أطول أفعى في العالم

عطر الجنه

كاتب محترف


_هي_أطول_أفعى_في_العالم.jpg





يبلغ عدد انواع الافاعي المعروفة في العالم اكثر من (3000) نوع، وتنتشر الافاعي في جميع قارات العالم ما عدا القارة القطبية الجنوبية، فمنها ما يقطن في الغابات، والاراضي العشبية، والمستنقعات، والصحارى. تتباين الافاعي في خصايصها، فمنها السام، وغير السام، ومنها ما يزداد بوضع البيض، ومنها ما يزداد بالولادة، كما انها تتواجد بمختلف الاطوال، فمنها الافاعي الخيطية التي يبلغ طولها الى (10) سنتيمتر، ومنها الافاعي التي يبلغ طولها الى العديد من امتار مثل الافعى الشبكية.[١]

الافعى الشبكية اطول افعى في العالم

تعد الافعى المشبكية، او الشبكية (بالانجليزية: The Reticulated Python) والتي تعرف علميا باسم Python Reticulatus اطول افعى في العالم، فهي تنمو ليصل طولها الى (30) قدم؛ اي ما يقرب من (9) امتار، ومتوسط وزنها (250) باوندا اي (113.6) كيلوغرام؛ الا انها قد تبلغ الى (350) باوندا (159) كيلوغرام تقريبا.[٢] تمتاز الافعى الشبكية بالوان جميلة تجمع ما بين الزيتوني، والاخضر الداكن، والاسود، والابيض، والذهبي، وتتكرر على امتداد الظهر مظاهر ماسية، وخطوط سمراء تعطيها شكلا شبيها بالشبكة؛ ولذلك تدعى الافعى الشبكية.[٣]

التوزيع الجغرافي

تستوطن الافعى الشبكية في جنوب في شرق اسيا، وغرب بنغلاديش الى في جنوب في شرق فيتنام، وجزر غرب غينيا الجديدة، كما اظهرت بعض التقارير وجود الافاعي الشبكية في الاقاليم التابعة للشمال في استراليا، والاجزاء التابعة للشمال من ولاية كوينزلاند، والاجزاء الشرقية من دولة السودان في افريقيا، وتنتشر في الوقت الحالي في اغلب مناطق العالم نتيجة لـ مقدرتها على السباحة والانتقال عبر الجزر، تقطن الافعى الشبكية في الغابات المطيرة ، والغابات الحرشية، وهي تفضل المكث بالقرب من الجداول والبحيرات.[٤][٥]

التغذية

تتغذى الافاعي الشبكية على الفرايس المتاحة في بييتها، ويمكنها التهام حيوانات تفوقها وزنا، ومن الفرايس المحتملة لها: زبابيات الاشجار، والقوارض، والخفافيش، والغزلان، ودببة الشمس، كما انها تهاجم القرى وتلتهم الحيوانات الاليفة؛ كالاغنام، والخنازير، والقطط، والكلاب، كما انها قد تلتهم الانس انفسهم؛ اذ تم الابلاغ بين عامي (1934- 1974) عن (6) هجمات قاتلة من الافاعي الشبكية على الانس في الاماكن القريبة من الغابات التي تنتشر فيها. تكمن الافاعي الشبكية بانتظار فريستها، ويمكنها اكتشاف وجود فريسة – او مفترس- بالجوار عن سبيل اجهزة خاصة تسمى (بالانجليزية: Pit Organs) تلتقط الحرارة المنبعثة من اجسام الكاينات الحية، تلتف الافعى بشان فريستها وتخنقها، ثم تبتلعها كاملة وتبدا بهضمها ببطء، لذلك؛ فهي لا تفتقر لصيد فريسة اخرى قبل مرور العديد من اسابيع.[٤][٥]

اعداء الافاعي الشبكية

نظرا لحجم الافاعي الشبكية الضخم، فهي عادة غير معرضة لخطر الافتراس، فوحدها التماسيح، والمفترسات عظيمة الكمية التي يمكن ان تهاجم افعى شبكية كبيرة، وفي تلك الوضعية يمكن للافعى الشبكية ان تسحق مهاجمها بالالتفاف حوله وخنقه، اما اخطر خصوم الافاعي فهم الانس الذين يصطادونها من اجل لحومها، وجلدها، اما خصوم صغار الافاعي الشبكية جديدة الفقس فكثر، ومنهم: بعض انواع الثدييات، والصقور، والنسور، وطيور البلشون.[٤]

التكاثر

تبلغ ذكور واناث الافاعي الشبكية لمرحلة النضج الجنسي عادة بعمر (3-5) سنوات، وفي موسم التزاوج الذي يطول عادة ما بين شهري فبراير واذار يبدا الذكر الناضج بمغازلة الانثى بالاهتزاز، او الرقص حولها، وفي حال ابدت الانثى استعدادها للتزاوج يبدا الذكر بفرك جسدها باستعمال النتوءات الضييلة التي تبقى اسفل بطنه، كما ان الانثى قد تتزاوج مع اكثر من اوضح اثناء الموسم الواحد، واذا قد كانت الظروف المناخية غير مناسبة يمكن للانثى ان تحتفظ بالحيوانات المنوية داخل جسدها وتستخدمها لتخصيب بويضاتها في وقت لاحق. في حالات استثنايية يمكن لانثى الافعى الشبكية ان تخصب بيوضها دون الاحتياج لوجود ذكر، وهو ما يسمى التوالد العذري (بالانجليزية: Parthenogenesis) الذي ينتج عنه افرادا حديثة مماثلة وراثيا للام. تفتقر الانثى لتستطيع من وضع البيض وحضانته لتوفر الغذاء، والدفي، والرطوبة، وعند توفر الاحوال المناسبة يمكن للانثى ان تضع بيضا مرة واحدة كل عام، اما في الاحوال غير الملايمة فتضع الانثى البيض مرة واحدة كل عامين او ثلاثة، يمكن لانثى الافعى الشبكية ان تنتج (8-107) بيضة؛ الا ان معتدل عدد البيوض ما بين (25-50) بيضة في المرة الواحدة.[٤]​

بعد وضع البيض تلتف الام حوله، ثم تبدا عضلات جسدها بالانقباض او الارتعاش (بالانجليزية: Shivering Thermogenesis)؛ لانتاج الحرارة الضرورية للبيض للنمو والتطور، تتواصل مرحلة حضانة البيض مدة (90) يوما تقريبا، يبدا بعدها ضييل الافعى باحداث شق بالبيضة باستعمال سن خاص يبقى على شفته العليا يسمى “سن البيضة”، يصل طول ضييل الافعى نحو خروجه من البيضة نحو (60) سنتيمر، ووزنه نحو (140) غرام، ويبدا فور خروجه من البيضة بالاعتماد على نفسه، ويكمن بانتظار فريسته التي تكون عادة من القوارض والطيور الصغيرة. من الجدير بالذكر ان معتدل عمر الافاعي الشبكية التي تقطن في البرية (23) عام، تتكاثر لتصل الى (32) عام في الاسر لتوفر الاكل والحماية.[٤]

الحواس وطرق التواصل

الافعى الشبكية مثل اغلب انواع الافاعي غير قادرة على سماع الاصوات التي تنتقل عن سبيل الرياح لافتقادها لوجود الاذن، كما ان حاسة النظر تملك ضعيفة، وتعوض هذا بحاستي الشم واللمس المتطورتين. تتمكن الافاعي من التقاط الروايح بلسانها المشقوق الذي يرسل جزييات الرياح الى جهاز خاص يبقى في سقف الفم، ويقوم بفحص الروايح ويسمى الجهاز الميكعي، او عضو جاكبسون (بالانجليزية: vomeronasal organ). تتواصل الافاعي فيما بينها بفضل مقدرتها على الشعور بالاهتزازات باستعمال عضو يسمى “Columella”، فالافاعي تودي حركات الاهتزازات لتحذير الافاعي الاخرى من الاقتراب من مناطقها الاقليمية، وكذلك للمغازلة وجذب الاناث، كما ان الافاعي خلال زحفها على الارض تفرز مواد كيميايية لها رايحة فريدة تسمى الفرمونات، ومن اثناء فحص تلك الروايح تتمكن الافاعي من تحديد جنس وعمر الافعى التي افرزتها.[٤]

السلوك

الافاعي الشبكية ليلية النشاط، وهي عدوانية، تلتف غريزيا بشان ذاتها عندما تشعر بانها مهددة، وهي تفضل المكث بالقرب من المسطحات المايية الامر الذي يوفر لها منطقة كافية للحركة نظرا لحجمها الكبير، ويبقيها قريبة من اماكن تواجد الحيوانات التي ترد الماء لتشرب. تتحرك الافاعي الشبكية باسلوب متعرجة، او مستقيمة، كما انها قادرة على تسلق الاشجار. تنمو الافاعي باستمرار، لذلك؛ فهي تفتقر لطرح جلدها القديم الذي بات ضيقا عليها بعملية تسمى الانسلاخ (بالانجليزية: Ecdysis).[٤][٥]​
 

مواضيع مماثلة

أعلى