من هو دايتون ؟؟؟ حتى لا ننسى !!!

عبدالحي عداربه

كاتب جيد جدا

رسالة إلى القابضين على الجمر في مسيرة الجهاد الفلسطيني !!!
من هو دايتون ؟؟؟ حتى لا ننسى !!!
قوة دايتون... الفلسطينية
بقلم: الوف بن
بتاريخ : 10 / 8 / 2008 , وقت: 10:09
ان كانت ستتشكل دولة فلسطينية في الضفة الغربية فإن الجنرال كيت دايتون يرغب في ان يذكروه باعتباره شخصا قد لعب دوراً هاما في اقامتها شخصا ساعد فلسطينيين في اقامة قوة امنية حديثة وفعالة ومسلحة كما يجب. على غرار الضابط البريطاني افارد فن غيت الذي علم التجمع الاستيطاني اليهودي في ارض اسرائيل ما هو الجيش وكيف تتم مكافحة الارهاب، ها هو دايتون الان يضع اسس الدولة القادمة للفلسطينيين. لديه شعور بأنه يحمل رسالة عميقة وهو على قناعة ان مشروعه قد ينجح.
في هذا الاسبوع توجه دايتون لزيارة للوطن بعد ان استكمل 3 مهمات: كتيبة اولى من 'قوات الامن الوطني' المستحدثة وتضم 500 مجند من الضفة الغربية، عادت من فترة اعداد لمدة 4 اشهر في الاردن؛ وفي اريحا يشيدون منشأة تدريب للحرس الرئاسي؛ وفي وزارة الداخلية الفلسطينية في رام الله تشكلت وحدة للتخطيط الاستراتيجي. بعد تأخير كبير نجح دايتون في الحصول على مصادقة وزارة الدفاع الإسرائيلية على تزويد القوات الفلسطينية بسترات واقية وجيبات جديدة. الجنرال صاحب الثلاثة نجوم وضع في القدس في أواخر 2005 كمنسق امني لدى السلطة الفلسطينية وهو خلافا للمبعوثين الدوليين الاخرين الذين يقومون بزيارات قصيرة يسكن هنا هو وطاقمه ويتجولون في الميدان.
التحدي الذي يواجهه اكثر تعقيداً من حيث الجوانب المهنية التي تنطوي عليها المهمة. عليه اقناع الفلسطينيين بأن نجاحهم في تنظيم قواتهم الامنية سيقربهم من الاستقلال ولن يساعد ابداً في استمرار الاحتلال. وعليه ان يظهر للاسرائيليين انهم ان تركوا اللجام قليلاً فسيتمتعون بجار يتحلى بالمسؤولية في المناطق وان من الافضل لهم دعم الفلسطينيين وعدم التركيز على ايران وحزب الله فقط وعدم حث الكونغرس على التوقف عن دعم الاصلاحات في العالم العربي.
كم من الوقت سيتطلب بناء القوة: هذا يعتمد على اسرائيل ولكن بناء القوة يتطلب افقاً سياسياً حقيقياً يتطلع الفلسطينيون اليه.
مكافحة الفوضى دايتون يدرك كرجل عسكري محترف المنطق من وراء منظومة الحواجز التي شكلها الجيش الاسرائيلي في المناطق. وهو يدرك ايضا سبب عرقلة الحواجز لحركة الفلسطينيين وإثقالها عليهم. كدبلوماسي هو يحاول الجسر بين احتياجات الجانبين. دايتون وصل للقدس بعد فك الارتباط عن غزة كخليفة للجنرال تشارلز وورد مهمته الاولى كانت تدريب قوات السلطة الفلسطينية في غزة وتزويدها بالسلاح ولكن حماس فازت بالانتخابات حينئذ فتعقدت المسألة. حظر الاتصال مع حماس الحق بحظر سابق على دخول الامريكيين للقطاع وكان قد فرض قبل 5 سنوات اثر مقتل المرافقين من السفارة الامريكية في غزة. كما ان الكونغرس رفض دعم هذه المهمة خشية ان يصل المال الى حماس. دايتون وطاقمه الذي يضم امريكيين وبريطانيين وكنديين حاولوا مساعدة الحرس الرئاسي للسلطة لمحمود عباس بأن يشرفوا على المعابر وخصوصا على رفح ولكنهم لم يتمكنوا من تدريب او تزويد اي احد في غياب التمويل. دايتون واتباعه قدروا بصورة صحيحة صراعات القوة في القطاع وعندما بدأت المعارك بين فتح وحماس في ربيع 2007 اعطوا تقديرا جيداً لقدرة الحرس الرئاسي على القتال. سيطرة حماس والانهيار السريع لفتح بعد عدة اسابيع من ذلك فاجأهم. الاصلاح الامني في السلطة الفلسطينية ليس فكرة جديدة اذ كان قد اقترح قبل 6 سنوات كطريقة لانهاء الفوضى الممأسسة التي زرعها ياسر عرفات من خلال تفعيل عدة اجهزة امنية متنافسة. دايتون يتملص بلباقة دبلوماسية عندما يسألونه عن عدد هذه الاجهزة في السلطة. 'انا اركز على المستقبل' يقول ومن المفترض حسب رؤيته ان تكون هناك ثلاثة اجهزة في آخر المطاف: الشرطة، الامن الوطني، والاستخبارات والامن الداخلي. وفقا للخطة سيتم ارسال قدامى قوات الامن من عهد عرفات للتقاعد ويحل محلهم مجندون جدد وشبان بالتدريج. قوات الامن الوطني الجديدة ستتشكل من متجندين من كل ارجاء الضفة ولا ترتكز على منطقة بعينها او علاقات اسرية وعشائرية. المجندون للكتيبة الثانية التي ستبدأ تدريباتها في آخر الشهر جاؤوا من بين الاف المتطوعين.
دايتون مليء بالحماس مما رآه في التدريبات في الاردن. هو زار مناطق التدريب مع وزير الداخلية الفلسطيني عبد الرزاق يحيى المعروف جيداً للاسرائيليين منذ ايام اوسلو الاولى. دايتون يقول عنه انه قد يبدو كرجل مسن الا انه شخص شاب وقد القى خطابا مذهلا في الدورة قائلاً للشبان انتم لا تتعلمون هنا كيف تقاتلون الاسرائيليين ولا مقارعة الاحتلال وانما مكافحة قوات الفوضى والاستباحة في فلسطين. هو قال عن الارهابيين 'المجموعات المسلحة' على طريقته. واضاف 'ان قمت بعملكم كما يجب فستصبح لدينا دولة وسينجح المشروع الوطني'.
هيا بنا نخاطر دايتون تلقى في الاونة الاخيرة ميزانية اضافية بـ 75 مليون دولار الامر الذي سيتيح له تدريب وتسليح كتيبتين من الامن الوطني في السنة القادمة. ومواصلة المشاريع القائمة وتنظيم دورات استكمال للقادة الكبار من كافة الاذرع الامنية في السلطة. تفاؤله لا يرتكز فقط على الانفتاح الذي يبديه الكونغرس في التمويل ولا من دافعية المجندين الفلسطينيين وانما من المساعدة التي يتلقاها من اسرائيل. جهاز الامن الاسرائيلي سمح للمقاتلين الفلسطينيين بالتوجه للتدريب في الاردن والعودة بسرعة. مرور 600 شخص عبر جسر اللنبي استغرق ساعة ونصف الساعة بمساعدة الجهات الاسرائيلية. كما ان ايهود باراك صادق على تزويدهم بالمعدات وقد وعد دايتون بعدم عرقلة خطته وقال له انه يريد ان يراه ينجح.
التجربة الاولى في استخدام القوات الفلسطينية الجديدة تتم في حملة لفرض النظام في جنين. دايتون يمدح السلطة بقرارها ارسال القوة الى هناك وراض عن النتائج: 'قبل عام كانت جنين مثل الغرب الوحشي. اشخاص تجولوا هناك مع السلاح واطلقوا النار في الشوارع. اليوم هناك دوريات للشرطة في الشوارع من دون خوف والحوانيت مفتوحة حتى ساعة متأخرة'. الا ان التنسيق والتعاون مع القوات الإسرائيلية قد تراجع منذ ذلك الحين رغم بدايته الواعدة. وزير الدفاع باراك زار المنطقة قبل اسبوعين والتقى مع القادة الاسرائيليين والفلسطينيين واثنى على عمل القوة الفلسطينية وتقدمه الى الامام رغم وجود بعض الاخلالات. دايتون التقى في الاسبوع الماضي مع قائد المنطقة الوسطى جادي اشميني الذي عبر عن قلقه من هذه الاخلالات ووعده بتحسين الوضع عند الفلسطينيين.
دايتون يعرف انه سيكون من الصعب جداً اعادة بناء الثقة التي تصدعت بين الجيش الاسرائيلي والفلسطينيين ولكنه متفائل. هو ليس نادما على هذا المنصب ويعتقد انه منصب رائع ويعد بتكريس ثلاث سنوات على الاقل من حياته له. دايتون يتذكر مرة اخرى مراسيم انتهاء الدورة التي اثارت انفعاله للقوة الفلسطينية في الاردن، واللقاء بين عائلات الخريجين والمرشدين. 'ان اصبحت السياسة على ما يرام فكل شيء سيكون على ما يرام. سأبني لكم شيئا سيكون بإمكان حكومة اسرائيل ان تقول هيا بنا نخاطر قليلاً ونرى ما الذي تستطيعون فعله. ونحن قريبون جداً من هذه النقطة'. هآرتس 8/8/2008
 
التعديل الأخير:

مواضيع مماثلة

أعلى