الأديبة مهاة فرح الخوري

شموخ رجل

كبار الشخصيات

[frame="10 98"]





03.gif


الأديبة مهاة فرح الخوري


ما أحلى وما أجمل أن يكرم كل إنسان قدم لوطنه ومجتمعه زهرة شبابه وأعماله , وما أبهى ذاك التكريم , وما أجله حين يكون في حياة ومسيرة هذا الإنسان , وليس بعد انتقاله , مع كلمات رثاء لخسارته الفادحة , والتي أحياناً لا تعوض .
أنا في هذه المقالة لن أتحدث عما قدمته السيدة الأديبة مهاة فرح الخوري , من عطاءات فكرية وأدبية , ومحاضرات ومشاركات , ولن أذكر سيرتها الذاتية , والتي تحتاج لكتاب يضمها بين صفحاته , ولكنني سأذكر بعض الأوسمة والميداليات والدروع والهدايا الدينية من أيقونات وكتب القرآن الكريم , التي استحقتها وبكل جدارة , والتي تدل على تكريم واعتراف بجهودها وأدبها وعلمها وتضحياتها .
فابنة المرحوم والمربي الكبير الأستاذ ميشيل فرح مدرس اللغة العربية , وعضو الرابطة الأدبية وأحد مؤسسي النادي الأدبي في دمشق ـ وكان لي شرف التلمذة على يديه في إحدى مراحل دراستي الثانوية ـ , والتي تنشقت هواء دمشق ورأت النور فيها عام 1930 , ما استطاعت إلا أن تتابع مسيرة والدها , وكانت مأساتها بفقدان شريك حياتها الزوجية في مرحلة مبكرة , الدافع لأن تتفجر من أصابع أيديها ووجدانها , عشرات القصص الصغيرة والمقالات الأدبية والثقافية والاجتماعية والقصائد الشعرية , التي ما زالت تجد لها متنفساً حتى اليوم على صفحات تشرين والثورة , والكتب المترجمة والتي لا تحصى وفي مقدمتها / القدس القضية / , والكتب المؤلفة ومنها / وكان مساء , العصفور البشارة , لأجلك ياقدس / .
الأوسمة
ـ وسام السعف الآكاديمي بدرجة فارس , منحته إياها الحكومة الفرنسية عام 1994 .
ـ انتخبت سيدة العام 1997 بموجب قرار المعهد الأمريكي المتخصص في رصد سيرة الأشخاص الذين يؤدون أعمالاً متميزة لصالح بلادهم ولحياة الإنسان .
ـ قلدت صليب الفارس لوسام الاستحقاق لجمهورية بولونيا عام 2002 .
ـ شهادة تقدير من قبل اللجنة المركزية لكنيسة المينونايت الأميركية عام 2002 .
ـ كرمت من قبل اتحاد الكتاب العرب ـ جمعية الترجمة عام 2003 , وصدر كتاب يحوي كلمات الأدباء والباحثين التي ألقيت في حفل التكريم الذي جرى في المركز الثقافي العربي ـ المزة .
ـ وسام السعف الآكاديمي بدرجة ضابط , من قبل الجمهورية الفرنسية عام 2003 , تقديراً للخدمات التي قدمتها للثقافة الفرنسية .
ـ كرمت بميدالية ذهبية من السيدة الأولى أسماء الأسد بتاريخ 20 /3 / 2007 في عيد الأم .
الدروع
ـ درع نيكولا كوبرنيك ( 1473 ـ 1973 ) , تقديراً للجهود المبذولة لإحياء ذكرى خمسة قرون على ولادة العالم البولوني , وتنظيم الاحتفالات في جامعتي دمشق وحلب .
ـ درع المجلس الوطني لكنائس المسيح في أميركا , الوفد المسكوني للسلام 1997 .
ـ درع الاحتفالات الألفية لاعتناق روسيا الدين المسيحي ( 988 ـ 1988 ) , والمشاركة فيها كضيفة شرف .
ـ درع مجلس الكنائس العالمي ـ جنيف .
ـ درع مجلس كنائس الشرق الأوسط .
ـ درع جمعية المعهد الفني الموسيقي بتاريخ 1 / 11 / 2000 بمناسبة محاضرتها شوبان قلب يخفق لبلدين فرنسا وبولونيا .
ـ درع الجمعية الوطنية الفرنسية عام 2001 , بمناسبة مشاركتها في احتفال مرور مائة عام على تأسيس الجمعيات الفرنسية وإلقائها مداخلة بعنوان الأقليات الدينية في سورية .
ـ درع اتحاد الكتاب العرب , قدم لها في حفل تكريمها 9 / 12 / 2003 .
ـ درع تقديري قدم لها بصفتها ضيفة شرف بمناسبة انعقاد مؤتمر وحدة الإنسان في كيربال ساغار في الهند من 1 ـ 10 كانون الأول 2007 .
ـ درع تقدمة الجمعية الخيرية العمومية الأرمينية وجمعية الشبيبة الأرمينية بمناسبة إصدار كتابها لأجلك ياقدس بتاريخ 11 / 12 / 2009 .
ـ درع من قبل الحملة الأهلية لاحتفالية القدس عام 2009 , تقديراً للجهود المبذولة في إبراز وجه القدس الحضاري وإحياء الفعاليات الثقافية ( القدس عاصمة الثقافة العربية ) .
ـ درع المجلس الوطني الفرنسي .
الميداليات
ـ ميدالية فضية لبدء العمل في الخط الحديدي ( اللاذقية ـ حلب ) إصدار 22 / 2 / 1960 .
ـ ميدالية المؤتمر المسيحي للسلام المنعقد في براغ 22 ـ 29 / 1978 .
ـ ميدالية المؤتمر المسيحي للسلام المنعقد في براغ عام 1985 .
ـ ميدالية تذكارية إصدار عام 1988 بذكرى تأسيس الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في أميركا .
ـ ميدالية ذهبية هدية البطريرك زكا الأول بطريرك السريان الأرثوذكس في العالم .
ـ ميدالية تذكارية لمؤتمر مجلس الكنائس العالمي السابع المنعقد في استراليا عام 1991 .
ـ ميدالية + سبحة فضية من قداسة البابا شنودة .
ـ الميدالية البابوية + سبحة بمناسبة مرور أربع سنوات على تنصيب البابا يوحنا بولس الثاني .
ـ ميدالية تذكارية فضية من الفاتيكان إصدار عام 1982 .
ـ ميدالية فضية تذكارية إصدار عام 1990 بمناسبة مرور 12 عاماً على تنصيب البابا يوحنا بولس الثاني .
ـ ميدالية تذكارية من الفاتيكان إصدار عام 2001 .
ـ ميدالية من المجلس الوطني الفرنسي .
ـ ميدالية تذكارية بمرور خمسين عاماً لتأسيس الإتحاد العام للأدباء والكتاب العرب 2004 .
الهدايا
تلقت الأديبة والكاتبة السيدة مهاة فرح الخوري العديد من الأيقونات ونسخ مميزة من القرآن الكريم , من شخصيات دينية ورسمية , تقديراً لجهودها المبذولة في الأعمال الإنسانية والمسكونية , وفي السعي لتحقيق السلام , وفي إطار المؤتمر الدائم المسيحي للسلام , بصفتها نائب رئيس للشرق الأوسط .
ـ أيقونة تقدمة البطريرك الياس الرابع بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس عام 1975 .
ـ أيقونة تقدمة البطريرك فاسكن الأول رئيس الكنيسة الأرمينية عام 1992 .
ـ أيقونة تقدمة بطريرك القدس .
ـ أيقونة تقدمة البطريرك ايليا الثاني بطريرك جورجيا .
ـ أيقونة تقدمة البطريرك زكا الأول بطريرك السريان الأرثوذكس في العالم .
ـ أيقونة مرفقة بشهادة تقديرية تقدمة البطريرك الكسي الثاني بطريرك موسكو وكل روسيا عام 2008 .
ـ صليب وسلسال تقدمة رئيس أساقفة كانتربري .
ـ نسخة مميزة من القرآن الكريم تقدمة سماحة المفتي العام للجمهورية الشيخ أحمد كفتارو , مع شهادة تقدير , ودرع من مؤسسة مركز أحمد كفتارو .
ـ مجموعة من المصاحف الشريفة تقدمة السعودية وجمعية الدعوة الإسلامية ودار الرشيد ومؤسسات عبد الكريم بن عبد الله , وتفسير الجلالين عن روح السيدة ناعسة والدة الرئيس حافظ الأسد , والقرآن الكريم طبعة خاصة 1397 تشرف بالأمر بطباعته الرئيس حافظ الأسد .
هذا غيض من فيض , يدل على ما حازت عليه أديبتنا الكبيرة من تقدير واحترام , وهي وإن زارت بقاع العالم قاطبة , من خلال مشاركاتها في عشرات الندوات والمؤتمرات , فالقدس كما دمشق في بالها وفي خاطرها ووجدانها , وهاهي في محاضرتها التي ألقتها في المركز الثقافي العربي بالمزة وبدعوة من اتحاد الكتاب العرب بتاريخ 31 / 5 / 1997 وكانت بعنوان / القدس فكراً وعاطفة / تقول : / وإذا كانت القدس ودمشق توأمين فماذا أقول عن الفلسطيني والسوري , من قال إن الفلسطيني هو غير السوري ؟ من ادعى أن الدمشقي غير المقدسي ؟ وحينما نتكلم عن القدس , نتكلم عن القدس وفلسطين كلحم من لحمنا وعظم من عظامنا , نحن منه وهو منا / .
سيدتي الكاتبة والأديبة مهاة فرح الخوري : شرف كبير لي إن استطعت أن ألقي بعض الضوء على مسيرتك , وشرف كبير وعظيم لدي بأنني تعرفت عليك , وخير ما سأتركه من ذكرى لأولادي هو فخري بمعرفتك وقراءة كتبك , أدامك الله بصحة وعافية , وشكراً لك .

منقول عن اليان خباز
[/frame]
 

ترانيم العشق

كبار الشخصيات
رد: الأديبة مهاة فرح الخوري

ما شاء الله
والله تستحق ان تذكر
وان يكتب عنها
وانت تستحق التقدير على طرح بعض من سيرتها
دوما متميز في طروحاتك
دمت للمنارة ذخرا
شموخ رجل
لي عودة للضافة ان شاء الله
ودي يسبق وردي
47.gif
 

ترانيم العشق

كبار الشخصيات
رد: الأديبة مهاة فرح الخوري

[frame="13 98"]


التجربة.. والمعرفة

ولدت مهاة فرح الخوري في دمشق القديمة في حي القيمرية عام 1930، أحد أعرق أحياء دمشق، لكنها كانت "الشحنة الروحية من أبوين خلوقين" لقد ولدت في بيت واع، فوالدها كان أستاذاً للغة العربية، وهو كاتب وشاعر، إنه ميشيل فرح المثقف الذي غرس في وجدان مهاة الولع في المطالعة، ومحبة الكتاب، وفضلاً عن ذلك الصدق، أما أمها فقد علمتها أن الحياة تضحية ليس إلا، ولعل في ذلك المهاد، راحت تتشكل صورة أولى مؤسّسة لوعي من كانت تسأل والدها عن كلمات معينة فيحيلها إلى المعجم، وهو يقول لها عبارة دالة: "كوني أنت"، لتبدأ رحلتها مع الكلمة، "ما كتبت لأنشر، بل لأكتب، فحاجتي إلى الكتابة كحاجتي إلى التنفس" لكن فقد الزوج وهي في عنفوان شبابها، كان شرارة خفية في رحلتها الأدبية، لتبدأ أولى علاماتها في ديوانها "وكان مساء" الذي صدر عام 1965، بما انطوى عليه من رثاء لزوجها ورسائل لأبنائها، ومواقف وصور أدبية، لافتة، كصورة الأب "هل تذكر يا أبي.. إنك لم تلفظ كلمة الموت.. أردت أن تمحو هذه الكلمة من صفحة نفسي.. حتى لا أعرف إلا زهو الحياة".
كتب الأديب الراحل د.عبد السلام العجيلي مصدراً لتلك الرسائل بمقدمة ضافية قال فيها: "إذا كانت قلة من الرجال، في الأدب المعاصر، قد استطاعت أن تتغلب على هذا الرياء، فإن نوعاً من "التابو" حرّم على المرأة بصورة خاصة أن تبكي هواها المفجوع ولو كانت تحسّ بآلام الحزن تفري أحشاءها. وقد حطمت السيدة مهاة "التابو" حين عبّرت عن حزنها العميق، المتعدد الجوانب، في هذه الصحائف التي تضم ما يؤسي ويشجي" وقد رأى فيما قدمته الأديبة مهاة جرأة في الحديث عن عاطفة مقدسة ومشروعة كعاطفة الحب الزوجي في حين يحل ويحلو الحديث في كل حب آخر، وكانت قد تعرفت على الأديب عبد السلام العجيلي عام 1963، الذي كان يتابع كل ما تكتبه الأديبة مهاة، إذ أنه علّق ذات مرة على ما كتبته في مجلة المضحك المبكي، التي كان يكتب فيها الشاعر الراحل عبد الكريم الكرمي "أبو سلمى" صفحة أدبية بعنوان البيت المهجور دون أن يعرفها سوى بالسيدة "م" بالقول: "قرأت للسيدة "م" قطعة فيها نفحات أدبية، وأرجو أن تتحفنا هذه السيدة بمزيد من هذا اللون" ليكتشف العجيلي أن ميم هي مهاة بنت ميشيل فرح صديقه المشترك مع أبي سلمى.
جيل المعاناة
لقد اتسعت تجربتها، مؤسسة بمعرفة راحت تأخذ أبعاداً كثيرة، منذ أن بدأت العمل في الصحافة الفرنسية ثلاث سنوات- قبل وفاة زوجها- كمحررة ومترجمة عانت الكثير في تفكيك وتركيب المفردات، فهي كما تصف نفسها من جيل المعاناة الحقيقية، فقد تعلمت من زوجها وفي بيتها الترجمة عن اللغة الفرنسية، ولم يطل التزامها في الجامعة سوى عام واحد لتكتسب ثقافة عامة تعزز ما عرفته واكتسبته، وعندها أن الترجمة هي "نقطة التقاء لغوي أو لساني بأوسع معانيه" وهكذا ترجمت أول كتاب لها بعنوان "الحركة النقابية في العالم" لجورج لوفران عام 1966، ولحظتها تساءلت: أين نحن من هذا العالم؟!، لتنجز دراسة عن العمل في سورية وتأسيس النقابات. كانت تلك التي دخلت فيها فضاءات الأدب العالمي، لتتعرف على الثقافة البولونية التي أخذتها عن اللغة الفرنسية، لقد جذبها الكتاب البولونيون بجمال أدبهم، وليس ذلك فحسب، بل إن مكمن الجمال هو في أنهم شعوب عانت، أهوال الحرب، وذلك ما ألهمهم لأن يبحثوا عن المحبة، وأن يسعوا لخلق الأشياء الجميلة، وما ساهم في اقترابها منهم هو محبتها لفلسطين، فالرابط هو الظلم والاحتلال، كما معاناة البولونيين ضد الاحتلال لها ما يشابهها في معاناة الشعب السوري ضد الاحتلال، لكن ثمة دافع إضافي هو شعورها أن بولونيا "بلد قدمت للإنسانية شخصيات أغنت العالم بعطاءاتها العلمية والموسيقية والفنية والأدبية". لتتوالى ترجماتها عن الفن في القرن العشرين، وعن عالمنا الرائع في مغامرة الحياة، وتنشط في فعاليات الترجمة بأنواعها المختلفة، بموازاة محاضراتها عن أهمية الترجمة في التواصل الإنساني.
القدس القضية
لم تكن ترجمتها لكتاب "القدس القضية" مصادفة، فالقدس قضيتها الدينية- الإنسانية- الكونية ولأجلها، حضرت فلسطين، كجذور وانتماء ورسالة، محمولة على عذابات أهلها، فهي الدمشقية المقدسية سادنة القدس، الناطقة بأوجاعها وما انفكت تقول وتردد: "إن حياة الأمة وما يحيط بها من أحداث، من مشاكل وصعاب، من رخاء وازدهار، تؤثر تأثيراً فعالاً في أصحاب القلم فيها، فإذا بهم المرآة التي تعكس ما يختلج في أعماقها، وقلبها النابض المتأثر بكل ما يعترض سبيلها... ومن أحق من أصحاب الكلمة في قول الحق.. فهم المتأثرون والمؤثرون، المنفعلون والفعالون، يستوحون ويوحون ويستقون ويسقون... فالقدس في قلبي كما هي مركز العالم.
وأثناء توليها مكتب مجلس كنائس الشرق الأوسط، عملت مهاة فرح الخوري على أن تشغل القضية الفلسطينية موقعاً متقدماً في مهمتها، لتلتقي وتحاور وتنشط على امتداد الجغرافيا والأفكار، يرفد ذلك كله حقيقة عملها "المسكوني- العالمي" كأنموذج للمرأة السورية الرائدة المنتمية لبلدها، وسفيرة محبة وسلام، ولما كان يشغلها على الدوام، قضية المرأة السورية، التي حققت وجودها في المجتمع، وحققت المشاركة الاقتصادية مع الرجل، لكن أهم ما حققته، مشاركتها في مجال الثقافة والأدب، وهي رائدة في هذا المجال منذ القرن التاسع عشر، تستذكر ماريانا مراش الشاعرة التي أتاح لها وجود وسط ناضج أن تبدع ما أبدعته، تقول الأديبة مهاة فرح الخوري:
"لقد أبدعت المرأة السورية الأديبة في كل المجالات: شعر- رواية- قصة، وبرأيها أبدعت المرأة في مجال المقالة أكثر من "ناحية الكم" وهي لا تجد اليوم أن ثمة تحديات، بل هي- المرأة- من تتحدى، إنها تصل بسرعة هائلة، لكنها تعترف: نحن جيل المعاناة الحقيقية وحتى أننا لم نصل"، ولم تكتف بذلك بل تكلمت عن أسماء طوبي ووداد سكاكيني، وقدمت لأحلام مستغانمي معتبرة إياها كاتبة جيدة...
ضجة في أميركا
مهاة فرح الخوري، بأمثلتها الحية عن التآخي والسلام، لم تدخر جهداً لتعلي رسالتها، فتجاربها الشخصية وطفولتها تزخر بنماذج الأخوة والمحبة، ثمة قصة أحدثت ضجة في أميركا، عندما لبت الصحفية الأميركية "إيلينا كوبان" دعوتها للإفطار في شهر رمضان، لتشاهد- كوبان- كيف يجلس المسلمون والمسيحيون معاً كأسرة واحدة لتناول الإفطار، فتسارع إلى صحيفتها وتسجل ما رأته بأم العين وسط دهشة رئيستها وسؤالها لها: هل يوجد في دمشق مسيحيون؟!
لقد أرادت إيلينا كوبان أن تأخذ فكرة عن التعايش بين المسلمين والمسيحيين، وأن تتعرف على مفهوم السلام كما تبنته مهاة فرح الخوري، ذلك السلام الذي يبدأ من البيت، ومن العائلة، ليصل إلى فهمها للسلام العادل، إذ تعود دائماً إلى قصيدتها المغناة التي مطلعها "طفل لكنه عملاق يستشهد" لقد رأت بذلك الطفل الذي يستشهد أنه عملاق، دفاعاً عن حقه...
تنطلق مهاة فرح الخوري من تجربتها، لتعبّر عن معاناتها الإنسانية، ويشغلها وعي المرأة لتمارس حقها في الحياة والحرية، كما يشغل الحوار الحضاري حيزاً كبيراً في اهتماماتها، لكن القدس ديدنها وهاجسها، فالقدس ليست الجريحة في فهمها، بل تتجاوز ذلك لتعلن أنه، "للقدس معاً والقدس القضية ولأجلك يا قدس" ذلك هو مشروعها الذي وقفت له حياتها، ترنو إلى المستقبل ولا تنتظره، تملؤها المحبة لتشير إلى هوية الإنسان وعيشه المشترك في فضاءات الإنسانية.
مغامرة المعرفة
هكذا تنبني عوالم الأديبة مهاة فرح الخوري، بانفتاح على الآخر، انفتاح على المصير الإنساني، ترجم قلمها وقلبها كل ما أرادته، فبوح العقل وبوح القلب صنوان في مغامرتها الإبداعية لتؤسس معرفة خالصة، وهي المسكونة بهموم وطنها، وشعبها وقضيتها متعددة، كما سيرتها، لتمارس حريتها، وبإيمانها "تصعد إلى سفح الحياة شمساً مشرقة" في رسائلها- رسالتها، فرح معرفتها في اكتشاف ذرا إنسانية محايثة فما الدلالة التي حملتها على ترجمة "كل إنسان تاريخ مقدس" لجان فانييه، إن لم يكن النظير، والمتماثل، وقوة المثال، ولعله استبطن صورتها الأخرى الأشدّ عمقاً وأثراً في ما يوازي تاريخ مهاة فرح الخوري، وقدسية رسالتها، وحضورها الذي يفيض محبة وعطاء نادرين، في اتساق الكلمة مع الفعل، الكلمة الصادقة، إذ لم تمس أصابعها القلم إلا ليكتب السلام والمحبة، وأصابعها تتحول إلى ضاغط يقذف الصاروخ لينطلق محطماً غراباً أسود، أراد الانقضاض على أبناء بلادها، وثمة حزن عظيم خلق العظمة في نفسها أماً ومؤمنة ومناضلة، وقبل كل شيء إنسانة تزهو برسالتها، لكأنها البشارة بسلام داخلي، لا يأخذها إلى القدس فحسب بل يأتي بها من هناك من وجع قلمها وقلبها، ومقالاتها لسانها حيث النشيد في بلاغته وفصاحته: "لا أحد يعبد إله السلاح"، "تباً لهذه الحضارة، حضارة أسلحة وحشية، حضارة مظاهر خلابة ومدنية دمار وفتك وذبح".
وعلى لسان طفلة تخيلتها الأديبة مهاة فرح الخوري اسمها "حلوة" ترسل بطاقة معايدة من فلسطين تقول فيها: "حزينة أنا، حزينة في العيد، تراتيل الميلاد نواح الحمام، أغاني الفرح، مدائح الآلام، أكثر حزناً من الجمعة الحزينة... بينما أتفحص الجو، أنظر إلى السماء، لأكتشف طريقة أرسل بها بطاقتي، وإذا بي إزاء أسراب من الطيور البيضاء الناصعة، حمامات بأجنحة عريضة تكسو القبة السماوية، لا ليست طيوراً، إنها ملائكة... إنها لا هذا ولا ذاك... أرواح الشهداء تحلّق بهيئة ملائكة".
زهرة المستحيل
مهاة فرح الخوري الكاتبة والمترجمة والإنسانة، رغم أنها تقلدت أرفع الأوسمة والميداليات لكن ما ترك أعمق الأثر في نفسها، تلك السبحة المباركة التي قدمها لها السفير البابوي، لأنها مثلت لديها نظرة إنسانية من خلال عملها وتجربتها، إنها زهرة المستحيل ثمة من تنتصب حياتهم حقاً قوة مثال لحروفهم، يتماهون بها ليصبحوا كلمة مضيئة متعالية على الصمت والنسيان، تعبر ثقافات وأجيالاً لتصوغ تاريخاً فاعلاً، يؤسس فيما يشيده من فكر ويبثه من روح...
أليست الكلمة هي الإنسان، تأصيلاً لوجوده وتكثيفاً لوجده، وإيقاعاً يخطفنا لمن ظلوا طلقة الوعي في أزمنة مغايرة، ولمن أوغلوا في الحياة فعلاً حضارياً ثلاثي الأبعاد فرح ومحبة وسلام، يفيض على العالم بنورانية طليقة وأمل باذخ الجسارة ما زال يرسم اسمها بمتسع ألوان الطيف.. مهاة فرح الخوري في نبل مسيرتها وبلاغة سيرتها..



[/frame]
 

شموخ رجل

كبار الشخصيات
رد: الأديبة مهاة فرح الخوري

ما شاء الله
والله تستحق ان تذكر
وان يكتب عنها
وانت تستحق التقدير على طرح بعض من سيرتها
دوما متميز في طروحاتك
دمت للمنارة ذخرا
شموخ رجل
لي عودة للضافة ان شاء الله
ودي يسبق وردي

47.gif

شكرا لكِ سارة على هالمرورك الرائع
اشكرك عى لمتابعة لكل جديد
تحيتي لكِ
 

شموخ رجل

كبار الشخصيات
رد: الأديبة مهاة فرح الخوري

شكرا على اضافتك المتميزة سارة

كل الشكر لك
 

ترانيم العشق

كبار الشخصيات
رد: الأديبة مهاة فرح الخوري

أكمل معك بعضآ من سيرتها

مهاة مرح الخوري... علامات فارقة

انتسبت إلى الجامعة السورية عام 1952 كلية الآداب "الثقافة العامة".
عملت في مجال التعليم في مدرستي الفرانسيسكان ومعهد الحرية، ثم في المعهد الفرنسي للدراسات الشرقية بدمشق.
عملت مترجمة ومحررة في وكالة الصحافة الفرنسية ومارست الترجمة الفورية سنوات عديدة في السفارة البولونية والمركز الثقافي البلغاري، والسفارة الفنلندية حيث ساهمت في تأسيسهما.
أعدّت برنامجاً مخصصاً للمرأة، أذيع في الخمسينيات من الإذاعة السورية.
نشرت مئات القصص القصيرة والمقالات الأدبية الثقافية والاجتماعية.
أسست عام 1980 مكتبة العائلة وعملت على إدارتها لغاية عام 1997.
عضو في اتحاد الكتاب العرب منذ عام 1973.
مديرة مكتب مجلس كنائس الشرق الأوسط منذ تأسيسه عام 1974.
عضو في المجلس الاستشاري لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية.
عضو في هيئة الأمانة العامة الأهلية السورية لاحتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية.
ألقت عشرات المحاضرات الأدبية والمداخلات منها ما تمحور حول الأدب البولوني ودور المرأة في الأسرة ودور المرأة السورية في السلام، وقضايا الترجمة، وأهمية القدس، والأقليات الدينية في سورية.
من أعمالها المترجمة: القدس في القرن العشرين لجوزيف مولر، عالمنا الرائع في مغامرة الحياة لفرنسيس برونة، مراجعة نصوص كتاب "مسلمون ومسيحيون معاً من أجل القدس" كل إنسان تاريخ مقدس لجان فانييه.
نالت العديد من الأوسمة والميداليات وشهادات التقدير منها:
وسام الاستحقاق الثقافي البولوني 1973
وسام السعف الأكاديمي بدرجة فارس من الحكومة الفرنسية 1994
السبحة المباركة من قداسة البابا والميدالية البابوية الصادرة بمناسبة مرور أربع سنوات على تنصيب قداسة البابا بولس الثاني.
وسام السعف الأكاديمي بدرجة ضابط عام 2003.
انتخبت "سيدة العام" 1997 بموجب قرار المعهد الأميركي المتخصص في رصد الأشخاص الذين يؤدون أعمالاً متميزة ورائدة لصالح بلادهم ولحياة الإنسان.
كرّمت من السيدة أسماء الأسد في عيد الأم 2007.
كرمت من اتحاد الكتاب العرب- جمعية الترجمة عام 2003.
من مؤلفاتها: وكان مساء، مجموعة شعرية في رثاء زوجها 1965، العصفور البشارة مجموعة قصص قصيرة ومقالات وتجارب 1979، بولونيا عبقريات ورؤى 2002. لأجلك يا قدس: مقالات غاضبة مترعة بالوجد الصوفي الوطني القومي 2009.
تقول عن كتابها الأول: لا أدّعي أنه ينتمي إلى الأدب الرفيع، ولكنه بما فيه، كان مصدره القلب وما كان له أن يرى النور لولا د. عبد السلام العجيلي وعبد الكريم الكرمي "أبو سلمى"، لأنه يحمل معاناة خاصة وشخصية، انطلاقاً من أنّ الأدب العالمي بدأ بحوار مع النفس.
قالت إثر تكريمها من قبل اتحاد الكتاب العرب: "ما أن بلغت من قبل رئاسة اتحاد الكتاب العرب وجمعية الترجمة قرار إقامة حفل تكريمي حتى شرعت الذاكرة تستعرض أسماء أدباء، كتاب، مفكرين، وعلماء أسماؤهم وأعمالهم عالقة في حافظتنا،... لا بد أنهم استحقوا تكريماً بل أكثر لكن هذا التكريم لم يحصل، إذا لم يكن مألوفاً أن الإنسان على قيد الحياة.
تقول عن دمشق: هي جذوري التي لا أنساها أبداً، دمشق في كل كتاباتي، وأنا الآن أشفق على دمشق القديمة نتيجة التشويه الذي أصاب معالمها، وإذا أردت أن أكتب مذكراتي، فستكون جزءاً من فكري وإبداعي وحياتي.
وصفها د. أحمد بدر حسون المفتي العام ورئيس مجلس الإفتاء الأعلى في سورية بأنها النشيطة في التلاحم الوطني، وفي الدفاع عن الهوية، وبأنها المبدعة في الفكر والتربية والدفاع عن الأرض والحقوق العربية المسلوبة، حملت رسالتها منذ وعت الحياة، مدافعة عن قضية الأمة العربية وجوهرها فلسطين وعاصمة مدائن الدنيا القدس.
 

شموخ رجل

كبار الشخصيات
رد: الأديبة مهاة فرح الخوري

أشكرك على الاضافة مرة اخرى
دمتِ بخير
 

مواضيع مماثلة

أعلى