اللاجئون في سنوات غربتهم وتشردهم عن الوطن ، فربما إختلف الأمر من مخيّم لآخر ، ففي مخيمات سوريا والبقاع اللبناني كان لا بدّ من مدافئ المازوت ، حيث أثبتت التجربة مقاومتها لبرد هذه المناطق القارس ( كنّا نسميها الصوبية ، بينما جدّي وجدتي يقولون الصوبّة ، وأنا لا أنفك أصحح لهما إعوجاج لسانيهما ) هذه الصوبيات التي تتطلب تركيب بواري لها لتصريف الدخان ، وتوزيع الدفء في الغرفة ، لا تزال موجودة إلى الآن ، كنّا نجلس حولها داير مندار وصاحب الحظ الحلو تأتي قعدته تحت الكوع ، وإبريق الشاي لا يفارق سطحها العلوي ، وكنا نضع صحون الطبيخ الباردة تحتها لتدفأ ، وخصوصا الزيتون والزيت الذي يجمد في الشتاء ، ناهيك عن الكستناء والبطاطا الحلوة المشويّة ، وتطزيع الخبز على جوانبها
وقد عرفت أيضا مدافئ الكاز ، ومدافئ الغاز ، والمدافئ الكهربائية ، والتدفئة المركزية مؤخراً .
أما الأجمل ، والأكثر حميمية ودفئا ، فهو بابور الكاز أو البريموس عندما يكون مشتعلا بلهيبه الأزرق ، وغطاء تنكة مُثقّب يتربع على قمّته ، ونحن نتحلق حوله كالفراشات ، ندفأ أيدينا على ناره ، وندفأ أرواحنا بحكايات جدّة جاوزت الثمانين ، تبثّ فينا مع كل زفرة من أنفاسها روح حب الوطن ، الذي كان ، والذي سيعود .

 

ترانيم العشق

كبار الشخصيات
رد: ::// الشتاء في فلسطين \\::

[align=center]
العليه وخبز الطابون
المباني القديمه
تراثنا
عاداتنا
تقاليدناا
ابائنا واجدادناا
الطرح رائع
والصور مميزه
موفقه بإذن الله ..
. لك مني أجمل تحية .
[/align]



الروعة تعطيرك صفحتي
عاشق النجوم
ربي يسعدك
 

ترانيم العشق

كبار الشخصيات
رد: ::// الشتاء في فلسطين \\::

يا عيني عليكي يا ســـاره
طرح رائــــ ع وصور أروع
فلسطيــن بالفعل منبع للتقاليد والعادات الحلوه
ويلي بتميزها عن كل الدول ..

تـ ح ـيتي لتميـــــــزكـ ...

حبيبة البي انتي
الاروع اشراقتك الحلوة في صفحاتي
تسلميلي دموووووووووووووووعة
لك مني أطيب الامنيات
 

ترانيم العشق

كبار الشخصيات
رد: ::// الشتاء في فلسطين \\::

يعطيكي الالف عافية عالموضوع الرائع والمتميز


مع انو نحنا كتير قراب من عوايدكون

ما في متل القديم وروعتو بانتظار جديدك


تقبلي مروري المتواضع



تسلمي حبيبتي
لتعطيرك صفحتي بطلتك
طبعا القديم بيشدنا كتير
وبخلينا نحن كتير
نورتي عنوني
 

ابتسامة طفلة

كاتب محترف
رد: ::// الشتاء في فلسطين \\::

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
 

آنفآس آلمطر

كبار الشخصيات
رد: ::// الشتاء في فلسطين \\::

4.jpg






سارة ليس بجديد عليكي هكذا موضوع رائع


صور جميلة لمدن اجمل

انشاء الله ترجع لاهلها


امين يارب العالمين



تقبلي مروري المتواضع


نوور ،،:eh_s(17):
 

ترانيم العشق

كبار الشخصيات
رد: ::// الشتاء في فلسطين \\::

4.jpg






سارة ليس بجديد عليكي هكذا موضوع رائع


صور جميلة لمدن اجمل

انشاء الله ترجع لاهلها


امين يارب العالمين



تقبلي مروري المتواضع



نوور ،،:eh_s(17):


ربنا يسمع منك نووووووور
ان شالله بترجع فلسطين
وكل بلاد العرب المسلوبة
نورتي صفحتي بطلتك الحلوة
بتمنالك كل توفيق
 

SONDA

كاتب جيد جدا
رد: ::// الشتاء في فلسطين \\::

كتير تفاصيل ذكرتني ببيت جدتي سارة

و البيوت اللي نشوفها بقرانا

تراث رائع سارة

الله يردها أرضنا عن قريب
 

مواضيع مماثلة

أعلى