تطوير مهارات التواصل الاجتماعي

لورنس

كاتب جيد جدا
تُعد مهارات التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من عيش حياة سعيدة وسوية في المجتمع، فلقد أثبتت بعض الدراسات وجود علاقة إيجابية بين المهارات الاجتماعية للشخص وصحته النفسية.[١] لذلك يقدم لك هذا المقال بعض النصائح من أجل تطوير مهارات التواصل الاجتماعي لديك.




تحسين التواصل اللفظي



1
انتبه لمستوى علوّ صوتك ولنبرتك في الحديث. لا تتحدث بطريقة هامسة ولا ترفع صوتك عاليًا، بل اضبط علوّ صوتك حتى يسمعك الآخرون بسهولة واضبط نبرتك حتى تظهر واثقًا من نفسك لكن دون تحفُّز.
تذكر أن تعدِّل من علو صوتك أو انخفاضه وفقًا للبيئة المحيطة بك.
حاول أن تتحدث بنفس نبرة ومستوى الصوت مثل الأشخاص المحيطين بك إن أمكن.




2
تعلَّم الطريقة المثلى لبدء المحادثات. بإمكانك بدء المحادثة مع شخص ما بقول شيء حقيقي بشكل عام بدلًا من التحدث عن شيء شخصي، الأمر الذي قد ينفر الشخص منك. بإمكانك إبداء إعجابك بشيء يرتديه الشخص أو بتصفيفة شعره.[٢] بالطبع ليس من السهل بدء محادثة مع شخص لا تعرفه لأنك قد تحتاج للتفكير كثيرًا فيما ستقوله له. إليك بعض الأمثلة:
"قبعتك جميلة، من أين اشتريتها؟"
"ما بال الجو متقلب اليوم؟"
"أحب المنظر من هنا حقًا."
"أليست حصة المعلم أشرف ممتعة؟"





3
ابحث عن الطرق التي تساعدك على الاستمرار في المحادثة. حاول أن تبدأ بموضوع شخصي أكثر أو مرتبط بالموضوع العام الذي تحدثت فيه لتوك مع الشخص. جرب أن تسأل الشخص عن أشياء أعمق قليلًا من القشرة السطحية التي تبدو أمامك، فالسؤال بطريقة مهذبة عن أسرته أو عمله أو هواياته سيضفي معنى على الحديث. لا تنس أنَ المحادثة تتطلب شخصينـ فلا تتحدث قليلًا للغاية أو تتحدث كثيرًا بشكل مبالغ فيه، وحاول أن تسأل أسئلة مفتوحة قدر الإمكان مثل أن تختار الأسئلة التي تبدأ بمثل "كيف" أو "لماذا" أو "ماذا" بدلًا من الأسئلة المغلقة التي تتطلب الإجابة بنعم أو لا لأنها لا تشجع الشخص على الحديث. إليك بعض الأسئلة التي تساعدك على الاستمرار في الحديث وإضفاء بعض العمق إليه:
"إذًا ما وظيفتك؟"
"هل حدثتني قليلًا عن أسرتك؟"
"من أين تعرف صاحب الحفل؟"
"منذ متى وأنت تحضر جلسات اليوجا؟"
"كيف ستقضي إجازتك الأسبوعية؟"




4
ابتعد عن الموضوعات الشائكة. توجد موضوعات شائكة ينبغي عليك الابتعاد عنها تمامًا عند التحدث مع الأشخاص الذين لا تعرفهم جيدًا. تتضمن الموضوعات الشائكة الدين والسياسة:
بالرغم من أن سؤال شخص عن شيء عام يخص الانتخابات أمر عادي، لكن ليس من المناسب أن تسأل الشخص عن المرشح الذي سيصوت له أو عن مواقفه السياسة خاصةً إن كان هناك انقسام في المجتمع.
بالرغم من أنه أمر عادي أن تسأل شخص عن آرائه الدينية، إلا أنه ليس من المحبذ سؤال الشخص عن رأيه في المؤسسات الدينية أو عن القضايا الدينية التي تثير الجدل.




5
أنهِ الحديث بلباقة. حاول أن تنه الحديث بطريقة مهذبة بدلًا من أن تقاطع الشخص فجأة وترحل. أخبر الشخص بطريقة لطيفة وغير منفرة أنه يتعين عليك الذهاب وأعطه انطباعًا بأنك استمتعت بالحديث معه.[٣] انتظر حتى ينتهي الشخص مما يقول ثم أنهِ الحديث بجملة إيجابية مثل:
"لابد أن أذهب الآن لكن أتمنى أن نلتقي مجددًا."
"آسف لدي موعد في البنك لكني سررت بالحديث معك."
"أرى أنك مشغول الآن، سأدعك تذهب. سعدت بلقائك."




تطوير التواصل غير اللفظي




1
انتبه للغة جسدك. ترسل أجسادنا للآخرين رسائل أقوى من التعبير اللفظي من خلال لغة الجسد. [٤] تذكَّر أن لغة الجسد تلعب دورًا هامًا في التواصل الاجتماعي، لذلك كن حذرًا من الإشارات التي تقوم بها بجدك ومن الرسائل التي ترسلها من خلال وضعية جسدك ونظرات عينيك وتعبيرات وجهك.
اعلم أنك إن تجنبت النظر في أعين الناس ووقفت بعيدًا عنهم أو عقدت ذراعيك أنت تخبرهم هكذا أنك لا تريد التحدث مع أحد.[٥]
تبنَّ وضعية جسد الشخص الواثق بنفسه وابتسم أكثر قليلًا وحاول أن تنظر في عين محدثك بصفة مستمرة. اجعل ظهرك مستقيمًا عند الوقوف ولا تعقد ذراعيك وستعط الناس الذين يتحدثون معك انطباعًا أفضل عن نفسك.




2
لاحظ كيف يتصرف الآخرون في المواقف الاجتماعية المختلفة. انتبه للغة جسد الآخرين وفكر لماذا يتفاعلون مع الآخرين بطريقة أفضل؛ لاحظ وضعية جسدهم وإشاراتهم وتعبيرات وجوههم ونظرات عينيهم، وفكر كيف تفعل مثلهم أو تحسِّن من لغة جسدك أثناء حديثك مع الآخرين.
لاحظ مدى "توطد" العلاقة بين المتحدثين الذين تلاحظهم. يعد ذلك أمرًا بالغ الأهمية لأن لغة الجسد التي يتعامل بها الأصدقاء المقربون تختلف تمامًا عن لغة الجسد التي يتعامل بها الغرباء مع بعضهم البعض مهما اختلف الموقف.
اكتب ملاحظاتك عما تراه لاحقًا لأن هذا الأمر سيساعدك على أن تصبح أكثر إدراكّا للغة جسدك.



3
ركز على تطوير التواصل غير اللفظي في المنزل. يُعد منزلك أفضل مكان تتعلم فيه أي مهارة جديدة، لأن التواجد في البيئة التي تطمئن فيها سيمنحك ثقة بنفسك لتجرب أشياء جديدة؛ بإمكانك أن تسجل لنفسك فيديو وأنت تتحدث مع أفراد أسرتك ثم تشاهده لتدرك الجوانب التي تحتاج لتطويرها في لغة جسدك، كما بإمكانك أن تمارس الإشارات غير اللفظية أمام المرآة. اطلب من أفراد الأسرة أو الأصدقاء المقربين منك مساعدتك لأنهم من سينقدونك بطريقة إيجابية وصادقة لن تحصل عليه من شخص آخر. تتضمن الإشارات الجسدية الأخرى أن تُرجِع كتفيك إلى الخلف وأن تحافظ على ظهرك مستقيمًا وترفع ذقنك بحيث توازي الأرض.
من أفضل الأشياء المتعلقة بممارسة ما تعلمته في منزلك هي أنه مكانك الخاص الذي لا تقع فيه تحت ضغط المحيطين بك.
لا تكن خجولًا، فالأمر بينك وبين المرآة فحسب، فاستمتع بتجربة إشارات كثيرة من إشارات لغة الجسد.



4
ركز على الالتزام بابتسامة صادقة فور مقابلتك لأي شخص. تُعد الابتسامة أكثر الإشارات التي تدل على رغبتك في الانفتاح مع الآخرين على مستوى البشر في العالم، وهي بالطبع تشجع مستقبِلها على الاقتراب منك والشعور بالراحة تجاهك أيضًا. لذلك ركز دائمًا على الابتسام في وجه من تقابلهم لتلطّف الأجواء وتجعل الأمور بينكما تسير بسلاسة.[٦]



5
تدرَّب على النظر في عيون الآخرين. بمجرد أن تشعر بالراحة تجاه النظر في عيون محدّثيك اعمل على النظر في عيون من تتحدث إليهم دائمًا. بالطبع نحن لا نعني التحديق في عيون الناس، خاصةً إن لم تشعر بالراحة لفعل ذلك أو شعرت بضيق الطرف الآخر من هذا الأمر. ضع قاعدة لنفسك عندما تتذكر النظر في عينيّ الشخص فانظر في عينيه لمدة 3 إلى 5 ثوانٍ فحسب، وكلما اعتدت على هذا الأمر سيأتي بعد ذلك بطريقة تلقائية.
إن لم تكن بجوار الشخص مباشرةً فانظر إلى شحمة أذنيه أو إلى النقطة بين عينيهم، وبالطبع سيكون ذلك ادعاء وكأنك تنظر في عينيّ الشخص لكنه لن يلحظ الفرق.
إن كنت تشعر بالتوتر بسبب النظر في عينيّ الآخرين، يقترح بعض علماء النفس أن تمارس ذلك مع الممثلين الذين يظهرون على التلفاز، لذلك قم بتشغيل نشرة الأخبار وحاول أن تحافظ على النظر في عينيّ مقدم النشرة. [٧]




6
خصص المزيد من الوقت كي تعمل على نفسك وأنت تستعد للخروج من المنزل. يساعدك ذلك الأمر على أن تشعر بالمزيد من الثقة في نفسك، فقضاء بض الوقت لتتأكد أنك راضٍ عن إطلالتك وتشعر بالثقة في نفسك سيسهِّل عليك الكثير من المواقف التي تمر بها. لذلك اتبع أسلوب حياة صحي واشترِ بعض الملابس الجديدة والحذاء الذي يعجبك منذ فترة، لأن ارتداء أفضل ما لديك وأنت خارج من المنزل سيزيد من ثقتك بنفسك كثيرًا ويجعلك اجتماعيًا بطريقة تلقائية.




الممارسة في العالم الحقيقي



1
ابحث عن مكان يبدو في الناس لطفاء أو ودودين. اعلم أن بدء حديث مع شخص لا تعرفه قد يبدو أقل مخاطرةً وأكثر قبولًا لدى الناس الموجودين؛ قد تبدو بعض المواقف أسهل من غيرها خاصةً حين يتعلق الأمر ببدء حديث مع الآخرين. تُعد البنوك والسوبرماركت من أسوأ الأماكن التي قد تبدأ فيها حديثًا مع شخص غريب عنك تمامًا، إذ يخشى الناس في البنوك أن تكون لصًا يحاول معرفة ما إن كانوا سيسحبون بعض المال أم لا، كما يذهب الناس للسوبر ماركت في عجلة من أمرهم كي ينتهوا من شراء طلبات المنزل. أما المقاهي والبازارات والأندية تُعد أماكن مناسبة جدًا للتعرف على أشخاص جدد رائعين.
إن أردت مقابلة أشخاص جدد فجرب الانضمام لمجموعة تمارس نشاطٍ تستمتع به مثل ممارسة رياضة معينة كهواية في النادي أو الانضمام لنادٍ للكتاب، كما تُعد الصالات الرياضية مكانًا جيدًا لتبدأ حديثًا مع شخص لا تعرفه.




2
ابدأ بداية بسيطة بأن تثرثر قليلًا مع الأشخاص الين يقدمون لك الخدمات بصفة يومية. اسأل الشخص الذي يقدم لك القهوة الصباحية في مقهاك المفضل كيف يسير يومه واشكر الساعي الذي يفتح لك اباب عند دخولك مكتبك أو اسأل زميلك في العمل كيف قضى إجازته الأسبوعية. لست مضطرًا لخوض مناقشات عميقة أو أحاديث تستنزف وقتك وطاقتك فور بدء ممارستك للأمر، بل ابدأ بداية بسيطة، واعلم أن تحية شخص قد لا تقابله مرة أخرى لن يضرك في شيء، فقد لا تقابل عامل النظافة هذا أو ذاك مرة أخرى طوال حياتك لذلك يُعد هذا الأمر مشجعًا على ممارسة التواصل مع الآخرين.[٨]


3
اختر شخصًا لا يبدو منشغلًا أو غير مهتم. اقترب من الشخص بلغة جسد منفتحة وأظهِر اهتمامك بالتعرف عليه، فتلك طريقة جيدة لتقيم محادثات ذات معنى مع الآخرين.
كن واثقًا بنفسك عندما تقترب من شخص ما لأنك إن كنت متوترًا فقد تنقل هذا التوتر للطرف الآخر.
تذكر أن تبعد هاتفك المحمول لأن تفقُّد هاتفك المحمول عدة مرات أثناء المحادثة يضايق الناس بشكل عام كما يجعلهم يظنون أنك مهتم بهاتفك أكثر من اهتمامك بالحديث معهم.




4
فكر كيف سارت الأمور. إن سار الحديث على ما يرام فانتبه لما فعلته بطريقة صحيحة حتى تكرره في المستقبل، أما إن لم تسير الأمور كما كنت تتمنى فقم بتقييم الموقف لتعرف ما الذي فعلته ولم يؤتي ثمارًا جيدة.
هل اقتربت من شخص بدا لك مشغولًا بشيء ما أو كانت لغة جسده منغلقة؟
هل كانت لغة جسدك منفتحة على الآخرين ومرحبة؟
هل بدأت الحديث بموضوع مناسب؟




5
تحدّث مع المزيد من الناس. تتطور مهاراتنا الاجتماعية كلما مارسناها أكثر وأكثر، فكلما تواصلت مع الآخرين وتفاعلت معهم تطورت مهاراتك في التواصل.
حاول ألا تسمح للتعاملات السلبية بإحباطك، فكثير من تلك المواقف لا تكون بسبب خطأ قمت به.




6
انضم لمجموعة مساندة. تُعد مجموعات المساندة بيئة آمنة تستطيع فيها التحدث بحرية مع الآخرين، كما أنك لن تكون الوحيد الذي يحاول تطوير مهاراته الاجتماعية والتحدث بطلاقة. لماذا لا تمارس الأمر مع من هم معك على نفس القارب؟ اعلم أن حقيقة أنك تحاول تطوير مهاراتك الاجتماعية تظهر كم أنك شخص منفتح وعطوف وتجتهد في العمل على تطوير شخصيتك، لذلك أحِط نفسك بأشخاص لديهم نفس أهدافك حتى تدعموا بعضكم البعض. [٩]




أفكار مفيدة



لكل من يعانون من الاضطراب الرهاب الاجتماعي أو أمراض نفسية أخرى تجعل التحدث مع الآخرين مهمة صعبة لا تيأسوا، فلقد أوضحت بعض الدراسات الحديثة أن العلاج الجماعي الذي يركز على التدرب على المهارات الاجتماعية مفيد في تلك الحالات.[١٠]
إن تم تشخيصك على أنك تعاني من اضطراب الرهاب الاجتماعي فابحث عن مكان يقدم العلاج الجماعي لتسجِّل نفسك به. [١١]
حاول أن تبدو يقظًا ومنتبهًا دائمًا بينما تلتزم بالحديث بنبرة مهذبة وودودة، كما أن ابتسامة لطيفة لن تضر في شيء.
ادعُ الآخرين أن يتحدثوا معك ضمن مجموعة وسيبدأ الآخرون في ملاحظة التغيير الذي طرأ عليك ويبدؤون في معاملتك باحترام تدريجيًا.
التزم بالأدب طوال الوقت وتأكد أن التعامل باحترام في مختلف المواقف الاجتماعية سيعلمك الكثير، كما أنك ستصبح قدوة للآخرين.
لا تنسَ أن التجربة خير معلم.





تحذيرات


كن حذرًا في تعاملات الاجتماعية بشأن التواصل الجسدي، فالبعض قد لا يجد مشكلة في الاحتضان والتقبيل عند السلام مثلًا لكن قد يجده البعض الآخر غير لائق بل ومنفر في بعض الأحيان. لذلك ينبغي أن توطد علاقتك قليلًا بالشخص قبل أن تحاول التربيت على كتفه أو احتضانه عند لقائه.
تأكد أن تناول الكحوليات والمخدرات وإن بدا لك أنه يمنحك ثقة بنفسك إلا أنه سيضر كثيرًا بصحتك ولن يساعدك فعليًا على تطوير مهاراتك في التواصل الاجتماعي على المدى الطويل.
تختلف التقاليد الاجتماعية باختلاف البلدان والثقافات، وتذكر أن ما قد تلاحظ أنه تصرف لائق في البلدان العربية قد لا يبدو لائقًا بالمرة في البلدان الأوروبية مثلًا، والعكس بالعكس فالسلوكيات الاجتماعية والقيم الأخلاقية وما هو مقبول وما هو غير ذلك يختلف اختلافًا بيّنًا بين الشرق والغرب.






 

مواضيع مماثلة

أعلى