أبو فراس الحمداني

أبو فــــــراس الحمـــدانـــــي
932 ـ 968
المهندس جورج فارس رباحية

هو الحارث بن سعيد بن حمدان بن حمدون الحمداني وُ لَدَ في الموصل ( العراق) سنة 932 م ( 320 هجري ) من أب عربي وأمّ رومية منتسباً إلى أسرة أمراء كانوا في أوجّ العز والمجد . اشتهر جدّه حمدان بالبأس في القتال والكَرَم وحُسْن السياسة وغَرَسَ هذه الصفات في أولاده فشبّوا على حبّ المجد .
قُتِلَ أبوه وهو طفل لم يتجاوز الثالثة من عمره فنشأَ تحت رعاية ابن عمّه سيف الدولة وحظيَ بثقافة حسنة ودرّبه على أساليب الفروسية , ثم ولاّه على منبج وحرّان وكان ينـافس الأدباء , وله مع المتنبي ( 915 – 965 ) م مواقف عدّة . وأمضى معظم حياته في الحروب ويصدّ عن الأمير سيف الدولة هجمات الروم حتى أسروه مرتين , الأولى سنة 959 فـــي مغارة الكحل وأخذوه إلى خرشنة ( بلدة على نهر الفرات ) ثم نجا من الأسر وعاد إلى الحرب فقَبض عليه الروم سنة 962 وأخذوه إلى القسطنطينية وعاملوه معاملة حسنة تليق بمقامه حتى كانت سنة 966 بذل سيف الدولة فدْيته فعاد إلى وطنه .
لم تمض سنة على خروجه من الأسر حتى توفي سيف الدولة 967 وخلـــفه ابنه أبو المعالي سعد الدولة وهو ابن أخته . ورأى أبو فراس أن يستولي ولو على جزْء من مملكة ابن عمّه , فدخلَ حمص وأقام فيها , فعَلِمَ أبي المعالي بأمره فأرسل إليه جيشاً بقيادة قَرْغَويه فسقط شاعرنا في ميدان القتال قُرْب بلدة صدد بأطراف البادية في 4/نيسان/0968 م وهـــو في السادسة والثلاثين من عمره .
وتخليداً لذكراه نقل رفاته إلى مدينة حمص يوم الثلاثاء في 18/3/1997 حيث أقيم نصب تذكاري قرب قلعة حمص ودُشِّن في احتفال رسمي يوم الأربعاء بتاريخ 9/ نيسان / 1997 حضره السيد العماد مصطفى طلاس وزير الدفــــاع .
فنونه في الشِعر :
له منظومات في الغَزَل والرثاء والفخر والوصْف والإخوانيّات و الروميّــات. وقد جمَع ديوان شِغره أستاذه ابن خالويه .
ونورد أدناه مقتطفات من قصائده :
1 ـ في الغَــــــزَل :
تُسائلني: (مَن أَنتَ؟) ،وَهْيَ عَليمةٌ ***** وهل بِفَتَى مِثلي ، على حاله ، نُكرُ؟
فقلتُ ، كما شاءت وشاءَ لها الهوى ***** (قتيلُكِ!) ، قالتْ : (أيّهم ؟فهُمُ كُثُرُ !)
2 ـ في الرثاء : لم يُرْثِ أبو فراس إلاّ بعض ذويه كأُخته وأمّه ، وبعض أنسبائه من بيت ابن
عمه سيف الدولة وبعض أصدقائه المقرّبين ، وهذان بيتان من رثائه لأمّه :
أيا أُمَّـاه كم بُشـــرى بقربــــــي ***** أتتكِ ! ودونها الأجلُ القصيرُ !
إلى مَن أشتكي ؟ ولِمَن أُناجي ؟ ***** إذا ضاقت بمـا فيها الصدورُ !
3 ـ في الفَخـــر : وهنــا يفتخر بنفْسه :
إذا ما العِــزُّ أصبحَ في مكانٍ ***** سَمَوْتُ لهُ ، وإن بَعُدَ المزارُ ...
أبَتْ لي همَّتي وغِرارُ ســـيفي ***** وعَزمي ، والمطيَّة ، والقِِفارُ
ونفْسٌ لا تُجاورها الـــــــدَّنايا ***** وعِرْضٌ لا يَرِفُّ عليهِ عـارُ ...
4 ـ في الوَصـــف : شابَ أبو فراس وهو دون العشرين من عمره ، ومما قال في ذلك :
عَذِيْرِيَ من طــــوالعَ في عِذَاري ***** ومن رَدِّ الشبــــاب المستعارِ 1
وثوْبٍ ، كنتُ ألبســــه ، أنـــــيقٌ ***** أجرّرُ ذيله بين الجــــواري . 2
وما زادت عن العشــــرين سنّي ***** فما عذرُ المشيب إلى عذاري
وما استمعتَ من داعي التصابي ***** إلى أن جاء في داعي الوقارِ !
أيا شيبي ، ظلمــتَ ؛ ويا شبابي ، ***** لقد جاورتُ ، منك ، بشرّ جــارِ
5 ـ الإخوانيّات : هي القصائد التي كان يكتبها و يرسلها إلى أصحابه وأنسبائه وخلاّنه
وكتب إلى أخيه أبي الهيجاء من القسطنطينية :
وقد كنت أشكو البعدَ منك ، وبيننا ***** بلادٌ إذا ما شئتُ ، قرَّبها الوجدُ ؛
فكيف ، وفيما بيننا ملك قيصــــرِ ***** ولا أملٌ يحيي النفوسَ ولا وعدُ !
6 ـ الـــرّوميّات : وهي أشهر ما كتب من قصائد ، وكان من دواعي نظمها : أَلَمْ الأسْر
وتباطؤ سيف الدولة في فدائه وأَلَمْ أُمّه ورقّة قلبه . وهذة الأبيات من
قصيدته( نوح الحمامة ) :
أقولُ وقد ناحت بقربي حمـــــامةٌ : ***** أيا جارتا ! هل تشعرين بحالي ؟
معاذ الهوى ! ماذقتِ طارقة النوى ***** ولا خطرَتْ منكِ الهمومُ ببالي ! 3
أيا جارتا ما أنصف الدهــــر بيننا ***** تعالي أُقاسمْكِ الهمومَ ، تعــــالي !
لقد كنتُ أولى منكِ ، بالدمـعِ مقلةً ***** ولكن دمعي في الحوادث غالـي !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقـــال وهو في الأســر : قصيدة أراكَ عصيّ الدمع منها :
أراكَ عصيَّ الدمعِ شيمتكَ الصبرُ ***** أما للهوى نهيٌ غليكَ ولا أمْـرُ ؟
نعم ! أنا مشتاقُ وعندي لوعــةٌ ، ***** ولكِنَّ مثلي لايُذاعُ له سِـــــــرُّ !
إذا الليل ، أضواني ، بسطتُ يد الهوى ؛ ***** وأذللتُ دمعاً من خلائقه الكبـــــــرُ !
تكاد تضيىء النـــــــار ُ بين جوانحي ***** إذا هي أذكتها الصبابةُ والفكــــــرُ !
وكان آخر شِعره قوله لمّا أدركته الوفاة يخاطب ابنتــــه :
أبنيّتـــي ، لاتجـــــزعي! ***** كل الأنـــامٍ الى ذَهـــابْ !
أبنيّتـــــي صبـــراً جميـ ***** ـلاً للجليــل من المصــابْ
نـوحي علــــيَّ بحسْـــرةٍ ، ***** من خلْـف ستْــرك والحجابْ
قولــــــي إذا كلَّمتنــــي ***** وعُييــــتُ من ردّ الجـوابْ :
زيـنُ الشبــابِ أبـو فـــرا ***** س لــــــم يمتَّـــع بالشبـــابْ
ــــــــــــ
المفردات : 1 ـ العذير : العاذر . طوالع : يريد بها الشعرات البيض التي طلعت
العِذار : جانب اللّحية مما يلي الأذنين .
2 ـ وثوبٍ : معطوف على الشباب : أي ومن ردّ هذا الثوب الأنيق .
3 ـ النوى : البُعد ، والمعنى : ينفي الحزن عن الحمامة لأنها لم تتعذّب
من ألم البعاد ولم تعرف الهمّ .
9/3/2003 المهندس جورج فارس رباحية

المصادر : 1ـ أبوفراس الحمداني : فؤاد إفرام البستاني، سلسلة الروائع بيروت 1928
2ـ تاريخ الأدب العربي : حنا الفاخوري
3ـ المنجد في اللغة والأعلام : 1973

 

جوجو جومانة

كاتب جديد
رد: أبو فراس الحمداني

<p>شات عربي</p><p><br></p><p>انضم معنا مع اقوى واكبر دردشة كتابية وصوتية&nbsp;</p><p><br></p><p>بدون اشتراك او تسجيل عن طريق الهاتف والكمبيوتر</p><p><br></p><p>بكل الحب نستقبلكم&nbsp;</p><p><br></p><p>مع اكبر تجمع شباب وبنات&nbsp;</p><p><br></p><p>من جميع انحاء الوطن العربى&nbsp;</p><p><br></p><p>كن مطمئنا مع اقوى حماية لمعلوماتك. وبيناتك الشخصية&nbsp;</p><p><br></p><p>مع تحيات ادارة الشات</p><p><br></p><p>الموهوب النسر الذهبى&nbsp;</p><p><br></p><p>اكتب فى محرك البحث جوجل (شات روم عرب)</p><p><br></p><p>او انضم من هنا ( </p><p><a href="https://www.roomarab.com/chat/" target="_blank">شات عربي)</a></p><p><br></p><p><br></p><p>ونتمنى وجودكم وانضمامكم الى الشات التاني عرب فن&nbsp;</p><p><br></p><p>بالضغط <a href="https://arabfun.com/chat/" target="_blank">هنا عرب فن</a></p><p><br></p>
 

جوجو جومانة

كاتب جديد
رد: أبو فراس الحمداني

<p>اتمنى الانضمام الى&nbsp; قناتنا على اليوتيوب</p><p><br></p><p><a href="https://www.youtube.com/channel/UCo9PFYsFj1g1ljNn5eVa__g?view_as=subscriber">https://www.youtube.com/channe...</a></p><p><br></p><p><br></p><p>حسابنا على الفايس&nbsp; بوووك</p><p><br></p><p>https://m.facebook.com/Alnesralthahabi-2660861253984303/?ref=bookmarks</p>
 

مواضيع مماثلة

أعلى