قرية الطنطورة

عطر الجنه

كاتب محترف
تقع هذه القرية العربية على ساحل البحر المتوسط، على بعد قرابة 30 كم جنوب حيفا*، منها 3 كم طريق فرعية تصلها بالطريق الرئيسة الساحلية. وفي القرية محطة للسكة الحديدية.
قامت الطنطورة على أنقاض المدينة الكنعانية القديمة “دورا”، التي تقع خرائبها اليوم إلى الشمال من القرية الحديثة. وكان لمدينة دوراً شأن في العهد اليوناني وبقيت على ذلك الحال إلى أن تفوقت عليها قيسارية* في العهد الروماني، واشتهرت كمركز تجاري بحري بين فلسطين ومصر، وذاعت شهرتها قديماً بنسج الحرير وصبغة الأرجوان كغيرها من المدن الساحلية الفلسطينية. وكانت إبان الحروب الصليبية نقطة دفاعية هامة، وأقام الصليبيون فيها قلعة صغيرة أسموها “مرل” لا تزال بقاياها ماثلة إلى الشمال من القرية.
والطنطورة منطقة أثرية تضم، إلى جانب أحد أبراج القلعة الإفرنجية، تلا أثرياء وميناء قديماً وبقايا أبنية ومدافن وأعمدة وبقايا معمارية أخرى.
وبالقرب من الطنطورة عدة خرب منها: خربة المزرعة، وخربة أم الطوس، وخربة السليمانيات وخربة حناتة، وخربة دريهمة، وخربة حيذرة، وتل عيدون. ومن الحجارة المجلوية من خرائبها وخرائب عتليت بني أحمد الجزار* جامعة المشهور في عكا في أواخر القرن الثامن عشر (رَ: الخرب والأماكن الأثرية).
وقد أجرت المدرسة البريطانية الأثرية في القدس في الفترة الواقعة بين عامي 1923 و1925 حفريات أثرية كانت نتيجتها العثور على مجموعة من الفخاريات تعود إلى مختلف الفترات التاريخية، بدءاً من العصر البرونزي الحديث (رَ: العصور التاريخية) حتى العهد العربي. ومن خلال تلك التنقيبات عثر على طبقة انتقالية بين العصر البرونزي الحديث والعصر الحديدي، فيها تدمير. ويبدو أن هذا التدمير ألحق بالمدينة في أثناء الغارات التي تعرض لها الشرق الأدنى القديم، والتي عرفها التاريخ باسم غارات شعوب البحر. وأسفرت عن سقوط ممالك كثيرة كانت قائمة آنذاك، مثل مملكة أوغاريت ومملكة الألاخ ومملكة كركميش وغيرها. كذلك عثر على فخار فلسطيني من المخلفات الحضارية للفلسطينيين الذين استوطنوا الساحل الفلسطيني.
يقع ميناء الطنطورة في شمال القرية الحديثة مباشرة، خليج شبه مربع، أبعاده 100م x100 م. وتوجد تجاه الطنطورة مجموعة من الجزر الصغيرة جداً تمتد من الشمال إلى الجنوب.وينتهي وادي المزرعة إلى البحر على بعد نحو 3 كم جنوباً، ونهر الزرقاء* على مسافة 6 كم إلى الجنوب منها أيضاً.
امتدت القرية بصورة عامة من الشمال إلى الجنوب، وحالت المستنقعات* الموجودة شرقها دون الامتداد في هذا الاتجاه. والشاطىء عند البلدة مغطى بالكثبان الرملية. وفي عام 1931 كان في القرية ثلاثمائة مسكن ومسكنان من الحجر، وبلغت مساحة القرية 119 دونماً عام 1945، ومساحتها مع الأراضي التابعة لها 14.520 دونماً، تملك الصهيونيون 14.12% منها.
سكن الطنطورة عام 1922 قرابة 750 نسمة من العرب، ارتفع عددهم عام 1931 إلى 953 نسمة (بينهم يهودي واحد) وإلى 1.490 نسمة عام 1945.
كان في القرية مدرسة ابتدائية للبنين وأخرى للإناث. واعتمد اقتصاد القرية على زراعة الحبوب والمحاصيل الحقلية والأشجار المثمرة وصيد الأسماك. وقد بلغت المساحة المزروعة برتقالاً عام 1943 قرابة 260 دونماً تتركز في جنوب شرق القرية، في حين لم يزرع الزيتون إلا في 20 دونماً. أما كميات الأسماك* المصيدة فقد زادت من 6 أطنان عام 1928 إلى 1633 طناً عام 1944.
شرد الصهيونيون سكان القرية العرب، ودمروها عام 1948. وفي العام التالي، أسس يهود مهاجرون من اليونان موشاف “دور” في موقع القرية. وبلغ عدد السكان هناك 170 نسمة عام 1970. كذلك أسس يهود قدموا من الولايات المتحدة وبولندة عام 1948 كيبوتز “نحشوليم” على بعد كيلومتر واحد شمال موقع القرية، وكان المهاجرون 253 نسمة عام 1970.
-جوية-حديثة.jpg
 

midymido

كاتب جيد جدا
يا عطر الجنه موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
 

مواضيع مماثلة

أعلى