أخي الحبيب نحتاج لوقفة، وقفة للفوز برمضان بإذن الرحمن

لورنس

كاتب جيد جدا
فيا أخي الحبيب نحتاج لوقفة، وقفة للفوز برمضان بإذن الرحمن فلا تدع أيامه تمر عليك كأي أيام عادية؛ فهي أيام غاليات إن ذهبت الآن قد لا تعود أبدًا؛ فكم من أناس لم يُكتب لهم إدراك رمضان، وكم من أناس لم يُكتب لهم أن يدركوه هذا العام، فلذلك ضع من الآن خطةً وهدفا وأصلح النية وأعدها للاستعداد لرمضان، فإن كتب اللهُ عليك المنية قبيل رمضان مِتَّ على نية صالحة وعمل صالح إن شاء الله. فلابد من تنظيم الجدول الرمضاني والتخطيط لفعل الطاعات. المسلم ليس من طباعه الفوضى فيجب أن تكون حياته منعمة بالتنظيم الفعّال. المسلم الذكي هو الذي يذهب إلى النهاية وبعد ذلك يذهب إلى البداية، أي أنه يجب أن يعرف هدفه وخطواته التي توصله إلى هذا الهدف، فالمدخلات الصحيحة لابد أن تعطيك مخرجات أصح. لقد كان لرمضان منزلة عند رسول الله صلي الله عليه وسلم عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ » رواه البخاري ومسلم. هذا ولنرى سوياً بعضًــا من خطط الإعداد لرمضان في أيام شعبان، ولكن قُبيل البدء نَمِّ في ذهنك حساسية الوقت وأهميته؛ فلا تدع دقيقة تفوتك في شعبان إلا وقد اكتسبتَ بها ما يفيدك في دورة الإعداد لرمضان وبإذن الله نسير على هذا الديدن طوال العام فتصبح أيامُنا جلها كثيرة الحسنات جميلة النفحات إن شاء الله: التوبة النصوح: أرأيتَ إن كنتَ تتوقع زائرًا جليلا لبيتك، ووجدتَ البيت متسخًا. هل تزينه قبل أن تنظفه؟ أم تعْمد أولاً إلى تنظيفه قبل أي شيء؟ نحاسب أنفسنا على ما اقترفناه من ذنوبٍ خلال الأحد عشر شهرًا منذ رمضان الماضي.. فلا تدخل رمضان الجديد إلا وقد تبت من ذنوب العام.. نقِّ قلبك ونظفه مما شابه من شهوات وشبهات... تُب إلى الله مما نظرتْ له عينُك من الحرام، واستمعت له أذنُك، وامتدت له يدُك، وسارت إليه رجلك.. عَنْ ابْنَ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ فَإِنِّى أَتُوبُ [إِلَى اللَّهِ وَأَسْتَغْفِرُهُ] فِى الْيَوْمِ [كُلَّ يَوْمٍ] إِلَيْهِ مِائَةَ مَرَّةٍ» (مسلم وأحمد). تب واستغفر الله، واعلم أن التوبة ليست منزلة العصاة المجرمين، بل هي منزلة الأنبياء المصطفين، قال تعالى: {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى * ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى} [طه: 121 - 122]. وكثير منا يعصي ربه ولا يرى أثر ذنبه ومعصيته ويتعجب من هذا! وما علم المسكين أن حرمانه من أثر الطاعة أعظم عقوبة يعاقب بها

 

مواضيع مماثلة

أعلى