حاجة الأمة لأخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم

ضياء الروح

كاتب جديد
[frame="4 10"]
أراد أحد أحبار اليهود واسمه زيد بن سعنة أن يمتحن النبى صلى الله عليه وسلم ، فذهب إليه كما تحكى الرواية ، فعن عبدُ الله بنُ سَلام قال:

{إنَّ اللَّهُ تَبَارَكَ وتَعَالَى لمَّا أَرَادَ هُدَى زَيْدِ بْنِ سَعْنَةَ ، قَالَ زَيْدُ بْنُ سَعْنَةَ: إنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ عَلامَاتِ النُّبُوَّةِ شَيْءٌ إلا وَقَدْ عَرَفْتُهَا في وَجْهِ مُحمَّدٍ حِين نَظَرْتُ إلَيْهِ ؛ إلا اثْنَتَيْنِ لَمْ أَخْبُرْهُمَا مِنْهُ: يَسْبِقُ حِلْمُهُ جَهْلَهُ وَلا يَزِيْدُه شِدَّةُ الجَهْلِ عَلَيْهِ إلا حِلْماً ، فَكُنْتُ أَتَلَطَّفُ لَهُ لأنْ أُخَالِطَهُ فَأَعْرِفَ حِلْمَهُ وَجَهْلَهُ ، قَالَ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ مِنَ الحُجُرَاتِ وَمَعَهُ عَليُّ بْنُ أبي طَالِبٍ ، فَأَتاهُ رَجُلٌ عَلَى رَاحِلَتِهِ كالبَدَوِيِّ ، فقال: يا رَسُولَ الله، قَرْيَةُ بَنِي فُلانٍ قَدْ أَسْلَمُوا، وَدَخَلُوا في الإِسْلامِ، وَكُنْتُ أَخْبَرْتُهُمْ أَنَّهُمْ إنْ أَسْلَمُوا، أَتَاهُمُ الرِّزْقُ رَغَداً، وَقَدْ أصابهم شِدَّةٌ وَقَحْطٌ مِنَ الغَيْثِ، وَأَنَا أَخْشَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ الإِسْلامِ طَمَعاً كما دَخَلُوا فِيهِ طَمَعاً، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُرْسِلَ إلَيْهِمْ مَنْ يُغِيثُهُمْ بِهِ فَعَلْتَ، قالَ: فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ إلى رَجُلٍ إلى جَانِبِهِ، أُرَاهُ عُمَرَ، فَقَالَ: مَا بَقِيَ مِنْهُ شَيْءٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قالَ زَيْدُ بْنُ سَعْنَةَ: فَدَنَوْتُ إلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا مُحمَّدُ، هَلْ لَكَ أَنْ تَبِيعَنِي تَمْراً مَعْلُوماً مِنْ حَائِطِ بَنِي فُلانٍ إلى أَجِلِ كَذَا وَكَذَا؟ فَقَالَ: «لا، يَا يَهُودِيُّ، وَلكِنْ أَبيعُكَ تَمْراً مَعْلُوماً إلى أَجَلِ كَذَا وَكَذَا، وَلا أُسَمِّي حَائِطَ بَنِي فُلَانٍ»، قُلْتُ: نَعَمْ، فَبَايَعَنِي، فَأَطْلَقْتُ هِمَيَانِي، فَأَعْطَيْتُهُ ثَمَانِينَ مِثْقَالا مِنْ ذَهَبٍ في تَمْرٍ مَعْلُومٍ إلى أَجَلِ كَذَا وَكَذا، قالَ: فَأَعْطَاهَا الرَّجُلَ، وقال: «اعْجَلْ عَلَيْهِمْ وَأَغِثْهُمْ بِهَا» قالَ زَيْدُ بنُ سَعْنَةَ: فَلَمَّا كَانَ قَبْلَ مَحَلِّ الأجَلِ بِيَوْمَيْنِ أَوْ ثَلاثَةٍ، خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ في جِنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الأنْصَارِ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، ونَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا صَلَّى عَلَى الجِنَازَةِ، دَنَا مِنْ جِدارٍ، فَجَلَسَ إلَيْهِ، فَأَخَذْتُ بِمَجَامِعِ قَمِيصِهِ، وَنَظَرْتُ إلَيْهِ بِوَجْهٍ غَليظٍ، ثُمَّ قُلْتُ: ألا تَقْضِينِي يَا مُحمَّدُ حَقِّي؟ فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُكُم بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ بِمُطْلٍ، وَلَقَدْ كَانَ لي بِمُخَالَطَتِكُمْ عِلْمٌ، قالَ: وَنَظَرْتُ إلى عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ وَعَيْنَاهُ تَدُورَانِ في وَجْهِهِ كالفَلكِ المُستَدِير، ثُمَّ رَمَانِي بِبَصَرِهِ، وقالَ: أيْ عَدُوَّ اللَّهِ، أَتَقُولُ لرَسُولِ اللَّهِ ما أَسْمَعُ، وَتَفْعَلُ بِهِ مَا أَرَى؟ فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بالْحَقِّ لَوْلا مَا أُحَاذِرُ فَوْتَهُ لَضَرَبْتُ بِسَيْفِي هذَا عُنُقَكَ، وَرَسُولُ اللَّهِ يَنْظُرُ إلى عُمَرَ في سكُونٍ وتُؤَدَةٍ، ثُمَّ قالَ: «إنَّا كُنَّا أَحْوَجَ إلى غَيْرِ هذَا مِنْكَ يَا عُمَرُ، أَنْ تَأْمُرَنِي بِحُسْنِ الأدَاءِ، وَتَأْمُرَهُ بِحُسْنِ التِّبَاعَةِ، اذْهَبْ بِهِ يا عُمَرُ، فاقْضِهِ حَقَّهُ، وَزِدْهُ عِشْرِينَ صاعاً مِنْ غَيْرِهِ مَكانَ مَا رُعْتَهُ» قَالَ زَيْدٌ: فَذَهَبَ بِي عُمَرُ، فَقَضَانِي حَقِّي، وَزَادَنِي عِشْرِينَ صَاعاً مِنْ تَمْرٍ، فَقُلْتُ: ما هذِهِ الزِّيادَةِ؟ قَالَ: أَمَرنِي رَسُولُ اللَّهِ أنْ أزِيدَكَ مَكانَ ما رُعْتُكَ. فَقُلْتُ: أَتَعْرِفُنِي يَا عُمَرُ؟ قَالَ: لا. فَمَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: أَنَا زَيْدُ بْنُ سَعْنَة . قَالَ: الحَبْرُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، الحَبْرُ، قَالَ: فَمَا دَعاكَ أَنْ تَقُولَ لِرَسُولِ اللَّهِ ما قُلْتَ وتَفْعَلَ بِهِ مَا فَعَلْتَ. فقُلْتُ: يا عُمَرُ، كلُّ عَلامَاتِ النُّبُوَّةِ قَدْ عَرَفْتُهَا في وَجْهِ رَسولِ اللَّهِ حِينَ نَظَرْتُ إلَيْهِ إلا اثْنَتَيْنِ لَمْ أَخْتَبِرْهُمَا مِنْهُ: يَسْبِقُ حِلْمُهُ جَهْلَهُ، وَلا يَزِيدُهُ شِدَّةُ الجَهْلِ عَلَيْهِ إلا حِلْماً، فَقَد اخْتَبَرْتُهُمَا، فَأُشْهِدُكَ يَا عُمَرُ أَنِّي قد رَضيتُ باللَّهِ رَبّاً، وبالإِسلامِ دِيناً، وَبِمُحمَّدٍ نَبِيّاً، وَأُشْهِدُكَ أنَّ شَطْرَ مَالي - فَإِنِّي أَكْثَرُهَا مَالا - صَدَقَةٌ على أُمَّةِ مُحمَّدٍ}{1}

ما أحوج الأمة جميعها إلى أخلاق رسول الله الآن ، لو عملنا يا جماعة المؤمنين بقول الرحمن لنا: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} الأحزاب21

لو تأسينا برسول الله فى لغة الخطاب وفى لغة التعامل فى المنزل مع الزوجة والأولاد وفى لغة التعامل مع الجيران وفى البيع والشراء فى الأسواق وفى لغة التعامل حتى مع الأعداء لن يكون بين المسلمين مشكلة واحدة لا فى منزل ولا مجتمع ولا عمل ولا فى سوق لأنه لن ينهى هذه المشاكل إلا الأخلاق النورانية التى كان عليها خير البرية صلى الله عليه وسلم

ولذلك لما تولى سيدنا أبو بكر الخلافة عَيَّنَ قاضياً للمسلمين وهو سيدنا عمر – قاضياً واحداً لكل المسلمين فى دائرة واحدة ، ومجلس القضاء فى مسجد رسول الله وليس معه كتبة ولا محامين ولا جهاز من أجهزة القضاء الموجودة الآن وكان الراتب يُدفع من بيت المال فى كل عام مرة ، وبعد عام أراد أبوبكر أن يدفع الراتب للقاضى عمر ، فقال له: أنا لا أستحقه لأنه لم تُعرض علىَّ قضية واحدة طوال العام ، فقال له كيف؟ قال: {إن قوماً آمنوا بربهم واتبعوا نبيهم وجعلوا كتاب الله حَكماً بينهم لا يحتاجون إلى قاضٍ بينهم}

وهنا يأتى حديثٌ قصير من أحاديث البشير النذير صلى الله عليه وسلم لو عملنا به لحُلت كل مشاكلنا على مدار أى مكان أو زمان ، قال صلى الله عليه وسلم: {لا يُؤْمِنُ أَحدُكُمْ حتى يُحِبَّ لأِخِيه ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ}{2}

لو طبق المسلمون هذا فإنه لن يحدث بينهم مشكلة، لأنى لن أرضى لجارى بما لا أرتضيه لنفسى ولن أرضاه لزميلى فى العمل ولن أرضاه للتاجر فى السوق ولن أرضاه لأى أحد من المسلمين وهذا هو أساس الإسلام وهو التأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم والتخلق بأخلاقه ، فليس التأسى به فى ظاهر العبادات وفقط أو فى الشكليات ، {قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فُلاَنَةً تَصُومُ النَّهَارَ وَتَقُومُ اللَّيْلَ وَتُؤْذِي جِيرَانَهَا ، قَالَ: هِيَ فِي النَّارِ}{3}

مع صلاتها وصيامها هى فى النار ، كيف؟ نعم ، لأن العبادة أدخلتها من الباب وأخرجها آذاها لجيرانها من الباب الآخر إلى النار ، أما باب العبادة الأعظم الذى يحفظ معه العبد من النار ويرقيه العزيز الغفار ، هو : {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ} العنكبوت45

إذا لم تنه الصلاة عن الفحشاء والمنكر فتكون كما قال الحَبيب صلى الله عليه وسلم:{مَنْ لَمْ تَنْهَهُ صَلاتُهُ عَنِ الفَحْشَاءِ والمُنْكَرِ لَمْ يَزْدَدْ مِنَ الله إِلاَّ بُعْداً}{4}

فديننا ليس دين عبادات ظاهرة أو شكليات فقط ، وإنما العبادات مع الأخلاق مع المعاملات لابد منهم جميعاً لأن ديننا دين الكمال ، فلا يجب أن نأخذ جانباً ونترك بقية الجوانب بل نأخذ كل الجوانب حتى نكون متبعين لرسول الله صلى الله عليه وسلم وسائرين على هداه وأعظم ثمار العبادات الأخلاق الكريمة ، فإذا لم تؤدِ العبادات إلى الأخلاق الكريمة فهى ليست مقبولة عند الله ، لأنه لو قُبلت العبادات لتغيرت العادات والأخلاق والمعاملات وصارت تبعا لكتاب الله وسنة حَبيب الله ومُصطفاه​


{1} صحيح بن حبان {2} الصحيحين البخارى ومسلم عن أنس{3} ابن النَّجَّار ، جامع الأحاديث والمراسيل عن أَبي هُريرةَ وتكملة الحديث: {قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فُلاَنَةً تُصَلي المَكْتُوبَةَ وَتَصَّدَّقُ بِالأَثْوَارِ مِنَ الأُقْطِ وَلاَ تُؤْذِي جِيرَانَهَا ، قَالَ: هِيَ فِي الْجَنَّةِ} {4} رواه الطبراني في الكبير


http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%C7%E1%D3%D1%C7%CC%20%C7%E1%E3%E4%ED%D1&id=42&cat=4


منقول من كتاب {السراج المنير}
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً



https://www.youtube.com/watch?v=24tTbjt9FCk


seraj.jpg

[/frame]
 

الاتحادتدريب

كاتب جديد
رد: حاجة الأمة لأخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم

<table><tbody><tr><td><p>من فوائد الذكر</p></td></tr><tr><td><blockquote>
1ـ&nbsp;يطرد الشيطان
2ـ&nbsp;يرضي الرحمن
3ـ&nbsp;يزيل الهم والغم
3ـ&nbsp;يجلب البسط والسرور
4ـ&nbsp;ينور الوجه
5ـ&nbsp;يجلب الرزق
6ـ&nbsp;يورث محبة الله للعبد
7ـ&nbsp;يورث محبة العبد لله ومراقبته ومعرفته والرجوع اليه والقرب منه
8ـ&nbsp;يورث ذكر الله للذاكر
9ـ&nbsp;يحيي القلب
10ـ&nbsp;يزيل الوحشه بين العبد وربه
11ـ&nbsp;يحط السيئات
12ـ&nbsp;ينفع صاحبه عند الشدائد
14ـ&nbsp;سبب لنزول السكينه وغشيان الرحمة وحفوف الملائكة
15ـ&nbsp;ان فيه شغلا عن الغيبة والنميمة والفحش من القول
16ـ&nbsp;انه يؤمن من الحسرة يوم القيامة
17ـ&nbsp;انه مع البكاء في الخلوة سبب لإظلال الله للعبد يوم القيامة تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله
18ـ&nbsp;انه آمان من نسيان الله
19ـ&nbsp;انه آمان من النفاق
20ـ&nbsp;انه أيسر العبادات واقلها مشقة ومع ذالك فهو يعدل عتق الرقاب ويرتب عليه من الجزاء ملا يرتب على غيره
21ـ&nbsp;انه غراس الجنة
22ـ&nbsp;يغني القلب ويسد حاجته
23ـ&nbsp;يجمع على القلب ما تفرق من إرادته وعزومه
24ـ&nbsp;ويفرق عليه ما اجتمع ما اجتمع من الهموم والغموم والأحزان والحسرات
25ـ&nbsp;ويفرق عليه ما اجتمع على حربه من جند الشيطان
26ـ&nbsp;يقرب من الآخرة و يباعد من الدنيا
27ـ&nbsp;الذكر رأس الشكر فما شكر الله من لم يذكره
28ـ&nbsp;أكرم الخلق على الله من لا يزال لسانه رطبا من ذكر الله
29ـ&nbsp;الذكر يذيب قسوة القلب
30ـ&nbsp;يوجب صلاة الله وملائكته
31ـ&nbsp;جميع الأعمال ما شرعت إلا لإقامة ذكر الله
32ـ&nbsp;الله عز وجل يباهي بالذاكرين ملائكته
33ـ&nbsp;يسهل الصعاب ويخفف المشاق وييسر الأمور
34ـ&nbsp;يلب بركه الوقت
35ـ&nbsp;للذكر تأثير عجيب في حصول الأمن فليس للخائف الذي اشتد خوفه انفع من الذكر
36ـ&nbsp;سبب للنصر على الأعداء
37ـ&nbsp;سبب لقوة القلب
38ـ&nbsp;الجبال والقفاز تباهي وتبشر بمن يذكر الله عليها
39ـ&nbsp;دوام الذكر في الطريق وفي البيت والحضر والسفر والبقاع تكثير لشهود العبد يوم القيامة
40ـ&nbsp;للذكر من بين الأعمال لذة لا يعدلها لذة&nbsp;<br></blockquote></td></tr></tbody></table>
 

مواضيع مماثلة

أعلى