التفوق والموهبة .. د. نوره سليمان ..

عبدالحي عداربه

كاتب جيد جدا
مفهوم تاننبام للتفوق والموهبة







د. نوره السليمان


مفهوم تاننبام للتفوق والموهبة:
إن التفوق والموهبة عند تاننبام (Abraham J. Tannenbaum ), هي حالة استعداد أو قابلية الفرد لتكوين الأفكار والأعمال للوصول إلى تحقيق الإنجاز وتحسين الحياة البشرية عقلياً وأخلاقياً ومادياً ووجدانياً واجتماعياً وجمالياً ( تاننبام, 1986م ص3 ). ويؤكد أن هذا التعريف واعد للأجيال المتعاقبة حيث أنه يشتمل على:
1) التحديد لمجالات الموهبة.
2) تحديد المحكات وهي الإنجاز للأعمال في الجوانب المذكورة.
3) التركيز للتعرف على الجوانب التنموية للموهبة من خلال مراحل النمو, وظهور الاستعداد لدى الأطفال وفي عمر مبكر.
وحذر تاننبام من الاتساع في استخدام مفهوم الذكاء أو القدرة العامة والحصول على درجة واحدة للحكم على الفرد. وذكر أن القدرة العامة أو الذكاء في
سن الطفولة قد يكون مطلوباً, ولكن لا يتحقق النجاح بوجودها فقط ولكن خبرات الطفل خلال سنوات نمـوه وتأثـره بالعـوامل البيـئية المحيـطة يدفـع بمـواهـب الطـفـل إلى التطـور, ومن جهة أخرى ذكر أن وجود الاستعدادات والقدرات الخاصة لدى الطفل لا تحقق الإنجاز بوجودها كاستعدادات أولية ولكن وجود الظروف البيئية المناسبة يشكل أهمية كبرى في تطور المواهب ونموها. و قد ذكر تاننبام أنه قد يوجد أفراد بقدرات ونسب ذكاء أقل ولكن يحققون إنجازات عظيمة في حياتهم لوجود العوامل المؤثرة المحيطة بهم والتي قد تحقق الإنجاز والنجاح للأفراد. ويذكر تاننبام أنه ليس هناك سبب واحد محدد أو عدة أسباب مضمونة لتحقيق التفوق والموهبة, ويذكر أن متطلبات التفوق أو الوهبة أو الإنجاز هي عملية تفاعلية معقدة, ليست واضحة ومعروفة بالكامل في الوقت الحاضر. ويذكر أن هناك خمسة عوامل تشكل التفوق والموهبة لدى الفرد وقد صورها على شكل نجمة البحر, انظر الشكل ( 1 ـ 2 ).









شكل ( 1 ـ 2 ) يوضح العوامل المتضمنة لتعريف تاننبام

وتتمثل هذه العوامل الخمسة في الآتي:
‌أ) القدرة العقلية العامة المرتفعة:
عرف تاننبام القدرة العقلية العامة المرتفعة أو نسبة الذكاء كنوع من القدرة الذهنية الغامضة التي تظهر من خلال الاشتراكـات النسبية لمخـتلف أنـواع القـدرات والـتي تشكـل العامل العام كما تظهر في اختبارات الذكاء التقليدية وهو يؤكد على أهمية صياغة اختـبارات الذكـاء بشكـل يتـم تحقـيق الوصول إلى القدرة العامة للفرد. وهو لا يشدد على استخدام تلك الاختبارات, ولكن يؤكد على مدى أهمية استخدام اختبارات الذكاء تبعاً لمجال التفوق أو الموهبة, فبعـض المواهـب لا يحـسن استخـدام اختـبارات الذكاء لقياسها مثل المواهب الأدبية والفنية والعملية. بالإضافة أن بعض اختبارات الذكاء فيها تحيز ثقافي وهي لا تعكس القدرات الحقيقية للأقليات العرقية والثقافـية. وأشار أن بعـض الطـلبة المتفوقين والموهوبين قد يحققون درجات مرتفعة في بعض المواد الدراسية التي تقيسها اختبارات الذكاء كاللغوية والمهارات الرياضية المنطقية وبالتالي يحصلون على درجات عالية على اختبارات الذكاء بعكس القدرات التي لا تتضح قيمها, حيث أن تلك الاختبارات للذكاء لا تقيس إلا عدداً محدوداً من المهارات. وذكر أن هناك ارتباطاً ضعيفاً بين درجات تلك الاختبارات للذكاء وبين التعامل بكفاءة واقتدار مع العالم الخارجي الواقعي للفرد. وأكد أن استخدام تلك الاختبارات للذكاء بشكل أحادي وعدم استخدام اختبارات أخرى معها لا ينصف قدرات الطالب وخاصة الموهوب, وتاننبام مثله مثل ستيربنرج ( Sternberg,1985 ) يذكر أن تلك الاختبارات تكشف قدرات عامة تتعلق ببعض القدرات التي تظهر من خلال التحصيل الأكاديمي وأنه بمجرد استخدام قدرات أخرى في الإجابة على الأسئلة فإن عامل الذكاء يضعف بشكل كبير أو يختفي.

أ‌) الاستعدادات الخاصة:
ذكر تاننبام أنه من الخطأ الاعتماد على اختبارات الذكاء للتعرف على القدرات لدى الفرد الذي قد يترتب عليه تصنيف يلازم الفرد مدى الحياة على أنه متأخر أو متوسط أو مرتفع الذكاء. فمن الخطأ التنبؤ بالمستقبل من درجات اختبار واحد. وأكد أن هناك ارتباطات ضعيفة بين كل من اختبارات الذكاء التقليدية واختبارات المواهب كالقدرة الموسيقية, والشعرية, والرسم, والتمثيل وغيرها من المواهب الفنية والتي تتميز بالإبداع والإتقان. ويذكر أن تلك القدرات الخاصة أو الاستعدادات لدى الأطفال يكون بعضها متطوراً بشكل كبير عن الآخر خاصة لدى الموهوبين الأكبر سناً من الأطفال. ويذكر أن هناك علامات واضحة للقدرة الخاصة لدى الأطفال الصغار والذين يصعب تطبيق اختبارات رسمية عليهم لقياسها, فالطلاقة اللغوية, وتكوين الجمل والقدرة الكتابية والقراءة في الطفولة المبكرة يمكن ملاحظتها بشكل مباشر لدى هؤلاء الصغار, ولكن يمكن التوصل عن طريق الاختبارات الرسمية وقياسها في سن المدرسة. ويذكر تاننبام أن الأطفال الذين يتمتعون بقدرة خاصة مرتفعة في مجال محدد من الممكن أن يمتلكوا مواهب أخرى إلى جانب تلك الموهبة. ولكن لا يعني تعميم مستوى الارتفاع ليشمل جميع المواهب التي لدى الفرد, فلكل قدرة خاصة تأثيراتها الخاصة بها. إلى جانب وجود تأثيرات بين تلك القدرات الخاصة ولكنها محدودة وهي داعمة للقدرة العامة بشكل واضح. وقد استشهد تاننبام بالقدرات المتعددة التي ذكرها هورد جاردنر ( 1997م ) والتي تم الحديث عنها سابقاً.
‌ج) العوامل غير المعرفية :
يؤكد تاننبام ( 2003م ) أن الخصائص الشخصية التي يتميز بها الفرد تكون قوة دعم للانجاز المرتفع, فالتفكير الإيجابي, وارتفاع مفهوم الذات لدى الفرد والثقة بالنفس, مثل هذه الصفات تعزز المواقف المختلفة تجاه التحديات في الحياة وفي التعلم المستمر وممارسة الأنشطة المختلفة, فتحقيق مفهوم الذات يرتبط بالإنجاز, فمثلاً الموهبة في مجال الفنون في المسرح أو الموسيقى ترتبـط ارتباطاً كبيراً بمفهوم الموهوب والمتفوق عن نفسه لتلك القدرات ومدى إتقانه لها وتفننه في أدائها فبالتالي المؤثرات الداخلية تنعكس على الأداء للفرد لتحقيق الإنجاز في تلك المجالات للموهبة. وذكر تاننبام أن انخفاض مفهوم الذات لدى المتفوق والموهوب يؤدي إلى التأثير على مواهبه وقدراته بشكل عام, فالطفل الذي ينخفض أداؤه في المواد الدراسية رغم موهبته في تلك المواد والملتحق بمدارس خاصة بالطلبة المتفوقين والموهوبين فإن ذلك الانخفاض في الأداء قد يعود إلى عوامل أخرى داخلية للفرد أكثر منها متعلقة بصعوبة الدرس أو سقف الاختبار, وقد يعود هذا الانخفاض لمفهوم الذات وإلى عوامل شخصية أخرى.
‌د) العوامل الظرفية أو العوامل البيئية:
كثر الحديث منذ وقت مبكر حول حقيقة تأثير العوامل الوراثية والبيئية على قدرات الفرد, وكثر الجدل والاختلاف في وجهات النظر فيما إذا كانت القدرات العقلية قابلة للتطور والنمو أو أنها نتيجة لعامل وراثي يبعث على التشاؤم في حالة وجود قصور أو عجز في تلك القدرات. وهناك آراء متعارضة لهذا التأثير لكل من الوراثة والبيئة على القدرات الذهنية. وذكر تاننبام ( 2003م ) أن الآباء قد يؤثرون على أبنائهم ليس فقط من خلال الجينات الوراثية ولكن من خلال النشاط الاجتماعي وعن طريق البيئة المحيطة والمتمثل في اختيار المسكن والجيران والمستوى الاقتصادي والاجتماعي الذي يعيش فيه الأبناء فالمناخ الاجتماعي الصحي والمهارات الاجتماعية والسلوك الأخلاقي من المتطلبات الأساسية. فالموهبة تحتاج إلى سياق اجتماعي يساعد على النمو والتطور لمواهب وقدرات الفرد وقد تكون تلك البيئة واسعة باتساع المحيط الاجتماعي أو محصورة ومحدودة, ويذكر تاننبام أن الموهبة لا تنمو في فراغ بيئي بل تتم وتتفاعل في مجال وحقل بيئي سليم يقوم على علاقات مشتركة, فالمدرسة والأسرة والمجتمع يساهمون وبشكل مشترك في تشجيع وتنمية القدرات والمواهب لدى الفرد. فتأثير التعلم المتميز وتشجيع الإنتاج الإبداعي ووجود متخصصين وباحثـين للاهـتـمام بالمتفوقين والموهـوبـين وإنـتاجهـم وإيجـاد بـرامـج وطـرق تـدريـس ومناهـج تتـناسب مـع قـدراتهم وميولهم من أهم العوامل البيئية المؤثرة. ويذكر تاننبام أن بعض الجوانب السلبية والتي قد تؤثر على تطور ونمو المواهب لدى الطلبة تأتي من بعض المعلمين الذين لديهم اتجاهات سلبية نحو المتفوقين والموهوبين حيث أنهم يقلقون من وجود هؤلاء الطلبة في الفصول التي يقومون بتدريسها. ويحاولون تجنبهم ويرون أن الطلبة المتفوقين والموهوبين لديهم من القدرات المتميزة والعالية التي تمكنهم من حل الأسئلة التي يطرحونها والتوصل للحلول وذلك للتغلب على المشاكل والصعاب التي يواجهونها ويتعرضون لها خلال يومهم الدراسي بدون حاجة إلى المساعدة. ويذكر تاننبام أن ما يشكل قلقاً للمتفوقين والموهوبين هو رفض البعض من المعلمين في وجود برامج خاصة بهم, ويجدونه أمراً محبطاً لهم, حيث أن تأثير هذه القيم الثقافية والاجتماعية السائدة التي تنادي بالمساواة في التعليم على حساب التميز, تجعل المتفوق أو الموهوب يستلم رسائل متناقضة في مدى أحقيتهم في برامج ومناهج تراعي قدراتهم وتناسب ميولهم ورغباتهم. بالإضافة إلى تأثير مجموعة الرفاق والذين يشكلون ضغوطاً مرتفعة على سلوكيات المتفوق والموهوب ومحاولة مجاراتهم لتحقيق التكيف أو العكس. وقد ذكر أن الطلبة في سن المدرسة يفضلون أن يكونوا أكثر شعبية بين زملائهم من أن يظهروا تفوقهم في تحصيلهم الدراسي.
ه ) عامل الحظ أو الصدفة :
ويوضح تاننبام ( 2003م ) أن هذا العامل يتعلق بتهيئة الفرصة للفرد لطرح موهبته في الوقت المناسب والمكان المناسب وهنا قد تشاء الصدف أو الحظ أن يوجد الفرد ضمن أسرة لديها الموروثات الجينية التي تجعل منه متفوقاً وموهوباً ضمن ظروف بيئيه وثقافية مناسبة, من حيث تعليم الأب والأم والثقافة المحيطة بهم بعكس الشخص الذي تلعب الصدفة أو الحظ بأن يكون ضمن أسرة لا تكون مهيأة لأن يكون الشخص موهوباً أو متفوقا على الرغم من وجود الاستعداد لديه.
ويؤكد تاننبام تأثير العوامل والظروف غير المتوقعة والتي لا يمكن التنبؤ بها خلال مراحل النمو للفرد المتفوق والموهوب فالحظ موجود كما ذكر تاننبام ويمكن أن يحدث ويحقق نجاحاً أو فشلاً, لا يعلم ما هي الأشكـال التي سـوف يتشكـل بها, أو عدد المرات للحظ التي يمكن أن يحدث فيها,ولهذا إن معاملته تتم كقوة تفوق الطبيعية فهو يتعدى حدود العلم, ولا يمكن لأحد أن ينكر قـوته في تسهيل وتحـقيق الموهبة أو من جهة أخرى كبحها. ويذكـر أنـه حتى لـو كـان المتفوق والموهوب متأكد من تحقيق النجاح, فإن الحظ السيئ قـد يقـلب الموازين بالكـامل. ويؤكـد تانـنبام بأنه لا يجب الاستخفاف بعوامل الصدفة أو الحظ. وينبغي عدم تجاهلها عند دراسة التفوق والموهبة, فكثير من المتفوقين والموهوبين أكدوا عـلى حصول أحـداث غـير متوقـعة حدثـت لهـم فـي حياتهم, ساعـدت في وصولهم إلى تحقيق مواهبهم والوصول إلى القمة. ويذكر أن عوامل الصدفة لا ترتبط بالطبيعة المنطقية العقلية أو بالبيئة المحيطة. ويستشهد تاننبام بما أورده أوستن ( 1987م ) من أن هناك أربعة مستويات من عوامل الصدفة:
1) عامل الصدفة أو الحظ سواء كان جيداً أو سيئاً, قد يصيب الشخص المناسب في المكان المناسب وبالتالي يحقق النجاح أو أن يحدث العكس.
2) أن يتم وضع العقل والجسد في حركة دائمة لاحتمال حدوث الحظ الحسن, وهنا يظهر صعوبة تحديد النشاط والهدف منه, وقد يشتمل على إهدار كثير من الجهد والوقت لعدم المعرفة بموعد حدوث الصدفة أو الحظ.

3) ربط الصدفة بخبرة دائمة غير متوقعة, ولهذا يتم تجهيز الشخص بخبرة بشكل مستمر ودائم, ويستطيع إدراك المعاني, ويتفاعل ويتواصل اجتماعياً, فكما ذكر ( أن الصدفة تفضل العقل المجهز ) فنادراً ما تأتي ضربة الحظ ونادراً ما نجد الفرد المجهز بالخبرة لاستغلالها على النحو الأمثل.
4) سهولة أن يعتقد الشخص أنه محظوظ بسبب الاتصال والاعتقاد الذي يتميز به, وتعلق ذهنه وإصراره واستمرار الرغبة حتى يحدث اتحاد نادر وحدوث الحظ ويلعب الإلهام دوراً واضحاً.

ويذكر أن هناك حالتين لا يمكن للفرد التحكم فيها هي الميلاد والجذور الاجتماعية, فالأولى تحددها الموروثات الجينية والثانية تحددها البيئة التي ينشئ بها. فمن هنا تنشأ الصدف.
ويذكر تاننبام أن كل عامل من هذه العوامل الخمسة لتعريف التفوق والموهبة يضم عوامل فرعية أحدهما ثابتة والأخرى متحركة ( ديناميكية ), فتوفر العوامل الثابتة هي حالة فردية عادة ما تتعلق بمبادئ كل فرد أو جماعة حسب هويتها أو المعايير التي تحكمها, فكل جماعة لها تقييماتها وانطباعاتها الخاصة المفـردة بها في الزمـان والمكـان. فرؤيـة ثابـتة للأطـفال المتفوقين والموهوبين وظروفهم الحياتية,تقدم انطباعاً مفيداً لإجراء المقارنة مع الآخرين من خلال تلك العوامل المحددة حيث يتم استخدام طرق ومعايير لقياس تلك العوامل.
ومن جهة أخرى أشار تاننبام أن العوامل الفرعية الديناميكية تشير إلى التفاعلات الاجتماعية والنفسية الداخلية التي يتشكل بها سلوكيات الفرد ويمكن تمييزها من خلال القياس والتشخيص والوصول إلى الفروق الفردية للأشخاص وتمييز المحيط البيئي الذي يعيشون ويتفاعلون به.
وأكد تاننبام أن وجود أربعة عوامل من مكونات التفوق والموهبة لا يعوض عن وجود الخامس, كما أن هذه المستويات الخمسة تختلف وتتفاوت مع كل مجال تفوق وموهبة, وعلى سبيل المثال فالموهبة في مجال الفيزياء يتطلب قدرة عامة مرتفعة ( ذكاء ) مع القليل من المهارات الاجتماعية, بينما الموهبة في مهن الخدمات الإنسانية يتطلب العكس. فالتفاعل بين العوامل الخمسة للموهبة تتكون بطرق ونسب مختلفة تبعاً لمجالات التفوق والموهبة الذي يتميز بها الفرد. ولكن جميعها تشتمل على تلك المكونات مع الاختلاف في الكمية لكل موهبة.
إذا تعريف تاننبام يركز على أهمية العوامل الخارجية والداخلية للفرد والظروف البيئية المحيطة و المؤثرة على أدائه, ويؤكد على أهمية الاهتمام بالمواهب المختلفة في وقت مبكر من حياة الطفل ورعاية تلك المواهب خلال مراحل النمو المختلفة.
 
التعديل الأخير:

غيمة سما

كاتب جديد
رد: التفوق والموهبة .. د. نوره سليمان ..

جوزيت من الخير اكثرهـ

ومن العطـاء منبعـه
لاحرمنـا البآريء وإيـاك ـأوسـع جنانـه
دمت بسعاده مدى الحياة
 

لوح2000

كاتب جديد
موضوع رررائع
رفع الله قدرك فى الدارين
واجزا لك العطاء
شكرا لطرحك المميز
وانتقائك الهاتف
جعله المولا فى موزين حسناتك
بوركت جهودك
 

مواضيع مماثلة

أعلى