تربية دجاج اللحم

​

يعد لحم الدجاج من المواد الغذايية التي تدخل في كمية العديد من الاطباق، فهو يمتاز بطعمه اللذيذ، وسهولة نضجه، بعض انواع الدجاج تربى من اجل لحمها وهو ما يعلم بالدجاج اللاحم، او دجاج اللحم وهو كافة عن الدجاج البياض. تشتهر اعراق دجاج اللحم بقدرتها على تغيير العلف الذي تتناوله الى لحم، فبعض الاعراق تستطيع تغيير 1.7 كيلوغرام من العلف الى كيلوغرام واحد من اللحم، وبعضها يكون اقل جدارة فيحتاج الى تناول كيلوغرامين من العلف لينتج كيلوغراما واحدا من اللحم، وذلك يعتمد بالاضافة الى سلالة الدجاج على جودة ونوعية العلف المقدم للدجاج.[١]

​

توجد الميات من اعراق الدجاج في العالم، والتي تصنف حسب البلد الاصلي لها، ومنها الدجاج الاسيوي، والامريكي، والانجليزي، ودجاج البحر الابيض المتوسط. تربى بعض اعراق الدجاج للحصول على البيض، ومنها دجاج الليجهورن الابيض ذو العرف المفرد (بالانجليزية: The single-comb White Leghorn)، وهو من اعراق دجاج البحر الابيض المتوسط، اما الدجاج الاكثر شهرة والذي يربى للحصول على اللحم فهو دجاج كورنيش كروس (بالانجليزية: The Cornish Cross) الذي يمتاز بلحمه المكتنز، وسرعة نموه، وهو نتاج تهجين سلالتين من الدجاج وهما: سلالة دجاج كورنيش (بالانجليزية: Cornish chicken)، وسلالة دجاج وايت روك (بالانجليزية: white rock chicken)، كما تبقى اعراق من الدجاج التي تربى من اجل اللحم والبيض معا، ومنها دجاج امريكي مثل: دجاج بلايموث روك (بالانجليزية: Plymouth Rock)، ودجاج وايندوت (بالانجليزية: Wyandotte)، ودجاج رود ايلاند الاحمر (بالانجليزية: the Rhode Island Red)، ودجاج نيو هامبشير (بالانجليزية: New Hampshire)، كما يبقى دجاج البراهما (بالانجليزية: Brahma) الذي تم تهجينه في امريكا من طيور مستوردة من الصين.[٢]

​

يعد مشروع تربية دجاج اللحم من المشاريع البسيطة والمربحة، فهو لا يفتقر الى راس مال كبير، كما ان دورة المال فيه سريعة، لان الطيور المنزلية لا تفتقر الى مرحلة تربية طويلة، فيمكن تسويق الدجاج، او استهلاكه اثناء ثلاثين يوما من بدء المشروع، بالاضافة الى ان المزارع يستطيع النفع من نفايات الدجاج، اي الزرق كسماد عضوي لتزويد التربة ببعض لعناصر اللازمة مثل الازوت، والفسفور، والبوتاسيوم، ولنجاح مشروع تربية دجاج اللحم يلزم اهتمام بعض الامور، ومنها:[١]​

• موقع المزرعة: ان تكون المزرعة في مقر جاف، وبعيد عن مصادر الضوضاء، والغبار، والريح التي توثر في نمو الدجاج، وان تكون بعيدة عن اماكن السكن، على ان تكون قريبة من مراكز الاستهلاك والتوزيع لتسهيل تسويقها.
• مباني المزرعة: ان تتضمن المزرعة على اماكن خاصة لتربية الدجاج (الحظاير) بالاضافة الى اماكن خاصة لتخزين المواد، والادوات، واماكن لعزل الطيور المنزلية المريضة، واماكن مخصصة لحرق النفايات، ويشترط في الحظاير:
  • ان تكون مبنية من مواد عازلة للحرارة والرطوبة.
  • ان تكون جدرانها خالية من الشروخ التي تشكل ماوى للحشرات، وتصعب عمليات التنظيف.
  • ان تكون منطقة العنابر فيها كافية، وان تزود العنابر المغلقة بمراوح لادخار الرياح المتجدد.
  • ان تتوفر فيها احوال ملايمة من حيث التهوية، والرطوبة، ودرجة الحرارة، والضوء.
  • ان تتضمن على مراوح لشفط الغازات الضارة.
  • ان تكون ارضيتها مايلة لسهولة تصريف الماء المستعمل في التنظيف.
  • ان تتوفر معقمات ومطهرات نحو المداخل لاستخدامها قبل الدخول الى الحظاير.
• الخدمات: يلزم ان تتوفر الكهرباء والماء في المزرعة باستمرار.
• المعدات، والادوات: يلزم ان تتضمن المزرعة على بعض المعدات مثل المعالف، والات توزيع الاعلاف، والمساقي، بالاضافة الى معدات التنظيف، والمعقمات، والادوية وغيرها.

​

للبدء بمشروع تربية الدجاج، وبعد ادخار المستلزمات السالف ذكرها، ووجود الرغبة بزيادة كمية الدجاج، يلزم ان تتضمن المزرعة على ديك او اكثر للحصول على بيض مخصب، وهذا لان البيض غير المخصب لا يمكن ان يفقس وينتج كتاكيت، وفي حال عدم الرغبة بوجود ديك في المزرعة يمكن شراء البيض المخصب من المزارع الاخرى. يفضل وضع الدجاجة التي ترقد على البيض في حاوية واسع لتستطيع من الحركة بحرية، ويبطن الصندوق بنشارة خشب ناعمة، او قش. يمكن لكل دجاجة ان تحضن ما بين 10-14 بيضة، ويجب ادخار الماء والغذاء للدجاجات طوال مرحلة رقودها على البيض والتي تتواصل 21 يوما. نحو بدء فقس البيض وخروج الكتاكيت يمكن الانتظار لفترة اربعة ايام حتى يكتمل فقس جميع البيض، وعند وجود بيض لم يفقس بعد سوف يكون على الاغلب غير صالح ويجب التخلص منه، بعد فقس البيض تبدا الدجاجات بالدفاع عن الفراخ وتدفيتها وتعليمها الاعتماد على ذاتها في الغذاء والشرب، وكل ما على المربي فعله هو ادخار الماء والطعام دايما للام وللفراخ، وفي بعض المزارع يتم استعمال الات التفريخ الصناعي بدلا من اسلوب التفريخ الطبيعي.[٣]

​

يوجد نوعان من اعلاف الدجاج او العلايق المستخمة لتغذية دجاج اللحم، العليقة البادية وهي التي تتضمن على 22-23% من البروتين، و3100-3200 كيلو كالوري/ كيلوغرام من الطاقة، والعليقة الناهية وتحتوي على 18-19% من البروتين، و3000-3100 كيلو كالوري/ كيلوغرام من الطاقة، وتغذى الكتاكيت على العليقة البادية اثناء اول 18 يوما من فقس البيض، وفي هذا النهار التاسع عشر يبدا تقديم العليقة الناهية بالتدرج فتكون اعداد العليقة الناهية في هذا النهار التاسع عشر ربع اعداد الاكل المقدم للفراخ، وفي هذا النهار العشرين يتم مبالغة العليقة الناهية لتكون مساوية لكمية العليقة البادية، وفي هذا النهار الواحد والعشرين تصبح العليقة الناهية ثلاثة ارباع الاكل المقدم للفراخ، ومن هذا النهار الثاني والعشرين وحتى خاتمة فترة التسمين تقدم العليقة الناهية فقط للفراخ، وتجب اضافة الفيتامينات الى ماء الشرب طوال مرحلة تدرج التغذية. من الملاحظ ان العليقة المتوازنة، وتوفر الاحوال المثالية للفراخ ستعطي عواقب ايجابية وتبدا بتغيير الاكل الذي تتناوله الى لحم، ومن المتوقع ان يصبح وزن الدجاج مثاليا للتسويق والاستهلاك نحو بلوغه الشهر الرابع او الخامس من العمر.[١]

​

يتعرض الدجاج خلال حضن البيض، او خلال التربية لبعض المشكلات ومنها:[٤]​

• نقر الدجاج لريش وجلد بعضه البعض، وتزداد الوضعية سوءا عندما ينزف جلد الدجاج الامر الذي يجذب الدجاج للدم، ويمكن ان يودي نقر الدجاج ونهشه للموت، ويمكن حل تلك الاشكالية عن طريق:
  • زيادة المنطقة المتوفرة للدواجن لتخفيض التوتر.
  • استخدام الاضاءة المناسبة وتجنب الاضاءة الساطعة.
  • توفير اعداد كافية من الماء والطعام لتخفيض العراك بين الدواجن.
  • التخلص من الطيور المنزلية العدوانية، وابعاد الطيور المنزلية المصابة.
• اكل الدجاج للبيض: نحو تعرض بيضة للكسر يلزم التخلص منها على الفور وابعادها، اذ ان وجود بيضة مكسورة قد يدفع الدجاجة لتذوقها، وفي ذلك الحين يعجبها الطعم الامر الذي يحفزها على كسر البيض السليم لاكله.
• الاصابة بعث الدجاج: يمتص العث دم الدجاج الامر الذي يودي الى مرضه او نفوقه، ويمكن دواء تلك الاشكالية باستعمال مبيد حشري مثل البيرميثرين، او التراب الدياتومي (تراب المشطورات)، كما يمكن استعمال رماد الخشب للتخلص من العث، وللوقاية من العث يلزم المحافظة على نظافة المكان، ونظافة الدجاج ايضا.