السر و دوافع طلب FBI من أبل

وراء سلسلة من تشكيك والغموض وحل لغز الايفن نجاح وإخفاق ما سر وكاله قومية بطلب من أبل هذا منتباحث بهي اليوم وكيف رفضت أبل إنشاء باب خلفي لمساعدة المباحث الفيدرالية الأمريكية في فك تشفير جهازي آيفون لمرتكب حادث قاعدة بينسا كولا والذي كان يحمل آي-فون 5 و آي-فون 7.

ولعل هذا الرفض من قبل أبل يرجع لأنها تخشى على خصوصية مستخدميها، ومع ذلك، هذا الموقف الذي لن يتغير من أبل عندما يتعلق الأمر بعمل ثغرة بالآي-فون جعلها أمام فوهة المدفع للعديد من المؤسسات الحكومية ووكالات إنفاذ القانون في أمريكا، ولكن السؤال هنا، لماذا طلب الـ FBI مساعدة أبل بينما في استطاعته فك تشفير الآي-فون بنفسه؟

ليس مستغربا على شركة مثل أبل والتي تؤمن بأن الخصوصية هي حق مكتسب لكل مستخدم، أن تتعرض لهجوم حاد من قبل المؤسسات الحكومية في أمريكا وحتى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتقد أبل عبر حسابه الرسمي بتويتر وخلال الأيام القليلة الماضية تصاعد الهجوم بشكل مبالغ فيه تلك المرة وخاصة أنها ليست المرة الأولى التي يُطلب من أبل فك تشفير الآي-فون ولكن لماذا تلك المرة مع أنك المباحث الفيدرالية قادرة بكل سهولة على فتح أي جهاز آيفون.

مرتكب حادث بينساكولا

مرتكب حادث بينساكولا، كان لديه جهازين آيفون، أحدهما كان آيفون 5 وهو إصدار أقدم من آيفون 5C الذي كان بحوزة مرتكب حادث سان برناردينو والتي نجحت الـ FBI بفك تشفيره من خلال طرف ثالث وهي شركة تقنية إسرائيلية، والجهاز الآخر لمرتكب حادث بينسا كولا كان آيفون 7 ليس حديثاً ووفقا لباحثين في مجال الأمن، كان بمقدور المباحث الفيدرالية إلغاء القفل وفتح الجهاز بكل سهولة.

إستعانت المباحث الفيدرالية بشركة Cellebrite الإسرائيلية لفك تشفير آيفون 5 سي الخاص بمرتكب حادث سان برناردينو بعد رفض أبل كما أنها أنفقت أكثر من مليون دولار لشراء البرمجيات اللازمة من الشركة الإسرائيلية لفك تشفير الآيفون

أن المباحث الفيدرالية كانت قادرة على فك تشفير أحدث أجهزة أبل والأكثر أمانا وهو آي-فون 11برو ماكس دون طلب مساعدة الشركة الأمريكية أو حتى أي أطراف خارجية بفضل أداة اختراق من تطوير شركة جرايشفت.

أن المباحث الفيدرالية كان لديها جهاز قرصنة يُعرف بإسم “GrayKey” وهو مصمم خصيصا لإختراق أجهزة الآي-فون وتم استخدامه لإستخراج البيانات من آي-فون 11 برو ماكس الخاص بشخص يُدعى “باريس على كوش” والذي تم إتهامه بمساعدة شقيقه المُدان على الفرار خارح البلاد.

الدوافع الحقيقية


أي شخص يتابع قصة أبل والمباحث الفيدرالية، يمكنه أن يرى بكل سهولة أن الـ FBI و وزارة العدل يحاولان استخدام حادث بينسا كولا من أجل تحويل الرأي العام ضد شركة أبل بشكل خاص والتشفير بشكل عام حيث ترفض وكالات إنفاذ القانون قيام شركات التكنولوجيا بإستخدام تقنيات التشفير القوية في منتجاتها وأجهزتها

مما يعوق قدرات تلك الوكالات على مراقبة الأشخاص العاديين ويمكن ملاحظة الأمر بشكل واضح بعدما اعترضت وكالات انفاذ القانون عندما أعلن مؤسس فيسبوك مارك زوكربيرج أنه سيضيف ميزة التشفير من طرف لطرف قريباً لتطبيقاته وهذا الأمر سوف يكون شوكة في حلق مسئولي الأمن الحكوميين لأنه سيمنعهم من التجسس على المستخدمين وهذا ما لا تريده تلك الوكالات.

هل ترضخ أبل لمطالبهم

أخيراً، أيا كان الدافع وراء وكالات إنفاذ القانون، فلن يرضوا أو يتوقفوا حتى ترضخ أبل لمطالبهم وتقوم بإنشاء باب خلفي للآيفون، والفترة القادمة سوف نشهد معارك قضائية بين أبل والمباحث الفيدرالية، ولنأمل أن تستمر أبل وشركات التقنية الأخرى على موقفها بجانب تزويد أجهزتها بتقنيات التشفير المعقدة حتى تحمي مستخدميها من أي محاولة للتجسس عليهم.