أعداء الحياة الزوجية

جودي ومودي

كاتب محترف
قالت الزوجة لزوجها العائد من السفر: لماذا أخبرتني بموعد عودتك، لقد كنت أريدها مفاجأة. فرد عليها الزوج: وأنا أحب أن أعملها لك مفاجأة ولكن سمعا وطاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أمرنا أن لا يطرق الرجل أهله ليلا. أي مباغتة وفجأة. فردت الزوجة متعجبة البيت بيتك وأنا حلالك. فتبسم، وقال: نعم. ولكن تعاليم الإسلام لي ولك ولغيرنا، فمن أصل الإسلام نشر الألفة والمودة بين الزوجين، وسد أي منفذ لهدم هذه العلاقة الرائعة الجميلة، ومن أصل الإسلام جمال اللقاء، فتكون الزوجة مستعدة لباسا وعطرا وتمشيطا.
وجمال النظرة فلا يقع نظر الزوج إلا على شيء جميل غير منفر.
وجمال الشوق فلا يوجد وساوس شيطانية أو توهمات نفسية، وإنما أمن واطمئنان وشوق يقابل شوقا، وحب يقابل حبا.
يلجأ أغلب الأزواج والزوجات إلى عنصر المفاجأة في التعامل مع الآخر، والمفاجأة تأتي محمودة ومذمومة بحسب موضعها من المواقف والنوايا. ولذلك "كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره أن يأتي الرجل أهله طروقا" (رواه البخاري5243، ومسلم(715) "إذا قام أحدكم ليلاً فلا يأتين أهله طروقاً، حتى تستحد المغيبة وتمتشط الشعثة" ، وفي رواية عند مسلم (715): نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلاً يتخونهم، أو يلتمس عثراتهم".
وقال صلى الله عليه وسلم: " لا تَلِجُوا علَى الْمُغَيَّبَاتِ، فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم"(رواه الترمذي: 1172، وصححه الألباني).
إن الغيب لا يعلمه إلا الله، ولذا كانت المفاجأة هي فعل أمر غيبي للآخر، وردة الفعل من الطرفين على هذه المفاجأة أمر غيبي. فقد تكون ردة الفعل بأمور لا يحمد عقباها. فتنهار الأسرة، وتنفصم العلاقة الزوجية فجأة.
والمفاجأة لا تتوقف عند القدوم من السفر، بل تتعدى إلى جميع تعاملات الزوج والزوجة معا، فالإسلام لا يسمح لأي نافذة أو ثغرة يتسلل منها الوسواس الخناس، والأوهام النفسية إلا وأغلقه. فقد يكون الزوجان منسجمين ويثق كل منهما في الآخر، ولا يوجد حدود بينهما، وفجأة تجد الزوجة زوجها يفتش في جهازها المحمول، وإن كانت مسامحة له في فعله، إلا أن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم. وعلى أبسط تعليق من أحدهما قد لا يرضي الآخر، تدخل الوساوس والظنون والشكوك.
وربما يأتي الزوج من عمله فتهجم الزوجة على جواله فجأة، دون سابق إنذار لترى الجديد من الصور والكلمات على الشبكات الاجتماعية، وتبحث في المكالمات الواردة والصادرة ومن ثم يبدأ التحقيق.
إن الأصل في الزوج والزوجة هو السلامة من المعاصي، وعلى هذا الأساس تكون العلاقة الزوجية، وتسير الحياة هادئة مطمئنة، فالتجسس بحجة المفاجأة يعتبر من باب إساءة الظن، قال الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثمٌ وَلا تَجَسَّسُوا}(الحجرات : 12).
والتجسس لا يكون عن علم بل عن غفلة وفجأة، لكشف المستور والبحث عن الأخطاء والعثرات والزلات وتتبع العورات، وذلك لإثبات أوهام وخيالات تعيش في نفس الزوج أو الزوجة، عن معاوية رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنك إن اتبعت عورات المسلمين أفسدتهم، أو كدت أن تفسدهم"{رواه أبو داود (4888) وابن حبان (5760) وصححه النووي في رياض الصالحين (508)}.
وقد تغار الزوجة على زوجها فتفاجئه في عمله أو في السوق وتسأله "أين كنت؟ "،" ماذا تفعل في السوق وقت العمل؟" وهذه غيرة مذمومة لا تثمر سوى حنظلا وغسلينا، وقد ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن من الغيرة ما يحب الله ومنها ما يبغض الله، فأما الغيرة التي يحبها الله فالغيرة في الريبة، وأما الغيرة التي يبغضها الله فالغيرة في غير الريبة" {رواه النسائي (2557) وابن حبان (295) وحسنه العلامة الألباني في صحيح الجامع (2221)}.

أيها الزوج: فاجئ زوجتك بمواقف حسنة وتصرفات مثمرة. فاجئها بهدية، بوردة، بقبلة عند الخروج للعمل. فاجئها بما تحب هي. بما يدخل البهجة الى قلبها، ويشع الحياة في البيت.
أيتها الزوجة: فاجئي زوجك بهدية، بزيارة لأهله. فاجئيه بما يدخل السرور إلى قلبه ونفسه.
 

أرض القوة

كاتب جيد جدا
دائما متميز في الانتقاء
سلمت على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك
لكـ خالص احترامي
 
أعلى