تنفس الحوت

عطر الجنه

كاتب محترف
_يتنفس_الحوت.jpg










ينتمي الحوت (بالانجليزية: Whale) الى طايفة الثدييات، ورتبة الحيتانيات التي تضم بالاضافة الى الحيتان الدلافين وخنازير البحر. تنتشر الحيتان في جميع بحار ومحيطات العالم باستثناء بحر قزوين، وبحر ارال، وهي مثل جميع الثدييات من ذوات الدم الحار؛ حيث تتنفس بواسطة الريتين، وتتكاثر بالولادة، وترضع صغارها، ولديها الضييل من الشعر، الا ان جسدها انسيابي مثل الاسماك، وفي ذلك الحين تحورت اطرافها الامامية لتكون زعانف شبيهة بالمجداف، ولديها زعانف ذيلية، كما ان اغلب انواع الحيتان تملك زعانف ظهرية، ويوجد تحت جلدها طبقة سميكة من الدهون تشكل طبقة عازلة؛ للدفاع عن الحوت من البرد.[١][٢]

الية تنفس الحوت

على الرغم من ان الحوت يقطن في الماء، الا انه كما اوضح سابقا من الثدييات، ويتنفس الرياح الجوي كباقي الثدييات، وله زوج من الريات مثلها، الا انه يدخل الرياح ويخرجه عبر فتحة او اثنتين وهذا حسب نوع الحوت، تبقى تلك الفتحة على ذروة راسه وتسمى فتحة النفث. للحوت جهاز تنفسي مميز من نوعه، يتيح له المكث مدد طويلة تحت الماء دون اخذ الاكسجين، ويحدث الزفير عندما يرتفع الحوت الى سطح الماء ويخرج الرياح الغني بثاني اكسيد الكربون من فتحة النفث، ويمكن روية الرذاذ الضبابي الذي يطلع من فتحة النفث من مسافات بعيدة، ثم يملا الحوت ريتيه بالهواء النظيف ويغوص من جديد.[٣][٤]

تتكيف ريتا الحوت مع بييته البحرية؛ لهذا تكون ضييلة الكمية نسبة الى حجمه، كما انها لا تمتلي بالكثير من الهواء؛ وهذا لانها عندما تمتلي بالهواء ستعمل مثل البالون، او العوامة فتقلل بهذا من تمكن الحوت على الغوص لاعماق كبيرة، ولتقليل اعداد الرياح في الريتين عندما يغوص الحوت في الماء تتوزع اعداد الرياح بين الريتين وعضلات الجسد التي تتضمن نسبة عالية من الهيموغلوبين، والميوغلوبين، وهي بروتينات وظيفتها الاساسية تداول الاكسجين ونقله بين الدم والعضلات.[٤]​

للحيتان القدرة على التحكم بتوزيع الدم الى الاجزاء المغيرة من الجسم؛ لهذا عندما تغوص الى اعماق كبيرة، فانها تسمح فقط للاعضاء الحيوية بتلقي الدم الغني بالاكسجين، وتمنع وصول الاكسجين الى الاعضاء الاقل اهمية موقتا، وتتم اعادة الدورة الدموية الطبيعية الى تلك الاعضاء عندما يرجع الحوت الى السطح مجددا.[٤]

انواع الحيتان

تقسم الحيتانيات الى رتبتين؛ الحيتان البالينية (الاسم العلمي: Mysticeti)، والحيتان المسننة (الاسم العلمي:Odontoceti)، ويوجد بين الرتبتين بعض الفروقات، منها:[٣][٥]​

  • لديها الحيتان البالينية صفايح من بروتين الكيراتين في الفك العلوي، وتكون مغطاة بشعيرات خشنة او هلب، وتستخدم الصفايح لتصفية الاكل الذي يتكون من العوالق، والاسماك الصغيرة، والكريليات (كاينات حية ضييلة شبيهة بالقشريات)، اما الحيتان المسننة فلها اسنان بدلا من الصفايح، وتتغذى على اسود البحر، والحبار، والفقمات، واحيانا الحيتان الاخرى.
  • من انواع الحيتان البالينية الحوت الاحدب، والحوت الزعنفي، وحوت ساي، والحوت الازرق، والحوت الرمادي، والحوت الصايب القزم وغيرها، اما الحيتان المسننة فتضم الحوت الابيض، وحوت العنبر، وحوت العنبر القزم، والحوت المنقاري وغيرها.
  • تتحرك الحيتان البالينية ببطء مضاهاة بالحيتان المسننة.
  • تكون الزعنفة الظهرية في الحيتان البالينية ضييلة الحجم، او غير حاضرة من الاصل.
  • الحيتان البالينية اكبر حجما من المسننة، واضخمها على الاطلاق الحوت الازرق الذي يبلغ طوله الى ثلاثين مترا، ويمكن ان يبلغ وزنه الى مية وثمانين طنا.
  • يمتلك الحوت الباليني فتحتي نفث على ذروة راسه، في حين لديه الحوت المسنن فتحة واحدة فقط.
  • تتمكن الحيتان المسننة من الشعور بالبيية المحيطة بها باستعمال السونار الحيوي، او تحديد المواقع بالصدى (بالانجليزية: Echo********).


سلوك الحيتان

تشتهر بعض الحيتان بانها محبة للعب، وتقضي في اللعب ثلاثة اضعاف الوقت الذي تقضيه في البحث عن الطعام؛ اذ يمكن للحيتان المكث ثمانية اشهر دون طعام، كما انها تغني، وتقفز للاعلى ثم ترجع للماء كنوع من اللعب، وهي تنام كغيرها من الحيوانات، ولكنها تنام مع مكوث نصف دماغها يقظا لتستطيع من التنفس، ويمكنها ان تنام بتلك الاسلوب لفترة ثماني ساعات يوميا، فتحصل على السكون التي تحتاجها. تستمر الحيتان فيما بينها باصوات جميلة وعالية يمكن سماعها على بعد العديد من اميال، وتصل قوة صوتها الى 20.000 واط، عندما تكون شدة صوتها 163 ديسيبل.[٣]

تعيش الحيتان فرادى، او في مجموعات صغيرة، وتميل الحيتان المسننة للعيش ضمن مجموعات اجتماعية طويلة الامد قد تطول نطاق الحياة، في حين يميل الحوت الاحدب وهو من الحيتان البالينية للعيش ضمن مجموعات قصيرة الامد. لا تحافظ اغلب الحيتان على شراكات ثابتة خلال التزاوج لكن على العكس؛ ففي اغلب انواع الحيتان تتزاوج الانثى مع العديد من ذكور في الموسم الواحد، وتلد انثى الحوت عجلا واحدا في كل مرة، ويخرج ذيل الضييل من الرحم اولا؛ لتخفيض خطر التعرض للغرق. ترضع الام صغيرها لفترة قد تزيد عن عام حليبا غليظ القوام، وغنيا بالدهون، وشبيها بحليب الابقار، وذلك يفسر الرابطة الوثيقة التي تربط بين الام وصغيرها، ويصل الحوت الضييل الى سن النضج الجنسي في مرحلة ما بين عاميه السابع والعاشر.[٣]

المخاطر التي تتعرض لها الحيتان

تعرضت الحيتان العظيمة والصغيرة على نطاق قرون للصيد من قبل الانس للحصول على الزيوت، واللحوم، والصفايح البالينية، والعنبر، وفي القرن العشرين تم صيد 200.000 حوت احدب في نصف الكرة التابع للجنوب فقط، وهو ما يشكل 95% من الرقم الكلي للحيتان الحدباء، كما ان الكثير من انواع الحيتان انقرضت او اصبحت مهددة بالانقراض، الامر الذي دعا اللجنة العالمية لصيد الحيتان للدعوة الى تعليق اختياري ومفتوح لصيد الحيتان التجاري في عام 1986م، واستثنيت من ذلك التعليق كل من ايسلندا، واليابان، والنرويج، والمجتمعات الاصلية في سيبيريا، والاسكا، وشمال كندا، وهذا لاسباب مختلفة.[٣]

تتعرض الحيتان كذلك للخطر حصيلة استعمال القوات البحرية للسونار، وفي ذلك الحين افترض علماء بريطانيون واسبانيون ان السونار يسبب جنوح الحيتان الى الشواطي، حصيلة تعرضها لمرض هبوط الضغط (بالانجليزية: Decompression Sickness)، كما ان الامتحانات الزلزالية المستخدمة في التنقيب عن النفط والغاز قد تضر كذلك حاسة السمع لدى الحيتان، وقدرتها على تحديد الموقع الجغرافي بالسونار الحيوي، وتسبب اختلال الساحات المغناطيسية التي قد تسبب بدورها جنوح الحيتان عند الشواطي.[٣]​
 

مواضيع مماثلة

أعلى