التدرب على التواصل غير العنيف

لورنس

كاتب جيد جدا
يمثل التواصل اللاعنفي [١] طريقة بسيطة لإنشاء تواصل متعاطف واضح وهو يتألف من أربعة جوانب أساسية:

ملاحظة
مشاعر
احتياجات
طلبات
يهدف التواصل اللاعنفي لإيجاد طريقة يحصل بها جميع الحضور على ما يهمهم دون استخدام الشعور بالذنب أو الإذلال أو الخجل أو اللوم أو الإكراه أو التهديد. سيفيدك أن تتواصل مع الآخرين وأن تعيش بطريقة تنم عن الوعي والحضور ومواكبة الاحتياجات الحية الحقيقية لنفسك وللآخرين لحل النزاعات.



التدرب على التواصل اللاعنفي



1
اذكر الملاحظات التي قادتك للشعور بالحاجة لقول شيء ما. يجب أن تكون ملاحظات وقائعية تمامًا دون عنصر النقد أو التقييم. يختلف الناس مع التقييمات عادة لأن تقييمهم للأمور يختلف لكن الحقائق الملاحظة بشكل مباشر تضع أرضية مشتركة للتواصل. فمثلًا:
تدل عبارة "إنها الساعة 2 صباحًا وأنت تشغل المسجل" على حقيقة ملحوظة بينما يدل قول "إن الوقت متأخرٌ جدًا على إصدار هذا الضجيج المريع" على تقييم.
تنم عبارة "لقد نظرت في الثلاجة ورأيت أنها خاوية من الطعام وأظنك لم تذهب لشراء البقالة" عن حقيقة ملحوظة (والاستنتاج مذكورٌ بشكل صريح) بينما تدل جملة "لقد ضيعت اليوم كله" على تقييم من جهتك.



2
اذكر الشعور الذي تثيره داخلك الملاحظة و"خمن شعور الشخص الأخير واسأله". يمكنك التعبير عن الشعور دون حكم أخلاقي ليبنى التواصل على التعاون والاحترام المشترك. أتم هذه الخطوة بهدف تحديد شعورك أو شعور الشخص الآخر بدقة في اللحظة الراهنة وليس بهدف إخجاله من مشاعره أو محاولة منعه من الشعور بها. أحيانًا يصعب التعبير عن المشاعر. [٢]
قل مثلًا" هناك نصف ساعة قبل بدء العرض وأرى أنك تتصبب عرقًا" (ملاحظة). "هل أنت متوتر؟"
"أرى أن كلبك يركض في الأرجاء دون سلسلة وينبح (ملاحظة) إنني خائف."



3
اذكر الحاجة المسببة لشعورك أو خمن الحاجة المسببة لشعور الطرف الآخر واسأل. يراودنا شعورٌ بالسعادة والرضا عند تلبية احتياجاتنا بينما لا نكون سعداء عند عدم تحقيقها. تستطيع إيجاد الحاجة الجوهرية عند فهم شعورك. يوضح ذكر الحاجة دون نقدها من الناحية الأخلاقية ما يطغى عليك أو على الطرف الآخر في تلك اللحظة.
"أرى أنك تنظر بعيدًا أثناء تحدثي معك وأنك قد تحدثت بهدوء شديد ولا أستطيع سماعك (ملاحظة). ارفع صوتك رجاءً كي أفهمك." مثلًا.
"أشعر بعدم الارتياح (شعور) لأنني أحتاج للتواصل الآن. أهو وقتٌ مناسبٌ لنخرج؟"
"أرى أن اسمك لم يذكر في الشكر. هل أنت مستاءٌ من عدم تلقيك التقدير الذي تحتاجه؟"
لاحظ "الاحتياجات" ذات المعاني الخاصة في التواصل اللاعنفي: [٣] إنها شائعة لدى الجميع ولا ترتبط بأي خطة أو ظروف خاصة لإشباعها، لذا فإن رغبة حضور فيلم مع أحدهم ليست حاجة ولا الرغبة في إمضاء الوقت مع شخص معين. قد تكون الحاجة في ذلك الحين هي الرفقة. يمكنك تحقيق حاجتك للرفقة بعدة طرق وليس فقط بذلك الشخص ولا بحضور فيلم. [٤]




4
اطلب فعلًا يحقق أن حاجتك التي بينتها للتو بطلب واضح. اطلب بشكل واضح ومحدد ما تريده في الحال بدلًا من التلميح أو ذكر ما لا تريده فقط. اسمح للطرف الآخر بالرفض أو اقتراح بديل ليكون طلبًا بالفعل لا مطالبة. ستتحمل مسؤولية تحقيق احتياجاتك وسيتحمل هو مسؤولية احتياجاته.
"لاحظت أنك لم تتحدث في الدقائق العشر الأخيرة (ملاحظة)، هل تشعر بالضجر؟ (شعور)" يمكنك التعبير عن مشاعرك والتصرف المرغوب إذا كانت إجابته بالإيجاب مثل أن تقول "أشعر بالضجر أيضًا. هل تحب الذهاب لاستكشاف المكان؟" أو ربما تقول "أرى أن التحدث مع هؤلاء الناس مثيرٌ للاهتمام فعلًا. ماذا لو التقينا في خلال ساعة حين أنتهي من هنا؟"



التعامل مع الحدود



التواصل اللاعنفي هو أسلوبٌ مثالي للتواصل ولن ينجح في جميع المواقف. إليك كيفية التعامل مع الأمر بشكل جيد ومعرفة متى يكون أسلوب التواصل الحازم والمباشر ضروريًا.



1
تأكد أن الشخص منفتحٌ ومتقبلٌ للتواصل اللاعنفي. يستخدم التواصل اللاعنفي نوعًا من الحميمية العاطفية التي لا يرتاح لها الجميع على الدوام ولهم الحق في وضع حدودهم. لا تضغط على أحدهم أو تتلاعب به لفعل شيء ما إذا لم يكن منفتحًا للتعبير عن مشاعره.
لا تبدأ بمحاولة تحليله نفسيًا دون رضاه. [٥][٦]
إذا لم يرغب أحدهم في الاستمرار بالتعبير عن مشاعره في أي وقت فله الحق في ذلك ويمكنه قطع المحادثة.
قد يجد من يعانون الإعاقات الذهنية والتأخر في النمو صعوبة في التحدث وتفسير أسلوب التواصل اللاعنفي خاصة حين يتوترون. استخدم التواصل المباشر والواضح إذا حدث هذا.



2
اعلم ألا أحد مسؤولٌ عن شعور غيره. لست مطالبًا بتغيير أفعالك لأنها لا تعجب أحدهم. يمكنك الرفض إذا طلب أحدهم منك بذل جهد كبير أو تجاهل رغباتك واحتياجاتك.
يمكنك أن تسأل نفسك عما يحتاجه أحدهم إذا كان يتصرف بعدائية لكن هذا قد يكون مستنفذًا عاطفيًا ولا بأس بالابتعاد وقول "سلبيته ليست مشكلتي".
الناس غير ملزمين برعاية مشاعرك. تجنب الشعور بالغضب أو محاصرة الغير بالذنب إذا رفض طلبك.




3
اعلم أنه يمكن إساءة استغلال التواصل اللاعنفي. قد يستخدم الناس التواصل اللاعنفي لجرح الآخرين ومن المهم أن تكون قادرًا على تمييز هذا عند حدوثه. ليس عليك تحقيق "احتياجات" الغير دومًا ومن المهم أن تتذكر أن اللهجة أقل أهمية مما يقوله المرء وأن بعض المشاعر يجب عدم مشاركتها مع الغير.
قد يستخدم المستغلون التواصل اللاعنفي للتحكم بالآخرين، مثل قول "أشعر بعدم الاحترام حين لا تزورني كل ربع ساعة."
يمكن اللجوء لانتقاد اللهجة لعرقلة حديث يدور حول احتياجات أحدهم (مثل قول "تجرح مشاعري حين تقول بأنك منزعجٌ" أو "أشعر بالهجوم حين تستخدم تلك النبرة"). يملك الناس حق الإصغاء إليهم حتى لو قالوا ما يريدون بطريقة لا ترضي الجميع.
يجب ألا يجبر أحدٌ على الإصغاء للمشاعر السلبية العميقة المتعلقة به. ليس من اللائق مثلًا أن يخبر الوالد ابنه المصاب بالتوحد كم هو مريعٌ تحمله أو يقال لملحد أن جميع الملاحدة يجب قتلهم. قد تكون بعض طرق التعبير عن المشاعر مؤلمة ومريعة.



4
اعلم أن البعض قد لا يبالي بمشاعرك. لن يؤثر قول "أشعر بالإهانة حين تسخر مني أمام أقراني" في أي شيء إذا كان الطرف الآخر لا يبالي بمشاعرك. يمكن أن يؤثر التواصل اللاعنفي تأثير السحر حين يجرح الناس بعضهم البعض دون قصد وليس حين يكون هذا مقصودًا أو حين لا يبالي أحد الطرفين بما يؤذي الآخر. يفضل أن تكون واضحًا في هذه الحالات بقول "توقف" أو "هذا مؤلم".
لا يرجع سبب انزعاج أحدهم منك أحيانًا لارتكابك خطأً ما، المسؤولية ليست متساوية على الطرفين إذا كان أحدهما يهاجم الآخر.
أحيانًا تكون الأحكام القيمية –مثل "إنها لئيمة" أو "هذا غيرعادل وليس ذنبي"- ضرورية خاصة لضحايا سوء الاستغلال والشعوب المضهدة وضحايا التنمر ومن يحتاجون لحماية أنفسهم من الغير.




التواصل الجيد


1
اختارا الحل معًا إذا أمكن. يجب أن يرجع قيامكما بشيء معًا إلى موافقة كليكما طواعية عليه كطريقة لإشباع رغباتكما واحتياجاتكما الحقيقية وليس نتيجة شعور بالذنب أو الضغط. قد تجدا فعلًا يحقق احتياجات كليكما أحيانًا وأحيانًا يكون عليكما المضي في اتجاهات مختلفة.
ربما كنت تحتاج لوقت إضافي أو مزيد من التعاطف إذا لم تكن مستعدًا للسؤال انطلاقًا من هذا المبدأ. أو ربما كان حدسك يخبرك أن هذا الشخص لا يبالي بمشاعرك. فكر مليًا فيما يمنعك.



2
أنصت بتركيز لما يقوله الآخر. لا تفترض أنك تعرف شعوره أو ما الأفضل له ودعه يعبر عن أفكاره ومشاعره. تثبت من مشاعره وتأنى لتتأكد من شعوره وتظهر اهتمامك.
ربما يشعر بأنك تلعب دور المعالج بدلًا من الإصغاء الحقيقي لما يقوله إذا أمضيت وقتًا أول من اللازم في تحديد احتياجاته. ركز على ما يقوله لا ما تظن بأنه يعنيه فعلًا.




3
خذ استراحة إذا توتر أحد الأطراف أو كليهما بدرجة لا تسمح باستمرار المحادثة. توقفا إذا كنت شديد الانزعاج لدرجة لا تسمح بأن تتحدث بوضوح وبشكل مدروس أو كان الطرف الآخر غير عازم على التحدث بشكل منفتح أو أراد أيٌ منكما إنهاء المحادثة. يمكنكما إجراؤها في وقت أفضل حين تكونان عازمين وقادرين.
ألق على الموقف نظرة عن كثب إذا كانت المحادثة مع أحدهم تنتهي بشكل سيء دومًا إذ قد تكون هناك مشكلة أعمق.



نماذج للجمل


يمكن أن يساعدك نموذجٌ محفوظٌ لجملة في هيكلة ما تحتاج لقوله أحيانًا كما يلي:

"هل تشعر ب___ لأنك تحتاج ___؟" تعاطف قدر استطاعتك لملأ الفراغات وستجد أنك ترى الموقف كما يراه الشخص الآخر.
"هل أنت غاضبٌ لأنك تظن___؟" تثير الظنون الغضب مثل "أظن بأنك قد كذبت" أو "أظنني أستحق علاوة أكثر من فلان". وضح أفكارك وستكون في طريقك لتوضيح الحاجة الجوهرية.
يعد قول "أتساءل ما إذا كنت تشعر أنك ___" طريقة أخرى لإظهار التعاطف دون طرح سؤال واضح. توضح علامات التنصيص أن هذا تخمينك وليست محاولة لتحليل الطرف الآخر أو "إخباره" بشعوره، لذا كن معتدلًا في تعبيرك عن مشاعرك أو احتياجاتك بكلمات بسيطة مثل "إذا كنت تود وماذا عن وربما كان ولعل.."
تعد "أرى___" أو "ما أسمعه هو ___" طرقًا لذكر ملاحظة ما بوضوح حتى يسمعها الشخص الآخر "كملاحظة".
تعد "أظن___" طريقة للتعبير عن ظن يسمعه الطرف الآخر كظن وهذا قابلٌ للتغير مع حصولك على معلومات أو أفكار جديدة.
"هل أنت عازمٌ على___؟" طريقة واضحة للطلب.
"هل تود مني أن ___؟" طريقة للمساعدة في إشباع حاجة موضحة للتو مع استمرار تحمل الشخص الآخر لمسؤوليته عن احتياجاته.
يمكن وضع نموذج كامل للخطوات الأربع كما يلي: "أرى__. أشعر___ لأنني أحتاج. هل أنت عازم على___؟" أو "انظر___. هل تشعر___لأنني أحتاج___؟" متبوعًا بقول "هل سيفيد أن أقوم___" أو عبارة تنم عن شعورك وتتبعها بطلب




أفكار مفيدة



تجنب قول "لقد أشعرتني ___" أو "أشعر أن ___لأنك فعلت ___" وخاصة "أنت تثير غضبي". ترمي هذه العبارات المسؤولية على الطرف الآخر ولا يحدد الحاجة التي تمثل السبب الحقيقي لشعورك. البديل هو "شعرت ب__حين فعلت ___ لأنني احتجت ___." وبالمقابل ليس من الضروري التعبير الكامل عن الأشياء إذا كانت العبارات الأقل وضوحًا تعبر عن احتياجاتك بشكل جيد دون تحميل طرف مسؤولية مشاعر الآخر كما ذكرنا أعلاه.
ليست كل الخطوات الأربعة مطلوبة في جميع المواقف.
يمكنك استخدام نفس الخطوات الأربع مع نفسك لتوضيح مشاعرك واختيار أفعالك بذكاء. تتمثل إحدى طرق تعنيف نفسك او الغير إذا كنت في موقف يزعجك مثلًا في قول "هؤلاء الناس أغبياء. ألا يعلمون أنهم يدمرون المشروع كله بضيق أفقهم؟" قد يسير الحديث اللاعنفي مع الذات كما يلي: "لم يقتنع المهندسان الآخران ولا أظنهما سمعا حجتي. أشعر بالضيق لأنهم لا يصغون لي بالطريقة التي أحتاجها. أريد الاحترام المرافق لسماع تصميمي وقبوله. كيف يمكنني تلقي الاحترام الآن؟ ربما ليس من هذا الفريق، أو ربما يمكنني لقاء أحد المهندسين بشكل منفرد حيث لا يحتدم الكلام ونرى كيف تسير الأمور."
وعلى بساطة التواصل اللاعنفي فقد يكون تطبيقه أصعب بكثير. اقرأ الكتاب واقصد ورشة عمل أو اثنتين وجربها في حياتك واكتشف ما تعلمته. ارتكب الأخطاء وانظر ما سار على نحو خاطئ وجرب ما تعلمته في المرة القادمة. سيسير الأمر على نحو طبيعي بمرور الوقت. سيفيدك كثيرًا أن يوضح لك الأمر شخصٌ يبرع به. هناك آلاف المواد المتعلقة بالتواصل اللاعنفي والتي تتجاوز الخطوات الأربع: طرق التعامل مع أنواع مواقف معينة (الأطفال والأزواج ومواقف العمل وعصابات الشارع وبلدان الحروب والمجرمين المتسمين بالعنف وإدمان المخدرات) وأفكارًا أعمق عن الاحتياجات في مقابل الخطط والفروق الرئيسية الأخرى وبدائل الهيمنة والاختيار بين التعاطف مع الآخر أو مع نفسك أو التعبير عن نفسك والثقافات التي تتخذ من التواصل اللاعنفي أسلوبًا طبيعيًا لها وأكثر.
قد لا تخمن دومًا ما يشعر به الشخص الآخر أو يحتاجه عند التعاطف معه. سيؤدي إنصاتك له ورغبتك في فهمه دون نقد أو حكم أو تحليل أو نصيحة أو جدال إلى انفتاحه أكثر حتى تستشعر ما يجري بما شكل مختلف أو أفضل. سيأخذكما الاهتمام الصادق بالمشاعر والاحتياجات المحركة لأفعالكما إلى نقطة جديدة حيث لا يسبق التكهن الفهم. يمكنك مساعدة الغير على الانفتاح بأن تصدق أولًا في مشاركتهم مشاعرك واحتياجاتك.
النماذج والأمثلة الموضحة أعلاه "تواصل لاعنفي رسمي": أي طريقة للحديث توضح الخطوات الأربعة كلها تمامًا. التواصل الرسمي اللاعنفي مفيدٌ لتعلم التواصل اللاعنفي ووفي المواقف التي يكون فيها سوء الفهم واردًا. يستخدم "التواصل العامي اللاعنفي" في مواقف الحياة اليومية غالبًا حيث اللغة غير الرسمية التي تعتمد بشدة على السياق في توصيل نفس المعلومات. يمكن أن تقول مثلًا إذا كنت مع أحد أصدقائك أثناء اجتماع مديريه بعد مراجعة أدائه "إنك تتصب عرقًا يا أحمد، هل أنت متوتر؟" بدلًا من النبرة المصطنعة في "أتساءل يا أحمد حين أراك تتصبب عرقًا ما إذا كنت تشعر بالتوتر لأنك تريد الاحتفاظ بعملك حتى تتمكن من تحقيق احتياجاتك إلى المأوى والقوت؟".
قد يكون التواصل اللاعنفي مفيدًا حتى لو لم يمارسه الشخص الآخر أو يعلم عنه شيئًا. يمكنك تطبيقه بشكل أحادي وتحقيق النتائج. رغم أن المواقع الإلكترونية للتواصل اللاعنفي تتطلب رسومًا للتدريب إلا أنها تتيح العديد من المصادر المجانية للمبتدئين ودورات إلكترونية ومسموعة إلخ لتضعك على أول الطريق في رابط "أكاديمية التواصل اللاعنفي" الموضح أدناه.
يمكنك دومًا حين يتحدث إليك أحدهم بلغة الإدانة أو إطلاق الألقاب أو الهيمنة أن تسمع ما يقوله كتعبير عن احتياجاته غير المتحققة. تعد جملة "اخرس واجلس أيها الأخرق" تعبيرًا عن الحاجة غير المتحققة للرقي والجمال وقد تكون عبارة "إنك تغضبي بشدة أيها المتسكع الكسول" تعبيرًا عن الحاجة غير المتحققة للكفاءة أو مساعدة الغير على المشاركة بمواهبهم في الحياة. سيكون عليك اكتشاف ذلك.





تحذيرات





يتمثل الأسلوب الأساسي للتواصل العاطفي أولًا في تحديد احتياجات بعضكما البعض ثم إيجاد حل أو إيجاد أسباب لفهم الأمور بشكل مختلف. يترك التوجه المباشر لحل المشاكل أو الجدال الناس وهم يشعرون بعدم الإنصات أو يقودهم للعناد أكثر.
ليست الاحتياجات في التواصل اللاعنفي أشياء تندرج تحت مسألة أكون أو لا أكون: الحاجة ليست مبررًا لقول "عليك أن تنفذ هذا فهي حاجتي".
لا تحاول مجادلة شخص غاضب وإنما اسمعه فقط. سيغدو مستعدًا لسماعك حين تفهم مشاعره الصادقة واحتياجاته وتظهر له أنك قد أصغيت له دون أحكام ومن ثم يمكنكما البحث عن تصرف معين ينفعكما.
يؤدي إظهار التعاطف مع شعور واحد في المواقف الانفعالية الشديدة إلى استدرار المزيد من المشاعر والكثير منها سلبي. واصل إظهار التعاطف فحسب عند حدوث ذلك فمثلًا قد تقول زوجتك "لقد وضعت سترتي في المجفف وقد تلفت الآن. إنك قذرٌ مهمل"، يمكنك الإجابة بقول "يبدو أنك منزعجة لأنك تظنين أنني لا أبالي بأشيائك بما يكفي." قد تحصل على إجابة مثل "إنك لا تفكر بأحد سوى نفسك." واصل إظهار العطف فحسب بقول "هل أنت غاضبة لأنك تحتاجين مزيدًا من الاهتمام والرعاية؟" قد تضطر لخوض عدة جولات قبل أن تحصل على رد مثل "أجل هذا تمامًا ما أعنيه. أنت لا تبالي." حسب شدة الانفعال وضعف التواصل فيما مضى. يمكنك عند هذه النقطة أن تذكر حقائق جديدة مثل "في الحقيقة أنا لم أشغل المجفف اليوم" أو اعتذر أو اقترح تصرفًا جديدًا لتعلم زوجتك أنك تهتم.
التعاطف ليس عملية آلية بالكامل فلا يكفي مجرد قول كلمات معينة. يجب أن تفهم مشاعر الشخص الآخر واحتياجاته بصدق وأن تنظر للموقف كما يراه. التعاطف هو إقناعه بانتباهنا وإدراكنا وليس ما نلفظه. [٧] قد يفيدك أحيانًا أن تتخيل ما كنت لتشعر به في موقفه. أنصت لما يتجاوز كلماته: ما يعتمل داخله فعلًا وما الذي يقوده لهذا الكلام أو الأفعال؟






 
أعلى