أميرة الصباح فيروز تعود من جديد

بحضور أكثر من سبعة آلاف شخص -ضاقت بهم قاعة مجمع البيال في بيروت- غنت فيروز مساء اليوم الخميس 7 أكتوبر/تشرين الأول 2010 من جديدها وقديمها من ألحان نجلها زياد الرحباني، فقدمت في القسم الأول من الحفل أغنيات “سلملي عليه” و”اشتقتلك” و”كيفك انت” و”يا ضيعانو” و”الله كبير” و”إيه في أمل”.

وتراوحت أسعار البطاقات بين 30 دولارا للفانز إلى 250 دولارا فقط، على رغم وجود شائعات عن بيع بطاقات في السوق السوداء بسعر 500 دولار، والجدير ذكره أن البطاقات نفدت منذ الأسبوع الأول في “الفيرجن ميغاستاور”، التي بلغ عددها 15 ألف شخص.

وفي الجزء الثاني، تيقن الحضور أن فيروز لم تخضع للخلافات مع ورثة شقيق زوجها الراحل منصور الرحباني على حقوق ملكية الأعمال الفنية المشتركة للأخوين الرحباني، وهو ما أعاق وقوفها أمام المسرح هذا العام لتقديم مسرحية “يعيش يعيش”، التي كانت عرضتها عام 1970، حسب ما ذكرت وكالة رويترز.

وأعادت فيروز إلى الأذهان الحنين إلى الماضي مع أغاني الأخوين رحباني، ومنها “وطي الدوار” و”يا ليت انت وانا بالبيت” والطاحونة” و”بيت وأوضة منسية” و”حمرا سطيحاتك” و “بعدنا” وقلتلك شي” و”أمي نامت ع بكير”.

ويعود الخلاف إلى أن ورثة منصور طالبوا “فيروز” باستئذانهم أولا قبل إقدامها على أداء أيّ من أعمال الأخوين وإعطائهم الحقوق المادية عند تقديم تلك الأعمال في أي مكان تذهب إليه.

ونظم عشاق فيروز في يوليو تموز الماضي في بيروت وعدة مدن أخرى في الشرق الأوسط اعتصامات سلمية للتضامن معها واحتجاجا على منعها من إعادة تقديم أغاني ومسرحيات الأخوين رحباني.

وأتت عودة فيروز للغناء على مسارح لبنان، إثر غياب استمر أربع سنوات، عندما أعادت تقديم مسرحية (صح النوم) في العام 2006 .

وفور طرح بطاقات الحفلتين في الأسواق، نفدت معظم البطاقات التي تراوحت أسعارها بين 45 ألف ليرة (30 دولارا) و375 ألف ليرة (250 دولارا).

وتقام الحفلتان الخميس والجمعة في مجمع بيال في بيروت، بالتزامن مع صدور أسطوانة جديدة لفيروز من تأليف وتلحين نجلها زياد الرحباني، ومن إنتاج شركة فيروز برودكشنز.

وتتضمن الأسطوانة الجديدة التي جاءت تحت عنوان (إيه في أمل) أغنيات عدة منها (قال قايل) و(لله كبير) و(قصة زغيري كتير( و(إيه في أمل) و(ما شاورت حالي) و(كل ما الحكي)، إضافة إلى مقطوعتين موسيقيتين.

وعبر بعض اللبنانيين عن فرحهم بنسيان الخلافات السياسية على مدى ساعتين؛ حيث وضعوا هواتفهم النقالة جانبا ودخلوا إلى قاعة تتسع لأكثر من ستة آلاف شخص، مستسلمين لصوت فيروز العذب، الذي طالما عزف على أوتار الحب في بلد مزقت أوصاله الحروب الأهلية منذ الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990، وصولا إلى الخلافات السياسية التي تحولت مرارا إلى مواجهات في الشوارع منذ العام 2005.

وقال وزير السياحة اللبناني فادي عبود لرويترز: “عندما أسمع فيروز أنسى مشاكل السياسة وكل الخلافات وأرى أن “لبنان” هو فيروز.”

أضاف “في الواقع نرى في هذه الحفل وجوها من خارج لبنان، وربما هذا الشهر (أكتوبر/تشرين الأول) هو من الشهور الجامدة في مجال السياحة، إلا أن كل فنادق بيروت مليئة بمحبي فيروز الذين أتوا من كل البلدان العربية لحضورها.”

وقالت عليا حمود (25عاما)، التي تعمل مهندسة ديكور -في إشارة إلى المشاكل التي تعرضت لها المطربة اللبنانية- “عادت فيروز لتملأ الدنيا غناء،‏ فلا يستطيع أحد أن يمنع الشمس من الظهور.

حضر الحفل من مصر الفنان عادل إمام والفنانة أحلام من الخليج، ووسام كاظم الساهر، والممثلة السورية سلافة معمار، والفنانة العراقية سحر طه، كما حضر إعلاميون من لبنان ومختلف الدول العربية، ومنهم عمرو أديب من مصر.

ومنع الجمهور من إدخال كاميرات التصوير والهواتف الجوالة؛ التي بقيت بعهدة المنظمين على الباب الخارجي، وسمح فقط بإدخال زجاجات لمياه الشرب.