علاج قرح الفم

هدير نصر

كاتب جيد
قرحة الفم
تُعدّ قرحة الفم (بالإنجليزية: Mouth Ulcer) من الاضطرابات الصحية التي يشيع تكرارها، ويمكن تعريفها على أنّها مناطق تظهر على شكل تقرحات مؤلمة وتكون حميدة، ويجدر بيان أنّ هذه التقرحات عادةً ما تكون غير مؤذية، ولكنّها تُسبّب انزعاجاً وشعوراً بعدم الراحة للمصاب، وقد يصل الأمر إلى حدّ مواجهة المصاب صعوبة على مستوى تناوله الطعام، أو الشراب، أو تفريش أسنانه، هذا وتجدر الإشارة إلى أنّ أغلب تقرحات الفم تظهر في باطن الخدّ وتستمرّ لما يُقارب أسبوعاً واحداً ثمّ سرعان ما تلتئم وتختفي دون أيّ تدخّل طبيّ، ولكن هناك أكثر من نوع لتقرحات الفم، وتتفاوت هذه التقرحات فيما بينها بالحجم وطبيعة الأعراض، ومن هذه الأنواع: تقرحات الفم الصغيرة (بالإنجليزية: Minor Ulcers) التي يتراوح طولها بين 2-8 مم.
وتتسبب بشعور المصاب بألم بسيط، وغالباً ما تتطلب أسبوعين حتى تختفي حتى دون تلقي المصاب أيّ علاجٍ طبيّ، ومن أنواع التقرحات أيضاً ما يُعرف بالتقرحات الكبيرة (بالإنجليزية: Major Ulcers)، والتي عادةً ما تحتاج إلى عدة أسابيع حتى تلتئم، بالإضافة إلى تركها أثراً نُدبيّاً بعد زوالها، وتتميز هذه التقرحات بامتلاكها زوايا أو شكلاً غير منتظم، بالإضافة إلى أنّ حجمها أكبر من تلك الصغيرة، وغالباً ما تخترق عمقاً أكبر من الصغيرة أيضاً، ومن الجدير بالذكر أنّ باطن الخدّ، وسقف الفم، واللسان هي الأجزاء الأكثر عُرضة لتقرحات الفم الصغيرة والكبيرة، وعادة ما تكون دائرية الشكل وذات حوافّ حمراء اللون، وأمّا من الوسط فتظهر باللون الأبيض، أو الأصفر، أو الرماديّ، وفي الحالات الشديدة من تقرحات الفم قد يُعاني المصابون من أعراض أشدّ وطأة تتمثل بانتفاخ العقد اللمفاويّة، والشعور بالحمّى.
%D9%83%D9%8A%D9%81%D9%8A%D8%A9_%D8%B9%D9%84%D8%A7%D8%AC_%D9%82%D8%B1%D8%AD%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%85.jpg

كيفية علاج قرحة الفم
في الحقيقة لا تحتاج تقرحات الفم إلى صرف أيّ علاج في الغالب، ولكن في حال كان حدوثها بشكلٍ متكرر، أو أنّها تتسبب بمعاناة المصاب من ألم شديد، فعندها يمكن اللجوء لبعض الخيارات العلاجية، نذكر من هذه الخيارات ما يأتي:-
الخيارات الدوائية: هناك بعض الخيارات الدوائية التي تُباع دون وصفة طبية (بالإنجليزية: Over The Counter) وتُباع على شكل جل أو رقعة بحيث يتمّ تطبيقها على القرحة الفموية، وهذا ما يحول دون تهيج القرحة نتيجة تناول بعض الأطعمة أو بسبب اللمس، وتمتاز هذه الخيارات العلاجية بقدرتها على الالتصاق بموضعها، إضافة إلى ذلك هناك بعض الخيارات العلاجية التي تُباع أيضاً دون وصفة طبية، وتتوفر على شكل غسول للفم (بالإنجليزية: Mouth Rinse)، إذ تنظف مثل هذه الغسولات الفم وتطهره، بالإضافة إلى السيطرة على الألم المُرافق للتقرحات.
الخيارات المنزلية: هناك عدد من العلاجات التي يمكن تحضيرها في المنزل واستخدامها في حال المعاناة من تقرحات الفم، نذكر من هذه العلاجات ما يأتي: غسول ملحيّ، ولكن يجدر التنبيه إلى أنّ هذا الغسول لا يُغني عن استعمال الغسولات الدوائية في حال كانت هناك حاجة لاستخدامها. البابونج مع العسل، فقد تبيّن أنّ هذا الخليط يساعد على تخفيف شعور المصاب بالألم بالإضافة إلى الالتهاب، ولكن يجدر بيان أنّه لا توجد أدلة علمية كافية حول استعمال هذا الخليط في علاج تقرحات الفم، ولذلك لا مانع من استخدامه ولكن ليس بديلاً للعلاجات الدوائية في حال كانت الحالة تستدعي ذلك. صودا الخبز، وذلك بتحضير ما يُشبه المعجون منها ووضعها على تقرحات الفم.
أكياس الشاي الرطبة؛ فقد تبيّن أنّ وضع هذه الأكياس على قرحة الفم يساعد على شفائها. قطع الثلج؛ إذ يمكن وضع قطع الثلج على تقرحات الفم للمساعدة على شفائها. مكمّلات فيتامين ب12؛ فهناك بعض الدراسات التي تدّعي أنّ هذه المكملات تساعد على تخفيف الألم الناجم عن تقرحات الفم، بالإضافة إلى تقليل عددها. غسول زيت القرنفل؛ وذلك بوضعه على قطعة من القطن وتطبيقها على قرحة الفم بعد غسل الفم باستخدام غسول مناسب.
نصائح عامة:
إضافة إلى ما سبق، يُنصح الأشخاص الذين يُعانون من تقرحات الفم باتباع بعض النصائح، منها ما يأتي: تجنّب تناول الأطعمة التي تُهيّج التقرحات وتحول دون التئامها، مثل الأطعمة المُتبّلة، والمالحة، والحامضة، ويُنصح كذلك بتجنّب تناول الأطعمة ذات الحوافّ الصلبة مثل خبز التوست، وكذلك يُنصح بتجنّب تناول المشروبات الحارة.
المحافظة على نظافة الفم، وتفريش الأسنان بفرشاة ناعمة، فهذا من شأنه أن يُسرّع عملية التئام التقرحات، ولكن يجدر التنبيه إلى ضرورة التفريش بلطف منعاً لإلحاق الضرر بالتقرحات، وإنّ الحرص على نظافة الفم في هذه الحالات خاصة يساعد على منع إصابة هذه التقرحات بالعدوى.


 

مواضيع مماثلة

أعلى