ما هي أسباب التهاب الأذن الوسطى

هدير نصر

كاتب جيد
%D8%A3%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%87%D8%A7%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B0%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B3%D8%B7%D9%89.jpg


التهاب الأذن الوسطى
تحدث عدوى الأذن الوسطى، أو ما يسمى أيضًا التهاب الأذن الوسطى عندما يتسبب فيروس أو بكتيريا في إصابة المنطقة وراء طبلة الأذن بالالتهاب، وهي حالة أكثر شيوعًا في الأطفال، ووفقًا لمستشفى لوسيلي باكارد للأطفال في ستانفورد، فإن عدوى الأذن الوسطى تحدث في 80% من الأطفال في الوقت الذي يبلغون فيه سن الثالثة، وتحدث معظم حالات عدوى الأذن الوسطى خلال فصل الشتاء وأوائل الربيع، وفي كثير من الأحيان، تشفى عدوى الأذن الوسطى تلقائيًا دون أي دواء، ومع ذلك، يجب طلب العلاج الطبي إذا استمر الألم أو رافقه حمى، ويعرض هذا المقال أسباب التهاب الأذن الوسطى أعراضه وطرق علاجه.

أسباب التهاب الأذن الوسطى
ترجع معظم أسباب التهاب الأذن الوسطى إلى الإصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية، وعادةً ما تكون هذه العدوى ناتجةً عن مرضٍ آخر مثل نزلات البرد أو الإنفلونزا أو الحساسية أو أي حالة أخرى قد تتسبب باحتقان الأنف، ويعتبر انسداد قناة استاكيوس أحد أهم أسباب التهاب الأذن الوسطى والزوائد الأنفية كذلك، وفيما يأتي توضيح لذلك:[١]

دور قناة استاكيوس: هي قناة ضيقة ومجوفة تمتد من الأذن الوسطى إلى التجويف العلوي للحلق، وتعمل على تنظيم ضغط الهواء في الأذن الوسطى وتغيير الهواء في الأذن وإخراج الإفرازات من الأذن الوسطى، ويمكن أن يؤدي التورم والالتهاب وتراكم المخاط في قناة استاكيوس نتيجةً لعدوى في الجهاز التنفسي العلوي أو حساسية إلى انسدادها، مما يؤدي إلى تراكم السوائل في الأذن الوسطى، والذي عادةً ما ينتج عنه الإصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية لهذا السائل، وتعد التهابات الأذن أكثر شيوعًا لدى الأطفال نسبيًا نظرًا لضيق القناة لديهم مما يجعل احتمالية انسدادها أكبر.
دور الزوائد الأنفية: الزوائد الأنفية أو اللوزتان الأنفيتان هما كتلتان صغيرتان من الأنسجة تتواجدان في الجزء العلوي من مؤخرة الأنف ويعتقد أنه لهن دورًا مهمًا في نشاط جهاز المناعة، وبالتالي تجعلهم هذه الوظيفة عرضةً بشكل خاص للإصابة بالالتهاب والعدوى، ونظرًا لأنّ الزوائد الأنفية قريبة من فتحة قناة استاكيوس، فقد يؤدي التهابها أو تضخمها إلى انسداد القناة، وبالتالي المساهمة في الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى، ونظرًا لكبر حجمها في الأطفال، تعتبر الزوائد الأنفية أحد أكثر أسباب التهاب الأذن الوسطى شيوعًا عند الأطفال.
أعراض التهاب الأذن الوسطى
تعتبر الأذن أحد أكثر الأعضاء حساسيةً في الجسم، وذلك لكونها مسؤولة عن التوازن بالإضافة إلى حاسة السمع، لذلك يتسبب أي ضرر يصيب الأذن بأجزائها المختلفة إلى ظهور مجموعة مختلفة من الأعراض والعلامات المزعجة والتي تشمل:[٢]

ألم الأذن الحاد وخاصةً عن لمسها.
تغيرات في السمع والتي عادةً ما تكون عبارة عن ضعف في السمع في الأذن الملتهبة.
الغثيان والتقيؤ والدوخة بسبب تأثير الالتهاب على مستقبلات التوازن.
الحمى والتورّم وصداع الرأس كنتيجة للالتهاب.
يمكن أن تكون الإفرازات التي تسيل من الأذن علامةً على وجود مشكلة أكثر خطورةً وتستدعي تشخيصًا وعلاجًا فوريًّا من قبل الطبيب.
عوامل خطر الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى
تسهم العديد من العوامل والظروف التي يمكن محاولة تفادي بعضها دون الآخر في زيادة فرصة الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى، وتشمل هذه العوامل كلًّا مما يأتي:[١]

العمر: إذ يعتبر الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر وسنتين أكثر عرضةً للإصابة بالتهابات الأذن بسبب حجم وشكل قناة استاكيوس لديهم وبسبب ضعف تطور الجهاز المناعي لديهم.
دور الرعاية الجماعية: من المرجح أن يصاب الأطفال الذين يتم الاعتناء بهم في دور الرعاية الخاصة وبمجموعات كبيرة بالزكام والإلتهابات في الأذن أكثر من الأطفال الذين يبقون في المنزل، ذلك لأنّ تواجدهم وسط عدد كبير من الأطفال يجعلهم معرضين لالتقاط حالات أكثر من العدوى، مثل نزلات البرد.
تغذية الرضع: يميل الأطفال الذين يشربون الحليب المحضر في الزجاجة الخاصة إلى الإصابة بالعدوى أكثر من الأطفال الرضّع الذين يتلقون الرضاعة الطبيعية.
العوامل الموسمية: تعتبر عدوى الأذن أكثر شيوعًا خلال فصلي الخريف والشتاء عندما تنتشر نزلات البرد والإنفلونزا، كما يعاني الأشخاص المصابون بالحساسية الموسمية من خطر أكبر للإصابة بالتهابات الأذن بسبب التجمعات الموسمية لحبوب اللقاح.
تلوث الهواء: يمكن أن يؤدي التعرض لدخان التبغ أو ارتفاع مستويات تلوث الهواء إلى زيادة خطر الإصابة بعدوى الأذن.
تشخيص التهاب الأذن الوسطى
سيقوم الطبيب بالتأكد من أخذ التاريخ الطبي للمريض وسيقوم بعمل فحص جسدي للمريض، وفي أثناء الفحص، سوف يعاين الطبيب الأذن الخارجية وطبلة الأذن باستخدام أداة مضيئة تسمى منظار الأذن للتحقق من عدم وجود احمرار في الأذن أو تورم أو صديد وسوائل، بالإضافة إلى ذلك قد يقوم الطبيب بإجراء اختبار يسمى قياس التباين لتحديد ما إذا كانت الأذن الوسطى تعمل بشكل صحيح، وفي هذا الاختبار، يتم وضع جهاز داخل قناة الأذن، مما يؤدي إلى تغيير الضغط وجعل طبلة الأذن تهتز، وبالتالي تتغير معايير الاختبار في الاهتزاز ويتم تسجيل ذلك على الرسم البياني وتفسير النتائج.[٣]

علاج التهاب الأذن الوسطى
هناك عدد من الطرق المختلفة التي يمكن من خلالها علاج عدوى الأذن الوسطى، وسيستند الطبيب المعالج على عمر الطفل وصحته العامة وتاريخه الطبي، وسيأخذ الأطباء بعين الاعتبار شدة العدوى وقدرة المريض على تحمل المضادات الحيوية، واعتمادًا على شدة الإصابة، قد يكون الخيار الأفضل هو علاج الألم والانتظار لاختفاء الأعراض، ويستخدم الأيبوبروفين بشكل شائع لعلاج الحمى وتخفيف الألم، وعادةً ما تستدعي الأعراض التي تستمر لأكثر من ثلاثة أيام العلاج بالمضادات الحيوية، مع العلم بأن المضادات الحيوية لن تفلح في علاج العدوى إذا كانت ناجمة عن فيروس.[٤]

الوقاية من التهاب الأذن الوسطى
بالطبع لا يمكن للإنسان أن يضمن عدم إصابته بالعدوى، ولكن يمكن تخفيض فرصة الإصابة بالتهاب الأذن باتباع بعض الإجراءات الوقائة والتي تشمل:[١]

غسل اليدين باستمرار.
التأكد من جعل الطفل يرضع بطريقة سليمة في وضعية جلوس مريحة.
الامتناع عن التدخين.
المواضبة على إعطاء الطفل المطاعيم بوقتها.
فطم الطفل من اللهاية عند بلوغه سنة من العمر.​
 

مواضيع مماثلة

أعلى