عطر الجنه
كاتب محترف
تعتبر التماسيح (بالانجليزية: Crocodiles) واحدة من اكبر الحيوانات الفقارية المتواجدة على كوكب الارض. تنتمي تلك الكاينات المخيفة الى مجموعة الزواحف، وهي نفس المجموعة التي تضم الافاعي والسلاحف والسحالي بمختلف انواعها. للتماسيح العديد من اقرباء يمكن ان تظهر – للعين غير الخبيرة – شبيهة بها الى حاجز بعيد، مثل القاطور (التمساح الامريكي) والغريال (التمساح الهندي) والكايمن (تمساح امريكي ضييل جدا)، الا ان كلا من تلك الحيوانات، رغم قرابته بالتماسيح، له فصيلة خاصة قايمة بذاتها.[١]
بيية حياة التماسيح
التماسيح حيوانات مايية، فهي كثيرا ما ما تقطن بشان مسطحات الماء العذب مثل البحيرات او الانهار او المستنقعات، لكنها يمكن ان تتواجد كذلك في المياه المالحة، وهذا بفضل غدد ملحية خاصة في جسمها يمكنها تصفية الملح من اجسامها اذا ما زادت نسبته اكثر من اللازم.[٢] تعيش جميع انواع التماسيح انحاء استوايية المناخ، وهذا نتيجة لـ حساسيتها العالية للبرودة، وهي تتواجد في في شمال استراليا، وجنوب في شرق اسيا، وجميع مناطق الهند، وفي الامريكيتين، فضلا عن اغلب مناطق قارة افريقيا الواقعة في جنوب الصحراء الكبرى. تعتبر التماسيح حيوانات لاحمة، فهي تتغذى على طرايد عظيمة جدا؛ اذ يمكن ان تصطاد الاسماك، والطيور، والقشريات، وحتى الثدييات العظيمة مثل الجواميس والحمر الوحشية والبشر.
التكيفات الطبيعية للتمساح
تساعد التماسيح الاغشية في ارجلها على السير فوق الارض، وتتناسب عيونها وانوفها مع احوال الحياة في الماء حتى تتنفس وترى بوضوح، اذ ان لعينيها غشاء حاميا بين العين والجفن، يساعدها على الروية ببساطة في الماء وعلى ادخار حراسة اضافية للعين عندما يكون الجفن مرفوعا. ايضا فان ثمة خاصية في عيون التماسيح هي انها تتضمن في خلفيتها طبقة بلورية تنعكس عليها اشعة الضوء التي تدخل العين، الامر الذي يعطيها تمكن اعلى على الروية في الضوء الخافت خلال الليل، وفي الواقع، تعتمد اغلب انواع التماسيح على الصيد في الليل عوضا عن النهار، الذي تقضيه بالراحة.[٣] كما تطفو التماسيح كثيرا فوق الماء للتنفس وكذلك الترقب والبحث عن الفريسة، وتعد حركتها اكثر انسيابية ومرونة في الماء بكثير منها على اليابسة.
ان التماسيح تبيض مثل اغلب الزواحف، وتشبه هيية بيضها بيض الدجاج، لكنه اكبر حجما واقل بريقا وبياضا. تضع التماسيح البيض في اعشاش من الفضلات والنبات او في الرمل على الشواطي، وتقوم الانثى بمراقبته وحمايته – بل دون ان تحضنه او تجلس فوقه – حتى يفقس بعد مدة 65 الى 95 يوما، وعندما تفقس البيوض تحمل الام صغارها في داخل فمها الى الماء، وتتولى بنفسها اطعامهم وتدريبهم على الصيد، وفي ذلك الحين تتواصل برعايتهم لفترة اكثر من عام.[٤]
اكبر انواع التماسيح
ثمة 14 نوعا معروفا من التماسيح في العالم هذه اللحظة تقطن في خمس قارات مختلفة، الا ان اكبر تلك الانواع حجما هو ما يعلم بتمساح المياه المالحة، الذي يعد كذلك اكبر مخلوق على قيد الحياة من مجموعة الزواحف، كما ويعد اكبر حيوان مفترس يقطن على ظهر اليابسة في العالم. عادة ما يمر طول اوضح تمساح المياه المالحة مكتمل النمو اربعة امتار، واما وزنه فقد يبلغ الى طن كامل.[٥] ومثلما يوحي اسم الحيوان، فهو قادر على العيش في الماء المالح، الا انه كثيرا ما ما يسكن المستنقعات، او الخلجان، او الدلتا، او التيارات النهرية المنخفضة. يعد ذلك النوع اكثر التماسيح انتشارا على الارض الان؛ اذ يقطن في مساحة تطول من في شمال استراليا، وعبر في جنوب في شرق اسيا، حتى في شرق شبه القارة الهندية.
اكبر تمساح في العالم
من العسير تقرير اكبر تمساح حاضر في العالم على الاطلاق، بل لجنة تحكيم كتاب غينيس للارقام القياسية قد وافقت على اعتماد ادعاء مسجل لتمساح مياه مالحة عملاق اصطيد في جمهورية بابوا نيوغينيا في شهر ايار سنة 1966، وفي ذلك الحين بلغ طوله 6.3 امتار ووزنه نحو 1,340 كيلوغراما.[٦] كما وثمة تسجيل اخر في كتاب غينيس لتمساح يسمى “كايلا” اصطيد في حديقة بيتاركانيكا في الهند، حيث يزعم ان طوله قد بلغ 7 امتار في حين وصل وزنه الى 2,000 كيلوغرام. لا تبقى صور موثقة لاي من التمساحين، كما ان قياساتهما قد لا تكون دقيقة تماما، لانها تمر بكمية عظيم اي ارقام مسجلة علميا لتماسيح اخرى.[٧] بصورة عامة، تقدر دراسة حكومية اجريت في استراليا ان اكبر تماسيح المياه العذبة المتواجدة في العالم سيتراوح طولها على الارجح بين 6 الى 7 امتار، واما وزنها فقد يكون نحو 1,000 الى 1,800 كيلوغرام.[٨]
اكبر تمساح منقرض
اكتشف العلماء في سنة 2012 ما يمكن ان يكون اكبر نوع من التمساح في العالم في رسوبيات حوض توركانا الواقع في شمال جمهورية كينيا، في في شرق افريقيا، ومن الممكن ان يعتبر ذلك التمساح اكبر تمساح عرفه الزمان الماضي الى الان والذي اطلق عليه اسم ”كروكوديلوس ثوربجارنارسوني” (بالانجليزية: Crocodylus thorbjarnarsoni). من الممكن ان طول ذلك التمساح قد وصل الى تسعة امتار، وبهذا يعد اكبر بكمية معتبر من اقربايه الجدد مثل تمساح النيل وتمساح المياه المالحة.[٩]
يقدر عمر ذلك التمساح بنحو اربعة ملايين الى مليوني سنة، وهو يتبع الى الجنس ذاته الذي يضم اغلب انواع التماسيح المتواجدة في الوقت الحالي على الارض، وفي ذلك الحين حددت فصيلته بعد فحوصات اجراها عالم الجيولوجيا كريستوفر بروشو لفترة ثلاث اعوام في متحف بكينيا على حفريات التمساح. على الارجح ان ذلك التمساح كان قادرا على التهام البشر، فقد صرح استاذ معرفة الجيولوجيا كريستوفر بروشو في متحف كينيا الوطني بمدينة نيروبي: “لقد عاش التمساح مع اجدادنا، ومن المرجح انه كان يلتهمهم”، على الرغم من انهم من اثناء فعل الفحوصات لم يعثروا على حفريات للانسان بجانبها. واضاف بروشو: “اننا لا نملك في الواقع بقايا حفرية لبشر عليهم اثار عضات تماسيح، الا ان التماسيح قد كانت اكبر من نظيراتها المتواجدة اليوم، وكنا نحن اصغر حجما، لذا فان الامر لم يحتاج العديد من العض على الارجح”.[١٠]
