اسباب نزيف الدورية الشهرية

أي امرأة عُرضة للمعاناة من زيادة النزف للدورة الشهرية أو طول استمرار أيامها menorrhagia، في وقت ما من مرحلة الحيض خلال حياتها. وبعض النساء يُعانين منها دوماً، وفي كل دورة شهرية. والطبيعي أن تستمر الدورة الشهرية حوالي 28 يوماً، ويستمر نزف الدورة الشهرية ما بين أربعة أو خمسة أيام، يتم خلالها فقد ما يتراوح بين 60 إلى 250 مليلترا.

لكن المدة الزمنية تلك، والكمية كذلك، ليست متطابقة في كل النساء. كما أن نفس المرأة قد تضطرب لديها الدورة، من ناحيتي المدة وكمية نزف الدم والألم المُصاحب لها، في مراحل مختلفة من عمرها، ولأسباب شتى، وقد تُعتبر بالرغم من هذا بأنها طبيعية.

أعراض الحالة وثمة مجموعة من الأعراض التي يُمكن بها تشخيص وجود حالة زيادة نزف الدم في الدورة الشهرية. ويرى الباحثون من مايو كلينك بأنها تشمل:

ـ تدفق دم الحيض بصفة تُغرق واحدة أو أكثر من الحفائظ النسائية في كل ساعة، ولساعات عدة متتالية.

ـ الحاجة إلى استخدام أكثر من حفاظة نسائية في نفس الوقت، عند الحاجة إلى الحماية من تدفق دم الحيض.

ـ الحاجة إلى تكرار التغيير أكثر من مرة للحفاظة النسائية أثناء الليل.

ـ استمرار تدفق الدم أثناء الدورة الشهرية لمدة تزيد عن سبعة أيام.

ـ تدفق دم الحيض المُحتوي على قطع دم متجلط.

ـ تأثر قيام المرأة بأنشطة حياتها اليومية نتيجة كثرة تدفق دم الحيض.

ـ الألم المتواصل في أسفل الحوض أثناء أيام تدفق دم الحيض.

ـ عدم انتظام مدة الدورة الشهرية.

ـ الشعور بأعراض فقر الدم كسهولة التعب أو ضيق التنفس عند بذل الجهد البدني أو غيره.

أسباب متنوعة قد لا يتمكن الطبيب من معرفة أسباب معاناة بعض النساء من زيادة نزيف الدورة الشهرية، لكن في حوالي 80% من تلك الحالات، تُشكل الاضطرابات الهرمونية أو وجود عقد من التليفات في الرحم، أهم أسباب النزف ذلك.

والمعلوم أن حصول الدورة الشهرية يتطلب توازناً في عمل كل من هرمون استروجين وهرمون بروجيسترون، وذلك من أجل ضبط البناء المتواصل لطبقة بطانة الرحم خلال أيام الدورة التي تسبق بدء النزيف الطبيعي لدم الحيض.

والنزيف الطبيعي لدم الحيض ما هو إلا توقف هذا العمل الهرموني عن بناء طبقة متضخمة مع مرور أيام الدورة الشهرية لتبطين أسطح الرحم الداخلية. ومن ثم تبدأ الطبقة هذه بالتساقط شيئاً فشيئاً إلى أن يكتمل تنظيف أسطح الرحم المبطنة له من الداخل من كامل هذه الطبقة.

وحينها فقط يقف دم الحيض. لتبدأ بعدها الدورة الشهرية الجديدة عملها الهرموني في بناء طبقة جديدة مبطنة للرحم، وهكذا دواليك. وتعمل الاضطرابات الهرمونية، ضمن آليات معقدة، على عدم انتظام مدة الدورة الشهرية وعلى تفاوت كمية دم النزيف خلالها.

كما تتأثر أنظمة الهرمونات المختصة بالدورة الشهرية بأنظمة هرمونية أخرى كالتي في الغدة الدرقية أو غيرها، أو بتأثيرات تناول أدوية متنوعة.

كما أن وجود عقد ليفية غير سرطانية في بنية الرحم نفسه، يعمل على حصول نزيف بشكل أكبر أثناء خروج دم الحيض الطبيعي.

وثمة أسباب أخرى، أقل حصولاً، لزيادة نزيف الدورة الشهرية، مثل وجود حويصلات متدلية من جدران داخل الرحم، أو وجود تكيسات في المبيض، أو اضطرابات في عمل المبيض، أو دخول أجزاء من أغشية بطانة الرحم داخل جدار الرحم نفسه، أو أثناء وجود اللولب في الرحم كأحد وسائل منع الحمل.

ونادراً ما يكون ذلك نتيجة وجود سرطان في الرحم. كما أن تناول أدوية تمنع تخثر الدم بشكل طبيعي أو تناول أدوية مخففة للألم ومضادة للالتهابات، يعمل على سيولة الدم وعدم تجلطه بشكل طبيعي يمنع تمادي نزيف دم الحيض.

وثمة حالات مرضية تصاحبها زيادة تدفق دم الحيض كالتهابات الحوض واضطرابات الغدة الدرقية وأمراض متعلقة باضطرابات المناعة وغيرها.