ما خفيَ من الشهوات تضيْع الحسنات .. قصة رائعة ..

عبدالحي عداربه

كاتب جيد جدا
قصة عجيبة
(الشهوة الخفية).
من عجائب أخبار السلف الصالح؛ ما روى أهل السير عن (أحمدَ بنِ مسكين)؛ أحدِ علماءِ (القرن الثالث الهجري) في البصرة، قال - رحمه الله -:
«امتُحِنت بالفقر (سنة 219)، فلم يكن عندنا شيء، ولي امرأة وطفلها، وقد طوينا على جوع يخسِف بالجَوفِ خسفا، فَجَمعْتُ نيّتي على (بيع الدار) والتحوّل عنها، فخرجت أتسبب لبيعها فلقيني (أبو نصر)؛ فأخبرته بنيتي لبيع الدار؛ فدفع إلي (رُقاقتين من الخبز) بينهما حلوى، وقال أطعمها أهلك.
ومضيت إلى داري؛ فلما كنتُ في الطريق لقيتني (امرأة معها صبي)، فنظَرَتْ إلى الرُّقاقتين وقالت: «يا سيدي، هذا طفل يتيم جائع، وﻻ‌ صبر له على الجوع، فأطعمه شيئًا يرحمك الله»، ونظر إليّ الطفلُ نظرة ﻻ‌ أنساها، وخُيِّل إليّ حينئذ أن الجنة نزلت إلى اﻷ‌رضِ تعرض نفسها على مَن يُشبِع هذا الطفل وأمه؛ فدفعت ما في يدي للمرأة، وقلت لها: خذي وأطعمي ابنك! والله ما أملك بيضاء وﻻ‌ صفراء، وإن في داري لمَن هو أحوج إلى هذا الطعام، فدمعت عيناها، وأشرق وجه الصبي.
ومشيت وأنا مهموم، وجلست إلى حائط أفكر في بيع الدار، وإذ أنا كذلك؛ إذ مرّ (أبو نصر)، وكأنه يطير فرحًا، فقال: يا أبا محمد، ما يُجلسك ها هنا، وفي دارك الخير والغنى؟!
قلت: سبحان الله!
ومن أين يا أبا نصر؟!
قال: جاء رجل مِن خراسان يسأل الناس عن أبيك أو أحدٍ مِن أهله، ومعه أثقالٌ وأحمالٌ مِنَ الخير واﻷ‌موال!
فقلت: ما خبره؟!
قال: إنه تاجر مِنَ البصرة، وقد كان أبوك أودَعه ماﻻ‌ً مِن (ثﻼ‌ثين سنة)! فأفلس وانكسر المال، ثم ترك البصرة إلى خراسان، فصلح أمره على التجارة هناك، وأيسَر بعد المحنة، وأقبل بالثراء والغِنى، فعاد إلى البصرة وأراد أن يتحلّل، فجاءك بالمال وعليه ما كان يربحه في (ثﻼ‌ثين سنة).
يقول (أحمد بن مسكين): حمدتُ الله وشكرته، وبحثت عن المرأة المحتاجة وابنها، فكفيتهما وأجرَيتُ عليهما رِزقا، ثم اتّجرت في المال، وجعلت أربه بالمعروف والصنيعة واﻹ‌حسان وهو مقبل يزداد وﻻ‌ ينقص.
وكأني قد أعجبتني نفسي، وسرّني أني قد مُلأَتْ سِجِﻼ‌تُ المﻼ‌ئكةِ بحسناتي، ورجوت أن أكون قد كُتِبتُ عند الله في الصالحين!
فنمتُ ليلةً؛ فرأيتُني في يوم القيامة، والخلق يموج بعضهم في بعض، ورأيت الناس وقد وُسِّعَتْ أبدانُهم، فهم يحملون أوزارهم على ظهورهم مخلوقة مجسّمة، حتى لكأن الفاسق على ظهره مدينة كلها مخزيات، ثم وضعت الموازين، وجيء بي لوزن أعمالي، فجُعِلت سيئاتي في كِفة، وألقَِيت سِجﻼ‌تُ حسناتي في اﻷ‌خرى، فطاشت السجﻼ‌ت، ورجحت السيئات، ثم جعلوا يلقون الحسنة بعد الحسنة مما كنت أصنعه!
فإذا تحت كل حسنةٍ (شهوةٌ خفيةٌ) مِن شهوات النفس، كالرياء،ِ والغرورِ، وحبِ المَحْمدة عند الناس، فلم يسلمُ لي شيء، وهلكتُ عن حجتي، وسمعتُ صوتًا: ألم يبق له شيء؟
فقيل: «بقي هذا، وأنظر ﻷ‌رى ما هذا الذي بقي، فإذا الرقاقتان اللتان أحسنت بهما على المرأة وابنها، فأيقنت أني هالك، فلقد كنت أُحسِنُ بمئةِ دينارٍ ضربةً واحدة، فما أغنَتْ عني، فانخذلت انخذاﻻ‌ً شديدًا ، فوُضِعَت الرقاقتان في الميزان، فإذا بكفة الحسنات تنزل قليﻼ‌ً ورجحت بعضَ الرجحان، ثم وُضعت دموع المرأة المسكينة التي بكت من أثر المعروف في نفسها، ومن إيثاري إياها وابنها على أهلي، وإذا بالكفة ترجُح، وﻻ‌ تزال ترجُح حتى سمعت صوتًا يقول: قد نجا)).
ف«لا تحقرنّ من المعروف شيئا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق، واتقوا النار ولو بشق تمرة».
ذكر القصة الأستاذ: مصطفى صادق الرافعي - رحمه الله - في كتابه (وحي القلم).
منقول
(إِنّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ ..)
 

*خالد*

من المؤسسين ,
رد: ما خفيَ من الشهوات تضيْع الحسنات .. قصة رائعة ..

تسلم اخي عبدالحي

تسلم يمينك على النقل


والله يجزاك الخير

وجعله ربي في ميزان حسناتك
 

الاتحادتدريب

كاتب جديد
رد: ما خفيَ من الشهوات تضيْع الحسنات .. قصة رائعة ..

<p>من فوائد الذكر</p><p><br></p><p><br></p><p>1ـ يطرد الشيطان</p><p>2ـ يرضي الرحمن</p><p>3ـ يزيل الهم والغم</p><p>3ـ يجلب البسط والسرور</p><p>4ـ ينور الوجه</p><p>5ـ يجلب الرزق</p><p>6ـ يورث محبة الله للعبد</p><p>7ـ يورث محبة العبد لله ومراقبته ومعرفته والرجوع اليه والقرب منه</p><p>8ـ يورث ذكر الله للذاكر</p><p>9ـ يحيي القلب</p><p>10ـ يزيل الوحشه بين العبد وربه</p><p>11ـ يحط السيئات</p><p>12ـ ينفع صاحبه عند الشدائد</p><p>14ـ سبب لنزول السكينه وغشيان الرحمة وحفوف الملائكة</p><p>15ـ ان فيه شغلا عن الغيبة والنميمة والفحش من القول</p><p>16ـ انه يؤمن من الحسرة يوم القيامة</p><p>17ـ انه مع البكاء في الخلوة سبب لإظلال الله للعبد يوم القيامة تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله</p><p>18ـ انه آمان من نسيان الله</p><p>19ـ انه آمان من النفاق</p><p>20ـ انه أيسر العبادات واقلها مشقة ومع ذالك فهو يعدل عتق الرقاب ويرتب عليه من الجزاء ملا يرتب على غيره</p><p>21ـ انه غراس الجنة</p><p>22ـ يغني القلب ويسد حاجته</p><p>23ـ يجمع على القلب ما تفرق من إرادته وعزومه</p><p>24ـ ويفرق عليه ما اجتمع ما اجتمع من الهموم والغموم والأحزان والحسرات</p><p>25ـ ويفرق عليه ما اجتمع على حربه من جند الشيطان</p><p>26ـ يقرب من الآخرة و يباعد من الدنيا</p><p>27ـ الذكر رأس الشكر فما شكر الله من لم يذكره</p><p>28ـ أكرم الخلق على الله من لا يزال لسانه رطبا من ذكر الله</p><p>29ـ الذكر يذيب قسوة القلب</p><p>30ـ يوجب صلاة الله وملائكته</p><p>31ـ جميع الأعمال ما شرعت إلا لإقامة ذكر الله</p><p>32ـ الله عز وجل يباهي بالذاكرين ملائكته</p><p>33ـ يسهل الصعاب ويخفف المشاق وييسر الأمور</p><p>34ـ يلب بركه الوقت</p><p>35ـ للذكر تأثير عجيب في حصول الأمن فليس للخائف الذي اشتد خوفه انفع من الذكر</p><p>36ـ سبب للنصر على الأعداء</p><p>37ـ سبب لقوة القلب</p><p>38ـ الجبال والقفاز تباهي وتبشر بمن يذكر الله عليها</p><p>39ـ دوام الذكر في الطريق وفي البيت والحضر والسفر والبقاع تكثير لشهود العبد يوم القيامة</p><p>40ـ للذكر من بين الأعمال لذة لا يعدلها لذة&nbsp;</p>
 
أعلى