قرية الجورة

عطر الجنه

كاتب محترف
في فلسطين أكثر من قرية يطلق عليها هذا الاسم، ومنها:
أ- الجورة/ عسقلان: قرية عربية على شاطىء البحر المتوسط تبعد 5 كم غربي الجنوب الغربي لمدينة المجدل*. وقد قام موضع القرية على أنقاض قرية ياجور التي تعود إلى العهد الروماني. ويعني اسم الجورة المكان المنخفض، لأن موضعها يمتد فوق رقعة منبسطة ترتفع 25م عن سطح البحر، وتحيط بها بعض التلال* الرطبة المزروعة، عدا تلك التي تطل على البحر بجروف شديدة الانحدار. ويمتد جنوبي الجورة مسطح رملي واسع يعرف باسم رمال عسقلان، لأن الكثبان الرملية الشاطئية زحفت بمرور الزمن فغطت معظم خرائب مدينة عسقلان، ولم يتوقف إلا بعد أن زرعت فيها الأشجار المثمرة والأحراج. وهذه الخرائب المجاورة لخرائب عسقلان دفعت إلى تمييز القرية باسم جورة عسقلان.
كانت الجورة تمارس وظائف متعددة هامة، فقد كانت منتجع سكان المجدل الذين يفدون اليها ليتمتعوا بماء البحر والشاطىء الرملي والأشجار الخضراء، ولزيادة خرائب عسقلان التاريخية. وقد كان يقام في الربيع موسم سنوي يجتمع فيه الزوار من قرى قضاء غزة ومدنه. فيستحمون ويتمتعون بمشاهدة المواكب الرياضية والدينية. ويشترون ما يحتاجون إليه من السوق الكبيرة التي تقام في هذا الموسم.
وكان لقرية الجورة وظيفة اقتصادية هامة هي اعتماد كثير من سكانها على صيد الأسماك* والطيور المهاجرة، وتصدير معظم هذا الصيد إلى الأسواق المجاورة. وكانت الجورة بحق من أهم مراكز صيد السمك في فلسطين.
كانت الزراعة* حرفة رئيسة ثانية يمارسها السكان بنشاط ووعي. وتبلغ مساحة الأراضي التابعة للجورة نحو 12.224 دونماً، منها 462 دونماً للطرق*. تزرع في قسم من هذه الأراضي الرملية الأشجار المثمرة، كالحمضيات والعنب والتين والمشمش والتفاح واللوز والزيتون. كما تزرع في قسم آخر الخضر والبصل والحبوب. والمياه الجوفية متوافرة في المنطقة، بالإضافة إلى مياه الأمطار الكافية. ويعمل بعض السكان في بعض الصناعات اليدوية الخفيفة كالنسيج وصناعة السلال والشباك اللازمة للصيد.
نما عدد سكان الجورة من 1.326 نسمة عام 1922 إلى 2.420 نسمة عام 1945. واتسع عمران القرية حتى وصلت مساحتها أواخر عهد الانتداب البريطاني إلى 35 دونماً تقريباً. ومخطط القرية مستطيل يتألف من وسط تجاري يضم السوق والمسجد والمدرسة، وتحيط به الأحياء السكنية. وكان النمو العمراني يتجه نحو الشرق، على طول امتداد طريق الجورة – المجدل.
تعرضت القرية للتدمير بعد عام 1948، طرد سكانها منها، وأقام اليهود على أراضيها مدينة عسقلان (اشكلون)، ومستعمرة “أفريدار”.
ب- الجورة/ القدس: قرية عربية تقع على بعد 10 كم تقريباً من غرب الجنوب الغربي لمدينة القدس*. وتصلها بها طريق معبدة، في حين تصلها طرق ممهدة أخرى بقرى عين كارم* والولجة* وسطاف* وخربة اللوز*.
نشأت الجورة في منخفض يمتد من الجنوب الشرقي إلى الشمال الغربي، ومن هنا جاءت تسميتها للدلالة على انخفاضها النسبي عما يحيط بها من جبال القدس* إذ إنها ترتفع 725م عن سطح البحر، في حين ترتفع الجبال المحيطة بها إلى 851م. وينحدر المنخفض نحو الشمال الغربي في اتجاه وادي الصرار الذي يجري على مسافة 3 كم إلى الشمال الغربي منه. وتفصل الجورة عن عين كارم هضبة صغيرة تقوم عليها “المسكوبية” حيث توجد مدرسة “مس كيري” ومنتجع صحي. بنيت بيوت الجورة من الحجر، وكانت صغيرة المساحة، وذات مخطط مستطيل في موضعها القديم، وقوسي في موضعها الجديد. ومن الملاحظ أن نموها العمراني اتجه في بادىء الأمر نحو الجنوب الشرقي من الموضع القديم للقرية، ثم غير النمو اتجاهه نحو الجنوب، ثم نحو الغرب، فأصبح الشكل العام للقرية قوسياً. وتحكم في سير اتجاه النمو العمراني الوضع الطبوغرافي لأرض القرية، وامتداد الأرض الزراعية جنوبي الموضع القديم للقرية مباشرة.


كانت الجورة شبه خالية من المرافق والخدمات العامة، واعتمدت في ذلك على قرية عين كارم المجاورة، وعلى مدينة القدس أيضاً. وكان الأهالي يشربون من عين ماء في غرب القرية، ويستيفدون أيضاً من عيون الماء* الواقعة إلى الغرب وإلى الجنوب الغربي من الجورة في أغراض الشرب وري بساتين الخضر والأشجار المثمرة.
مساحة أراضي الجورة 4.158 دونماً. وكانت أراضيها الزراعية تنتج مختلف أنواع الحبوب والخضر والأشجار المثمرة. وتجود فيها زراعة أشجار الفواكه، وبخاصة العنب. واعتمدت الزراعة على مياه الأمطار والعيون التي تكثر في أراضي الجورة. وتوجد في أراضيها بعض الخرب الأثرية مثل سعيدة والقصور (رَ: الخرب والأماكن الأثرية).
ازداد عدد سكان الجورة من 234 نسمة عام 1922 إلى 420 نسمة عام 1945، وفي عام 1948 تعرضت الجورة لعدوان الصهيونيين عليها، فتشرد سكانها العرب، ودمرت بيوتهم، وأقيمت في أراضيها مستعمرة “أوره” عام 1950.
 

romioooo

كاتب جيد جدا
بارك الله فيك ياعطر الجنه وأهلاً بك في منتديات منارة سورية!
 

مواضيع مماثلة

أعلى