مفهوم المراهقة مُدمرْ..

عبدالحي عداربه

كاتب جيد جدا
المراهقة لا وجود لها في الثقافة الإسلامية ..ص1
هــــــــــــل تعــــــــــــــلم ؟
==============
أعمار كل من :
محمد الفاتح 22 سنة عندما
فتح القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية
التي استعصت على كبار القادة حينها
***
عبد الرحمن الناصر 21 سنة
كان عصره هو العصر الذهبي في حكم الأندلس
وقد قضي فيها على الإضطرابات
وقام بنهضة علمية منقطعة النظير
لتصبح أقوي الدول في عصره
حتى يتودد إليه قادة أوروبا
***
أسامة بن زيد 18 سنة
قاد جيش المسلمين
في وجود كبار الصحاب
كأبي بكر وعمر بن الخطابة
ليواجه أعظم جيوش الأرض حينها
***
محمد القاسم 17 سنة
فتح بلاد السند
وكان من كبار القادة العسكريين في عصره
***
سعد بن ابي وقاص 17 سنة
أول من رمي بسهم في سبيل الله وكان
من الستة أصحاب الشوري
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم
يشير اليه قائلا
"هذا خالي فليرني كل امرؤ خاله"
***
الأرقم بن أبي الأرقم 16 سنة
جعل بيته مقرا
لرسول الله"صلى الله عليه وسلم"
ومجمعا لأتباع هذا الدين العظيم
13 سنة متتابعة
***
الزبير ابن العوام 15 سنة
أول من سل سيفه لله في الإسلام
وهو حواري النبي صلى الله عليه وسلم
***
زيد بن ثابت 13 سنة
أصبح كاتب الوحي
وتعلم السيريانية واليهودية في 17 ليلة
وأصبح ترجمان الرسول صلى الله عليه وسلم
حفظ كتاب الله وساهم في جمع القرآن
***
الرجاء حذف
كلمة مراهق أو مراهقه
من قاموس المسلمين؛ لأن مجرد قولها تزرع
في نفوس الأبناء العذر للقيام بما لا يليق بأخلاقنا
تحت قبعة المراهقة
***
**
*

يمر الإنسان بمراحل عدة في حياته؛
تُكون شخصيته وتشكل بصمة تميزه عن غيره في؛
الطباع والسلوك وطريقة التفكير ....الخ
ولعل من أهم مراحل تكوين الشخصية بصفة خاصة ؛
والانسان بصفة عامة مرحلة
{ ما يسمى بالمراهقة }
تلك المرحلة التي تتم فيها تغيرات ت
طرأ على الشخص سواء جسدية او نفسية والكلام
يطول ولا ينتهي عن هذه المرحلة .
***
ولكن ما وددت الحديث عنه هو :
هل للمراهقة وجود في الاسلام ؟
في الحقيقة ان المراهقة لا وجود لها في ديننا الاسلامي؛
وان هذه اللفظة اوجدها الغرب
"لكي يفسر بها تصرفات وسلوك ابنائه"
من طيش وتمرد ورعونة وعقوق؛
وانحلال خلقي وغيره من مظاهر الفساد
***
فالاسلام لم يترك شئاً الا وهذبه ؛
ووضع له الاسس والقوانين
منذ قبل إختيار أمه
وحتى آخر لحظات حياته
على وجه الارض .
***
مرحلة المراهقة
او البلوغ او بلوغ الحلم او بلوغ السعي؛
او او كما يسميها الاسلام هي مرحلة التكليف؛
هي مرحلة انتقال الشخص من مرحلة اللعب واللهو؛
وعدم تحمل المسؤلية؛
وعدم المحاسبة الى مرحلة التكليف بالعبادات؛
واحتساب الحسنات والمعاصي؛
وبداية تسجيل الملكين عن يمين وعن شمال؛
لاعمالنا الصالحة منها وغير الصالحة ؛
فكيف بالله عليكم
هذا التناقض العظيم الذي اوجده الغرب ؟
كيف يجتمع البلوغ؛
مع التكليف وتسجيل نتيجة الاعمال ؛
التي نقوم بها مع انها مرحلة ننتظر من المراهق فيها؛
الطيش والخطأ والتمرد ؟؟؟
***
المراهقة ما هي الا غطاء
اوجده الغرب لكي يداروا بها ويطمسوا
نتيجة تربيتهم الخاطئة المفككة ا
لبعيدة عن تعاليم ديننا الحنيف
***
فأين هم من المسلمين؛
أين الأب الغربي من الأب المسلم
الذي يُأَذِّنُ وَيُكَبِّرُ في أُذن وليده
الذى أتى للتو للحياة ؛
من علاقة شرعية بالحلال؛
وعلى سنة اشرف خلق الله
***
أين هم
من علاقة الرجل بزوجته ودعائه ؛
حين يجتمع مـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع حلاله الَّلهمَّ
جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا
"
لو أَنَّ أَحَدَكُمْ إذا أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ فقال:
بِاسْمِ اللَّهِ؛ اللهم جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ، وَجَنِّب الشَّيْطَانَ ما رَزَقْتَنَا،
فإنه إن يُقَدَّرْ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ في ذلك، لم يَضُرَّهُ شَيْطَانٌ أَبَدًا
"
***

وبينهم
من يعتبرون هذه العلاقة السامية؛
علاقة حيوانية وقضاء شهوة عابرة
***
اين هم في حفظ الأنساب؛
حتى انهم يسألون بعضهم بعضاً ؛
هذا ولدك الشرعي ام القانوني ؟
***
كيف تجتمع تربية إسلامية صالحة؛
من نعومة اظفار الطفل على الحلال والحرام؛
وعلى الصح والخطأ؛
وعل مرافقة أهله إلى المسجد وهو طفل صغير
لا يفقه شيئاً مع طيش وعقوق وتمرد مراهقة الغرب
وسلوك اهله وتصرفاتهم ؟
***

كيف يجتمع وعد
رسولنا الكريم لشاب نشئ في طاعة الله
بأن يظله الله في ظل يوم لا ظل الا ظله
مع من يقول له انت مراهق اذا انت متمرد ولا احد سيفهمك
وقد حان وقت انفصالك عن أبويك جسديا ونفسيا؛
وسقوط حقوقك وواجبتك عنهم وعليك
***
فعن أبي هريرة
- رضي الله عنه -
قال: قال النبي
- صلى الله عليه وسلم -:
((
سَبْعَةٌ
يُظِلُّهُمْ اللَّهُ تَعَالَى فِي ظِلِّهِ
يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ؛..
إِمَامٌ عَدْلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ،
وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ،
وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ،
وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ:
إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ؛
وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا
حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ
وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ
))

***
والقائمة تطول وتطول
من تناقضات الغرب
التي لا تنتهي ولن تنتهي
***
الطفل متى ما بلغ؛
اصبح مكلف ويسير عليه ما يسر على سائر المسلمين؛
من جميع الاعمار؛ بل ان كان يكذب فهو مطالب بالتوبة؛
وان كان لم يتعود الصلاة والصوم
فهو مطالب بالبدء في الصلاة والصوم
وإنْ قطعهم فهو محاسب عليهم
***
ولذلك فلإسلام فضَّل الزواج في سن مبكر للشاب؛
حتى ينظم الشهوة وتكون في نطاقها الصحيح ؛
فكيف يجتمع هذا الشرع العظيم مع سياسة الغرب
في بدء الانحلال الاخلاقي لشبابها وفتياتها ؛
بدعوى المراهقة؛
وبدعوة التعبير عن المشاعر الطبيعية لديهم
***
ولذلك فإن رسولنا الكريم؛
ذكر علاج تاخر الزواج لمن لم يستطع؛
وذكر الصوم ؛
ولعل البعض يظن ان الصوم كمنع للطعام والشراب فقط؛
ولكنه ضَيَّقَ واسع ؛بظنه ذاك؛
فالمقصود بالصوم
فضلا عن صوم الفم
"هو صوم الجوارح هو العمل بأخلاق الصائم"
فالصائم مأمور بالبعد عن التفكير في كل ما يثير الشهوة؛
وكأن الرسول "صلى الله عليه وسلم "
يريد ان ينبهنا لشئ عظيم
أنَّ من اراد ان يفكر في شئ يفتقده؛ ومحروم منه طوال الوقت؛
فكإن هذا الشئ سيكون كل محور حياته و
سيعتقد من حرم منه ان السعادة الأبدية في الوصول اليه؛
كمن عنده مشكلة فلو ظل يفكر فيها طوال وقته؛
"فسيشعر ان مشكلته لم تمر على احد قبله "
وانها لا مثيل لها من العقد والصعوبات؛
وان لاحل لها ؛وانها عقبة في حياته ؛
بل انها اوقفت حياته كلها؛
وهذا لانه مشغول الفكر فيها
***
وكذلك الزواج من ظل يفكر فيه؛
وهو لم يستطيع فليصوم ؛
اي فليتخذ الصائم مثل وقدوة له ؛
فلا يفكر في ما يزيد امره سوء ؛
وليبتعد عن ما يشغله عن باقي امور حياته؛
وليفكر فيما اعطاه ربه من قوة وصحة ؛
وليعمل بهم ليصل لما يريد لان الصائم في صومه؛
لا يغتاب ولا ينم ولا يرى شئ محرم ؛
ولا يسمع لشئ محرم ؛
وكأن الرسول الكريم ؛
صلى الله عليه وسلم
يقول من فعل ذلك ؛
وعمل صالحاً فإن الله سيرزقه بما يريد
.......
وهذا هو المقصود بالصائم
***
الاسلام دين الطاعة دين الانسان النظيف ؛
المطيع الذي يعمل بتعاليم الله ورسوله؛
صلى الله عليه وسلم
ولذلك نرى من وصل لسن متقدم من العمر ؛
وقد فعل الافعال المشينة ؛
قد تم تسميته بالمراهقة التأخرة ؛
ونجد من يقول انا انسان جيد ؛
ولكني فعلت في مراهقتي كذا وكذا؛
وكان المراهقة شماعة
لتعليق بُعْدَنا عن الدين
***
ولذلك نجد اغلب احاديث رسولنا الكريم
تبدأ بقوله
{ والله لا يؤمن والله لا يؤمن …
او لا يفعل المؤمن كذا وكذا وهو مؤمن ... }
وكانه عليه الصلاة والسلام ي
ريد ان يقول لنا ان المعاصي
عندما تخرج من الشخص ؛
يفعلها في غياب دينه؛
وعدم واستشعار مراقبة الله له ؛
وليس نتيجة مراهقته
***
فلكل شئ في الوجود سبب ؛
فإن ظل مراهقكم فابحثوا عن سبب ضياعه(
فديينا برئ من المراهقة
***
نتابع الموضوع على الصفحات التالية
***

 
التعديل الأخير:

عبدالحي عداربه

كاتب جيد جدا
رد: مفهوم المراهقة مُدمرْ..


المراهقة وخطورة المرحلة
الشيخ / فاروق الرحماني ـ رحمه الله ـ
حين كان الشباب أقوياء كانت الأمة قوية ،​
وحين ضعف الشباب وضعفت هممهم وعزائمهم ،​
وتشتت أهواؤهم ،​
وفقدوا هويتهم في كل عصر مر بتاريخ هذه الأمة فقدتهم الأمة ،​
وذلت وضعفت وهانت ، وإن..
حين كان الشباب أقوياء كانت الأمة قوية ،​
وحين ضعف الشباب وضعفت هممهم وعزائمهم ،​
وتشتت أهواؤهم ،​
وفقدوا هويتهم في كل عصر مر بتاريخ هذه الأمة فقدتهم الأمة ،​
وذلت وضعفت وهانت ،​
وإن هذه الحقبة التي نعيشها من تاريخ أمتنا؛​
أكبر شاهد على تلك الحقيقة التي قررناها .
وكلما قوي الشباب في الأمة؛​
وتبصروا وتزودوا بالفهم والوعي والإرادة والقدوة ؛​
قويت الأمة بهم وعزت وانتصرت وسادت ،​
وإن مرحلة المراهقة بخصائصها ومعطياتها​
هي أخطر منعطف يمر به الشباب ،​
وأكبر منزلق يمكن أن تزل فيه قدمه ؛​
إذا عدم التوجيه والعناية .
وهاهي أبرز المخاطر التي يعيشونها​
ويمرون بها في تلك المرحلة :

الخطر الأول : افتقاد الهوية :
فترى الشاب لا يعرف ابن من هو ،​
لا يعرف إلى من ينتمي ، لا يعرف أصله ،​
لا ينتسب إلى نسب ، إنما نسبه أصنام وضعت له زورًا وبهتانـًا ،​
إنما اعتزازه بجاهلية ؛ إما من صنع أعداء الأمة ، وإما من زيف صنعناه نحن لأنفسنا.
نعم فقدان الهوية والانتماء ،​
حين ضاع الشباب بين الغرب بثقافته وفكره وأخلاقه ،​
فوجدنا بعضا منا قد انتمى إلى ذلك الفكر وتلك الحضارة انتماء ،​
مطلقـًا ، خاصة ممن ذهبوا إلى هنالك ،​
جاءوا كافرين بمجتمعاتهم ، وقيمهم ،​
وأخلاقهم ، وأعرافهم ، لا يعرفون منها معروفـًا ،​
ولا ينكرون منها منكرًا .
***
جاءوا وما على وجه الأرض شيء
أبغض إليهم مما راحوا وهم عليه​
من الأخلاق والقيم والعادات والتقاليد ،​
جاءوا يسارعون الخطى حتى يكسروا تلك الحواجز والقيود ،​
ويتحللوا من تلك القيم البالية​
التي خدعوا فظنوها سبب تخلفهم وتأخرهم عن ركب الحضارة ،​
خدعهم العدو ، وغلبهم على عقولهم وأفكارهم.
***
وطائفة أخرى أيضـًا
منا إنما هم همج رعاع مقلدون ؛ الكبار منهم ،​
لا يعرفون حقـًا من باطل ،​
ولا يميزون حضارتهم بقيمها وأخلاقها من حضارة مادية ملحدة كافرة؛​
جائرة بفسادها وهلاكها ، وبين هؤلاء وأولئك ضاع الشباب والمراهقون ،​
وامتلأت جيوبهم ومحافظهم ومخابيهم بصور لاعبي الكرة ، بصور المصارعين ،​
بصور الممثلين والممثلات ، طبعـًا من غير أبناء جلدتنا ،​
بين هؤلاء وأولئك ضاع الشباب في فتن الشهوات والأهواء والشبهات .
***
لم يلتفت أولياء الأمور إلى ذلك الخطر الداهم؛
الذي يهدد الأمة بأسرها ،​
إلى الشباب وما يصابون فيه من غزو فكري وأخلاقي ،​
حينما يضيع شبابها بين تلك الأهواء والشهوات والشبهات ،​
بافتقاد هويتهم ، وافتقاد انتمائهم ، لا ينتمون إلى وطن ولا إلى دين ،​
ولا إلى حضارة ، إنما هم مقلدون تقليدًا أعمى​
يسيرون وراء من ظنوا فيهم حضارة وتقدمـًا ومدنية .
***
ووسائل الإعلام للأسف ،
ومنافذ الفكر والثقافة ، ترسخ ذل الضياع ،​
وتؤصله في الشباب ، حين تعرض تلك الصورة الزائفة للغرب بحضارته ،​
وتعمي عينها عن الإسلام وما فيه من قيم عظيمة طالما عزت الدنيا بها ،​
إنه خطر عظيم .
***
الخطر الثاني : افتقاد الهدف :
فالشباب بين نواصي الطرقات؛​
وبين ساحات الملاعب والمباريات؛​
وبين مجالس اللهو وإزجاء الأوقات ؛​
لأنهم لم يعرفوا هدفـًا يسعون إليه ،​
وليس من ورائهم قصد يعملون له ،​
لسان حالهم ولسان مقالهم معـًا يردد مقالة الشاعر الضائع :
جئت لا أعرف من أين ولكــــنــــي أتـــــيــت
ولقد أبصـــرت قدامــي طــريقــــــًا فمشــــيت
كـيــــــف ســــــــــرت كيف أبصرت طريقي
لــــســــــــــــت أدري
ولماذا لســــــت أدري لــــســــــــــــت أدري
***
هم يرددون تلك الأشعار ،​
ويطربون لها ، هم يعيشون على أشرطة الكاسيت؛​
التي تترنم بتلك المعاني الضائعة ، إن لم تشد بالشهوات الفاحشة المنكرة .
لا هدف يعيش له الشباب ؛​
لأن الأمة لم تتخذ لنفسها هدفـًا ،​
إنما سارت سير الأعمى الكليل وراء عدوها ،​
يا سبحان الله !
أعمى يقود بصيرًا ،​
لا أبا لكم تالله ضل من العميان تهديه
أعمى في حضارته ، في أخلاقه ، في فكره ،​
الغرب الكافر يقودنا نحن المبصرين ! يقودنا نحن أصحاب القرآن ،​
أصحاب السنة ، أتباع محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؟​
إنها والله الخسارة العظيمة أن ننقاد ،​
وأن ينقاد شباب الأمة كلها إلى ما لا يعلمون .
***
افتقاد الهدف في الحياة التي يعيشونها ،​
يعيشون ليأكلوا ، أم يأكلون ليعيشوا ،​
هم لا يعرفون ، وهي معادلة يتندرون بحلها ،​
نعيش لنأكل ، أم نأكل لنعيش ،​
لأنه لا شيء عندهم إلا الأكل والحياة ،​
إلا الحياة الدنيا ؛ بلهوها ، ولعبها ،​
وقيمها المادية التي لم يردها الله تبارك وتعالى لذاتها ،​
إنما أرادها وسائل لتحقيق العبودية له جل شأنه ،​
نعم لا يعرفون لماذا يعيشون ؛​
لذلك غلبنا أعداؤنا على أمورنا وقضايانا ،​
فصرنا لا نفكر بعقول أنفسنا ، بل بعقولهم هم ،​
إرادتنا مكبلة ، عزيمتنا لا وجود لها ، إنما نتحرك بإرادة عدونا ،​
وبتدبير عدونا ، بتصريف عدونا ، ذلك لأننا لا هدف لنا نسعى إليه.
***
غاية ما يمكن أن نصرح به أننا​
نسعى إلى تحقيق التقدم والرفاهية ،​
وهل هذا هدف تسعى إليه أمة ؟!!
إن هذا لا يصلح أن يكون هدفـًا ،​
إنما الهدف هو ما يمكن أن يعيش له الإنسان من وراء هذه الدنيا ،​
أما أن تكون أرحام تدفع ، وأرض تبلع ، وما بين هذا وذاك ملعب ومرتع … !!
***
الخطر الثالث : تناقض القيم :
تناقض القيم التي يعيشون فيها والتي يعيشون معها ،​
فبين قيم الأمس والماضي ،​
وعادات وتقاليد الآباء والأجداد ،​
والتي استقيت من الإسلام وشرائعه ،​
وبين القيم المعاصرة ،​
وبين قيم الحضارة المعاصرة الواردة إلينا وما فيها من تناقض ،​
مع ما ألفناه وورثناه ، يعيش شبابنا التناقض بين هذا وذاك ،​
ولا يرشدون إلى اختيار الأوفق والأولى لهم ،​
فضلاً عن أن يكون هو دينهم ، لا يرشدون إلى ذلك ؛​
إنما يتركون لشهواتهم التي تحركهم لتختار لهم ،​
وما عسى أن تختار لهم شهواتهم إلا التردي ،​
وما عسى أن تختار لهم شهواتهم إلاّ الانتكاس إلى البهيمية والحيوانية ،​
يتركون من غير ما بصيرة ولا ترشيد ، الحبل على الغارب ،​
والشباب ـ إلا من رحم الله وعصم​
ـ أحيط بكل أسباب الغواية ووسائلها ،​
وبكل أسباب التردي والانتكاس الخلقي والفكري ،​
فلا يليق ولا يستقيم أن تكون عقول أبناء الأمة؛​
آنية مفتوحة لتسقط فيها زبالات الحضارة المعاصرة اليوم ،​
ولتستقبل كل ما ورد إليها دون تصفية ؛​
بحجة الحرية والانفتاح على العالم وثقافته وأفكاره ،​
فتترك عقول أبنائنا مفتوحة لثقافة الدش ، والكيبل ،​
والإنترنت والصحافة المضللة ، والمجلات المستوردة ،​
والأفكار الباطلة ، لا يليق ذلك بأمة دينها الإسلام ،​
وكتابها القرآن ، ونبيها محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
***
الخطر الرابع : مشكلة الفراغ :
ذلك لأنه لا هوية ، ولا انتماء ،​
ولا هدف يسعى إليه الشباب والمراهقون ،​
وبين قيم متناقضة ووسائل غواية مهلكة ،​
يعيش الشباب بلا شك فراغـًا ، ولا يبقى الفراغ فراغـًا ؛​
إنما يكون مقتلة بعد ذلك عظيمة ،​
ولا يبقى الفراغ فراغـًا ؛ إنما لابد سيملأ ويشغل بالباطل ،​
سيبحث المراهقون عن النجوم في مجالات الفن والرياضة والموسيقى والغناء .
سوف تعج بهم الأسواق ، وتمتلئ بهم النواصي والطرقات .
سوف تجدهم في المقاهي ، في السينما ، أمام الكيبل … إلخ .
ونفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل
ذلك الفراغ القاتل الذي هو نتيجة تلك الأسباب التي مضت ؛​
بلا شك عامل من عوامل
الانحراف والهدم لكل خير يوجد في هؤلاء الشباب ،​
ولكل وازع من دين أو خلق .​
 
التعديل الأخير:

عبدالحي عداربه

كاتب جيد جدا
رد: مفهوم المراهقة مُدمرْ..

سلمى الكعيكي
إن مرحلة المراهقة هي::
من أهم المراحل التي يمر بها الإنسان؛
وأكثرها خطورة
تتسم بأنها مرحلة إعداد الفرد ليؤدي دورا في حياته كاملة؛
والمراهقة تختلف اختلافا تاما عن النضج؛
لأن النضج لا يحدث إلا بعد سنوات عدة من مرحلة المراهقة؛
قد تصل إلى عشر سنوات..؛
معنى المراهقة باللغة العربية
"رهق: اقترب من الشيء، راهق الفتى أي قارب الاحتلام.."
أما معناها في علم النفس:
هي مرحلة تحدث فيها الكثير من التغيرات المختلفة على الإنسان؛
سواء الذكور أو الإناث منها تغيرات
«فسيولوجية، ذهنية، انفعالية وأيضا دينية واجتماعية»
من سن 11 إلى 21.
ويتعرض فيها الفرد إلى صراعات عدة داخلية وخارجية.
ولعل من أهم هذه الصراعات شعور المراهق باستحقاقيته للاستقلال؛
في ذاته مبتعدا عن كل ما يشوب هذه الاستقلالية كتحكم الوالدين،
وأيضا مخالفته للمجتمع في عاداته وتقاليده،
معاندته لبعض الأنظمة الحياتية،
الانطوائية فبالغالب يجلس وحيدا مبتعدا عن الأهل والأقارب،
متجاهلا نصح الوالدين، حاجته لإثبات ذاته،
عشقه للمغامرة حتى ولو كان نتاجها لقاء حتفه.
***
فكل هذه الصراعات
لم تطرأ على نفس المراهق بدون أسباب؛
إن التغيرات التي تحدث داخله؛
تنتج عنها اضطرابات نفسية تجعله غير قادر ؛
على ترجمة شعوره الحقيقي..؛
فيصبح غاضبا مكتئبا لإحساسه؛
بأن لا أحد يستطيع فهمه وفهم ما يمر به،
ضغط الوالدين عليه باتخاذه رفقة لا يريدهم،
استقصاء رأيه في المجالس العائلية والاجتماعية،
إرغامه على الالتزام بالعادات والتقاليد؛
التي لا تتناسب مع زمنه وجيله،
تفضيل إخوته عليه ومن خلال التفضيل يكتسب العدوانية.
الشباب، وخصوصا المراهقين هم أصل الأمة وعماد المجتمع،
فلابد من رعايتهم رعاية تامة من خلال إشراكهم في الرأي،
تفعيل ندوات ومحاضرات بأماكن تجمع الناس ؛
كالمساجد والمدارس والأندية الصيفية والاجتماعية ،
وأيضاً في وسائل الإعلام المختلفة المرئية والمسموعة.
يعرض من خلالها توجيهات ونصائح للآباء؛
لمساعدة أبنائهم في تخطي هذه المرحلة الحساسة؛
وتعميق القيم الأخلاقية والثقافة الإسلامية في نفس المراهق،
بينما يكون التركيز الأكبر على الثقافة الإسلامية؛
لأن الدين الإسلامي هو دين متكامل شمل جميع نواحي المرء الحياتية،
فليس فيه خلل أو اختلال لا كما يقول الغرب؛
دين منع الرغبات وكبت الشهوات، قال تعالى:
{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ؛
وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي؛
وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا}.
 
التعديل الأخير:

عبدالحي عداربه

كاتب جيد جدا
رد: مفهوم المراهقة مُدمرْ..

[align=justify]
د. عبد الرحمن العيسوي
المراهقة لغويَّاً : ما الذي نقصده بالضبط عندما نقول : إن نجلنا قد وصل إلى مرحلة المراهقة، أو عندما نقول : إن فلاناً قد أصبح شاباً مراهقاً ؟ ترجع لفظة المراهقة إلى الفعل العربي (راهق)..

ما الذي نقصده بالضبط عندما نقول : إن نجلنا قد وصل إلى مرحلة المراهقة، أو عندما نقول : إن فلاناً قد أصبح شاباً مراهقاً ؟
ترجع لفظة المراهقة إلى الفعل العربي (راهق) الذي يعني الاقتراب من الشيئ، فراهق الغلام فهو مراهق: أي قارب الاحتلام، ورهقت الشيء رهقاً قربت منه. والمعنى هنا يشير إلى الاقتراب من النضج والرشد .
المراهقة في الاصطلاح :
اصطلاح المراهقة في علم النفس يعني : الاقتراب من النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي ، ولكنه ليس النضج نفسه، لأنه في مرحلة المراهقة يبدأ الفرد في النضج العقلي والجسمي والنفسي والاجتماعي ولكنه لا يصل إلى اكتمال النضج إلا بعد سنوات عديدة قد تصل إلى 9 سنوات .
أما الأصل اللاتيني للكلمة فيرجع إلى كلمة adolescere تعني التدرج نحو النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي والعاطفي أو الوجداني أو الانفعالي .
ويشير ذلك إلى حقيقة مهمة ، وهي أن النمو لا ينتقل من مرحلة إلى مرحلة فجأة، ولكنه تدريجي، ومستمر ومتصل، فالمراهق لا يترك عالم الطفولة ويصبح مراهقاً بين عشية وضحاها، ولكنه ينتقل انتقالاً تدريجياً، ويتخذ هذا الانتقال شكل نمو وتغير في جسمه وعقله ووجدانه، فالمراهقة تعد امتداداً لمرحلة الطفولة، وإن كان هذا لا يمنع من امتيازها بخصائص معينة تميزها من مرحلة الطفولة.
مرحلة المراهقة :
المراهقة تشير إلى تلك الفترة التي تبدأ من البلوغ الجنسي puberty حتى الوصول إلى النضج maturity وهكذا يعرفها سانفورد :
فالمراهقة إذن تشير إلى فترة طويلة من الزمن ، وليس لمجرد حالة عارضة زائلة في حياة الإنسان فالمراهقة مرحلة انتقال من الطفولة إلى الرجولة ، وعلى كل حال يجب فهم هذه المرحلة على أنها مجموعة من التغيرات التي تحدث في نمو الفرد الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي، ومجموعة مختلفة من مظاهر النمو التي لا تصل كلها إلى حالة النضج في وقت واحد وهكذا يعرفها " انجلسن " فهي مرحلة الانتقال التي يصبح فيها المراهق رجلاً ، وتصبح الفتاة المراهقة امرأة، ويحدث فيها كثير من التغيرات التي تطرأ على وظائف الغدد الجنسية والتغيرات العقلية والجسمية .
ويحدث هذا النمو في أوقات مختلفة في الوظائف المختلفة. ولذلك فإن حدودها لا يمكن إلا أن تكون حدوداً وضعية أو متعارفاً عليها تقليدياً بين علماء النفس ، وهذه الحدود هي : من 12 - 21 سنة بالنسبة للولد الذكر ، ومن 13 - 22 سنة بالنسبة للفتاة المراهقة .
وواضح من هذا أنها تمتد لتشمل أكثر من أحد عشر عاماً من عمر الفرد. ووصول الفرد إلى النضج الجنسي sexual maturityلا يعني بالضرورة أن يصل الفرد إلى النضج في الوظائف الأخرى ، كالنضج العقلي مثلاً ، فعلى الفرد أن يتعلم الكثير حتى يصبح راشداً ناضجاً، ولذلك تعرف المراهقة بأنها: الانتقال من الطفولة إلى الرشد .
ويفضل بعض العلماء تحديد هذه المرحلة بتحديد واجبات النمو التي ينبغي أن تحدث في هذه المرحلة ومن هذه الواجبات ما يلي :
1. إقامة نوع جديد من العلاقات الناضجة مع زملاء العمر من الجنسين .
2. اكتساب الدور المؤنث أو المذكر المقبول اجتماعياً لكل جنس من الجنسين .
3. قبول الفرد لجسمه أو جسده، واستخدام الجسم استخداماً صالحاً، لأن هناك بعض البنات اللاتي يشعرن بالخجل من بزوغ صدورهن، أو نمو أردافهن، أو كبر الأنف واليدين، ومن الذكور من يخجل من خشونة صوته.
4. اكتساب الاستقلال الانفعالي عن الآباء وغيرهم من الكبار، فالمراهق لا ينبغي أن "ينتظر حتى تغطيه أمه لكي ينام".
5. الحصول على ضمانات لتحقيق الاستقلال الاقتصادي.
6. اختيار مهنة، والإعداد اللازم لها.
7. الاستعداد للزواج وحياة الأسرة.
8. تنمية المهارات العقلية والمفاهيم الضرورية للكفاءة في الحياة الاجتماعية.
9. اكتساب مجموعة من القيم الخلقية التي تهديه في سلوكه.
الفرق بين مفهوم المراهقة ومفهوم البلوغ :
ويخلط كثير من الناس بين مفهوم المراهقة ومفهوم البلوغ الجنسي، لذلك ينبغي أن نميز بين المراهقة وبين البلوغ الجنسpuberty ، فالبلوغ يعني بلوغ المراهق القدرة على الإنسال، أي اكتمال الوظائف الجنسية عنده، وذلك بنمو الغدد الجنسية عند الفتى والفتاة، وقدرتها على أداء وظيفتها.
أما المراهقة فتشير إلى التدرج نحو النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي. وعلى ذلك فالبلوغ إن هو إلا جانب واحد من جوانب المراهقة، كما أنه من الناحية الزمنية يسبقها، فهو أول دلائل دخول الطفل مرحلة المراهقة.
ويميل الكتاب إلى اعتبار مرحلة المراهقة ممتدة من سن 9 سنوات إلى 21 سنة، ويقسمون هذه الفترة إلى مرحلة المراهقة المبكرة، والمتوسطة، ثم مرحلة المراهقة المتأخرة، التي ينتقل بعدها مباشرة إلى مرحلة الرشد والكبر. فالنمو والتغيرات التي تطرأ عليه تحدث على مدى زمن طويل. ومن هنا كانت صعوبات تعريف مرحلة المراهقة، فهي التي تلي مرحلة الطفولة المتأخرة، والتي ينتقل الطفل خلالها من مرحلة الطفولة المتأخرة إلى مرحلة الرشد . ومراحل الانتقال في حياة الفرد دائماً مراحل حرجة في حياة الفرد والجماعة، كما أنها مرحلة تغير سريع ومتلاحق، ودائماً يصاب الإنسان بالتوتر والقلق في الفترات التي يتعرض فيها للتغيير.
وقد تطول أو تقصر فترة المراهقة تبعاً لتعقد النمط الحضاري الذي يعيش فيه المراهق، فالمجتمعات تتطلب من المراهق إعداداً علمياً أو مهنياً طويلاً ونضجاً كاملاً وقوياً حتى يتمكن من مسايرة الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية السائدة.
وتزداد أزمة المراهقة كلما طال البعد الزمني الذي يفصل بين البلوغ والاستقلال الاقتصادي، فكلما استطاع المراهق أن يحقق لنفسه الاستقلال الاقتصادي وتكوين الأسرة قلّت فترة تعرضه للأزمات النفسية.
لذلك فأزمة المراهقة أخف في الريف منها في المدينة. وذلك لبساطة الحياة، ولقرب إمكان الوصول إلى الاستقلال الاقتصادي في الريف، وإمكان الدخول في مجتمع الرجال، والاشتراك في أنشطتهم، وتحمل مسؤولياتهم، والقيام بالأعمال التي يقومون بها مثل الرعي والصيد.
وتحدد بداية مرحلة المراهقة ببداية البلوغ الذي يحدث تقريباً في سن الحادية عشرة بالنسبة للفتاة، وفي سن الثالثة عشرة بالنسبة للفتى، حيث يحدث أول قذف للفتى، وتحدث أول دورات الطمث أو الحيض عند الفتاة.
ولكن ينبغي الإشارة إلى أن هناك فروقاً فردية واسعة في السن الذي يصل فيه الطفل إلى مرحلة البلوغ أو النضج الجنسي، وعلى ذلك فيجب أن تؤخذ على سبيل التقريب، فليس من الضروري أن يصل كل طفل إلى هذه المرحلة في سن الثالثة عشرة، ولكنه يصل تبعاً لمعدله الخاص في سرعة النمو الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي . ( نقول : إن الشرع قد جعل سنّ الخامسة عشرة سن البلوغ لمن لم تظهر عليه العلامات الأخرى ) .
من هنا يجب ألا ينزعج الآباء عندما يتأخر نمو أطفالهم عن الوصول إلى مرحلة معينة من مراحل النمو.


[/align]
 

مواضيع مماثلة

أعلى