شرح المعلقات ......على حلقات الحلقة الثالثة

Dream_Rose

كاتب جيد جدا

من البيت العاشر إلى البيت العشرين

وَإنّي كَفَانِي فَقْدَ مَنْ لَيْـسَ جَازِيَـاً=بِحُسْنَـى ولا فـي قُرْبِـهِ مُتَعَلَّـلُ
ثَلاَثَـةُ أصْحَـابٍ: فُـؤَادٌ مُشَيَّـعٌ=وأبْيَضُ إصْلِيتٌ وَصَفْـرَاءُ عَيْطَـلُ
هَتُوفٌ مِنَ المُلْسَِ المُتُونِ تَزِينُهـا=رَصَائِعُ قد نِيطَتْ إليهـا وَمِحْمَـلُ
إذا زَلََّ عنها السَّهْمُ حَنَّـتْ كأنَّهـا=مُـرَزَّأةٌ عَجْلَـى تُـرنُّ وَتُـعْـوِلُ
وَأغْدو خَمِيصَ البَطْن لا يَسْتَفِزُّني=ِإلى الزَادِ حِرْصٌ أو فُـؤادٌ مُوَكَّـلُ
وَلَسْتُ بِمِهْيَـافٍ يُعَشِّـي سَوَامَـه=مُجَدَّعَـةً سُقْبَانُهـا وَهْـيَ بُهَّـلُ
ولا جُبَّـأٍِ أكْهَـى مُـرِبٍّ بعِرْسِـهِ=يُطَالِعُها فـي شَأْنِـهِ كَيْـفَ يَفْعَـلُ
وَلاَ خَـرِقٍ هَيْـقٍ كَـأَنَّ فــؤادَهُ=يَظَلُّ بـه المُكَّـاءُ يَعْلُـو وَيَسْفُـلُ
ولا خَـالِـفٍ دارِيَّــةٍ مُتَـغَـزِّلٍ=يَـرُوحُ وَيغْـدُو داهنـاً يَتَكَـحَّـلُ
وَلَسْـتُ بِعَـلٍّ شَـرُّهُ دُونَ خَيْـرِهِ=ألَفَّ إذا ما رُعْتَهُ اهْتَـاجَ أعْـزَلُ
وَلَسْتُ بِمِحْيَارِ الظَّلاَمِ إذا انْتَحَـتْ=هُدَى الهَوْجَلِ العِسّيفِ يَهْمَاءُ هؤجَلُ

الشرح


10التعلّل: التلهِّي ، والمعنى: ليس في قربه سلوى لي ، يريد : أني فقدتُ أهلًا لا خير فيهم ، لأنهم لا يقدِّرون المعروف ، ولا يجزون عليه خيراً ، وليس في قربهم أدنى خير يُتَعلّل .
(11) المُشيَّع: الشجاع. كأنَّه في شيعة كبيرة من الناس . الإصليت: السَّيف المُجرَّد من غمده. الصفراء: القوس من شجر النَّبع. العيطل: الطويلة. والمعنى أن عزاء الشاعر عن فقد أهله ثلاثة أشياء: قلب قويّ شجاع ، وسيف أبيض صارم مسلول ، وقوس طويلة العنق .
(12) هتوف: مُصَوِّتة. الملس: جمع ملساء ، وهي التي لا عُقَد فيها. المُتون: جمع المتن ، وهو الصُّلب. والرصائع: جمع الرصيعة ، وهي ما يُرصَّع أي يُحلَّى به. نيطت: عُلِّقت. المِحْمَل: ما يُعلَّق به السيف أو القوس على الكتف. والشاعر في هذا البيت يصف القوس بأنّ لها صوتاً عند إطلاقها السهم ، وبأنَّها ملساء لا عُقد فيها تؤذي اليد ، وهي مزيَّنة ببعض ما يُحلَّى بها ، بالإضافة إلى المحمل الذي تُعلَّق به.
(13) زلّ: خرج. حنين القوس: صوت وترها. مُرزَّأة: كثيرة الرزايا (المصائب). عَجْلى: سريعة. تُرنّ: تصوِّت برنين ، تصرخ. تُعول: ترفع صوتها بالبكاء والعويل. والمعنى أن صوت هذه القوس عند انطلاق السهم منها يشبه صوت أنثى شديدة الحزن تصرخ وتولول.
وهناك روايات تستبدل كلمة عجلى ب ثكلى وهي التي أراها أكثر صحة واجمل ، لأن الثكلى : هي المراة التي فقدت وليدها فيصبح المعنى كالتالي :
القوس كالثكلى ، والرمح كالولد ، وتخيل عويل وحزن الثكلى بفقدان ولدها
(14) خميص البطن ضامره ، يستفزّني : يثيرني . الحِرْص : الشَّرَه إلى الشيء والتمسّك به .
(15) المهياف: الذي يبعد بإبله طالباً المرعى على غير علم ، فيعطش. السوام: الماشية التي ترعى. مجدَّعة: سيئة الغذاء . السُّقبان: جمع سقْب وهو ولد الناقة الذكَر. بُهَّل: جمع باهل وباهلة وهي التي لا صرار عليها (الصِّرار: ما يُصَرّ به ضرع الناقة لئلا تُرضَع ). يقول: لستُ كالراعي الأحمق الذي لا يُحسن تغذية سوامه، فيعود بها عشاءً وأولادها جائعة رغم أنها مصرورة. وجوع أولادها كناية عن جوعها هي، لأنها، من جوعها، لا لبن فيها، فيغتذي أولادها منه.
(16) الجُبّأ: الجبان. والأكهى: الكدِر الأخلاق الذي لا خير فيه ، والبليد. مُرِبّ: مقيم ، ملازم . عرِسه: امرأته. وملازمة الزوج يدلّ على الكسل والانصراف عن الكسب والتماس الرزق. وفي هذا البيت ينفي الشاعر عن نفسه الجبن ، وسوء الخلق ، والكسل ، كما ينفي أن يكون منعدم الرأي والشخصية فيعتمد على رأي زوجه ومشورتها.

(17) الخرق: ذو الوحشة من الخوف أو الحياء والمراد، هنا، الخوف. والهيق: الظْليم (ذكَر النعام)، ويُعرف بشدّة نفوره وخوفه. والمُكّاء: ضرب من الطيور. والمعنى: لست مِمَّن يخاف فيقلقل فؤاده ويصبح كأنّه معلّق في طائر يعلو به وينخفض.
(18) الخالف: الذي لا خير فيه. يقال: فلان خالفة (أو خالف) أهل بيته إذا لم يكن عنده خير. والدَّاريّ والداريّة: المقيم في داره لا يبرحها. المتغزّل: المتفرّغ لمغازلة النساء. يروح: يسير في الرواح، وهو اسم للوقت من زوال الشمس إلى اللَّيل. يغدو: يسير في الغداة، وهو الوقت من الصباح إلى الظهر. والداهن: الذي يتزيَّن بدهن نفسه. يتكحّل: يضع الكحل على عينيه. والمعنى أن الشاعر ينفي عن نفسه الكسل، ومغازلة النساء، والتشبّه بهنّ في التزيّن والتكحّل. وهو يثبت لنفسه، ضمناً، الرجولة.
(19) العَلّ: الذي لا خير عنده ، والصَّغير الجسم يشبه القُراد. ألفّ: عاجز ضعيف. رعتَه: أخفْتَه. اهتاج: خاف. الأعزل: الذي لا سلاح لديه.
(20 ) المِحْيار: المتحيّر. انْتَحَتْ: قصدت واعترضَتْ. الهدى: الهداية، والمقصود هداية الطريق في الصحراء. الهوجل: الرجل الطويل الذي فيه حمق. العِسِّيف: الماشي على غير هدى. اليَهْماء: الصحراء. الهَوْجَل: الشديد المسلك المَهول. وفي البيت تقديم وتأخير. والأصل: لست بمحيار الظلام إذا انتحت يهماء هوجل هدى الهوجل العسيف. والمعنى: لا أتحيّر في الوقت الذي يتحير فيه غيري.

ملا حظات

حاولوا إخواني أن تجعلوا تعليقاتكم على القصيدة لا لي ، لتعم الفائدة ونعيش أبياتها ، وبذلك نكون قد حللنا القصيدة أحسن تحليل ،
رأيي الخاص

أحسن بيت أعجبني في هذه القصيدة حوته هذه الحلقة ، وهو البيت الثالث عشر لما فيه من قوة التشبية و بديع البيان ، فانظر إلى الشاعر كيف يشبه قوسه حين تفقد رمحها ، يشبهها بالمرأة الثكلى التي تفقد وليدها ، وصوتها بصوت المرأة وعويلها ، وهذا هو الإبداع الشعري بعينه
إذا زل عنها السهم حنت كأنها .....مرزأة ثكلى ترن وتعول​
 

ahmad

مدير المنتدى
طاقم الإدارة
رد: شرح المعلقات ......على حلقات الحلقة الثالثة

الله لايحرمنا من طلتك ياغالي

ومن لمساتك


الف شكر عالشرح

مودتي
 

رحيق الزهور

الإدارة
رد: شرح المعلقات ......على حلقات الحلقة الثالثة

[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]
شرح مميز
الله لا يحرمنا من مواضيعك الرائعة
يعطيك العافية
دمت بخير
[/align]
[/cell][/table1][/align]
 

SONDA

كاتب جيد جدا
رد: شرح المعلقات ......على حلقات الحلقة الثالثة

[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:70%;background-color:white;border:4px solid black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


واااااااااااو
جميل جدا الأوصاف التي بالفخر
من الواضح هنا غرض الفخر في هذه الأبيات.

أجمل بيت رأيته هو هذا
وَإنّي كَفَانِي فَقْدَ مَنْ لَيْـسَ جَازِيَـاً=بِحُسْنَـى ولا فـي قُرْبِـهِ مُتَعَلَّـلُ
ثَلاَثَـةُ أصْحَـابٍ: فُـؤَادٌ مُشَيَّـعٌ=وأبْيَضُ إصْلِيتٌ وَصَفْـرَاءُ عَيْطَـلُ

ذكروني ببيت المعري.

ملاحظة.
يا ريت الكتابة تكون باللون الأسود
هاللون مش واضح
:dizzy:
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
 

مواضيع مماثلة

أعلى