عطر الجنه
كاتب محترف
ان طير الصاف هو طير ذو ارتباط ومدلول ديني، لاسيما نحو اتباع المذهب الشيعي، ويكاد يكون طيرا اسطوريا من نسج الخيال والاساطير والحكايات التي دارت حوله، وقد يكون هو احد الطيور العديدة المعروفة التي تقطن في بييتنا وفي منطقتنا، ولكن لم يتم علميا تحديد اي منها هو طير الصاف، فربما يكون طير الصاف هو احد انواع الحمام او العصافير التي تقطن في ربوعنا، وكل القصص والقصايد والاناشيد الدينية الشيعية والتي نسجت حوله لم تحدد شكله او لونه او صفاته، وانما قالت عنه على نحو عام؛ حيث نجد ان جميع الطيور تشترك في مدلولات وتفاصيل ذلك الشكل تقريبا.
ونجزم ان طير الصاف المذكور هو احد انواع الطيور التي تطير؛ اي هذه الطيور التي يمكنها الطيران، فليس كل طير بامكانه ان يطير؛ فالنعامة لا تطير، ولا البطريق، والدجاجة بالكاد يمكنها الصعود عن الارض لخطوات ضييلة الى الامام، ثم ترجع للجري على ساقيها، ونعلم كذلك من الاناشيد المروية حوله انه طاير ضييل الكمية ووديع، فنستطيع بهذا ان نستثني النسور والصقور من لايحة الخيارات كونها طيور عظيمة الكمية ومفترسة، ويبدو ان اطلاق لفظة الصاف عليه اتت منحوتة من لفظة الصفاء، سواء فيما يرتبط بصفاء الروح او اللون، او على الارجح اتت في ذات الوقت نحتا عن لفظة الصفو، والتي تعني السكون والوداعة والاطمينان والويام والسلام، وبالتالي يكتسب ذلك الطاير بعدا دينيا روحانيا صرفا، ونجد ان هناك الكثير من الطيور التي تحمل تلك الصفة؛ لكن ان الطيور بمعظمها باستثناء ما ندر منها تبعث على الحنان والانسجام والويام والانس والاستسلام والسلام ، وقلما نجد لذلك الطير ذكرا ذا شان باستثناء ما نجد حوله في الرادوديات واللطميات الشيعية فقط، او فيما انبثق عنها من اقاصيص شعبية، فسوى هذا يستحيل على الباحث ان يجد وصفا علميا في اي معرفة يختص في معرفة الطيور او الحيوانات على نحو عام.
وربما تجد اقواما من شعوب منطقتنا يجمعون على ان طير الصاف هو الحسون، في نفس الوقت الذي ترى فيه شريحة اخرى تتفق على ان طير الصاف هو الحمام الابيض لا طير سواه، وقد تجد في الشريحة ذاتها بيانات تتضارب حوله؛ فحين تجد ان الاب يعتقد انه البلبل، تجد ان ابنه مقتنع تمام القناعة بانه العصفور الازرق لا شييا اخر سواه. ومهما اختلفت وتناقضت بشان ذلك الطير القصص والصفات، فمن الموكد انه احد الطيور الوديعة التي تقطن في ربوع منطقتنا العربية .
