ما هي أسباب التهاب الأذن الداخلية

هدير نصر

كاتب جيد
%D8%A3%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%87%D8%A7%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B0%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%A7%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%A9.jpg


التهاب الأذن الداخلية
عدوى الأذن الداخلية هي عدوى تحدث في الجزء الداخلي من الأذن، وهي عبارة عن التهاب أو تهيج في أجزاء الأذن المسؤولة عن التوازن والسمع، وغالبًا ما تكون ذات منشأ فيروسي، وتتمثّل أعراضها في الدوخة وفقدان التوازن والرنين في الأذن والغثيان والتقيؤ، ويجدر التنويه إلى أن تشريح الأذن ينقسم إلى الأذن الخارجية والأذن الوسطى -التي تشمل طبلة الأذن والعظام السمعية- وآخيرًا الأذن الداخلية والتي تتكون من القنوات الهلالية المملوءة بالسوائل والقوقعة والعصب الدهليزي والعصب السمعي، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن أعراض التهاب الأذن الداخلية وأسبابها وتشخيصها وطرق علاجها والوقاية منها.

أعراض التهاب الأذن الداخلي
تتمثّل أعراض عدوى الأذن الداخلية بالدوخة والدوار والاستفراغ والتقيؤ ومشاكل في التوازن والمشي، بالإضافة إلى حالات فقدان سمع أو انخفاض مستوى السمع في واحدة من الأذنين، ومن الأعراض أيضًا؛ ألم في الأذن وحمى وامتلاء السوائل في الأذن، وفي بعض الحالات قد تترافق عدوى الأذن الداخلية مع الهلاوس الصوتية، ويجدر التنويه إلى أنّ أعراض عدوى الأذن الداخلية قد تتشابه في كثير من الأحيان مع اضطرابات أخرى في الأذن الداخلية مثل التهاب العصب الدهليزي.[١]

أسباب التهاب الأذن الداخلية
السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بعدوى الأذن الداخلية هو الفيروسات، وتشمل هذه الفيروسات فيروسات الإنفلونزا وفيروس القوباء وفيروس إبشتاين بار وفيروس شلل الأطفال، ولكن يجدر التنويه أيضًا إلى أنّ هناك حالات قد تكون فيها عدوى الأذن الداخلية ذات منشأ بكتيري. [١]

تشخيص التهاب الأذن الداخلية
إنّ المدة التي تستمر فيها إصابة الأذن الفيروسية تعتمد على قوة الفيروس، ولكن عند علاجها بشكل سريع، فإن العدوى الفيروسية سيتم التخلّص منها خلال أيام عديدة والتي قد تصل إلى أسبوعين في أقصى تقدير وذلك دون حدوث تلف دائم في الأذن، ويجدر التنويه إلى أنّ بعض التهابات الأذن الداخلية قد تؤدي إلى فقدان السمع الجزئي أو الكلي، ويمكن أن يكون هناك أيضًا ضرر على النظام الدهليزي في الأذن والذي يُعتبَر المسؤول عن التوازن في جسم الإنسان، وإنّ الطريقة الوحيدة لمعرفة ما إذا كان لدى الإنسان عدوى الأذن الداخلية أو مشكلة أخرى في الأذن هي من خلال التشخيص الطبي السليم للأذن، فإذا كان الإنسان يُعاني من أعراض عدوى الأذن مثل: ألم الأذن والغثيان والتقيؤ والدوخة وامتلاء الأذن بالسوائل والرنين في الأذن ومشاكل التوازن أو المشي أو فقدان السمع فتجب عليه مراجعة الطبيب على الفور ليتم تشخيصه وعلاجه بشكل صحيح.

يعتمد الطبيب في تشخيصه على استخدام أداة تسمى otoscope والتي تساعد على رؤية ما يوجد داخل قناة الأذن وطبلة الأذن واكتشاف ما إذا كان هناك احمرار أو تورم أو تراكم شمع الأذن أو إذا كان هناك أية تشوهات في الأذن، ومن الجدير بالذكر أن أعراض العدوى في الأذن الداخلية مثل الدوخة وفقدان التوازن قد تتشابه مع مشاكل طبية أخرى، لذلك يقوم الطبيب -من خلال التشخيص التفريقي- باستبعاد الحالات التي قد تتسبب في أعراض مثل إصابة الرأس وأمراض القلب والسكتة الدماغية والآثار الجانبية للأدوية والقلق والاضطرابات العصبية، وفيما يأتي عدّة نقاط حول بناء تشخيص سليم يتعلّق بالتهابات الأذن الداخلية أو الوسطى والتي تتمثّل في الآتي:[١]

معظم أنواع عدوى الأذن التي تتمثّل في التهابات الأذن الوسطى هي ذات منشأ فيروسي.
عادة ما ترتبط عدوى الأذن الوسطى بالتهابات الجهاز التنفسي العلوي ونزلات البرد والتي قد تكون ذات منشأ فيروسي أو بكتيري.
الأطفال هم الأكثر شيوعًا للإصابة بمثل هذا النوع من الالتهابات نظرًا لضعف جهازهم المناعي كونه قيد التطوّر.
تشمل أعراض عدوى الأذن الوسطى ألم الأذن والحمى وامتلاء الأذن بالسوائل والقيح، وتتشارك هذه الأعراض مع التهاب الأذن الداخلية لحد ما.
تشمل عدوى الأذن الوسطى وعدوى الأذن الداخلية ضغطًا على الجيوب الأنفية والتهاب الحلق وسيلان الأنف، لكن الأعراض الأخرى كالغثيان والدوخة والتقيؤ تنحصر فقط في أعراض عدوى الأذن الداخلية.
علاج التهاب الأذن الداخلية
إن التهابات الأذن بشكل عام تكون ذات منشأ فيروسي، وفي هذه الحالة فلن تُساعد المضادات الحيوية البكتيرية في العلاج، حيث إنّ المضادات الحيوية البكتيرية تُعالج فقط الالتهابات الناجمة عن الأسباب البكتيرية ليس إلّا، وفي حالة التهاب الأذن الداخلية يمكن استخدام العلاجات الآتية: [٢]

مسكنات الألم: والتي تُخفّف من حدة الألم حتى يُعالج الجسم الالتهاب الفيروسي بنفسه من خلال جهاز المناعة، ومن هذه المسكنات الأسيتامينوفين أو الأيبوبروفين والذي يساعد أيضًا على تقليل الحمى.
استخدام خافضات الحرارة.
استخدام المضادات الحيوية: في حالة واحدة فقط، وهي استمرار الالتهاب الفيروسي مدّة طويلة، مما يعمل على إضعاف جهاز المناعة ويجعل البكتيريا الانتهازية في الجسم قادرة على التسبّب بالعدوى الثانوية "super-infection"، وفي هذه الحالة يُنصح باستخدام المضادات الحيوية البكتيرية لمعالجة العدوى الثانوية.
تصريف السوائل المتراكمة من الأذن: من خلال إجراء طبي يُسمَّى myringotomy، وذلك يعمل على تقليل الألم وتحسين السمع.
علاجات طبيعية في المنزل: تتمثّل في المحافظة على دفء الجسم والتغذية الصحيحة والغرغرة بالماء المالح ومحاولة استنشاق هواء نقي خالٍ من المحفزات ونواتج التدخين.
الوقاية من التهاب الأذن الداخلية
إن الوقاية من التهابات الأذن عمومًا بما فيها التهاب الأذن الوسطى والتهاب الأذن الداخلية تتمثّل في المحافظة على نظافة الأذن عن طريق غسلها باستمرار واستخدام القطن الطبي لمسحها بعناية وتجفيفها بعد غسلها، وتجفيفها أيضًا بعد ممارسة السباحة حيث إنّ الرطوبة هي بيئة مناسبة لنمو البكتيريا الضارة، ويجدر التنويه أيضًا إلى وجوب تجنّب التدخين والتدخين السلبي وتجنّب مُحفّزات الحساسية قدر الإمكان والابتعاد عن الاشخاص المصابين بنزلات البرد ومشاكل الجهاز التنفسي والمحافظة أيضًا على أخذ اللقاح الفيروسي قبل حلول الشتاء من كل عام.​
 

مواضيع مماثلة

أعلى