تعريف التضخم

عطر الجنه

كاتب محترف
_التضخم.jpg





يعرف التضخم في اللغة الانجليزية بمصطلح (Inflation)؛ وهو مفهوم يستعمل للاشارة الى الوضعية الاقتصادية، والتي تتاثر بصعود اسعار المنتجات والخدمات، مع حدوث هبوط في القدرة الشرايية المتعلقة بسعر صرف العملة، والتي توثر في قطاع الاعمال؛ وتحديدا في الموسسات الصناعية والخدمية[١]، ويعرف التضخم كذلك بانه الزيادة العامة في معظم قيم الاسعار، ويرافقها تاثير في قيمة النقود المتداولة، الامر الذي يودي الى هبوط في سعرها الفعلية[٢]، ومن التعريفات الاخرى للتضخم هو مبالغة في كمية النقود في السوق، والذي ينتج عنه خسارة للقيمة الحقيقية للعملات، ويقابله صعود في سعر السلع، والخدمات في الاسواق التجارية.[٣]


تاريخ التضخم

يعود استعمال مفهوم التضخم لاول مرة الى الاقتصاديات الاوروبية؛ وتحديدا في تاريخ اوروبا الحديث، فاستخدم كمقياس لاسعار الاستهلاك في مرحلة الثورة الصناعية، فكان التضخم وسيلة لتحديد معتدل الاسعار موزعة على المواد التموينية، وانتشر مصطلح التضخم على نحو واضح في القطاعات الاستثمارية في اسبانيا، وانجلترا، وبروكسل؛ اذ كان موشر سعر الاستبدال للعملات في تلك الانحاء مساويا للقوة الشرايية قبل ان يتضح ارتفاعا ملحوظا، الامر الذي ادى الى عدم التوازن بين الموشرات الاقتصادية، واطلق على ذلك الامر اسم التضخم.[٤]


انواع التضخم

يقسم التضخم الى مجموعة من الانواع، والتي توثر في قطاعات الاستثمار المختلفة، وهي:[٥]

  • التضخم الاصيل: هو التضخم الذي يعلم كذلك باسم التضخم العادي؛ وينتج نتيجة لـ مبالغة عدد السكان، الامر الذي يودي الى صعود حاجاتهم الاستهلاكية؛ لهذا تصدر الحكومات اعداد عظيمة من العملات، ويودي هذا الى صعود اسعار السلع الاستهلاكية في السوق.
  • التضخم على الطلب: هو التضخم الذي يودي الى صعود الاسعار نتيجة لـ المطلب الزايد على السلع، والخدمات والذي يتضح بوضوح من اثناء مضاهاة الفرق في الاسعار بين السلع المصنوعة محليا، والمستوردة من الدول الاخرى، وفي ذلك الحين يتضح ذلك التضخم على نحو موقت، او يتواصل لمدة زمنية طويلة، ويشمل عادة المنتجات الغذايية الاساسية، والرحلات السياحية في موسم العطلات.
  • التضخم المتسلل: هو التضخم الذي يبدا باسلوب تدريجية؛ اذ تنخفض مستويات الانتاج، الامر الذي يودي الى قلة توافر المنتجات والخدمات؛ وينتج عن هذا صعود متدرج في اسعارها؛ نتيجة لـ مبالغة شراء المنتجات من اجل تخزينها، الامر الذي يودي الى تعطل نمو الانتاج.
  • التضخم المفرط: هو التضخم الذي ينتج ذلك نحو الانتقال من قطاع استثماري حالي، الى قطاع استثماري جديد، وفي ذلك الحين ينتج ذلك احيانا حصيلة للحروب؛ لهذا يعد من اصعب انواع التضخم، واكثرها سلبية على المجتمعات.
  • التضخم المكبوت: هو التضخم الذي يتضح بعد حرص السلطات على مبالغة ضخ النقود؛ نتيجة لـ النفقات العامة والتي تودي لاحقا الى مبالغة في اسعار الخدمات، والمنتجات في الاسواق؛ لهذا تتدخل السلطات من اجل تحديد الحد الاعلى للاسعار، الامر الذي يشارك في ضبط التداول مع عمليات البيع والشراء.
  • التضخم المستورد: هو التضخم الذي ينتج عن تاثير صعود اسعار المنتجات التي يتم استيرادها، والتي تودي لاحقا الى رفع اسعار المنتجات المحلية.
  • التضخم الركودي: هو التضخم الذي ينتج ذلك خلال مرحلة الخمول على الطلب، والذي يودي الى هبوط او تعطل الانتاج، الامر الذي يعكس عواقب سلبية على مجموعة من الموشرات الاقتصادية، مثل: صعود نسبة البطالة، وزيادة معدل الاحتكار للسلع.


اسباب التضخم

يعتمد ظهور التضخم على العوامل الاتية:[٦]

  • زيادة الطلب: هو من اكثر العوامل اهمية وتاثيرا، والتي تودي الى حدوث التضخم على نحو مستمر؛ اذ تتكاثر اعداد المال مع قلة السلع، والتي يقابلها مبالغة في الطلب؛ وقلة في عرض السلع.
  • ارتفاع اسعار التكليفات الانتاجية: وهي التي تودي الى مبالغة اسعار المنتجات؛ من اجل محافظة الموسسات على تقصي الارباح الهامشية، وينتج عنها مبالغة تكليفات الانتاج، والاجور، وغيرها من التكليفات الاخرى.


الحد من التضخم

توجد مجموعة من الوسايل، والطرق التي تعاون على الحد من التضخم، ومنها:[٧]

  • مجابهة العوامل المباشرة وغير المباشرة، والتي تودي الى حدوث التضخم على مدى واسع في المجتمعات؛ من اثناء استعمال مجموعة من السياسات والوسايل المالية، والنقدية التي تودي الى احتواء التضخم.
  • تسخير مختلف الموارد المتوفرة (الطاقة الانتاجية)، والتي تشارك في ادخار الانتاج الاقليمي باسعار مقبولة، ومناسبة ومن المحتمل النفع منه ليغطي نسبة مرتفعة من حاجات السكان.
  • الحرص على تدعيم تقصي التوازن في سعر دفع العملات، والذي يشارك في الحد من انتاج النقود، وزيادة الاسعار على نحو عام.


نظريات التضخم

اهتم الكثير من علماء الاستثمار في دراسة ظاهرة التضخم، الامر الذي دفعهم الى صياغة مجموعة من النظريات التي تعاون على دراستها، ومن اهمها:


النظرية الكمية

تعرف النظرية الحجم في اللغة الانجليزية بمصطلح (Quantity Theory)؛ وهي من اقدم النظريات التي اهتمت بدراسة التضخم؛ عن سبيل تحديد الاسعار بالاعتماد على القيمة المالية؛ اذ تفترض اعداد معينة من المال؛ والذي يلزم ان يحتفظ به الناس، من اجل استعماله في نفقاتهم اليومية؛ وخصوصا الثابتة منها، مثل: شراء الاشياء الاساسية، ودفع الفواتير الاستهلاكية، وغيرها.[٨]

تعود الافكار الاولى الى النظرية الحجم للقرن الثامن عشر للميلاد؛ وتحديدا الى المفكر الاقتصادي ديفيد هيوم، والذي افترض القدرة على الانتاج، بما يتناسب مع المقادير الخاصة للاستهلاك على نحو واقعي، ولكن لم يتواصل تنفيذ الافكار المخصصة في تلك النظرية؛ نتيجة لـ اندلاع الحروب العالمية، وما اثرته في الاستثمار الدولي، ولكن في منتصف القرن العشرين للميلاد ظهر العالم والمفكر الاقتصادي ميلتون فريدمان، والذي اهتم بتطوير افكار النظرية الكمية؛ عن سبيل دراسة المقادير المعروضة من النقود، ومن ثم قياس موشر التعامل المخصص بها؛ من اجل الهيمنة على التضخم.[٨]


النظرية الكينزية

تعرف النظرية الكينزية في اللغة الانجليزية بمصطلح (Keynesian Theory)؛ وهي النظرية التي صاغها عالم الاستثمار جون كينز، والتي توميء الى ان الافراد يميلون للاستهلاك من المبالغ الاضافية، والتي يحصلون عليها حصيلة للعمل الاضافي المخصص بهم، وتوثر على نحو عام في معدلات الدخل، وتساعد تلك النظرية على وضع مجموعة من التنبوات بشان مقاييس الانفاق على المنتجات والخدمات، وايضا تشارك النظرية الكينزية في دراسة النشاط الاقتصادي، ومستويات الاستثمار؛ وخصوصا في الساحات الصناعية، والتي توفر التحكم المطلوب بالموشرات المالية.[٨]








 

مواضيع مماثلة

أعلى