التوتر والقلق يجعلان العقل المرة وصحتها في محك

تؤكد أغلب الدراسات العلمية على أن التوتر والقلق يؤثران على صحة المرأة.
وحسب عدد من المختصين، لا يتوقف تأثير التوتر عند الناحية النفسية فقط لدى المرأة، بل تمتد اَثاره السيئة لتشمل احتمال إصابتها بـ9 أضرار جسدية خطيرة منها الإجهاد المستمر والأمراض الجلدية وضعف الذاكرة.
كما أن التوتر والقلق يسببان الإجهاد الجسدي للمرأة، وذلك لأن الشعور بالتوتر والقلق يجعلان العقل يفرز هرمون الكورتيزول الذي يقوم بتسريع دقات القلب من أجل منحه طاقة أكبر لمساعدته على إيصال الدماء المحملة بالأكسجين إلى الدماغ الذي يحتاجها نتيجة الشعور بالتوتر.
إضافة إلى أن نسبة كبيرة من حالات ضعف الذاكرة تحدث في المواقف التي تتعرض فيها المرأة للتوتر والقلق الناتجين عن الشعور بوجود تهديد لحياتها أو حياة أحد أفراد أسرتها؛ فهذا الضغط النفسي الشديد يؤثر بشكل مباشر على منطقة تخزين الذكريات في الدماغ.
وقال الدكتور إنجو فروبوزه إن التوتر النفسي المستمر يهدد الصحة؛ إذ أنه يرفع خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وآلام الظهر والشد العضلي واضطرابات النوم وتساقط الشعر.
ولتجنب هذه المخاطر الصحية ينصح مدير المركز الصحي في جامعة كولن الرياضية بمحاربة التوتر النفسي من خلال المواظبة على ممارسة الرياضة والأنشطة الحركية وتقنيات الاسترخاء كاليوغا والتأمل وتمارين التنفس. كما يعد المغنيسيوم سلاحا فعالا في محاربة التوتر النفسي، ولهذا الغرض يمكن تناول ثمرة موز. ومن المهم أيضا تنظيم الجدول اليومي قدر الإمكان بحيث لا يكون إيقاعه محموما.
كما أثبتت الدراسات أن المرأة تكون أكثر عرضة للاضطرابات النفسية في مرحلة المراهقة، وتحتاج إلى الرعاية النفسية في شتى المراحل العمرية.
غير أن النساء يصبن بحالات من الاكتئاب الحاد كاكتئاب ما بعد الولادة والذهان الذي يعقب الوضع، وأن الكثير من الأمراض النفسية لدى المرأة لها أساس بيئي، كالاعتداء الجنسي مثلا.
كما أن هناك عوامل اجتماعية وبيولوجية متعددة تحدّد مستوى صحة المرأة النفسية في مرحلة ما.
وهناك علاقة أيضاً بين تدني مستوى الصحة النفسية للمرأة وعدة عوامل أخرى كالتحوّل الاجتماعي السريع، وظروف العمل المجهدة، والتمييز القائم على الجندر، والاستبعاد الاجتماعي، وأنماط الحياة غير الصحية، ومخاطر العنف واعتلال الصحة البدنية، وفق منظمة الصحة العالمية التي أكدت سعيها الدؤوب لمحاولة القضاء على أشكال التمييز ضد المرأة بُغية تهيئة أسباب راحتها النفسية.