مقتل علياء المهدي المتعرية على الفيس بوك

“دماء تلطخ وجهها من كل اتجاه، وتختلط بشعرها الأسود، ملقاة على حامل الإسعاف في الشارع”، هذه صورة مقتل علياء ماجدة المهدي؛ التي انتشرت على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، لتأتي التعليقات بالآلاف مرة أخرى بين الشماتة وبين الدعاء بستر أعراض البنات جميعاً.

هذه ليست المرة الأولى؛ أو الأخيرة؛ التي تثير فيها علياء ماجدة المهدي اهتمام المصريين، سواء كانوا رواد الإنترنت من “فيس بوك” وتويتر”، أو حتى المطلعين على وسائل الإعلام المقروءة والمرئية، فبعد صورتها العارية التي نشرتها في مدونتها كاتبة أسفلها “مذكرات ثائرة”، انتشر لها فيديو مع صديقها كريم عمار في وضع يخدش الحياء في إحدى الحدائق العامة. ومع تصاعد الأحداث مرة أخرى في ميدان التحرير وعودة الثوار، حاولت علياء التواجد معهم، لكن الثوار قاموا بطردها وهو المشهد الذي نقلته إحدى الفضائيات،وجاءت بعد ذلك صورة مقتلها المزيفة ليظن البعض أنه تم إسدال الستار نهائيا على تلك القصة.
قتل مع إيقاف التنفيذ

لم تحظ صورة القتيلة بأي تعاطف، بل جاءت جميع التعليقات في إطار أنها النهاية الطبيعية للتصرفات غير المألوفة؛ والتي لم يعتدها المجتمع المصري، وعلى الصعيد الآخر جاءت تعليقات مختلفة تدعو إلى عدم الشماتة في الموت، وأخرى تحمل دعاءً بستر أعراض كافة البنات. إلا أن المفاجأة أن الصورة مزيفة فبعد دخول عدد من أصدقاء علياء على صفحتها الخاصة على موقع الـ”فيس بوك” يطمئنون عليها، ويدعونها للخروج عن صمتها وتكذيب الخبر الذي تناولته جميع وسائل الإعلام، فكتبت مازحة على صفحتها: أنا مُت وسأدخل النار”، هنا تعالت نبرة المرح بينها وبين أصدقائها، منهم من قال لها “سلمي لي على أبي لهب”، ومنهم من قال “كيف تثبتين لي أنك لستِ عفريتة المرحومة”. بعدها توالت نشاطات علياء على صفحتها؛ منتقدة بعض إجراءات انتخابات مجلس الشعب، وعدم التأكد من هوية المنتقبات.
من أجل الشهرة

في التحليل النفسي لظهور صورة مقتل علياء بعد طرد الثوار لها من ميدان التحرير، يقول الدكتور هاني حامد أستاذ الطب النفسي بجامعة بني سويف: هذه الصورة لها احتمالان، الأول أن تكون علياء نفسها هي التي روَّجتها على الإنترنت حتى تخطف الأنظار من جديد، وهذا تفسيره أنها شخصية باحثة عن الشهرة بشتى الطرق والوسائل، والتحليل الثاني من وجهة نظر أستاذ الطب النفسي، هو أن يكون مروِّجوها أشخاصاً معترضين بشدة على سلوكها، فأثاروا شائعة مقتلها ليسدلوا الستار على قصتها كاملة، وليرهبوا أي فتاة تفكر في محاكاتها.
رسالة

لكن الدكتور رفعت عبد الباسط؛ أستاذ علم الاجتماع بجامعة حلوان؛ يستبعد ترويج علياء ماجدة المهدي شائعة مقتلها، لافتاً النظر إلى أنها قد تكون من فعل بعض المتشددين في المجتمع؛ خاصة أنه أصبح لهم تواجد كبير على الساحة المصرية بعد ثورة “25 يناير”.  ويضيف أستاذ علم الاجتماع: ما يؤكد أن هذه الشائعة من قبل التيار المتشدد؛ هو رفضهم لظهور صورة المرشحات على قوائمهم الحزبية واستبدالها بصورة وردة، أو ظهورها كمنتقبة، وبناءً عليه حاول أصحاب الفكر المتزمت اختلاق نهاية بشعة لعلياء؛ لأنها تمثل قمة الانحراف المتحرر بالنسبة لهم، محاولين إرسال رسالة تهديد ضمنية مفادها “هذه نهاية كل فتاة تعتنق فكر علياء”.

في النهاية يقول الدكتور رفعت عبد الباسط: كلا الطرفين لا يمثل الثقافة المصرية، فالمجتمع المصري من أقدم المجتمعات عمره سبعة آلاف سنة؛ اختلط بجميع الثقافات لم تؤثر أيهم فيه سلباً، ولا يقبل التطرف، وأقصد هنا التطرف الديني والتطرف الفكري مثل علياء؛ فكلا الطرفين متساوٍ في التطرف مع اختلاف الأفكار، وطبيعي أن نجد في كل مجتمع فكراً متطرفاً من صفر حتى 30 في المئة، بينما يميل 60 إلى 80 في المئة من المجتمع إلى الوسطية.