أسباب وقف عناق الآباء لبناتهم عند وصولهن سن البلوغ

أسباب وقف عناق الآباء لبناتهم عند وصولهن سن البلوغ

يعتبر العناق طريقة البشر المفضلة في التعبير عن مشاعر الحب والدعم والافتقاد وتزداد خصوصية بين الآباء وأطفالهم، غير أن هذه الخصوصية تتعقد كثيرا حين يكون العناق بين والد وطفلته.

وتنشأ الفتاة بالفطرة على حب والدها -الذكر الأول في حياتها- ويمثل لها القدوة والحبيب الوحيد منذ نعومة أظافرها فتعانقه وتتسلق جسده لتلعب وتعلو ضحكاتها حين يدغدغها ويقبلها ويدللها ويمسح على شعرها.
ويختلف الوضع تماما بالنسبة لكثير من الآباء بعد سنوات قليلة من بداية نشأة الفتاة وينسحبون جسديا عن حياة طفلتهم ويتوقفون عن معانقتها.
دراسات وأرقام
ينقل أستاذ التاريخ والدراسات الجنسية بكلية باسادينا سيتي الأميركية هوغو شويزار عن إحدى الطالبات في كليته التي كتبت عن المشكلة في المجلة الطلابية قولها “كنت دائما فتاة أبي الصغيرة.. كان بطلي وكثيرا ما يعانقني عندما كنت صغيرة وسمح لي بالتسلق على جسده وكأنه صالة ألعاب رياضية ثم توقف عن العناق بعدما كبرت”.
ويؤكد شويزار في مقال منشور على موقع مشروع “رجال طيبون” ( Good men project) أنه صادف على مدار عشرين عاما من عمله حالات مماثلة عن سحب الآباء للعاطفة الجسدية بمجرد وصول بناتهم مرحلة البلوغ.
وأوضح استطلاع “فيري نان باي” (Fairy Non) خضع له ألفا والد أن 61% من الآباء يتوقفون عن معانقة أطفالهم عند وصولهم سن المراهقة، وأن واحدا من بين كل عشرة آباء يتوقفون عن عناق أطفالهم في سن العاشرة.
وترجح أسوأ الافتراضات المتعلقة بالظاهرة بربط الفتاة الصغيرة توقف والدها عن معانقتها بالتغيرات التي يعرفها جسدها مع الاقتراب من مرحلة البلوغ فتجده ينأى بنفسه نافرا من تلك التغيرات مما يهدد ثقتها بنفسها.

فريدة أحمد

يعتبر العناق طريقة البشر المفضلة في التعبير عن مشاعر الحب والدعم والافتقاد وتزداد خصوصية بين الآباء وأطفالهم، غير أن هذه الخصوصية تتعقد كثيرا حين يكون العناق بين والد وطفلته.

وتنشأ الفتاة بالفطرة على حب والدها -الذكر الأول في حياتها- ويمثل لها القدوة والحبيب الوحيد منذ نعومة أظافرها فتعانقه وتتسلق جسده لتلعب وتعلو ضحكاتها حين يدغدغها ويقبلها ويدللها ويمسح على شعرها.
ويختلف الوضع تماما بالنسبة لكثير من الآباء بعد سنوات قليلة من بداية نشأة الفتاة وينسحبون جسديا عن حياة طفلتهم ويتوقفون عن معانقتها.
دراسات وأرقام
ينقل أستاذ التاريخ والدراسات الجنسية بكلية باسادينا سيتي الأميركية هوغو شويزار عن إحدى الطالبات في كليته التي كتبت عن المشكلة في المجلة الطلابية قولها “كنت دائما فتاة أبي الصغيرة.. كان بطلي وكثيرا ما يعانقني عندما كنت صغيرة وسمح لي بالتسلق على جسده وكأنه صالة ألعاب رياضية ثم توقف عن العناق بعدما كبرت”.
ويؤكد شويزار في مقال منشور على موقع مشروع “رجال طيبون” ( Good men project) أنه صادف على مدار عشرين عاما من عمله حالات مماثلة عن سحب الآباء للعاطفة الجسدية بمجرد وصول بناتهم مرحلة البلوغ.
وأوضح استطلاع “فيري نان باي” (Fairy Non) خضع له ألفا والد أن 61% من الآباء يتوقفون عن معانقة أطفالهم عند وصولهم سن المراهقة، وأن واحدا من بين كل عشرة آباء يتوقفون عن عناق أطفالهم في سن العاشرة.
وترجح أسوأ الافتراضات المتعلقة بالظاهرة بربط الفتاة الصغيرة توقف والدها عن معانقتها بالتغيرات التي يعرفها جسدها مع الاقتراب من مرحلة البلوغ فتجده ينأى بنفسه نافرا من تلك التغيرات مما يهدد ثقتها بنفسها.

عناق الآباء لبناتهم ضروري في كل المراحل العمرية للبنات (مواقع التواصل)
عناق الآباء لبناتهم ضروري في كل المراحل العمرية للبنات (مواقع التواصل)
أسباب وقف العناق
تفيد العديد من الدراسات بحسب موقع الأبوة من أجل العقل أن للعناق تأثيرا قويا على الأطفال وأنه يسهم في نموهم العقلي والحركي ويمنحهم صحة أكثر ويدعم بناء الشخصية بطريقة أكثر مرونة وإيجابية ويزيد من الثقة بالنفس ويجعل الأطفال أكثر مرحا، كما يقوي العناق الروابط والعلاقات بين الآباء وأطفالهم.
وعادة ما يتوقف الآباء عن معانقة بناتهن منذ بدء مرحلة البلوغ للأسباب التالية:
1- ثقافة الشك المنتشرة
يشعر بعض الآباء بالانزعاج بسبب ما يعتقده آخرون حولهم إذا ما وجدوهم يتعاملون بحميمية مع بناتهم على أعتاب المراهقة.
ويوضح هوغو أن البعض أصبح يعيش ثقافة تشكك بشدة في اهتمام الرجل البالغ بالمراهقة حتى ولو كان ذلك المراهق والدها، وذلك بسبب العلاقات غير السوية بين الرجال البالغين والمراهقات مما يدفع بالأب إلى التحفظ في علاقته ببنته.
2- طبيعة الذكور المتحفظة
يؤكد الطبيب النفسي الدكتور أحمد إسماعيل للجزيرة نت أن الذكور أكثر تحفظا وأقل قدرة على التعبير عن مشاعرهم. وأوضح أن الذكر ينمو على كبت مشاعره والتعامل بصلابة في المجتمعات العربية بشكل عام، وأنه ممنوع من التعبير عن مشاعره بأريحية، مما يجعله في وقت ما يخجل من معانقة ابنته حين تظهر عليها علامات الأنوثة.
3- غياب الخبرة السابقة
يعتقد الدكتور إسماعيل أن الخبرة عامل أساسي في القرب من الفتيات، موضحا أن الأم أكثر أريحية في التعامل مع أبنائها لأنها أكثر خبرة وقدرة على التحدث ونقل الخبرة من جيل لآخر، فضلا عن الفطرة الطبيعية التي تربطها بأبنائها منذ مرحلة الحمل.
وأضاف أن الرجال يكتسبون الأبوة بالممارسة وتكون خبراتهم ضعيفة في هذا المجال ولا تنتقل من شخص لآخر.
4- تحفظ المراهقات
تعتبر مرحلة البلوغ حرجة للغاية وتشهد فيها الفتاة تغيرات جسدية ونفسية وتبتعد عن والدها وترفض معانقته.
ويؤكد إسماعيل أهمية احترام الوالد لتلك المرحلة واحترام خصوصيتها دون الانسحاب تماما، وقال “يجب على الأب أن يطمئنها ويربت على كتفها ويخبرها بحبه لها ويقبلها ويحتضنها حتى تستعيد ثقتها بنفسها”.
ويرى أن عناق الأب لابنته ضروري لتذكيرها بثبات حبه لها بغض النظر عن مدى التغيرات الجسدية التي طرأت عليها.
وقال “الشعور بالحرج سواء من الفتاة أو الأب أمر طبيعي لكن ليس من الجيد أن يضع الأب ابنته في الموضع الذي تشعر فيه أن عليها أن تطلب المودة الطبيعية”.
وأوضح إسماعيل أن المراهقة تحتاج مزيدا من الاستقلالية والحرية والقدر نفسه من الحب الذي يمنحه لها الأب عندما كانت صغيرة، وهو ما يتطلب من الآباء الاعتراف بحقيقة بداية البلوغ دون الشعور بالفزع أو إبداء عدم ارتياحهم لبناتهم.