عطر الجنه
كاتب محترف
تنتمي السلاحف الى طايفة الزواحف، وتعيش في اماكن مغايرة من العالم؛ حيث يقطن بعضها على اليابسة، ويعيش بعضها الاخر في المياه، وتقسم السلاحف المايية بدورها الى سلاحف المياه العذبة، وسلاحف المياه المالحة، مثل: المحيطات. تشترك السلاحف جميعها في بعض الخصايص؛ فهي تتنفس بالريتين، وتضع بيوضها على اليابسة، ولها فكوك تشبه المناقير دون اسنان. يبقى ما يقرب من 270 نوعا من السلاحف التي تنتشر في اغلب مناطق العالم، 42% من تلك الانواع نادرة ومهددة بالانقراض؛ وهذا نتيجة لـ تعرضها للصيد الجاير للحصول على لحومها، كما يعتبر حساوها وبيضها من الوجبات الشهيرة في بعض مناطق العالم.[١]
قوقعة السلحفاة
تتميز السلاحف -باستثناء السلاحف البحرية- بقدرتها على سحب راسها واطرافها داخل حاوية عظمي يحيط بها من الاعلى والاسفل، ويسمى ذلك الصندوق في اللغة العربية قوقعة،[٢] او درقة (بالانجليزية: ****l)،[٣] وقوقعة السلحفاة هي القفص الصدري لها، وجزء من العمود الفقري، وتتكون من 60 قطعة عظمية تقريبا، مغطاة بصفايح مكونة من مادة قرنية، ويسمى الجزء العلوي من قوقعة السلحفاة الدذرع (بالانجليزية: Carapace)، اما الجزء السفلي فيسمى الصدار (بالانجليزية: Plastron).[٤]
يتكون الدرع من اندماج ما يقترب من 50 عظمة من عظام الضلوع والفقرات، اما الصدار فيتكون من اندماج عظام الترقوة، وعظام ما بين الترقوة، وجزء من الاضلاع، ويرتبط الدرع مع الصدار بجسر عظمي يطول على منحى القوقعة، كما تتضمن قوقعة السلحفاة اعصابا واوعية دموية؛ ولهذا ان تعرضت القوقعة لاي جرح فقد ينتج ذلك فيها نزيف يسبب الما للسلحفاة.[٥]
تترتب المادة القرنية التي تغطي عظام القوقعة على شكل قطع متداخلة، ويكون عدد تلك القطع عادة 38 قطعة في الجزء الظهري، و12-14 قطعة في الجزء البطني، ويختلف تصميم القطع القرنية من نوع الى اخر، كما تبقى فروق فردية بين افراد النوع الواحد، كما تتغاير قوقعة السلحفاة البرية عن قوقعة السلحفاة البحرية من حيث الشكل؛ فبينما تكون قوقعة السلحفاة البرية قريبة من شكل القبة، فان قوقعة السلحفاة البحرية تكون مسطحة نوعا ما، كما ان عدد العظام التي تشكل القوقعة اقل عددا في السلحفاة البحرية، وفي ذلك النوع المايي تستبدل المادة القرنية، وينمو موضعها الجلد.[٥]
مع تقدم السلحفاة في السن يكبر كمية الصفايح القرنية ولكن لا يتكاثر عددها، وفي بعض الانواع تستبدل القطع القرنية القديمة؛ حيث تسقط لتحل محلها قطع حديثة اكبر حجما. وخلافا للمعتقد الشايع، لا يمكن تقييم عمر السلحفاة عن سبيل عد حلقات النمو التي تتشكل على القطع القرنية؛ وهذا لان بعض السلاحف قد تنتج اكثر من حلقة واحدة خلال العام الواحد، وفي ذلك الحين تبهت حلقات النمو وتبلى مع الزمن، الامر الذي يودي الى تقييم عمر اقل من عمرها الحقيقي.[٥]
معلومات عامة عن السلاحف
فيما ياتي بعض البيانات والحقايق عن السلاحف:[٤][٦]
- تتكيف السلاحف المايية (بالانجليزية: Turtles) للعيش في الماء بفضل اقدامها الغشايية، او الزعانف التي تساعدها على العوم، وشكل جسدها المنبسط الانسيابي نوعا ما، اما اقدام سلاحف اليابسة (بالانجليزية: Tortoises) فهي قصيرة وممتلية، وبهذا تكون مناسبة للمشي على اليابسة، وعند اشتداد حرارة الطقس فانها تحفر جحورا تختبي فيها.
- يتغاير النظام الغذايي للسلاحف باختلاف نوعها؛ فاغلب السلاحف -ومنها سلحفاة المسك- من القوارت؛ اي تتغذى على اللحوم والاعشاب معا؛ حيث تتغذى على الرخويات، والنباتات، والاسماك الصغيرة، والحشرات، اما السلحفاة النهاشة التي تمتاز بفكوكها القوية فتتغذى على الثعابين، والضفادع، والاسماك، والديدان، والمحار، والجراد، والسلاحف الاخرى، بالاضافة الى النباتات المايية، وبعض انواع السلاحف مثل: السلاحف البحرية الخضراء، هي نباتية التغذية؛ اذ تتغذى على الاعشاب والطحالب فقط.
- تتكاثر السلاحف عن سبيل وضع البيض، ولكنها لا تعتني ببيوضها بعد وضعها في حفرة تحفرها في الرمال.
- يعتمد التوازن بين كمية اناث السلاحف البحرية وذكورها على درجة حرارة الشاطي الذي توضع فيه البيوض؛ فالحرارة المعتدلة تنتج اعدادا متساوية من الاناث والذكور، اما صعود درجات الحرارة فيزيد نسبة الاناث مضاهاة بالذكور، الامر الذي يشارك في هبوط كمية الانواع المغيرة من السلاحف.
- وجدت السلاحف على الارض قبل 220 مليون عام، وهي تاريخيا اقدم من الزواحف الاخرى، مثل، التماسيح، والافاعي، والسحالي، وكذلك الطيور، والثدييات، وتختلف السلاحف القديمة عن السلاحف الجارية في انها لم تكن قادرة على الاختباء داخل قوقعتها، ووجود اسنان لها ايضا.
- توجد العديد من انواع من السلاحف التي يمكن ان تقطن اكثر من 100 عام، مثل: السلحفاة الامريكية الصندوقية، حيث وثقت وضعية سلحفاة قد كانت تقطن في المحيط الهندي تم اسرها، قدر عمرها في هذا الوقت بما يقترب من 50 عاما، وفي ذلك الحين عاشت بعد هذا 152 عاما في الاسر.
- السلاحف من ذوات الدم البارد؛ اي ان درجة حرارة جسدها تتغير بتغير حرارة الوسط المحيط بها، الا انه من الجدير بالذكر ان معدل الايض نحو السلاحف البحرية مرتفع، الامر الذي يقوم برفع درجة حرارة اجسامها، وبالتالي تكون درجة حرارتها اعلى من درجة حرارة المياه.
- تتباين احجام السلاحف تباينا واضحا؛ فبينما يبلغ طول قوقعة كبرى السلاحف وهي السلحفاة الجلدية البحرية المعروفة علميا باسم (Dermochelys Coriacea) الى مترين، ويصل وزنها الى 900كغ، فان طول صغرى السلاحف وهي سلحفاة الكيب المرقطة (بالانجليزية: Specked Padloper Tortoise) لا يمر ثمانية سنتيمترات، اما وزنها فهو 140غ فقط.
- تنتشر السلاحف في قارات العالم جميعها ما عدا القارة القطبية الجنوبية، فهي تفضل العيش في البييات الدافية لتصبح قادرة على اكمال دورة تكاثرها، وعلى الرغم من هذا نجد نوعا من السلاحف يسمى (Blanding Turtle)، لافراده القدرة على التكيف للعيش في البييات الباردة، والسباحة تحت الجليد.
- تتكيف السلاحف المايية للهرب من الاعداء؛ اذ تستطيع الاختباء في الشروخ بين الصخور، ثم استنشاق اعداد عظيمة من الهواء، وبهذا تنتفخ ويزداد حجمها، الامر الذي يجعل اخراجها من بين الاحجار هامة شاقة، ان لم تكن مستحيلة تقريبا.
- تبقى لاغلب السلاحف خمسة اصابع في كل طرف، الا ان للسلحفاة الصندوقية في كارولينا اربعة اصابع فقط، واحيانا ثلاثة اصابع.
- لديها السلاحف حاسة شم متطورة، وحواس ابصار، ولمس، وسمع جيدة.
- تتمكن السلاحف المايية من المكث مرحلة طويلة تحت الماء؛ بفضل مقدرتها على امتصاص الاكسجين بواسطة جلدها، وعنقها، وبعض اجزاء قوقعتها.
