تخاريف أم تأويل لها في العقل والحوار الهادئ دور؟..

عبدالحي عداربه

كاتب جيد جدا

تخاريف أم تأويل لها في العقل والحوار الهادئ دور؟


يبدو أن الهوس بأميرهم أبو بكر البغدادي، الذي بات أمير المؤمنين لديهم، لربما وصل حد اللأمعقول, أو المعقول, إنزال التشابيه عليه، والتي لم تنزل بأحد من الخلفاء الراشدين من قبل.

هل هذا آخر الأحلام, هذا هو الادعاء بأن «البغدادي» بُشر به في أحادث نبوية؛ إذ نشر الشيخ عبد المجيد الهتاري، على أحد المنتديات الجهادية حديثا نبويا، معتبره فيه بشارة لـ«أمير المؤمنين» بأن لدولته مستقبلًا زاهرًا.

وفي نص الحديث المنشور، حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة عن نافع بن عتبة قال: «كنا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في غزوة فأتى النبي قوم من قبل المغرب عليهم ثياب الصوف فوافقوه عند أكمةٍ فإنهم لقيام ورسول الله قاعد، فقالت لي نفسي ائتهم فقم بينهم وبينه لا يغتالونه، قال: ثم قلت لعلّه نجي معهم، فأتيتهم فوقفت بينهم وبينه، قال فحفظت منه أربع كلماتٍ أعدّهن في يدي قال: (تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله ثم فارس فيفتحها الله ثم تغزون الروم فيفتحها الله ثم تغزون الدجال فيفتحه الله). قال: فقال نافع يا جابر لا نرى الدجال يخرج حتى تُفتح الروم».

ويأتي الشيخ الهتاري ليبيّن مكامن «البشارة»، فيشرح الحديث قائلًا: «حديث نافع بن عتبة أخذ بمجامع عقلي لما يظهر فيه من المبشرات، فهذا الحديث أرجو وأطمع أن يكون فيه بشائر عظيمة بمستقبل زاهر للمجاهدين في ظل الخلافة الإسلامية الظافرة، وهذه البشارات كما يلي: الحديث في صحيح مسلم، فهو صحيح لا شك فيه، كما أن الحديث خطاب لقوم من أهل المغرب، وهذا اصطلاح يطلق على أهل الشام، بالإضافة إلى أن هذه اللفظة من أهل المغرب تشكل على من جعل الخطاب للصحابة فليسوا من أهل الغرب».

وأضاف: «فيه أن أهل الشام يغزون الجزيرة العربية، وهذا يدل أن الجزيرة العربية قد أصبحت معقلا للفساد وتحريف الدين، وأن علماء هذا البلد سواء علماء الدولة أو علماء ما يسمى بالصحوة من الإخوان والسرورية هم غير مؤهلين لزعامة المسلمين، وأن يتجدد الدين على أيديهم كيف وهم على قسمين قسم سلكوا تأييد الديمقراطية وقسم لا يحاربونها إلا على أساس أن ملكيتهم لا تتفق معها، بدليل أنهم يؤيدونها في غير بلدهم، كما أصبحت عندهم نواقض إسلام كثيرة على رأي الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب، ومن أمثلته أخيرا أن إمام الحرم السديس يستنجد بالأمم المتحدة لمحاربة الموحدين الذين يسميهم الخوارج، وهذا على مذهب الوهابية ناقض من نواقض الإسلام».

وتابع: «الحديث فيه أن أهل الشام اليوم بقيادة البغدادي هم المؤهلون لتجديد الدين وإعادة الخلافة، وفيه أيضا معجزة؛ حيث إن أهل نجد والحجاز ومنه الحرم كلمتهم واحدة في محاربة التجديد الإسلامي الآتي من قبل رقة الشام بحجة أنهم خوارج بدون أن يحققوا مناط الحكم، فالدولة تكفر بالمكفرات وليس بالمعاصي، وكان واجبهم إما أن يبينوا أمثلة من التكفير بالمعاصي عند الدولة أو يبينوا أن ما تكفر به ليس كفرا وإنما هو معصية».

واستطرد: «يبدو أن خط سير الفتوحات ستكون على ترتيب هذا الحديث، كما فسر كثير من شراح الحديث هذه المغازي بمغازي الصحابة لا ينطبق على الصحابة؛ لأن الذي فتح جزيرة العرب في الحقيقة هو رسول الله وإنما هذا فتح في الوقت الذي تظهر فيه الردة وتمتلئ الأرض ظلما وجورا.. وتأمّل قوله فيفتحها الله في كل تلك المغازي تجد أن النصر هو بالرعب، وأما السلاح فكل الموازين العسكرية ترجح كفة الجيوش التي تواجه الدولة وسيستمر هذا الرعب حتى تسقط روما بمجرد التكبير، الحادي عشر- كل من فارس والجزيرة العربية أصبحت لا تطبق الشريعة فهي موقع للغزو».

وينهي الشيخ الهتاري صاحب «البشارة» منشوره بتقديم التهنئة لكلٍ من الزرقاوي وأبي المهاجر وأبي عمر وأبي بكر ومن تبعهم ومن جاهد معهم.

وجاءت تعليقات بعض مرتادي المنتدى «الجهادي» بالتكبير والاستبشار بما أورده زميلهم في المنتدى، ليشددوا على نقاطٍ أوردها في تفسيره للحديث، مؤكّدين صحة ما ورد من «اجتهاد» في التفسير، بينما أشارت تعليقات أخرى إلى أن غزو أهل الشام للجزيرة يذهب إلى «تفسير آخر»، فهم يرون أهل الشام مؤيدين لـ«جبهة النصرة» لا لتنظيم «داعش»












 

مواضيع مماثلة

أعلى