كيف ترسم شخصية طفلك

قيثارة

كاتب جيد جدا
كيف ترسم شخصية طفلك؟!
إن وجود النموذج التربوي هو الذي يضمن لنا استغلال أعظم وأكبر ثروة على وجه الأرض, ألا وهي الثروة البشرية من خلال استثمار أخطر فترة تمر بها تلك الثروة, ألا وهي فترة الطفولة.
وكثيرا ما تتباهى الدول والمجتمعات بما لديها من ثروات وكنوز طبيعية, مع أن تراثها الإنساني وثروتها البشرية أحق بان يتباهى بها؛ فهؤلاء الأطفال هم ثروة أي مجتمع, وهم صانعو مستقبله إن أحسن تربيتهم وأجاد تنشئتهم.
#التربية_العفوية:
الآباء كثيرا ما يستخدمون التربية بطريقة عفوية, بسبب غياب الدليل وفقدان النموذج, فتتحكم عوامل أخرى في التربية غير النموذج والخطة المحكمة, ومن هذه العوامل, الذكريات السلبية, واستنساخ النموذج التربوي الذي شب عليه, والتعميم الناتج عن الأمية التربوية, والافتقار إلى فن التغاضي, واختلاف القناعات والأساليب التربوية بين الأبوين, واقتران التوجيه بالغضب.
قبل أن يرسمها الآخرون:
إن القيم الشخصية تتم صياغتها وتُرسم في شخصية الطفل الصغير منذ البداية, من خلال عوامل شتى, كالأسرة والتلفاز والمدرسة, والرفاق, والسؤال الذي يطرح نفسه: هل نستطيع أن نتحكم في هذه القيم التي ترسم شخصية الطفل من البداية؟.. هل نستطيع أن نرسم بأيدينا المبادئ والقيم العليا ونمنع تكون قيم سلبية لدى الأطفال كالسلبية والخوف وضعف الثقة بالنفس؟
الإجابة: بالطبع نعم, وهذا هو السر في رسم الورقة البيضاء.
ونحن نقصد بالقيم الأحكام التي يصدرها الفرد بالتفضيل أو عدم التفضيل للموضوعات أو الأشياء, وذلك في ضوء تقييمه أو تقديره لهذه الموضوعات والأشياء, وتتم هذه العملية من خلال التفاعل بين الفرد بمعارفه وخبراته, بين ممثلي الإطار الحضاري الذي يعيش فيه ويكتسب من خلاله هذه الخبرات والمعارف.
#الرسامون_الخمسة:
إن في المجتمع الذي نعيش فيه أدوات كثيرة للتأثير, تسهم في صياغة طفلك وتشارك في تكوين عقله ومشاعره وسلوكه, وكأن كل واحد من هذه الأدوات فنانا يمسك بفرشاة ويرسم معك في ورقتك, في طفلك الصغير البريء:
1⃣الرسام الأول:
يتمثل في #الثقافة_المجتمعية, فالطفل يتأثر بصورة كبيرة بالثقافة السائدة في المجتمع الذي يعيش فيه ويتوحد مع تلك الثقافة.
2⃣والرسام الثاني:
#الأسرة, حيث تعد من أهم المؤسسات الاجتماعية المؤثرة في عملية إكساب الأطفال القيم؛ فالأطفال يخرجون إلى الوجود ليس لهم معايير واضحة للصواب والخطأ, وعن طريق الاحتكاك بالواقع الاجتماعي, خاصة الأسرة, يدركون الصواب والخطأ.
3⃣الرسام الثالث:
#المنهج_الخفي, ونقصد به كل ما يمكن أن يتعلمه الابن بدون قصد أو بدون منهج رسمي مقصود من السلوكيات الموجودة حوله.
4⃣الرسام الرابع:
يتمثل في جماعة #الرفاق, فإن الرفقاء من أخطر البيئات التي يستمد منها الطفل قيمه, وهي من أهم الوسائط تأثيرا على قيم الفرد الأخلاقية.
5⃣الرسام الخامس:
#وسائل_الإعلام, التي أصبحت الآن من أكثر العناصر تأثيرا على تربية الأطفال, خاصة مع إدمان الأطفال لمشاهدة أفلام الكرتون.
كيف تكون رساما بارعا؟!
وعلى المربي أن يجيد #مهارات_التربية, وأن يعرف ما هي الشوط اللازم توافرها في المربي حتى يستطيع أن يصنع النموذج ويرسمه وفق المبادئ العليا التي يؤمن بها.
وقد توصل العلماء إلى أن هناك أربعة أنواع من أساليب التنشئة, تختلف فيما بينها حسب درجة السيطرة التي يبديها الآباء والمعلمون تجاه الأطفال.
1⃣الأسلوب الأول:
أسلوب #المستبد, وهو الأكثر استخداما في عالمنا العربي, ويعتمد على أن تكون كلمة الأب أو المربي هي الكلمة العليا, مع إلغاء أو تهميش شخصية الطفل.
2⃣الأسلوب الثاني:
هو أسلوب #المتسامح أو #المتساهل, وهو أسلوب يكثر استخدامه من الآباء أو المربين الذين يتسمون بالعاطفة الجياشة, والخوف على الأطفال, ويمكن أن نسميه بتدليل الأبناء.
3⃣الأسلوب الثالث:
وهو الأسلوب #المتجاهل, ويستخدم من قبل الآباء والأمهات المشغولين كثيرا, ويكون دور الأب أو الأم هو تقديم الدعم المالي فقط للأطفال.
4⃣الأسلوب الرابع:
وهو الأسلوب #الداعم, ويعتمد على الثقة المتبادلة بين المربي والطفل, ودعمه بالطرق المختلفة, وتقديم العون له, مع الحزم والحسم في المواطن التي تحتاج إلى ذلك بلا قسوة.
تخيل النموذج قبل أن ترسم:
قبل أن ترسم بقلمك لابد لك أن تتخيل النموذج الذي تريد أن ترسمه, فكلما اجتهد الرسام في تخيل الصور وتصور النموذج الذي يريد الوصول إليه, كلما كان رسمه متقنا؛ لأنه مبني على تصور واضح يريد الوصول إليه.
إن النموذج الذي نريده يفكر بطريقة موافقة لقيمه, كما يدعم هذا التفكير أحاسيس ومشاعر بأهمية وضرورة تلك القيم وأثرها على نفسه والآخرين, مما يترجم في أرض الواقع إلى سلوك وأفعال تتوافق مع هذه القيم, ويدعم استمراره في التصرف بنفس الطريقة وجود حافز داخلي لديه, يحثه دائما على تمثل القيم في واقعه وحياته.
فإذا تمت له تلك الأركان الأربعة, تكونت لديه الهوية القيمية, وتكون قد أتممت رسم الورقة البيضاء ببراعة وإتقان.​
 
أعلى