ليفربول لم ينفق أكثر من مليوني يورو .. ولا تعاقدات

على عكس المعتاد، الابتعاد عن التعاقدات الجديدة، كانت العامل المشترك بين الأندية المتألقة في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، مما قد يغير من طريقة التعامل مع سوق الانتقالات مستقبلا.

ولم ينفق متصدر الدوري ليفربول في الصيف أكثر من مليوني يورو، وقرر الاعتماد على التشكيلة الموجودة التي نافست على اللقب الموسم الماضي.

وواجه قرار ليفربول ومدربه الألماني يورغن كلوب انتقادات كبيرة، خاصة من جماهير النادي، التي طالبت بتعزيز الخطوط، من أجل تحقيق “الحلم المنتظر”، وهو تحقيق بطولة الدوري الغائبة عن النادي منذ 30 عاما.

ولكن طريقة ليفربول في التعامل مع سوق الانتقالات أثبتت صحتها، فليفربول يمضي بخطوات ثابتة لتحقيق اللقب، ويعتلي الصدارة بفارق مريح عن المنافسين، من دون أن يتعرض لأي هزيمة

أما الحصان الأسود للبريميرليغ، وصيف الدوري حتى الآن، ليستر سيتي، فلم يعزز خطوطه بتعاقدات كبيرة، سوى الإسباني أيوزي بيريز، بالإضافة لشراء عقد لاعبهم المعار يوري تيليمانس.

توقع الكثيرون هبوطا حادا في مستوى ليستر سيتي، خاصة بعد الانتقال القياسي لنجم الفريق، المدافع هاري مغواير، لصفوف مانشستر يونياتد، ولكن النادي فاجأ الجميع بأداء مبهر أحرج جميع كبار الدوري.

وبدلا عن تعويض مغواير بمدافع “لامع” آخر في الدوري، قرر النادي الاعتماد على المدافع التركي تشاغلار سويونتشو، الذي لم يمنح الفرصة الكافية الموسم الماضي لإثبات نفسه مع الفريق.

واقتنص سويونتشو الفرصة منذ الجولات الأولى، وأثبت أنه مدافع من خامة الكبار، ليصبح من أعمدة النادي الرئيسية.

ومن الأندية الأخرى التي نجحت بعد اتباع نظرية عدم الإنفاق، كان نادي تشلسي بقيادة مدربه الجديد فرانك لامبارد.

وحرم الاتحاد الدولي “البلوز” من التعاقد مع أي لاعب الصيف الماضي، بعد خرقه القوانين بشأن التعاقد مع لاعبين دون سن الـ18، الأمر الذي وضع لامبارد أمام مهمة صعبة في موسمه الأول بالبريميرليغ.

وبالرغم من انتقال نجم الفريق الأول، البلجيكي إيدن هازارد، مطلع الموسم، إلا أن فريق “البلوز” تمكن من إعادة تكوين نفسه بتركيبة شابة، تألقت وأجبرت الجميع على الاحترام.

ويحتل شلسي المركز الرابع في الدوري، بفارق 3 نقاط فقط عن حامل اللقب مانشستر سيتي المدجج بالنجوم.

ونفس النظرية ظهرت بوضوح مع توتنهام هوتسبر، الذي قرر عدم التعاقد مع أي لاعب الموسم الماضي، فتألق ونافس على البطولة حتى الجولات الأخيرة، ووصل لنهائي دوري أبطال أوروبا.

أما هذا الموسم، قرر “السبيرز” إنفاق قرابة 115 مليون يورو على التعاقدات، فاضطربت تشكيلة الفريق، ولم ينجح اللاعبون الجدد بتقديم أي إضافة، فأقيل المدرب ماوريتسيو بوتشيتينو قبل منتصف الدوري.

قد يؤدي نجاح أندية البريميرليغ ذات الإنفاق المحدود، إلى إعادة النظر من قبل بقية المنافسين، في طريقة إتمام التعاقدات في سوق الانتقالات.

ويوما بعد يوم، يبدو جليا أن اختيار المدرب والفلسفة الصحيحة للنادي، هي الأقرب للألقاب، من إنفاق الملايين على نجوم أثبتوا أنفسهم في دوريات أخرى ومواقف مختلفة.