(فتى النماص)
كاتب جيد جدا
وسط ارتياح اقليمي دولي، توجت المملكة العربية السعودية وسورية مصالحتهما التي انطلقت خلال قمة الكويت الاقتصادية في يناير الماضي، بزيارة العاهل السعودي الملك عبدالله لدمشق، بعد سنوات من الجفاء بين البلدين، ما يشكل تقاربا من شأنه أن يضع حدا لعدة نزاعات في المنطقة.
الى ذلك، أجرى الملك عبدالله والرئيس بشار الأسد، جولة من المحادثات في "قصر الشعب" في دمشق، تطرقت إلى العلاقات الثنائية، والأوضاع العربية والإسلامية وملفات الأزمات في المنطقة، والتوقيع على اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب الضريبي على الدخل ورأس المال بين البلدين.
فيما يبقى الملف الفلسطيني محورا أساسيا ضمن أجندة القمة السعودية السورية، في ضوء قرب انعقاد جولة الحوار في القاهرة، بما يحقق اللحمة الوطنية وبلوغ التطلعات المشروعة في الأراضي المحتلة وأبنائها، فضلا عن تداول الوضع على الساحتين اللبنانية والعراقية.
وكان العاهل السعودي قد وصل الى مطار دمشق، في أول زيارة رسمية له إلى سورية منذ توليه العرش في العام 2005، وكان في استقباله الرئيس السوري بشار الأسد.
مواجهة التحديات...
في غضون ذلك، ذكر بيان لرئاسة الجمهورية أن الرئيس الأسد والعاهل السعودي أكدا حرصهما على دفع العلاقات بين البلدين قدما من خلال البناء على ما تم انجازه خلال الفترة الماضية وإزالة جميع العوائق التي تعرقل مسيرة تطور هذه العلاقات.
وأشار الجانبان إلى فتح آفاق جديدة للتعاون تخدم الشعبين ومصالح البلدين المشتركة وتساهم في مواجهة التحديات التي تعترض سبيل العرب جميعا في بلدان عربية عدة وخاصة في فلسطين المحتلة والقدس الشريف.
ودعا الجانبان إلى ضرورة تضافر جميع الجهود العربية والإسلامية والدولية لرفع الحصار اللاإنساني المفروض على الفلسطينيين ووقف الاستيطان في الأراضي المحتلة ووضع حد لتمادي قوات الاحتلال الإسرائيلي المستمر على حقوق الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية والتي كان آخرها محاولة اقتحام المسجد الأقصى.
وأشار الجانبان إلى أهمية تطوير العلاقات العربية العربية ومتابعة الجهود المبذولة في سبيل تعزيز العمل العربي المشترك خدمة لمصالح الأمة العربية وقضاياها المحقة وخاصة أن جميع دول العالم تسعى إلى تكتلات إقليمية تعطي لموقعها وزنا على الساحة الدولية بينما ما زال العرب يعانون من فرقة وانقسام في المواقف الأمر الذي يضعفهم جميعا.
وفي 23 سبتمبر زار الرئيس السوري السعودية حيث حضر افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) بالتزامن مع العيد الوطني السعودي.
وكان من بوادر تحسن العلاقات بين البلدين، تعيين المملكة سفيرا في دمشق في يوليو بعد أن بقي هذا المنصب شاغرا لمدة عام.