طفل ذو العامين ينقذ جدته من موت محقق

أنقذ طفل صغير عمره عامان حياة جدته البالغة من العمر 82 عاماً، بعد أن قفز على سريرها وناولها هاتفها حتى تتمكَّن من الاتصال بخدمة الطوارئ.

وتحرَّك جوفان شيما الصغير للتصرُّف سريعاً –وأعطى الانطباع بأنَّه «سوبرمان»- بعد أن هرع لنجدة جدته نارانجان، حين كسرت ساقها بعد سقوطها بمنزلها الواقع في ضاحية صني هيل بمدينة ديربي الإنجليزية، بحسب ما ذكرته صحيفة The Daily Mirror البريطانية، أمس الأحد 30 يونيو/حزيران 2019.

لكن موقع Derbyshire Live المحلي أورد أنَّه على الرغم من تمكُّن نارانجان من الاتصال بأطقم الطوارئ بعد ذلك، لكنها كانت تشعر بألمٍ شديد لدرجة لم تستطِع معها أن تتحدث إليهم. ومن المُثير للإعجاب أنَّ أطقم الطوارئ تمكَّنت من تحديد موقع الجدة وحفيدها بفضل تقنية التتبُّع، إثر سماعهم صوت جوفان في الخلفية.

الطفل ظن جدّته تلعب!
وقال والد الطفل، بال، إنَّ ابنه في بادئ الأمر «اعتقد أنَّ (جدته) كانت تلعب» حين طلبت منه الهاتف، لكنَّه شعر بالحزن حين أدرك أنَّها تعاني ألماً شديداً.

وأضاف: «كانت أمي تعاني من أجل التقاط أنفاسها. وقالت لجوفان باللغة البنجابية: (أعطني هاتفي، أعطني هاتفي)، لذا تسلَّق ساعِد أحد الكراسي بجوار سريرها، ثُمَّ قفز إلى السرير حيث كان يوجد هاتفها».

وكانت الجدة تعاني ألماً شديداً لدرجةٍ منعتها من التحدث إلى موظف استقبال المكالمات، وأضاف والد الطفل: «لكنَّهم تمكَّنوا من سماع جوفان وهو يبكي في الخلفية، واستطاعوا تحديد موقع منزلنا باستخدام التكنولوجيا، فأرسلوا سيارة إسعاف وسيارة شرطة إلى هناك بسرعة كبيرة. لقد أنقذ حياتها بكل بساطة. إنَّه فتى رائع على أي حال، وتمكَّن الآن من القيام بهذا. إنَّه أمرٌ لا يُصدَّق».

وأوضح بال، الذي يُقيم بمنطقة ماسفيلد رود، أنَّ هذه الأحداث المثيرة وقعت في حدود الساعة الثالثة بعد ظهيرة يوم الجمعة الماضي 28 يونيو/حزيران.

وأضاف أنَّه كان في عمله خارج المنزل، فيما كانت زوجته لادي بالخارج تنجز مهمة ما، تاركين جوفان مع جدته «المُولَع بها».

وتابع بال، الذي يملك شركةً لتوصيل الرسائل والطرود البريدية: «تعطَّلت الشاحنة التي أستقِلُّها ببلدة آشبورن، فاتصلتُ بزوجتي التي قالت لي: (لديَّ بعض الأنباء السيئة)، مُضيفةً أنَّها حين عادت للمنزل، كان هناك ضابط شرطة أخبرها بما جرى قائلاً: (لديكم طفل صغير رائع هنا)».

علاقة قوية بين الجدة والحفيد
وأوضح بال أنَّه وأسرته مُقرَّبون من بعضهم للغاية، وأنَّ والدته وطفله تربطهما علاقةٌ خاصة ووثيقة: «هناك فارق 80 عاماً بينهما، لكنَّهما يشبهان بعضهما تماماً. إذ إنَّهما دائماً كثيرا الحركة، ولا يتوقفان أبداً ولو لخمس دقائق، وهذه أحد الأسباب التي تجعلني أعتقد أنَّهما متفاهمان للغاية. ما حدث لنا هو من الأمور التي نسمع بحدوثها للآخرين، لذا فنحن لا نزال نحاول استيعاب أنَّ هذا حدث لنا نحن».

وتابع حديثه عن جوفان، قائلاً: «إنَّه بطلنا الصغير، ونحن ممتنون له كثيراً وفخورون بأنَّه استطاع القيام بما قام به لإنقاذ حياة والدتي».

وقال بال إنَّ والدته موجودة حالياً في المستشفى بمدينة ديربي، وإنَّ العائلة تدعمها. وأضاف أنَّه من المقرر إجراء عملية لها يوم الأربعاء 3 يوليو/تموز لعلاج كسرٍ في عظمة فخذها أُصيبت به من جرَّاء السقوط.