طرق علاج مرض منيير

هدير نصر

كاتب جيد
%D8%B9%D9%84%D8%A7%D8%AC_%D9%85%D8%B1%D8%B6_%D9%85%D9%86%D9%8A%D9%8A%D8%B1.jpg


ما هو مرض منيير
مرض منيير (Meniere's disease) هو أحد اضطرابات الأذن؛ وخصوصًا في القسم الداخلي من الأذن، والذي يرتبط بشكل عام بالدوار (vertigo or dizziness)، ويؤثّر هذا الاضطراب على وظيفة السمع بحيث يقلل من وتيرتها وقوتها تدريجيًا، وفي معظم الحالات يظهر المرض في أذن واحدة فقط مما يزيد من خطورة حدوث صمم جزئي، ويُعتبر من الأمراض المزمنة (Chronic diseses) ويظهر بين سن العشرين والخمسين عام في أكثر الحالات، لكن هذا لا يخفي حقيقة أنّه من الممكن أن يظهر في أي سن، وسيتم تناول أعراض هذا المرض وتشخيصه وأسبابه في هذا المقال، بالإضافة إلى الحديث عن علاج مرض منيير.

أعراض مرض منيير
إن أعراض أمراض الأذن الداخلية بشكل عام تتشابه من حيث تأثيرها على وظيفة السمع، بعض الأعراض يمكن أن تنتج عن تأثير على التغذية العصبية في الأذن وبالتالي سماع بعض الأصوات غير الموجودة (auditory hallucinations)، لكن تجب الإشارة إلى أنّ الهلاوس السمعية هذه يمكن أن تُسبّب تضاربًا في التشخيص؛ بحيث من الممكن أن يقوم الطبيب باعتبار هذه الهلاوس الصوتية ناجمة عن اضطراب عقلي وليس عن مرض في الأذن الداخلية، ولذلك يتم عادةً الإشارة إلى عدّة أعراض أخرى تخص أمراض الأذن الداخلية ومرض منيير على نحو خاص، منها: [١]

نوبات متكررة من الدوار.
الغثيان والتقيؤ الناجم عن الدوار.
في حالات متقدمة يحدث فقدان جزئي أو كلي للسمع.
سماع طنين أو رنين في الأذن (يستمر لفترة ثم يختفي ثم يعود).
الشعور بالامتلاء بالأذن (نتيجة تراكم السائل اللمف "endolymph fluid" في الأذن الداخلية).
أسباب مرض منيير
غالبًا ما يصنّف الأطباء المرض -عند عجزهم عن تعيين سبب رئيس له- على أنّه (multi factorial disease) وذلك يعني أنه مرض متعدد العوامل أو المسببات، ورغم أن الاعتقاد السائد أن تراكم السائل اللمف (endolymph fluid) كسبب مقبول لمرض منيير، إلّا أنّ هناك أسباب تٌرجّح الإصابة به، وتشمل الآتي: [١]

نوع من أنواع الحساسية في الأذن الداخلية.
أسباب جينية غير محددة؛ كاستعداد وراثي للإصابة باضطراب منيير.
إصابة في الرأس (Trauma) نتيجة حادث ما.
الشقيقة أو الصداع النصفي والذي يرتبط بالعصب (Trigeminal)؛ أو العصب القحفي الخامس.
اضطراب في جهاز المناعة.
عدوى فيروسية في الأذن الداخلية.
تشخيص مرض منيير
يساعد التشخيص المناسب في وضع خطة صحيحة تضمن تخفيف الأعراض وعلاج مرض منيير بشكل سليم، ويقوم الطبيب عادةً بإجراء عدّة اختبارات وفحوصات لوضع التشخيص المناسب، ومنها:[٢]

اختبار السمع: يتم استخدام اختبار السمع أو قياس السمع لتحديد ما إذا كان الشخص يعاني من تدهور في الوظيفة السمعية، وفي هذا الاختبار، يتم استخدام مجموعات من سماعات الرأس التي تبث اهتزازات معينة لقياس قوة السمع لدى المريض، وفي حالة تدهور هذه الوظيفة يشتبه الطبيب بعدة أمراض في الجهاز السمعي، ومنها مرض منيير، يمكن أن تتسبب مشكلة في الأذن الداخلية، أو في العصب في الأذن في فقدان السمع.
اختبار electrocochleography: يستخدم هذا الاختبار لقياس النشاط الكهربائي في الأذن الداخلية، وذلك لكي يتحقق من وظيفة الأعصاب السمعية ومركز السمع في الدماغ.
اختبارات التوازن: يتم إجراء اختبارات التوازن لفحص وظيفة الأذن الداخلية، وفي حالة كان الشخص مصاب بمرض منيير سيكون لديه استجابة مخفّضة للتوازن في إحدى أذنيه، خلال هذا الاختبار، سيتم دفع كل من المياه الساخنة والباردة في الأذن، الماء يحرّض وظيفة التوازن الخاصة، سيتم تعقب حركات العين اللا إرادية، وأية تشوهات أو حركات غير طبيعية يمكن أن تشير إلى وجود مشكلة في الأذن الداخلية.
اختبار كرسي الروتاري: يظهر هذا الاختبار فيما إذا كانت المشكلة ناتجة عن خلل في الأذن أو في الدماغ، في هذا الاختبار، يتم تسجيل حركات العين بعناية أثناء تحرك الكرسي.
الاختبار الدهني المحتمل للدم العضلي (VEMP): يقيس هذا الاختبار حساسية الصوت في دهليز الأذن الداخلية، ويساعد على تحديد الجزء الذي لا يعمل فيه نظام التوازن الأذني بشكل صحيح.
اختبارات أخرى: يمكن أن تسبب المشكلات المتعلقة بالدماغ، مثل التصلب المتعدد (MS) أو أورام المخ أعراضًا مشابهة لمرض مينيير، لذلك قد يطلب الطبيب اختبارات لاستبعاد هذه الحالات وغيرها في التشخيص التفريقي، مثل: إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي أو تصوير مقطعي.
علاج مرض منيير
يتطلّب علاج مرض منيير -كونه من الأمراض المزمنة- وقتًا طويلًا، وكعادة الأمراض المزمنة فهي ليس لها علاج نهائي، وإنّما محاولة التخفيف من الأعراض قدر الإمكان والتعايش مع المرض ومحاولة الحدّ من التدهور الذي يمكن أن يحصل في الوظيفة السمعية، ومن طرق علاج مرض منيير والتخفيف من أعراضه: [٢]

العلاج الدوائي: ويشمل الأدوية التي تخفّف من أعراض الدوار والغثيان والتقيؤ (الاستفراغ المستمر)، وتشمل أيضًا الأدوية مدرات البول التي يمكن أن تقلل من تراكم السوائل في الأذن الداخلية "endolymph fluid".
العلاج الجراحي: في حالات معينة لا تنفع معها مدرات البول، يتم إجراء عملية جراحية لاستخراج سوائل endolymph fluid من الأذن الداخلية، ومحاولة عمل كيس لمفي لتصريف السوائل التي تتراكم مع مرور الوقت عبر الأذن الوسطى.
العلاج الفيزيائي أو البدني: من وسائل علاج مرض منيير هي محاولة إعادة التأهيل لمنطقة الدهليز في الأذن وذلك من أجل التقليل من أعراض الدوار، ويتم ذلك بواسطة معالج طبيعي مُدرَّب على إجراء تمارين لتحسين التوازن بين الدماغ والأذن.
تركيب جهاز تحسين السمع: في الحالات المتقدمة وعند الفقدان الكلي أو الجزئي للوظيفة السمعية يقوم الطبيب بتركيب جهاز لتحسين السمع من أجل تحسين الوظيفة السمعية للمريض قدر الإمكان.
طرق الوقاية من مرض منيير
بعد الإشارة إلى علاج مرض منيير، يجدر ذكر بعض التدابير التي تحمي من الإصابة بهذا المرض، والتي تأتي على شكل تدابير وقائية تخص النظام الحياتي والنظام الغذائي على وجه الخصوص، وتتمثل في:[٣]

تجنّب التعرّض قدر الإمكان للملوثات الصوتية والضوضاء.
التخفيف من مستويات الملح في الطعام.
تجنّب التبغ بكافة أشكاله.
تجنّب الكحول بشكل عام.
الابتعاد عن الأحداث التي تثير القلق والتوتر.​
 

مواضيع مماثلة

أعلى