حادثة طابة

عطر الجنه

كاتب محترف
صمم بناء الخط الحديدي ليتفرع منه خط يمتد من معان إلى خليج العقبة*، فيحمل حجاج مصر والمغرب وشمال افريقية إلى الديار الحجازية المقدسة. وحين اقترب بناء الخط الحديدي الحجازي، وإبعاداً لنفوذ أية دولة أخرى عن سواحل ميناء طابة. وشرعت الدولة العثمانية تعدل خط الحدود الجديد من العريش إلى السويس، بدلاً من امتداده بين رفح* والعقبة. على أن يترك لمصر القسم الجنوبي من سيناء وراء خط يصل جنوب رأس طابة بجنوب السويس. ونقلت الحكومة العثمانية عمودي الحدود من رفح إلى العريش. وبذلك أخذت بها مساحة من الأرض على شكل مثلث ضلعاه خط رفح – العقبة، وخط العريش – السويس، وقاعدته خط طابة – السويس. وسوغت الحكومة إجراءها بأن شبه جزيرة سيناء على الأراضي الحجازية، وأن إلحاقها بمصر كان لحراسة قافلة الحج المصري إلى الحجاز، عبر طور سيناء والعقبة ومدائن صالح. ولما أصبحت قافلة الحج المصري تسلك الطريق البحري من السويس، لم يعد ثمة ضرورة للطريق البري الذي ينبغي أن تربط إدارته بولاية الحجاز.
وهذا نشبت أزمة طابة بين الدولة العثمانية وبريطانيا المتحكمة في مصر.ولم يخفف على هذه أن السلطان العثماني أثار مسألة طابة بتحريض من ألمانيا التي استهدفت الضغط آنذاك على الدول التي تدخلت في قضية مراكش، وهي إنكلترا وفرنسا وإسبانيا، كما تعزز المانيا موقفها من هذه المسألة، ويحسب لرأيها حساب في أية تسوية توضع لها. وكانت بريطانيا، بقلق، تراقب التعامل الألماني في المنطقة، لذلك بادرت في حسم أزمة طابة بمظاهرة قوة بحرية، فأرسلت إلى مياه طابة المدرعة “ديانا” لمنع الجيش العثماني من التوغل في سيناء والحيلولة دون احتلالها.
ولما تفاقمت الأزمة أرسلت أسطولها إلى إستانبول، ووجهت انذاراً إلى الباب العالي، يتضمن تنفيذ مطالبها في مدة أقصاها عشرة أيام لإعادة الوضع إلى ما كان عليه سابقاً. ولم يسع السلطان العثماني إلا الخضوع، وسحب جنوده، من طابة، والعودة إلى الحدود القديمة. وقد حصل ذلك في العام 1906.​
 

midymido

كاتب جيد جدا
يا عطر الجنه موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
 

مواضيع مماثلة

أعلى