قصة عاشقة على شواطئ فكتوريا..

عبدالحي عداربه

كاتب جيد جدا
قصة عاشقة في أعالي النيل..
بسم الله الرحمن الرحيم
قصة عجوز أكل عليه الدهر وشرب
السبعون خريفا لم يُنْسِها الحب الخالد
قلبها ينبض بالعشق الفطري
أجهشت بالبكاء
عندما عرفت أننا من المسلمين
وطلبت منا أن نتَّبِعها
في وسط الغابات الأفريقية
لنلحق والدتها التسعينية التي
هي كذلك
يتفطر قلبها حبا وعشقا
تسابق الزمن بخطواتها السريعة
وبعصاتها التي تتوكأ عليها
بثقة بالله سبحانه
ليتحقق الحلم والأمل
قبل أن تفارق الدنيا
ولم يتحقق
الأمل الكبير في الحصول على المراد
وفرصة العمر التي ضاعت
من بين يديها
منذ ثلاثين سنة ونيف مضت
عندما غَيَّب الفراق
الحبيب والزوج الذي
رسم لهم الأمل
والحلم المنشود
***
**
*
غَاَبَ المحبوب
وكذلك العاشق والمعشوق
أو قد غُيب بين حروب
أوغندا الأهلية والطائفية
التي عصفت بالبلاد
وغيَّبت الحرب القلوب الرحيمة
من ثمانينيات القرن الماضي
أوغندا تلك السحر والغابات
والبحيرات والأسرار والجمال
في أعالي النيل والينابيع
أوغندا
تاج الهضبة الأفريقية الغناء
وبحيرة فكتوريا
عجيبة الدهر ومعجزة السماء
التي تستقبل 114 مليار متر مكعب
من المياه سنويا, لتنعش المنطقة بتبخر 90%
منها للغابات وحدائق حيوانتها حولها
ولتحتضن بقلبها لأكثر من 150 جزيرة آهلة بالسكان
***
**
*
تلك العجائر تسكن قريبا من هناك
لتستشف عجائب خلق الله
الذي تؤمن به بعمق فطرتها التي لم تشوهها
فلسفات العالم المتحضر خلف البحار
ذهبت وعود الزوج
أدراج الرياح
وضاعت معه أموال وتكاليف الوصل
إلى الحب المقدس والعشق الخالد
***
**
*
من المعشوق
؟؟
وما هي هذه القدسية
؟؟؟
ولماذا
؟؟؟
السطور التالية
نرتحل بين جنباتها
بقليل من الوقت المبارك
إن شاء الله
"
فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ
"
***
**
*
(95)
إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ
(96)
فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا
وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا
وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ
(97)
***
**
*
s9XffB-1I_xdBQVHliTD5_15JB4-Yr6hh5ZP_gKJ3Ufv1HBqbNPxr2p1blAPKCQ0MBvRLl-xparv2jQUl6uUBFn6zy_0eKKFwmN2dPD0nrs7iNsOMcIHxigqXa9ArETpS9yD5yQ
وقد تحركت قوافل الدعوة إلى الله في اوغندا
تدعوا الناس إلى الدين واللين والرحمة
والتسامح العقائدي والحياتي
على أصول من الفهم
الإسلامي الصحيح
عجوز غير مسلمة في وسط غابات أوغندا
تبكي أنها لم تذهب إلى مكة المكرمة
وضاعت عليها فرصت العمر
التي كانت تحلم بها
غُيب الزوج أو غاب
فلا هي أسلمتْ
ولا إرتحلت إلى البيت
الذي قلبها تعلق
إلى الكعبة وبيت الله الحرام
***
الطريق
إلى مكة الذي
هو في فطرة الناس
مسلمين وغير مسلمين
جاذبية أودعها الله قلوب البشر
ومن لم تتلوث نفسيتهم من حياة الظالمين في هذه الأرض ..

نرى دعوة إبراهيم عليه السلام
كيف تفعل فعلها
ستبقى مكة أجمل مكان في الكون
روحيا وشكليا
تجذب قلوب العباد
***
**
*
A2HAE50CluRPQY4qfuWoDepCWjX_nk8c5JgcMp79OUiGkGP89cIe6Jqbjp1ikuT17-lq-jopLoWmJZcNj9E8UF6CS9Y7IE_1hD4E4IK8CVMBWliJdbuLarzTKoa0Qy6zrjL04xg
قال الله تعالى
على لسان نبي الله
إبراهيم عليه السلام
(36)
رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي
بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ
رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ
فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ
وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ
(37)
رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ
وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ
فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ
(38)
"
صدق الله العظيم
هنا أجمل مكان في العالم
لن تجده في "هنج كونج"
ولا "رنكوفر"
ولا مليزيا
ولا مكان في العالم
ولا يمكن إلا أن يكون
مركز الأرض
مكة المكرمة
"
فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ
"
صديقي
"أردني الجنسية"
وذو سعة ومال غير مسلم
كان الشوق والحنين يشده إلى مكة المكرمة
كأرض وتراب
فدخل الإسلام بما يحتوي من داخله شوقا فطريا
هناك تعلق قلبه كتعلق قلب "زليخا"
بنبي الله يوسف عليه السلام
ليدخل مكة المكرمة ويسجد في بيت الله الحرام
***
ففي وسط أدغال أفريقيا على مسافة بعيدة من
العاصمة "كامبالا"
كامبالا هي عاصمة
أوغندا
تحفة قمم هضبة افريقيا
منابيع نهر النيل العظيم
أوغندا واحدة من الدول العديدة
تحل من شواطئ بحيرة فكتوريا
على بعد 6700كم
بين منبع النيل ومصبه
بعدد آيات كتاب الله العطيم
القرآن الكريم
***
عجائر أعمارهن بين 55 سنة و90 سنة
على مقربة من سنتر خط الإستواء مدينة "كي كاري"
عجائز أكل عليهن الدهر وشرب
وتبكي المتعلمة منهن ذات السبعين خريفا
أنها ضاعت عليها فرصة العمر الذهاب إلى هناك
إلى مكة المكرمة وبيت الله الحرام
وضاعت عليها فرصة الدنيا
الدخول في دين الله
حيث المسلمين هناك
يخيم عليهم الجهل المطبق في الدعوة إلى الله
طبعا
السبب تقصيرنا لحمل رسالة السماء
رسالة الرحمة للعالمين
آخر رسالة من السماء أودعها الله تعالى
إلى رسوله محمد
صلى الله عليه وسلم
ويحملها أتباعه للعالمين
إلى يوم الدين
***
**
*
نحن وفريق رسمي أردني
للدعوة إلى الله في أغندا
إلتقينا هناك عجائز
حفيدة
وأم
وجدتها
على غير ملة الإسلام
تزوجت الأم
من رجل مسلم كي تدخل الإسلام و
تذهب إلى مكة المكرمة وتسلم وتسجد لله تعالى
في بيت الله الحرام وتؤدي فريضة الحج
وانتظرت أن تهدأ الحرب الأهلية في البلاد
التي عصفت "أوغندا" في ذلك الزمان
وكانت تعتقد كما أفهمها زوجها
لا يصبح المسلم مسلما إلا
أن يعلن أسلامه هناك
في مكة المكرمة
أو أن يولد مسلما
"معتقد شيطاني خبيث"
جعلت كثير من غير المسلمين
يشعرون بالألم والحسرة وصعوبة كبيرة
لدخول الإسلام؛ دين الله العظيم
وجعلت الفرد الذي أباه مسلم
يتكبر على خلق الله
***
**
*
وعندما تلاقينا مع هذه العجائز
وأخبرناها نحن مسلمين من تلك الديار وحولها
أخذت بالبكاء الشديد
"زوجها المسلم" خرج ولم يعد
قبل ثلاثون سنه, غيّبته أحداث الفتن
والحرب الأهلية والطائفية هناك
وضاعت عليها فرصة الحلم العميق الفطري في داخلها
وضاعت عليها وعلى أمها فرصة الدخول في دين الله العظيم
أما الحفيدة
هي مسلمة لأن أبيها من المسلمين
هذه قصة عاينتها بنفسي"عبدالحي عداربه" وفريق
من خمسة أساتذة من أردن الدعوة والرباط
عشناها 40 يوما في أوغندا وأدغالها
وعندنا وغيرها من القصص الكثير
***
وفي مسجد مغلق
لا أثاث فيه ولا فراش
ونشرب
من الماء الأخضر
الذي لوَّنته الأعشاب
كانت قصة العشق
على شواطئ فكتوريا
***
**
*
بشّرنا عجائز أوغندا وأهلها الطيبين
أنها ممكن أن تدخل في دين الله العظيم
وأن تصبح هي وغيرها ومن أراد الله له الهداية
أن يصبح من المسلمين
دون الذهاب إلى بيت الله الحرام
والذهاب هناك لمن استطاع إليه سبيلا
وسيتحقق حلمها إن شآت
على يدي شركات السياحة الدينية في "كامبالا" يرأسها صديقنا
زار الأردن قبل فترة من ربيع سنة 2011م ومكث عندنا شهرا
وأخبرنا بالاخبار السارة عن جولتنا الدعوية هناك
في صيف سنة 2007م
حيث دخل في االإسلام في تلك الجولة أكثر من 200 فرد
من غير المسلمين , حيث تتمتع البلاد الآن هناك
بإستقرار سياسي جيد
يعتمد على حرية المعتقدات
والتعددية البرلمانية لكل الطوائف والأجناس
***
وقد إستعد أهل الصومال
في مدينة "كامبالا"
فتح مركز إسلامي
لمساعدة المسلمين الجدد
على فهم الإسلام
حيث أن أوضاع الصومالين
المالية والتعليمية
في أوغندا
جيدة جدا
حيث مسجد سوقهم التجاري
يصلي به 500 فرد وأكثر قي الصلوات العادية
كلهم متعلمين إلى جانب العربية وهي لغة القرآن الكريم
الإنجليزية واللغة المحلية والقومية الصومالية
حيث خطاباتنا العامة لهم باللغة العربية
لم نحتاج إلى مترجم أمام 500من المصلين
في مسجد السوق التجاري في "كامبالا"
وقد تحركت قوافل الدعوة إلى الله إلى "أوغندا"
ومن "أوغندا" وإلى داخلها وخارجها
تدعوا الناس إلى الدين واللين والرحمة
والتسامح العقائدي والحياتي
على أصول من الفهم
الإسلامي الصحيح
***
**
*
tgHfZw09xZVSVkJ01CAA3XK2VCDyzm1yjUHJLReGJzPT1zvvfEvy5kPbTGPp5Hys_oov0jc1lBMDFvPchR7-V7sg6t1ZNOQi34wSH78phDFhJRx_freHiuo30iUuO5htcfrM_UA
هذه هي مكة المكرمة
في الفطرة البشرية تتجلى
في هذا العالم
تترقرق القلوب العاشقة لفطرتها
ولمن يأخذ بها إلى سمو الأرواح
لتقودها في رحلة أبدينة أزلية
رحلة الأرواح إلى بلاد الأفراح
***
**
*
وهدية قصة
عشق في الغابة ..
أجمل فيديو في الكون 2011
لسماء مكة وبرجها الشهير
***
وفي شتاء عام 2015 ميلادي
حيث إلتقت برجلٍ قد قدم من أوغندا من رحلة دعوية
حيث أسلم على يديهم أكثر من 2000 إنسان
ومن بينهم قساوسة كنائس ورهبان
وقال: هناك في أوغندا الآن
العشرات من مراكز إستقبال المسلمين الجدد
تحت إسم
"مراكز المهتدين"
زار واحدا منها
بمساحة تقارب 5000م2 أو يزيد
وفي المسجد والمرافق الفندقية والتعليمية
لإستقبال المهتدين إلى الله
لتقدم لهم الإعداد لحياة المسلمين
وتتجاوز دوراتهم لأكثر من 40 يويا بالمجان.

تم النشر بواسطة Google Driveالإبلاغ عن إساءة–يتم التحديث تلقائيًا كل 5 دقيقة
 
التعديل الأخير:

مواضيع مماثلة

أعلى