رمضان فرصة العام: أخي الحبيب

لورنس

كاتب جيد جدا
رمضان فرصة العام: أخي الحبيب، لك أن تَعلم وأن تتفكَّر في أن النبي صلى الله عليه وسلم دائمًا ما كان يدعو ويأمر بقِصَر الأمل؛ فقد كان صلى الله عليه وسلم يوصي عبد الله بن عمر رضي الله عنهما بقوله: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضى الله عنهما قَالَ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَنْكِبِى فَقَالَ « كُنْ فِى الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ، أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ [وَعُدَّ نَفْسَكَ فِى أَهْلِ الْقُبُورِ] » وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ إِذَا أَمْسَيْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الْمَسَاءَ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ [إِذَا أَصْبَحْتَ فَلاَ تُحَدِّثْ نَفْسَكَ بِالْمَسَاءِ وَإِذَا أَمْسَيْتَ فَلاَ تُحَدِّثْ نَفْسَكَ بِالصَّبَاحِ وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ قَبْلَ سَقَمِكَ وَمِنْ حَيَاتِكَ قَبْلَ مَوْتِكَ فَإِنَّكَ لاَ تَدْرِى يَا عَبْدَ اللَّهِ مَا اسْمُكَ غَداً] رواه البخاري والترمذي وقد نفَّذ ابن عمر هذه الوصية النبوية بقوله هذا. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ نَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى حَصِيرٍ فَقَامَ وَقَدْ أَثَّرَ في جَنْبِهِ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوِ اتَّخَذْنَا لَكَ وِطَاءً. فَقَالَ «مَا لي وَمَا لِلدُّنْيَا مَا أَنَا في الدُّنْيَا إِلاَّ كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا» (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وأحمد وابن ماجة وصححه الألباني). وروى البيهقي عن ابن عباس قال: دَخلَ عمرُ بنُ الخطَّابِ رضيَ اللَّهُ عنهُ علَى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وَهوَ علَى حَصيرٍ قد أثَّرَ في جنبِهِ فقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، لوِ اتَّخذتَ فِراشًا أَوثرَ مِن هذا فقالَ: «ما لي ولِلدُّنيا وما لِلدُّنيا وما لي، والَّذي نَفسي بيدِهِ ما مَثَلي ومَثَلُ الدُّنيا إلَّا كَراكبٍ سارَ في يَومٍ صائفٍ فاستَظلَّ تحتَ شَجرةٍ ساعةً من نَهارٍ ثمَّ راحَ وترَكَها» (ورواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح علي شرط البخاري صححه الألباني). ومع كل ذلك ما سأل النبيُّ صلى الله عليه وسلم البقاء في الدنيا إلا لبلوغ شهر رمضان! عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا دخل رجبٌ قال: اللهم بارِكْ لنا في رجبٍ وشعبانَ، وبلِّغنا رمضانَ وكان إذا كانت ليلةُ الجُمُعةِ قال: هذه ليلةٌ غَرَّاءُ، ويومٌ أَزْهَرُ" (ضعفه أهل العلم وضعفه الألباني). أي: إن النبي صلى الله عليه وسلم ما دعا بطول العمر والبقاء في الدنيا إلا لإدراك شهر رمضان! وفي هذا إشارة إلى الخيرات العظيمة التي تكون في هذا الشهر الكريم، والتي جعلَت النبيَّ صلى الله عليه وسلم – على غير عادته- يؤثِر البقاء في الدنيا لإدراكها. ضجة في المدينة بسبب رؤيا! عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ بَلِىٍّ قَدِمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَكَانَ إِسْلاَمُهُمَا جَمِيعاً فَكَانَ أَحَدُهُمَا أَشَدَّ اجْتِهَاداً مِنَ الآخَرِ فَغَزَا الْمُجْتَهِدُ مِنْهُمَا فَاسْتُشْهِدَ ثُمَّ مَكَثَ الآخَرُ بَعْدَهُ سَنَةً ثُمَّ تُوُفِّىَ. قَالَ طَلْحَةُ فَرَأَيْتُ فِى الْمَنَامِ بَيْنَا أَنَا عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ إِذَا أَنَا بِهِمَا فَخَرَجَ خَارِجٌ مِنَ الْجَنَّةِ فَأَذِنَ لِلَّذِى تُوُفِّىَ الآخِرَ مِنْهُمَا ثُمَّ خَرَجَ فَأَذِنَ لِلَّذِى اسْتُشْهِدَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَىَّ فَقَالَ ارْجِعْ فَإِنَّكَ لَمْ يَأْنِ لَكَ بَعْدُ. فَأَصْبَحَ طَلْحَةُ يُحَدِّثُ بِهِ النَّاسَ فَعَجِبُوا لِذَلِكَ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. وَحَدَّثُوهُ الْحَدِيثَ فَقَالَ «مِنْ أَىِّ ذَلِكَ تَعْجَبُونَ» فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا كَانَ أَشَدَّ الرَّجُلَيْنِ اجْتِهَاداً ثُمَّ اسْتُشْهِدَ وَدَخَلَ هَذَا الآخِرُ الْجَنَّةَ قَبْلَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «أَلَيْسَ قَدْ مَكَثَ هَذَا بَعْدَهُ سَنَةً». قَالُوا بَلَى. قَالَ «وَأَدْرَكَ رَمَضَانَ فَصَامَهُ وَصَلَّى كَذَا وَكَذَا مِنْ سَجْدَةٍ فِى السَّنَةِ». قَالُوا بَلَى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «فَمَا بَيْنَهُمَا أَبْعَدُ مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ». (رواه أحمد وابن ماجة وصححه الألباني). ففي هذا الحديث توجيه إلى فضل الاجتهاد في شهر رمضان المبارك بالعبادة؛ حيث يعدل (الاجتهاد) في رمضان (الجهادَ) في سبيل الله، بل وقد يَزيد في الأجر والفضل كما بيَّن الحديث الشريف، مِصداقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَجُلاً قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَىُّ النَّاسِ خَيْرٌ قَالَ «مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ». قَالَ فَأَىُّ النَّاسِ شَرٌّ قَالَ « مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَسَاءَ عَمَلُهُ » قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. ماذا لو كنت من موتى شعبان؟؟ ماذا لو قيل لك أنت محروم من بلوغ رمضان؟؟ ماذا لو قيل لك أنت من أهل رمضان شرط أن تقدم شيئا يؤهلك لبلوغ رمضان؟ فعلينا الدعاء بقلب صادق اللهم إني أنوي (فعل كذا وكذا) وأنت خير الشاهدين هل كان صيام رمضان الماضي شفيعاً لك؟؟ ما هو أرجى عمل في رمضان الماضي وترجوه عند الله؟؟ ما هو أخوف عمل فعلته في السنة الماضية؟؟ بماذا استفتحت رمضان الماضي؟؟ بماذا ختمت شهر رمضان الماضي (آخر ساعة قبل صلاة المغرب)؟؟ لو كُتب لك أن تعود لرمضان الماضي ما هو أول عمل تتمنى أن تفعله؟؟ كم نسبة أثر رمضان الماضي عليك وعلى من حولك؟؟ إلي متى استمر أثر رمضان الماضي عليك؟؟ رمَضانُ أقبلَ قُم بنا يا صاحِ *** هذا أوانُ تبتُّلٍ وصلاحِ واغنَمْ ثوابَ صيامه وقيامِه *** تَسعَدْ بخيرٍ دائم وفَلاحِ


 

مواضيع مماثلة

أعلى